بكل بساطة تحليلية أستطيع شخصيا استخلاص أن عبرة عظيمة لجميع أبناء البشر تكمن في هذه الحالة, حالة أن يصلب لصان على جانبي رب المجد يسوع, و أن يتحول أحد هذين اللصين من مجرم و سارق و فاعل آثام و شرور كثيرة, أن يتحولّ هذا اللص إلى إنسان آمن بوحي من رغبة أكيدة في الاعتراف و في الاقتناع بأنه يحتاج إلى هذه القوة و هذا الدعم إذ أعلن إيمانه و خلص, فيما الثاني لم يتحرك ضميره و لم يؤنبه و لم يتراجع حتى في آخر لحظات حياته و أصعب الأحكام فهذا يعني أنه مصر على فعل الشر و أنه ليس راغبا في التوبة و نيل الغفران. إنهما أنموذجان عن الإنسان الصالح و الإنسان الشرير و هما في واقع الحياة اليومية. كما أن العظة الأهم هي أن إمكانية الإنسان في الخلاص قد تتحقق بكل تأكيد عندما تتوفر لديه الرغبة الصادقة في التخلي عن ماضيه و عن شروره فالرب أب رحيم قادر على غفران الخطايا. علينا أن نعي هذا الدرس و نفهم منه أن وجهي الخير و الشر موجودان في هذا العالم و هذان اللصان يمثلان حقيقة هذين الوجهين. شكرا لك يا أخي زكا و كل عام و أنتم بخير
__________________
fouad.hanna@online.de
|