Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   المنبر الحر ومنبر الأقليات (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=94)
-   -   وهل يجدي الاعتذار أو ينفع معهم أي حوار ... ؟ (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=6856)

Bassam 21-09-2006 03:46 PM

وهل يجدي الاعتذار أو ينفع معهم أي حوار ... ؟
 
وهل يجدي الاعتذار أو ينفع معهم أي حوار ... ؟


الإساءة للإسلام ونبيه مرة أخرى......هذه الأسطوانة المشروخة مجدداً بعد أشهر من أزمة الرسوم الدنماركية وما رافقها من هياج رعاع المسلمين هنا وهناك، والآن محاضرة البابا و غداً موقف تلك الجهة وبعد غد تصريح ذلك المسؤول...
وهكذا قد اصبحت حال غوغاء المسلمين أشبه بحال الثور الهائج في حلبة مصارعة الثيران يستشيط حنقاً وغضباً كلما أبرز له الشيخ الإمام الراية الحمراء ليجره خلفها كما يفعل منذ ألف واربعمائة سنة وإن اختلفت أشكال الرايات (الطريقة) إلا أن الوسيلة والأسلوب واحد (اللون الأحمر) والغاية تبقى واحدة وهي استعراض المهارات و الفنون في كيفية التحكم بهيجان الثور وتوجيه غرائزه وتوظيف هيجانه... ولا بأس فيما إذا سقط الحيوان الثور في نهاية الاستعراض صريعاً مضرجاً بدمائه وهو لايدري لماذا، طالما الاسطبل مليء بالثيران الجاهزة لجولة استعراض جديدة.....

البابا الحالي بينديكت السادس عشر والكاردينال السابق جوزيف راتسينغر هو أول حبر أعظم يجلس على كرسي الفاتيكان ممن تعمقوا في دراسة الإسلام وسبروا أغوار تعاليمه لذا فهو البابا الأول الذي يريد دخول الحوار مع الإسلام من الباب الصحيح وهو يعلم أنه باب ضيق لكنه الوحيد الذي من الممكن أن يؤدي إلى نتائج عملية وحقيقية لهذا الحوار، وهو يدرك تماماً أن كل ما يتم الحديث عنه من تفاهم وتآلف بين المسيحية والإسلام ليس إلا كلام إنشائي يخفي نار خامدة تحت الرماد لم ولن يتوانى المسلمون عن إشعالها مجدداً كلما مروا بأزمة متهمين الطرف الآخر بالعنصرية الدينية التي اصبحت شماعة جاهزة يلقون عليها كل خلافاتهم مع الغرب رغم يقينهم أن تلك الخلافات لا تمت للدين بصلة.

بابا الفاتيكان والزعيم الروحي لأكثر من مليار كاثوليكي على سطح الكرة الارضية يدرك أكثر من غيره وبحكم موقعه وما توصل إليه بعد عقود من الدراسات اللاهوتية والفلسفية المعمقة أن شق طريق الحوار الإسلامي المسيحي تعترضه أزمة حقيقة في جوهر الإسلام وأن أي حوار مع هذا الإسلام لن يكتب له أي بداية مثمرة إلا بعد أن يتجاوز المسلمون ما سبق أن تجاوزه المسيحيون وهو عقلية القرون الوسطى المتحجرة و الرافضة لإشراك العقل في الدين، ومن هنا يمكن فك رموز محاضرته مثار الجدل و قراءة ما بين سطورها.

لقد مرت المسيحية بعصور لا تخجل الكنيسة من تسميتها بالعصور الظلامية والتي ساد فيها الفكر التكفيري والاستقصائي بصورة بشعة نتيجة فصل الدين عن المحاكمة العقلية، ولم تخرج الكنيسة و معها أتباعها من تلك الفترات العصيبة إلا مع ظهور تيارات إصلاحية أفسحت المجال لعقول منفتحة و مشيئة صادقة لدى النخب الكنسية سواء الكاثوليكية أوغيرها وضعت الفكر المسيحي ومؤسساته على الطريق الصحيح والمنهج السليم الذي أوصل المجتمعات الغربية الى ماهي عليه الآن من رقي أخلاقي و فكري و حضاري.

لكن المشكلة في الإسلام أعقد بكثير مما مرت به المسيحية في القرون الوسطى، ذلك أن المخاض العسير الذي تجاوزته الكنيسة منذ قرون مع كل ما رافق هذا المخاض من جهل وتخلف وعنف وتسلط، كان نتيجة ممارسات خاطئة لقادة الكنيسة وأتباعها ليس لها أي مستند أو أساس في الشرائع المسيحية بل على العكس كان كل ما حصل يتاقض تماماً مع ما يدعو إليه الكتاب المقدس وتعاليمه ولاينسجم أبداً مع جوهر المسيحية وسيرة مؤسسها يسوع المسيح خلال سنين حياته على الأرض ويتنافر بالمطلق مع المبادئ التي وضعها خلفاء المسيح وتلاميذه ووثقوها في أعمالهم ورسائلهم.

أما ما مرّ ويمر به الإسلام وأتباعه منذ نشأته وحتى الآن من مظاهر عنف وتكفير وإراقة للدماء مع كل ما رافقها ويرافقها اليوم من انحطاط وجهل ورفض لأبسط قيم الإنسانية ومبادئ العقل، فهو مستند على نصوص شرعية وتعاليم روحية من جوهر القرآن والسنة النبوية،لا بل إن مسلمو اليوم الملتزمون بتعاليمه وحرفيته هم بن لادن وأتباعه ممن لم يجيئوا بشيء جديد من عندهم إلا ما تفرضه عليهم الشريعة الإسلامية التي أرسى قواعدها ومارسها نبي الإسلام و صحابته ووثقوها في المصحف وغيره من كتب السيرة النبوية......وهنا الطامة الكبرى.

بابا الفاتيكان الحالي واع تماماً لسذاجة وعدم صدقيّة ومصداقية كل من يريد إخفاء حقيقة مؤكدة أومنع ظهورها وتداولها في العلن، وهي حقيقة أن المسيحيين والمسلمين لايعبدون إلهاً واحداً ولذا تختلف سماوية دين كل منهما عن الآخر اختلافاً جذرياً، فبينما يصلي المسيحي لإله محب مضّحي ومتسامح يدعو للخير فيعبده بروحانية لاتنفصل عن العقل،يتبع المسلم إلهاً آخر جبّار ماكر ومنتقم يشّل الأدمغة وينمي بذرة الشر، ومع ذلك تسمع منافقين من الديانتين يتشدقون بأنهم يعبدون نفس الإله.

هل ينبغي على البابا أن يعتذر...؟ لكن لمن عليه أن يعتذر...؟

البابا ومعه كل مسيحي يجب أن يعتذر بحرارة وصدق أمام الله ويطلب الغفران منه لأنه ارتضى حتى الآن أن يجامل الآخر على حساب عقيدته، ولم تكن نتيجة تلك المجاملة سوى زيادة تطاول الآخر عليه وعلى عقيدته.

أما في الطرف الآخر فمن لا يفهم اعتذار ولن يجدي معه أي تفاهم أو حتى حوار هم جموع الأئمة والشيوخ مبتدعي الفتاوى والأفكار الذين ورثوا عن أسلافهم اصطبلات الثيران والخيول ومراعي المواشي والعجول ومداجن عن دواجنها الحديث يطول... ويطول .


بسام الياس



fouadzadieke 21-09-2006 06:47 PM

شكرا لك يا أستاذ بسام لهذه المداخلة الجميلة وقد وضعت النقاط على الحروف فهذا هو الواقع وما نظل نسمعه كل يوم من عبارات الحرب الصليبية وعبدة الصليب والكفرة وأصحاب النار وغيرها بقصد التهكم والإساءة والذم والتعيّير من خلال التصريحات النارية التي لا يُحاسب أصحابها على وقاحتهم ولو وقعت حرب دينية فهل ستقوم للإسلام قائمة؟ ولو امتلكت الدول الإسلامية ما تمتلكه الدول المسيحية من قوة وسلاح فهل كانت ستتوقف عن إجبار الناس بالقوة على الدخول في الإسلام؟ ولكن تبقى الدول المسيحية "الصليبية" كما يحلو للمسلمين تسميتها أكثر إنسانية وعدالة عقلا وضميرا حيا من تلك الثيران الهائجة على طعم وبدون طعم وثلاثة أرباعهم لا يفقهون مما يجري من حولهم شيئا بل هم يطبلون متى شيوخهم طبلوا ويزمرون متى أئمتهم زمروا! هذه هي الحال عند هذا الشعب المتخلف على مبدأ هلّوا واحنا نهلّ وسيروا ونحن من ورائكم!


الساعة الآن 09:27 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke