Forum of Fouad Zadieke - * لماذا أصبح ماء البحر مالحا*

اعزائي القراء سابدأ بسرد قصة آرامية سريانية عليكم بين الحين والحين سأبدأ اليوم بقصة
* لماذا أصبح ماء البحر مالحا*
كان يا ما كان كان في رجل فقير جدا في احد الأيام قالت له زوجته: آخ يا رجل انهض وباشر عملا ما مهما يكن !! فسألها كيف وماذا أستطيع أن أعمل؟ فأجابته: أي شيء، على سبيل المثال جمع حطبا وسنقوم ببيعه وهكذا نكسب لقمة عيشنا امام الرب، سنشتري خبزا وطعاما لنستطيع إعالة الاولاد ونشبع نحن ايضا. نهض الرجل وركب حماره ثم غادر البيت متكلا على الله.
وصل إلى البرية وجمع بعض الاعشاب وعاد بها ثم باعها .اشترى بمحصوله القليل من الخبز وبعض الطعام ثم عاد الى البيت فتناول مع زوجته واولاده كل الطعام.
استمرالوضع عدة اسابيع بعدها قالت الزوجة: يا رجل ألا تستطيع تطويل مشوارك وتكبير ساحة عملك علك تجد كمية اكثرمن الاعشاب وتستطيع بعدها شراء اكلا اكثر نشبع به؟
فعل الرجل ما طلبته زوجته وبينما هو يقسم ويقطع الخشب انفتحت مغارة امامه فجأة وعلى باب المغارة كانت يافطة مكتوب عليها ما يلي ،، يجب مغادرة المغارة بعد 5 دقائق ،،
دخل الرجل في الطرف الخلفي من المغارة فرأى كومة من الذهب وبدأ بتعبئة اكياسه. ثم نظر الى الامام فرأى كومة من الاحجار الكريمة الثمينة فقام بافضاء اكياسه من الذهب قائلا: سأعبئ من الاحجار الكريمة فهي أثمن. وبينما هو يعبئ الاحجار أخذ يسأل نفسه: ربما مضت ال 5 دقائق وفات الاوان فهرع الى المخرج دون أي شيء بيديه وعند معبر المغارة وجد حجر للطحن فأخذه وخرج من المغارة ومباشرة سد باب المغارة خلفه ، عندها قال لنفسه: يا للجشع الى اين اوصني!!!لو عبأت كيسي بالذهب وخرجت لكنت حققت شيئا ما، أما الان فماذا لدي سوى هذا الحجر البسيط وما النفع منه؟
ساد الظلام وعاد الى البيت مكسور الخاطر فسألته زوجته: ماذا جلبت معك اليوم؟
فأجاب: قسما بالله لم أجلب لك اليوم سوى هذا حجر الطحن!
فقالت الزوجة: يا رجل، ماذا سنفعل بهذا الحجر؟
فقال الرجل: يا امرأة، بحق الله حصل معي كذا وكذا.... وطمعي أوصلني لهذه المرحلة
فقالت الزوجة:عندنا طنجرة نشيفة فدعنا نطحنها ونطبخها لنأكل منها ونطعم الاولاد كذلك
جلس الاثنان خلف حجر الطحن وبدؤوا بدورانه . عندما انتهوا من طحن طنجرة النشيفة استمر الحجر بالطحن لوحده حتى حصلوا على كمية كبيرة شبعوا كلهم منها. فقالت الزوجة : يا الهي ان الحجر ذو فائدة عظيمة ليته يستطيع طحن الخبز لنا ايضا
فأجاب الرجل: دعينا نجرب! كم كانت الدهشة كبيرة عندما بدأوا ببرم الحجر وأخذ الخبز يخرج جاهزا طازجا /كأنه من فرن دنحو الفران/
يا له من حجر ذومنفعة كبيرة فها نحن شبعانين أكثر من أي يوم مضى!!!
ستكون فرحتنا أعظم إذا استطاع الحجر الطحن ثم اخراج الذهب، فقالت الزوجة: دعنا نجرب!!
وبالفعل أخذ الحجر يرمي ذهبا، عندما رأوا ذلك استمروا بالطحن حتى اصبح عندهم كومة من الذهب.
قال الرجل: يا إمرأة اننا سعيدين جدا بوضعنا الآن نستطيع ان نشتري مانريد، ان نأكل ما نريد ولا ينقصنا شيئا، الآن نريد ان يرانا الناس بوضعنا ونعزم العالم سنذهب اليهم وسيأتون الينا لأننا نستطيع توفير كل مايلزم لنا ولهم فعندنا الكفاية من المال.
فأجابت المرة:حسنا ما تقول
في احد الايام قال لها: البيت اللذي نعيش فيه لم يعد كافيا لمتطلباتنا وحاجاتنا علينا أن نبني قصرا فخما مناسبا لنا نستقبل فيه الزوار بشكل لائق بمكانتنا.
فأجابت الزوجة:معك كل الحق وما دمنا نملك الفلوس فما المانع؟
اشتروا ارضا واسعة ووكلوا بنائين ماهرين ببناء قصر ملكي . بعد العمار والاقامة في البيت الفخم قال الزوج لزوجته: دعينا نعزم وجهاء القرية واغنياءها لنظهر انفسنا بما نحن فيه من جاه ورفاهية ونتعرف عليهم لأننا أصبحنا منهم. اجابته كالعادة: حسنا ماتقول
مدوا دائمة طويلة مفروشة بأطيب وألذ المأكولات وبدأ الزوار يأكلون ويستلذون وعند مغادرة البيت أخذ
الزوار يتبادلون الكلام السري بينهم: من اين لهم كل هذا المال والجاه ؟ كيف حصلوا عليه بهذه الفترةالزمنية القصيرة؟ قسما بالله بعد سنتين او ثلاثة سيصبح أغنى منا كلنا وسيحكم بنا ويعمل مايشاء حتى يصبح رئيسا وقائدا لنا، فما العمل؟
علينا أن نتفق كيف نصادرامواله!
صادروا امواله وبيته الفخم وكل اثاث وفرش البيت فناداهم مترجيا: خذوا كل شيء تريدون ولكن اتركوا حجر الطحن هذا فهوغالي على قلوبنا لأنه ورثة من اجدادي
فقالوا له: احمله على ظهرك من هنا لكونهم غير دارين بقيمة الحجر . فأخذه وسكن عند جيرانه
في اليوم التالي قال لزوجته: هذا المكان ليس لنا ولن يدعونا نعيش بحرية وسلامة، دعينا نغادر هذه البلاد . طحنوا القليل من الفلوس وغادروا المنطقة الى مكان آخر.
هناك قاموا ببناء قصر جميل أجمل من الأول وجاء الزوار وشربوا وأكلوا حتى شبعوا وتكررت الحادثة
الاولى وتمت مصادرة القصر وكل ممتلكات الرجل.بعد كل العذاب قال الزوج لزوجته: ربما يكون الناس في غير بلاد أكثر رأفة وحنية وأقل حسدا دعينا اذا نغادر هذه البلاد فأراضي الله واسعة.
طحنوا القليل من المال للسفر وركبوا باخرة كبيرة للهجرة.صعد بسرعة الى جوف الباخرة وكان قبل
ذلك طحن القليل من الملح لأكل الغداء ونسي ان يوقف حجر الطحن عن البرمان.
الحجر لم يتوقف عن الطحن وكبرت كومت الملح حتى امتلأت بطن الباخرة وأصبحت ثقيلة ثم بدأت تغرق شيئا فشيئا وبداخلها حجر الطحن ولا تزال هذه الحجر تطحن الملح ويحكى أن هذا هو السر الحقيقي في ملوحية مياه البحر!!!
صدق أو لا تصدق
ترجمة مباشرة بدون تدقيق
فهمي زاديكة