النهار 28/8/2006
رأى النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام ان الحرب الاسرائيلية على لبنان لم تنته بعد، وأنه يمكن اللبنانيين تفادي جولة ثانية من المعارك بوحدتهم الوطنية وبالتفافهم حول حكومتهم. وأعرب عن اعتقاده ان التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ستوصل الى إتهام الرئيس بشار الأسد.
وفي مقابلة اجراها معه الزميل علي حماده في \"برنامج \"الاستحقاق\" في \"تلفزيون المستقبل\" من باريس، قال خدام إن \"الحرب الاسرائيلية على لبنان لم تنته، لذا لا نستطيع الحديث عن نصر أو عن هزيمة\" بين اسرائيل و\"حزب الله\" الذي \"تمكن من التصدي للآلة الحربية الاسرائيلية\"، بيد أن \"اسرائيل حققت احد أهدافها الرئيسية، وهو تدمير لبنان\". واضاف ان \"لا أحد يستطيع ان يفصل الصراع بين لبنان واسرائيل عن مجمل أزمة\" منطقة الشرق الأوسط، وأكد ان \"الضمانة الحقيقية لمنع حصول جولة ثانية من الحرب، تقوم على عنصرين، الأول هو الوحدة الوطنية اللبنانية، والثاني قبول جميع الأطراف اللبنانيين بأن الحكومة هي صاحبة القرار والمسؤولة عن سيادة اراضيها\".
ولفت الى أن الرئيس السوري لم يدخل الحرب ضد اسرائيل \"لأنه يخشى ان تتطور المعركة لتصل الى سوريا\"، فضلاً عن أن \"بلداً انهكه الاستبداد والفساد، لا يمكنه أن يتحمل عبء الحرب\".
وجدد حملته العنيفة على الأسد، واصفاً خطابه الاخير أمام اتحاد الصحافيين السوريين بانه خطاب طالب ثانوي مراهق\". وتحدث عن \"ازدياد عزلة سوريا\" بسبب سياسات رئيسها، وعدّد \"أوجه الفساد\" السائدة داخل نظام الحكم السوري الذي \"تتحكم فيه اسرة الرئيس الأسد\"، متسائلاً: \"كيف تكون الممانعة اذا كان الشعب السوري يعاني الفقر والبطالة والاضطهاد؟\".
وكشف أن \"الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد اتخذ قراراً منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 بعدم تحريك جبهة مرتفعات الجولان السورية\"، مفضلاً \"استنزاف اسرائيل في لبنان\" عبر المقاومة.
وأوضح ان \"المعارضة السورية لا تهدف الى حل الدولة، بل الى تغيير النظام\"، مضيفاً ان \"لا أحد في سوريا مستعد لأن يقاتل من اجل نظام يراه فاسداً\". واعتبر أن \"الطائفة العلوية في سوريا هي أكثر المتضررين من بيت الأسد\".
وفي موضوع العلاقة بين لبنان وسوريا، أبدى خدام استعداده لبرنامج خاص يتحدث فيه عما حصل في لبنان الذي تسلم ملفه منذ عام 1970 حين كان وزيراً للخارجية حتى عام 1992 \"عندما تخليت عن الملف اللبناني\"، وكذلك استعداده للاعتراف \"بأخطائه وباخطاء الآخرين\". وشدد على انه \"مؤمن بسيادة لبنان واستقلاله... ويجب التعامل بين لبنان وسوريا من دولة الى دولة\". وأعلن تأييده \"ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، بما في ذلك منطقة مزارع شبعا. هذا يجب ان يحصل... والنظام السوري يتخذ الاحتلال ذريعة لعدم ترسيم الحدود... ولابقاء مزارع شبعا كمسمار جحا بين البلدين\".
وقال ان للنظام السوري هدفين حالياً، الأول \"جر لبنان الى فتنة داخلية من اجل طمس الحقيقة في قضية اغتيال رفيق الحريري\"، والثاني \"طموحه للعودة الى الساحة اللبنانية\".
وأعرب عن اعتقاده ان تصريحات الأسد \"أساءت الى حزب الله\"، لأن الرئيس السوري\" اتهم فريقاً اساسياً في لبنان بأنه منتج اسرائيلي\"، بينما يتحدث الامين الام لـ\"حزب الله\" السيد حسن نصرالله عن الوحدة بين اللبنانيين.
واعلن ان ثلاثة اشخاص في لبنان اسقطوا اتفاق 17 ايار، وهم أولاً رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حركة \"امل\" (آنذاك) نبيه بري ورفيق الحريري، مشيراً الى أن النظام السوري \"قتل الحريري\" ووضع جنبلاط \"على لائحة القتل\" و\"همش\" بري الذي \"كان المسؤولون السوريون يهددونه كما كانوا يهددون الحريري\".
وفي التحقيق الدولي في اغتيال الحريري، لاحظ خدام ان \"هناك اختلافاً في الاسلوب المهني\" بين الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية المستقلة المحقق الالماني ديتليف ميليس وخلفه القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، وان \"التحقيق سيصل الى حقيقة من ارتكب الجريمة، الى بشار الأسد، الى بشار الأسد، الى بشار الأسد\"، لانه \"ما من قرار أمني يتخذ في سوريا الا بموافقة رئيس الدولة\".