Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   موضوعات متنوعة (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=13)
-   -   هكذا قال جبران (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=1741)

الياس زاديكه 07-12-2005 04:00 PM

هكذا قال جبران
 
يقول جبران خليل جبران .
يقولون لي : يجب أن نختار بين ملذات هذا العالم وسلام العالم الثاني .
فأقول لهم : لقد إخترت أفراح هذا العالم وسلام العالم الثاني .
فإنني أعرف بأن الشاعر العظيم يكتب قصيدته تامة الوزن وتامة القوافي .
ماأعظم ذاك الإنسان الذي يستطيع أن يعيش حياته الأرضية بما فيها من ملذات بشرط أن يكون مستعدا للحياة الثانية يوم الحساب

ألياس زاديكه

Dr Philip Hardo 07-12-2005 04:09 PM

Tawdee Sagee
 
عزيزي الياس

كلام مفيد.

هل تعلم سبب وفاة جبران المبكر؟
تحياتي

فيليب

الياس زاديكه 07-12-2005 04:23 PM

أخي فيليب .
كل ماأعرفه عنه أنه بعد كتابه النبي كان يفكر في كتابين أخرين وهما حديقة النبي وموت النبي ، لكن المنية أدركته عاجلا . أما ماهو سبب موته المبكرفهذا لا علم لي به رغم أنني أقرأ له الكثير .
هل من الممكن أن تعلمني سبب موته المبكر وأنا لك من الشاكرين .


ألياس

Dr Philip Hardo 07-12-2005 04:41 PM

Tawdee Sagee
 
عزيزي الياس

توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.

تحياتي


فيليب

الياس زاديكه 07-12-2005 04:49 PM

دكتوري .
أتقدم لك بالشكر من أعماق فؤادي على هذه المعلومات التي كانت فعلا غامضة عني .
خسارة عظيمة في موت مبدعا وكاتبا كجبران موتا مبكرا لكنها مشيئة الله .
رحمه الله .


ألياس

Dr Philip Hardo 07-12-2005 04:58 PM

Tawdee Sagee
 
اهلا وسهلا الياس

اليك المزيد لأهتمامك بالموضوع:
=================

قليلون جدا من لم يسمعوا بـ "جبران" حول العالم، والأقل منهم من لم يسمعوا بكتاب "النبي". وهذا الكتاب يختصر بالفعل فلسفة جبران ونظرته إلى الكون والحياة. وقد ترجم إلى لغات العالم الحية كلها، وكانت آخرها اللغة الصينية ( هذا العام)، وقد حققت مبيعاته أرقاما قياسية بالنسبة إلى سواه من الكتب المترجمة إلى تلك اللغة.

صحيح ان معظم كتب جبران وضعت بالإنكليزية، وهذا ما ساعد كثيرا على انتشارها، ولكن جبران كتب ورسم و "فلسف" الأمور بروح مشرقية أصيلة لا غبار عليها، سوى غبار المزج بين ثقافات متعددة وعجنها ثم رقها وخبزها على نار الطموح إلى مجتمع أفضل وحياة أرقى وعلاقات بين البشر تسودها السعادة المطلقة التي لم يتمتع بها جبران نفسه. وكأن قدر كل عظماء العالم من فلاسفة ومفكرين ان يعانوا الآلام النفسية والجسدية في سبيل بلوغ الغاية القصوى واكتشاف أسرار الحياة والمعرفة.

ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة .

كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية، ان تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب.

وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته.

لم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت ان الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل.

عام 1894 خرج خليل جبران من السجن، وكان محتارا في شأن الهجرة، ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. ووصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها.

اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل.

بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد ان مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق.

كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على ان جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد ان يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية.

وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا.

والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال.

تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). وقد وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران ان يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس ان عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها.

إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر9 ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه ان الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني.

وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران.

كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية.

عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني.

وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة.

وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم.

سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب.

بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا.

توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين.

منقولة


تحياتي

فيليب

fouadzadieke 07-12-2005 08:55 PM

الدكتور فيليب

هذه المسحة الجبرانية الحية والمتألقة جعلتان أكثر قرباً من هذا العملاق الفكري والفيلسوف الراقي الذي أضاف ابتسامة جديدة إلى الحياة وكتب على دفئها من دمه سطوراً لنا لندرك مدى حبه لنا كبشر فهو لم يعرف الأنانية يوماً وكان يعيش للآخرين ويفكر لهم ويكتب من أجلهم ومات قبل أن يحقق ما كان يصبو إليه. كان دينه الأنسانية الكبيرة وهو لم يعرف في حياته حدوداً ضيّقة أو أفقاً من زاوية بحد عينها بل كان شاملا جامعاً أممياً. رحمه الله وهو لم يمت بل حي يرزق في قلوب وأفكار وأعماق نفوس الملايين من أبناء البشر في كل أنحاء العالم.


kestantin Chamoun 08-12-2005 11:13 AM

مواكب لجبران خليل جبران
 
مواكب
جبران خليل جبران

الخيرفي الناس مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في الناس لا يفنى و إِن قبروا
و أكثر الناس آلاتٌ تحركها
أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
و لا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
صوت الرعاة و من لم يمشِ يندثر
* * *
ليس في الغابات راعٍ.........لا...و لافيها القطيعْ
فالشتا يمشي و لكن............ لا...يُجاريهِ الربيعْ
خُلقَ الناس...عبيداً......... للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ... يوماً......... سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ......... فالغنا يرعى العقولْ
و أنينُ الناي أبقى......... من... مجيدٍ و ذليلْ

* * *

و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
احلامُ من بمرادِ النفس يأتمرُ
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
* * *
ليس في الغابات حزنٌ......... لا و لا فيها الهمومْ
فإذا... هبّ... نسيمٌ......... لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس الاَّ......... ظلُّ...وهمٍ...لا يدومْ
و غيوم النفس تبدو......... من...ثناياها النجومْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ......... فالغنا يمحو المحنْ
و أنين الناي يبقى......... بعد أن يفنى الزمنْ

* * *

و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ
لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس ان شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ ان صلَّى و ذاك اذا
اثرى و ذلك بالاحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت اخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ......... من مدامِ او خيالْ
فالسواقي ليس فيها......... غير اكسير الغمامْ
انما التخدير ُ ثديٌ............ و حليبٌ...للانامْ
فاذا شاخوا و ماتوا............بلغوا سن الفطامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ.........فالغنا خير الشرابْ
و أنين الناي يبقى...... بعد أن تفنى الهضاب

* * *

و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ
فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ
إِن واظبوا ربحوا او اهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ......... لا و لا الكفر القبيحْ
فاذا... البلبل...غنى......... لم يقلْ هذا الصحيحْ
إنَّ...دين الناس يأْتي......... مثل ظلٍّ...و يروحْ
لم يقم في الأرض دينٌ............بعد طه و المسيح
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا خيرُ الصلاة
و أنينُ الناي يبقى............بعد ان تفنى الحياةْ

* * *

و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا
فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا
فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر
و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
* * *
ليس في الغابات عدلٌ......... لا و لا فيها العقابْ
فاذا الصفصاف ألقى......... ظله... فوق الترابْ
لا يقول السروُ هذي............ بدعةٌ ضد...الكتابْ
انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ......... إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
* * *
اعطني الناي و غنِ............فالغنا عدلُ القلوبْ
و أنين الناي يبقى............بعد أن تفنى الذنوبْ

* * *

و الحقُّ للعزمِ و الارواح ان قويتْ
سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغيرُ
ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ
بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا
و في الزرازير جُبن و هي طائرة
و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر
و العزامُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره
عزمُ السواعد شاءَ الناسُ ام نكروا
فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى
قوم اذا ما رأَوا اشاههم نفروا
* * *
ليس في الغابات عزمٌ............لا و لا فيها الضعيفْ
فاذا ما الأُسدُ صاحت............ لم تقلْ هذا المخيفْ
انَّ عزم الناس ظلٌّ............ في فضا الفكر يطوفْ
و حقوق الناس تبلى............ مثل اوراق الخريفْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ......... فالغنا عزمُ النفوسْ
و أنينُ الناي يبقى......... بعد أن تفنى الشموسْ

* * *

و العلمُ في الناسِ سبلٌ بأنَ أوَّلها
امَّا اواخرها فالدهرُ و القدرُ
و أفضلُ العلم حلمٌ ان ظفرت بهِ
و سرتَ ما بين ابناء الكرى سخروا
فان رأيتَ اخا الاحلام منفرداً
عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ
فهو النبيُّ و بُرد الغد يحجبهُ
عن أُمةٍ برداءِ الأمس تأتزرُ
و هو الغريبُ عن الدنيا و ساكنها
و هو المهاجرُ لامَ الناس او عذروا
و هو الشديد و إن ابدى ملاينةً
و هو البعيدُ تدانى الناس ام هجروا
* * *
ليس في الغابات علمٌ............ لا و لا فيها الجهولْ
فاذا الأغصانُ مالتْ...............لم تقلْ هذا...الجليلْ
انّ علمَ الناس طرَّا...............كضبابٍ في الحقولْ
فاذا الشمس اطلتْ...............من ورا آلافاقِ يزولْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............ فالغنا خير العلومْ
و أنينُ الناي يبقى......... بعد أن تطفى النجومْ

* * *

و الحرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرْ
فان تحرَّر من ابناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
فهو الاريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى اوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
* * *
ليس في الغابات حرٌّ............ لا و لا العبد الدميمْ
انما الأمجادُ سخفٌ...............و...فقاقيعٌ...تعومْ
فاذا ما...اللوز القى............ زهره...فوق الهشيمْ
لم يقلْ هذا حقيرٌ............ و انا المولى الكريمْ
* * *
اعطني الناي و غني............فالغنا مجدٌ...اثيلْ
و أنين...الناي ابقى............من زنيمٍ و جليلْ

* * *

و اللطفُ في الناسِ اصداف و إن نعمتْ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ
فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ
من العجين و أُخرى دونها الحجرُ
و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ
تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ
و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ
ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ
فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ
لأَعينٍ فقدتْ ابصارها البصرُ
* * *
ليس في الغابِ لطيفٌ............ لينهُ لين الجبانْ
فغصونُ البان تعلو............في جوار السنديانْ
و اذا الطاووسُ أُعطي............ حلةً...كالارجوانْ
فهوَ لا يدري أحسنْ............ فيهِ ام فيهِ افتتان
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا لطفُ الوديعْ
و أنين الناي ابقى............ من ضعيفٍ و ضليعْ

* * *

و الظرفُ في الناس تمويهٌ و أبغضهُ
ظرفُ الأولى في فنون آلاقتدا مهروا
من مُعجبٍ بأمورٍ و هو يجهلها
و ليس فيها له نفعٌ و لا ضررُ
و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً
في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ
و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً
و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ
* * *
ليس في الغابات ظريف......... ظرفهُ ضعف الضئيلْ
فالصبا و هي...عليل............ ما بها سقمُ العليلْ
انّ بالانهار طعماً............ مثل طعم السلسبيلْ
و بها هولٌ و عزمٌ............ يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ............ فالغنا ظرفُ الظريفْ
و أنين الناي ابقى...............من رقيق و كثيفْ
* * *

و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها
كالعشب في الحقل لا زهرٌ و لا ثمرُ
و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح ايسرهُ
يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ
الى فراش من الاغراض ينتحرُ
كأنهُ ملكٌ في الاسر معتقلٌ
يأبى الحياة و أعوان له غدروا
* * *
ليس في الغب خليعٌ...............يدَّعي نُبلَ الغرامْ
فاذا الثيران خارتْ............ لم تقلْ هذا الهيامْ
انَّ حبَّ الناس داءٌ............ بين حلمٍ و عظامْ
فاذا ولَّى شبابٌ............... يختفي ذاك السقامْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............ فالغنا حبٌّ صحيحْ
و أنينُ الناي ابقى...............من جميل و مليحْ

* * *

فان لقيتَ محباً هائماً كلفاً
في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ
و الناسُ قالوا هوَ المجنونُ ماذا عسى
يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ
أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ
و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ
فقلْ همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلدوا
أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا
* * *
ليس في الغابات عذلٌ......... لا و لا فيها الرقيبْ
فاذا الغزلانُ جُنّتْ............ اذ ترى وجه المغيبْ
لا يقولُ النسرُ واهاً............ ان ذا شيءٌ عجيبْ
إنما العاقل يدعى............ عندنا الأمر الغريبْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ............فالغنا خيرُ الجنون
و أنين الناي ابقى......... من حصيفٍ و رصينْ

* * *

و قل نسينا فخارَ الفاتحينَ و ما
ننسى المجانين حتى يغمر الغمرُ
قد كان في قلب ذى القرنين مجزرةٌ
و في حشاشةِ قيسِ هيكلٌ وقرُ
ففي انتصارات هذا غلبةٌ خفيتْ
و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفرُ
و الحبُّ في الروح لا في الجسم نعرفهُ
كالخمر للوحي لا للسكر ينعصرُ
* * *
ليس في الغابات ذكرٌ...............غير ذكر العاشقينْ
فالأولى سادوا و مادوا............ و طغوا... بالعالمين
اصبحوا مثل حروفٍ............ في أسامي المجرمينْ
فالهوى الفضّاح يدعى............ عندنا الفتح المبينْ
* * *
اعطني الناي و غنّ............و انس ظلم الأقوياء
انما...الزنبق كأسٌ............ للندى... لا... للدماء

* * *

و ما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ
يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً
حتى اذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
لم يسعد الناسُ الا في تشوُّقهمْ
الى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ
عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ
* * *
ليس في الغاب رجاءٌ............لا و لا فيه المللْ
كيف يرجو الغاب جزءا............و عَلىَ الكل حصلْ
و بما السعيُ بغابٍ............أَملاً و هو...الأملْ
انما...العيش...رجاءً............ إِحدى هاتيك العللْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............... فالغنا نارٌ و نورْ
و أنين الناي شوقٌ............... لا...يدانيهِ الفتور

* * *

و غايةُ الروح طيَّ الروح قد خفيتْ
فلا المظاهرُ تبديها و لا الصوَرُ
فذا يقول هي الأرواح إن بلغتْ
حدَّ الكمال تلاشت و انقضى الخبرُ
كأنما هي...أثمار إذا نضجتْ
و مرَّتِ الريح يوماً عافها الشجرُ
و ذا يقول هي الأجسام ان هجعت
لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سمرُ
كأنما هي ظلٌّ في الغدير اذا
تعكر الماءُ ولّت ومَّحى الاثرُ
ضلَّ الجميع فلا الذرَّاتُ في جسدٍ
تُثوى و لا هي في الارواح تختضرُ
فما طوتْ شمألٌ اذيال عاقلةٍ
الاّ و مرَّ بها الشرقيْ فتنتشرُ
* * *
لم اجدْ في الغاب فرقاً............ بين نفس و جسدْ
فالهوا...ماءٌ... تهادى......... و الندى...ماءٌ...ركدْ
و الشذا زهرٌ...تمادى............و الثرى زهرٌ...جمدْ
و ظلالُ...الحورِ حورٌ............ ظنَّ... ليلاً... فرقدْ
* * *
اعطني النايَ و غنِّ............ فالغنا...جسمٌ...وروح
و أنينُ الناي ابقى............من غبوق و صبوحْ

* * *

و الجسمُ للروح رحمٌ تستكنُّ بهِ
حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ
فهي الجنينُ و نا يوم الحمام سوى
عهدِ المخاض فلا سقطٌ و لا عسرُ
لكن في الناس اشباحاً يلازمها
عقمُ القسيِّ التي ما شدَّها وترُ
فهي الدخيلةُ و الأرواح ما وُلدت
من القفيل و لم يحبل بها المدرُ
و كم عَلَى الارض من نبتٍ بلا أَرجٍ
و كم علا الافقَ غيمٌ ما به مطرُ
* * *
ليس في الغاب عقيمٌ......... لا و لا فيها الدخيلْ
إنَّ في التمر نواةً......... حفظت...سر...النخيلْ
و بقرص الشهد رمزٌ......... عن... فقير و حقولْ
انما... العاقرُ... لفظ.........صيغ من معنى الخمولْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ......... فالغنا...جسمٌ يسيلْ
و أنينُ الناي ابقى......... من مسوخ و نغولْ

* * *

و الموتُ في الأرض لابن الارض خاتمةٌ
و للأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ
فمن يعانق في احلامهِ سحراً
يبقى و من نامَ كل الليل يندثرُ
و من يلازمُ ترباً حالَ يقظتهِ
يعانقُ التربَ حتى تخمد الزهرُ
فالموتُ كالبحر , مَنْ خفّت عناصره
يجتازه , و أخو الاثقال ينحدرُ
* * *
ليس في الغابات موتٌ......... لا و لا فيها القبور
فاذا... نيسان... ولىَّ......... لم يمتْ معهُ السرورْ
إنَّ هولِ الموت وهمٌ......... ينثني طيَّ...الصدورْ
فالذي...عاش... ربيعاً......... كالذي عاش الدهورْ
* * *
اعطني الناي و غنِّ......... فالغنا...سرُّ الخلود
و أنين...الناي يبقى.........بعد ان يفنى الوجود

* * *

اعطني الناي و غنِّ.........وانس ما قلتُ و قلتا
انما... النطقُ...هباءٌ......... فأفدني ما... فعلتا
هل تخذتَ الغاب مثلي...... منزلاً...دون...القصورْ
فتتبعتَ... السواقي......... و تسلقتَ الصخورْ
هل...تحممتَ... بعطرٍ......... و تنشقت......بنورْ
و شربت الفجر خمراً......... في كؤُوس من اثيرْ
هل جلست العصر مثلي............بين جفنات العنبْ
و العناقيد......تدلتْ............ كثريات......الذهبْ
فهي للصادي عيونٌ......... و لمن جاع...الطعامْ
و هي شهدٌ و هي عطرٌ......... و لمن...شاءَ...المدامْ
هل فرشتَ العشب ليلاً......... و تلحفتَ... الفضا
زاهداً...في ما سيأْتي......... ناسياً ما قد مضى
و سكوت...الليل بحرٌ............موجهُ في مسمعكْ
و بصدر...الليل قلبٌ............خافقٌ في مضجعكْ
اعطني الناي و غنِّ............و انسَ داًْ و دواء
انما...الناس سطورٌ............ كتبت...لكن بماء
ليت شعري اي نفعٍ............في اجتماع و زحامْ
و جدالٍ و ضجيجٍ............و احتجاجٍ و خصامْ
كلها... انفاق...خُلدٍ............و خيوط العنكبوتْ
فالذي...يحيا بعجزٍ............فهو في بطءٍ يموتْ
* * *
العيشُ في الغاب و الأيام لو نُظمت
في قبضتي لغدت في الغاب تنتثر
لكن هو الدهرُ في نفسي له أَربٌ
فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ
و للتقادير سبلٌ لا تغيرها
و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا

Dr Philip Hardo 08-12-2005 12:39 PM

كان ميخائيل نعيمة أول من وضع سيرة أدبية لرفيقه جبران خليل جبران. وفي تلك السيرة يأخذ عليه أنه فقد «بتولته» وهو في الرابعة عشرة، عندما تعرف إلى إحدى سيدات بوسطن الثريات. وعندما وضع نعيمة سيرته الذاتية في «سبعون» لم يكن للمرأة مكان. وعندما يذهب إلى أوكرانيا (1908) في زيارة رفيق له، تقع في حبه امرأة تدعى ماريا، وتحاول أن تراوده عن نفسه، لكنه يصدها مشمئزاً، ويغادر. ولم يتزوج نعيمة الذي تجاوز في حياته التسعين.




وقبل سنوات سأل زاهي وهبه في برنامجه الجذاب «خليك بالبيت» الشاعر سعيد عقل، «كم امرأة أحببت في حياتك». فأجاب: «لقد أحبتني ثماني نساء». وظن زاهي أن الشاعر لم يسمع السؤال، فكرره، فكرر سعيد عقل، باعتداد، القول: «لقد أحبتني ثماني نساء». وقد تجاوز الشاعر الآن الرابعة والتسعين. وتزوج مرة واحدة. وقد انتحرت زوجته بعد زواج قصير. أما نعيمة فلم يتزوج أبداً. وكتب سعيد عقل غزلاً كثيراً في المرأة، كان يقول عنه الشاعر صلاح لبكي إنه «نحت لا مشاعر فيه ولا شعور». أما نعيمة، فكانت كتاباته في الفلسفة والتأمل والماورائيات ولم تجد المرأة الى حياته سبيلاً يذكر. وكلاهما كان من المرحلة الرومانسية من الأدب، حيث تصدر الحب الرواية والقصيدة، وملأ الغزل في القرن الماضي الدواوين والروايات وتساقطت «العبرات» والادمع من المآقي، حزناً على حبيب ضائع. وكانت العلامة الاولى في النقد الأدبي للرواية الأكثر ادراراً للدموع. وما زلت الى هذه اللحظة، اقرأ اشياء كثيرة فتبكيني، ولا أستطيع أن أمنع نفسي، ولكن أيضاً لا أحاول. فالانسان كتلة من المشاعر، عندما تجف لا يبقى له شيء. وعندما يقرر أن «لا شيء يستحق» الحزن أو الغضب أو الاعتراض أو التمرد أو الفرح، فهذا يعني انه فقد بريق حياته.

وتصنع أدباء كثيرون صورة التعالي على المشاعر، وعدم النزول اليها أو الخضوع لها. وكتب سعيد عقل في شبابه أجمل الغزل ولكن بدون حب. وعندما اعترف لسمرائه بأنها «حلم الطفولة»، سارع يبلغها على الفور: «لا تقربي مني وظلي، فكرة لغدي جميلة». فإذا ما اقتربت انتهى كل شيء. ولذلك لقي ميخائيل نعيمة في لقاء جبران مع الآنسة بيبودي في بوسطن، خاتمة لطهارة جبران. وقد حاولت، كقارئ وليس كعالم نفس، البحث عن صورة الأم عند نعيمة وجبران ثم عند سعيد عقل. وكان نعيمة يقول عن والده انه رجل طيب السريرة قنوع ورضي، فيما كانت امه لجوجة وقوية ومقاتلة. وكانت أم جبران مليئة بالحزن والقوة معاً. فقد تركت في بلدة بشري زوجاً سكيراً يحب الكسل والغناء وسافرت بأولادها الصغار إلى بوسطن. أما سعيد عقل فيقول انه أخذ كل شيء عن أمه: عقلها وذكائها وملامحها الجمالية. وأما والده فكان ماهراً في شيء واحد: الشتم. وكان إذا ما فتح جراب شتائمه لا يكرر الشتيمة الواحدة مرتين.

ها هو سعيد عقل يقول لزاهي وهبي تكرارا: «لقد أحبتني ثماني نساء». وها هو نعيمة يكتب العام 1908 من روسيا، بكل تواضع، «لقد هامت بي أكثر من فتاة في ذلك الصيف، إلا أنني لم أفتح قلبي، ولا استسلمت لاغراء أي واحدة منهن».



FROM ALSHARK AL AOSAT




SamiraZadieke 08-12-2005 01:12 PM

الأخ الغالي فيليب والأخ الغالي قسطنطن:
أشكركما من أعماق قلبي فالذي يقرأ لجبران يحس أنه ليس من هذا العالم ويحس بمسحة حزن
تجري في عروقه استمتعت بما خطته أناملكما فليوفقكما الله.
سميرة


الساعة الآن 09:10 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke