Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   خواطر و مشاعر (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=249)
-   -   رسالة الى أخ صامت (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=7278)

georgette 14-10-2006 01:25 AM

رسالة الى أخ صامت
 
رسالة الى أخ صامت
كنت وحيدة لأهلي، وكان لي كل ما أشتهيت...كنت جميلة جدا، ولم يكن هناك أي شيء لم يؤمنه لي والدي... فرحت جدا لما أخبرتني أمي بأنها حامل، وربما تحمل في أحشائها أخ لي...
كنت أتخيلك، أجمل طفل في العالم، وكيف سنلعب، ونضحك سوية... لدى ولادتك، تأملت يداك ورجلاك الصغيرتان، وكنت معجبة بك جدا... أتيت الى بيتنا، فأخذت أري صاحباتي كم كنت جميل، لكن، ما أن أدركت الشهر الخامس من العمر، حتى إبتدأت أمي تشعر بأن هناك شيء ليس على ما يرام، كنت وكأنك لا تتحرك كثيرا، وتبدوا على أطرافك وكأنها مشنّجة، حتى صراخك، كاد يشبه صراخ القطة...
أخذتك أمي الى العديد من الأطباء، وأخيرا، أخبرنا الطبيب الثالث عشر بأنك تعاني من مرض يسمى ب" صراخ القطط" وبالفرنسية "Cri du Chat"، فسألت، الطبيب أنذاك عما يعني، فنظر إلي بحسرة وأجابني بصوت حزين... لن يستطيع أخوك الكلام ولا حتى السير على رجليه...
صعقت والدتي لهذا النباء، أما أنا فغضبت جدا...لدى ذهابنا الى البيت، أخذتك أمي بين ذراعيها، واحتضنتك، وأخَذَت تبكي وتبكي...أما أنا، فأدركت بأنه سرعان ما سيتفشى الخبر، فتنكرت لك، ورفضتك، أخذت عهدا في قرارة نفسي بأن لا أحبك...
أما أبي وأمي فتضاعفت محبتهم، وإهتمامهم بك، وهذا ما جعل مرارة في داخلي، وعلى مرور الزمن تحولت المرارة الى غضب، والغضب الى كراهية...
مرت الأيام، وأصبح عمرك 4 سنوات، وكنت لم تزل غير قادر على السير ولا حتى الزحف... فكانت أمي تحاول بكل قواها أن تعلمك... لكنك لم تستطيع... بل كنت تبكي، بصوتك الغريب، صوت القطة... لكن أمي لم تفشل، ففي يوم، حدث ما قال عنه الأطباء، بأنه مستحيل... لقد زحفت على رجليك... لدى رؤية أمي زحفك... علمت في داخلها، بأنك ستسير يوما ما... فكانت تلبسك "الحفاض" وتتركك على الحشيش، كان هذا يزعجك جدا... فكنت تزحف على رجليك لترجع الى البيت، لكنها كانت تعيدك، كنت أحيانا اراك من الشباك، وأشعر بإنزعاجك فأبتسم...
لكن في يوم من الأيام، رأتك أمي تقف على رجليك، ثم ببطئ تسير من على الحشيش... لم تمتلك أمي مشاعرها... إذ ملئ الفرح والدموع وجهها... فنادت والدي، وأخذ الجميع بالبكاء من كثرة الفرح... وعلى مر السنين علمتك أمي أن تتكلم، ثم القراءة والكتابة... بعدها إبتدأت أشعر بأنك أخي، فحننت عليك... فكنت أحيانا أشتري لك بعض الألعاب، وكنت تكافأني بإحتضانك لي تعبيرا عن سرورك...
لكن، في ميلادك العاشر، شعرت بإلم حاد في رأسك، قال لنا الطبيب، بأنك مصاب بال Leukemia ، كادت أمي تنهار، ولم أقدر أنا أن أتمالك دموعي... ففي تلك اللحظة، أحببتك أكثر، لم أعد أرغب بمفارقتك... كان الأمل الوحيد أن يوجدوا لك نخاع للعظم يناسب معك، لكن لم يكن الأمر بسهولة، وسأت صحتك، خاصة من كثرة المعالجة الكيمائية Chemo-therapy .
ففي الشهر الأخير من حياتك، أذكر كيف طلبت أن أجلس بجانبك، ثم ذكرتني بالألعاب التي إشتريتها لك، فأخذت أبكي... ثم أعادوك الى المستشفى، وفي الليلة الأخيرة، طلبت مني أن أعطيك كي تشرب، ثم أن المس يداك، إبتدأت الدموع تنهمر من عيوني، كنت تحاول الكلام، لكن وكأن الكلمات لم تعد تخرج من فمك... قلت لك أنا أحبك يا أخي...وسأبقى أحبك... لا تخف... بعد قليل ستكون مع الله في السماء...
وما هي الا لحظات حتى توقف تنفسك... أخذ الجميع بالبكاء، أنا وأمي وابي... بكينا حتى لم يعد لنا قوة على البكاء... أخيرا ذهبت يا Patrick ، تاركا إيانا ههنا...
لقد علمتني أن أحب، وأن أشكر، أشكر الله على كل شيء، أرضى بكل ما أعطاني إياه الله، علمتني أن أقتنع بالقليل الذي لي، علمتني أن أنظر ليس الى، ما لا أملك، بل كم هو الكثير الذي أملك... علمتني أن أحب، وفوق كل شيء، أن أقدّر عطية الله لي في كل يوم...

شكرا لك يا أخي الحبيب... أختك المحبة سارة...

نبيل يوسف دلالكي 14-10-2006 10:51 AM

أختي العزيزة جورجيت المحترمة
تحية طيبة وبعد
قصتكم حلوة جداً ورائعة ويسعدني بأن من أوائل من قرأها على ما يبدو وهي مؤثرة وبصراحة دمعت عيوني عندما قرأتها يا أختي هذه هي الحياة الف شكراً لكِ

georgette 14-10-2006 03:41 PM

نعم يا ايها الاخ الصادق هذه هي الحياة
فرغم جمالها الخلاب انما شرسة ولا تشبعها التضحيات
ورغم عطاءاتها الكثيرة انما سلبها اكبر
ولكن عزائنا هو اننا من كل مآساة ناخذ درسا جديدا
وبكل لحظة ضائعة نستمد امل جديد
ولطالما ايماننا كبير وقلوبنا رحمة وواثقة بقوة الله وعطائاته فلن ننكسر ولن نخسر لا بل سنتقوى ونثبت
تشكر اخي نبيل ويسعدني بصدق مرورك الجميل
اختك جورجيت

الياس زاديكه 14-10-2006 03:54 PM

عشتي ياأختي على سردكي هذه القصة المثيرة والمشوقة والمؤلمة !!! إنها سنة الحياة فيجب أن نقتنع بما يهبنا به الله وإلا لا نستطيع أن نتتم مسيرتنا بالحياة.
شكرا أختي قصة جميلة ومعبرة
تقديري ومحبتي
ألياس

athro 14-10-2006 04:00 PM

لقد علمتني أن أحب، وأن أشكر، أشكر الله على كل شيء، أرضى بكل ما أعطاني إياه الله، علمتني أن أقتنع بالقليل الذي لي، علمتني أن أنظر ليس الى، ما لا أملك، بل كم هو الكثير الذي أملك... علمتني أن أحب، وفوق كل شيء، أن أقدّر عطية الله لي في كل يوم...
شكرا لك يا أخي الحبيب... أختك المحبة سارة...


وأنا بدوري أشكر ساره على هذه القصه الانسانيه الرائعه
وكل الشكر للأخت جورجيت والتي عرفتنا على قصة ساره وأخيها
مع تحيات
اثرو

georgette 14-10-2006 04:07 PM

وعميق شكر لكما الغاليان
الياس
اثرو
لمروركما الرائع ولاضافتكما المذوقة
دمتما بمحبة الله

joumana 14-10-2006 07:04 PM

تشكري يا بنت عمي على هذه القصة المؤلمة والمؤثرة فعلآ لا نريد شئ أكثر مما يهبنا به الرب
ويجب أن نقتع بما عندنا ونقول للرب أريد رحمة لا ذبيحة

SamiraZadieke 14-10-2006 10:33 PM

كم فقدنا من نحب ولكن أملنا الوحيد هو باجتماعنا بهم بملكوت السموات هذا إن كان لنا عزاء اللقاء بمخلصنا وكم أعطانا الرب وماأجمل عطاياه ونشكره على كل شيء
رائعة هي هذه القصة الحزينة ورائعة هي سارة بإيمانها القوي ورائعة أنت لما تقدمينه لنا ياام ماتياس الغالية..

georgette 14-10-2006 11:57 PM

محبتي لكما حبيبتا قلبي سميرة وجومانا
القناعة هي الابدية والرضى هو الوصول
الف شكر فمروركما رائع ويسعدني دائما

fouadzadieke 22-10-2006 02:41 PM

قصة مؤثرة وجميلة يا أختي جورجيت تسلمي يا رب واعطنا المزيد من هذا الجمال وهذه الروح الفكرية الطيبة.


الساعة الآن 08:44 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke