عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-06-2005, 10:26 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,132
افتراضي همسة عشق

همسة عشق

أيتها المرأة المغرورة هل نسيت كيف كانت حروف شهوتي تتدفق فوق صفحات

عنفوان جسدك الملتهب نظماً مبدعاً و إمتاعاً أسطورياً؟ أنسيت أيّتها المرأة

المعتّقة بشذا الأبنوس والقابعة في جوانب المتعة السرمدية ونحن نلقي بزجاجات

انتشائنا الفارغة تحت قدمي رغباتك المتأججة لنبدأ بفتح واحدة أخرى؟ ألم تكن

تموّجات دلعك تفيض على الجوّ بهاء الرغبة أكثر لممارسة حماقات عدم الاكتفاء

وحيث كانت تدور اسطوانة تفاعلات الدّاخل الكامن فينا منصهراً فيك وصاهراً

كلّ معادن الأنوثة ليسبك منها طرازاً تهالك من أجله كلّ ثبات لنا وخرّ صريعاً

ليعبّر عن الإعجاب بهذا الخلق المفرد؟... وتدور... وتدور ونخلق من أسطورة

أوهامنا طرازات أخرى من هيكل أنوثتك وتستمرّ في دورانها لتعلن أبدية المتعة

وجبروت سلطانها.

أيتها المرأة أبقيَ بعد كلّ هذا من غرورك شيء؟ وهل بقيت من خمور أنوثتك

أقداح أخرى ملأها شبقك الأنثويّ لنأتي عليها هي الأخرى؟ لقد انتصر اللاوعي

وانصهرتْ الأحاسيس وتعانقت الرّغبات كلّها في بوتقة الضياع الأحمر فسقطنا

في هوّة ماديات الجسد واختلطتْ معايير حبال الكون، وكان سقوطاً هائلا ومريعاً

وأنت تعلنين انتصاراً تلو الآخر على قوافل الرّغبات القادمة إليك للتبرّك بنيل كافة

صنوف المتعة!

***

همسةٌ إلى صديق الأمس

صديقي العزيز...حنّتْ إليك مواجعي وهفا فؤاد ماضينا المشبع بنسائم من طيب

الذكرى وعبق الشباب، فجلستُ إلى هدوء نفسي أستشفّ ممّا قد مضى بعض

جماليات الخيرالتي كانت فيه، وطيبة الروح وبراءة ما كان لنزق طفولتنا واعتداد

شبابنا بنفسه، أن يعكّر من صفوها شيئاً، وشئت أن أنساق متحاملا على نفسي أولا

ثمّ عليك أنت، وأنا أجيز مقارنات لا تخرج عن حدود كونها خاطرة هوجاء

وتفاعلاً داخليّا أحسستُ به البارحة وأنا أقلّب ألبوم صور لسنوات زادتْ عن

الخمسين، وألمح في تلك الوجوه التي أتأملها براءة الحياة بشكل من أشكالها

وبساطة التصرّف ونبل الوفاء...حاولتُ أن أخلط بين ألوان تلك اللوحات الطبيعية

لأستدرك موقفاً أو أستشفّ تسيّباً ما في إيماءة أو لمحة تحدّث عن غير الصدق

والوفاء والروعة فلم أجدْ، ثمّ ألقيتُ بالألبوم على الطاولة، إلى حيث يركن كأس

الشاي الذي تعوّدت على احتسائه كلّ صباح، أو كل وقت تدفعني الرغبة إلى

الكتابة أو القراءة، يدفعني هوس هذه الكتابة إلى خوض غمار فكرة أو نظم

مقطوعة شعرية وأنا أقول في ذاتي: أيعقلُ أنْ تنحدر هذه السنوات الخمسون إلى

درك نسيان عميق موغل في جهله وتجاهله، يعيش في عتمة حالكة لا يشاء أن

يرى نور هذه الأيام؟ لكني أحاول أن أقطع شكّ تساؤلي بيقين ردّ عفوي لم أشعر

به إلا وهو يتناغم ويتوالف مع تصوّراتي فكانت المفردة خير معين للخروج من

هذه الورطة، وكان الرّد العفويّ القائل: لكل عذره وظروفه، ولكلّ حياته التي

يريد أن يمارسها كما يحلو له. مع أن هذه الإجابات لم تكن خيالية بل هي كانتْ

من صميم الواقع الإنساني وهي تحدّث عن عمق مأساته في عصر اختلطتْ فيه

الأمور وتشعّبتِ الرؤى وتباينتْ من خلال تنافس المصالح وتسابق الأنانيات، غير

أنها لم تكن أجوبة لتشفي غليلي وتوقف طموح ذكرياتي عن هيجان جروحها التي

تفتّقتْ، فتّقتها لحظة انفراد وخلوة هادئة مع النفس و أنا أنظر لخمسين سنة إلى

الوراء. أعذرني يا صديقي، لأن الذي كان بيننا ذات يوم، كان أكبر من أن يترك

مثل هذه التراكمات الحاصلة عليه، شبح هذه السنين الموغلة في قدم ماضيها على

الأقلّ بالنسبة لنا، هذه التراكمات أعتمتْ رؤية كان لها أن تستمرّ لنؤقلم ذلك

الطيش الشبابي القديم مع رزانة واتزان شيخوختنا الحالية هذه الشيخوخة التي

أرى شموعها تذوي واحدة تلو الأخرى وليس بالمقدور فعل شيء، إنها سنّة الحياة

يا صديقي العزيز وكم كان بودّي لو اتكأ أحدنا على الآخر في هذه الدوّامة من

الحياة ليحمل عنه بعض العبء ويخفف منه ما أمكن، وها هي الشمعة التي

أوقدتها وكعادتي كلّ صباح هي الأخرى تذوي رويداً، رويداً لتعلن ما نخاف منه!

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-06-2005 الساعة 08:32 PM
رد مع اقتباس