![]() |
اللاعنف عند يسوع المسيح
اللاعنف عند يسوع المسيح يسوع المسيح هو مؤسس مفهوم اللاعنف فهو المخلص وابن الله لأنه ظهر بذات الله على الأرض فهناك فرق بين الذات والانا . فالذات يرتبط دائما بالروح والروح الوحيدة الطاهرة المتواجدة في هذا الكون هي الروح القدوس ، ولهذا يقول الله أقسمت بذاتي أما الإنسان العادي فليس لديه روح وإنما لديه نفس ، وهي الأنا الداخلي الذي يسعى إلى تحقيق الخطايا والعنف ولكن الروح القدس يكلل الإنسان بالرحمة داخليا وخارجيا حتى تحدث تنقية للنفوس ، ولهذا فالمسيح هو الشخص الوحيد الذي يمتع بذات الله وروحة القدوس . فالمسيح كان لدية روح وليس نفس خاطئة كباقي البشر والدليل على ذلك حينما قال : من منكم يبكتني على خطية ذلك أن الإنسان العادي لدية نفس فقد حدث ذلك التغير للبشرية منذ خطية أدم فقد تحولت روح الله في أدم إلى نفس بشريةتمارس كل مستلذات الحياة واعتبرت الخطية هي عنصر أساسي للبشرية ولهذا السبب جاء المسيح له المجد معلما ومخلص حتى يساعد كل من أمن به أن يكلله الروح القدوس بتناول جسده ودمه من اجل غفران الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه فقد قال يسوع " أنا هو خبز الحياة آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء أن آكل أحد هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم " . وقد اختار السيد المسيح له المجد أسلوب الحكاية الرمزية لإيصال رسالته إلى بسطاء الناس وقد بشر بمجيء ملكوت الله ودعا إلى تنقية القلوب والى حب القريب والتحرر من الحقد والغضب الذي كان قد فرضه التشدد اليهودي وقد صنع المسيح معجزات عديدة فبدافع من الشفقة وللتخفيف من آلام الذين ابتلوا بالعاهات الجسدية والأمراض النفسية فكان دائم القول أنني جاءت إلى المرضي والمحتاجون إلى الشفاء وليس إلى الأصحاء أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشى في الظلمة بل يكون له نور الحياة وقد تفرد المسيح له المجد بالمعجزات الخارقة التي لم تمارس من قبله ، ولم يميز المسيح بين قوم وقوم ولا بين امة وأخرى ، وقد دعا تلاميذه إلى نشر المحبة ونبذ العنف والى إحلال السلام في العالم لان السلام يعتبر مفهوم سماوي ، قد ظهر ذلك في الإنجيل في نشيد الملائكة والجند السماوي حينما مجدوا مجيء المسيح قائلين (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة) ولهذا كان دائما يسوع قائلا السلام لكم ، ولذلك يختلف هذا المفهوم عن المفهوم الأرضي وهو مفهوم السلم الذي يعبر عن البعد عن المنازعات والصراعات فالمفهوم السماوي مفهوم يعالج كافة أنواع العنف الذي يعتبر اشد خطورة من مجرد صراعات أو منازعات باختلاف صورها ولهذا السبب فان المسيح له المجد قد قدم للبشرية أسس عقائدية وفكرية ذات أبعاد اجتماعية تؤدي إلى تفسيرات لها استنادا على علاقتها بوقائع اجتماعية ، وهناك وقائع سجلها الإنجيل عن (اللاعنف) والذي عالج فيها القهر العنصري الذي اعتنقه الإنسان والمثال على: ذلك حينما تقدم إليه بطرس وقال " يارب كم مرة يخطى إلى آخي وأنا اغفر له؟ هل إلى سبع مرات " قال له يسوع " لا أقول لك إلى سبع مرات ، بل سبعين مرة . لان المسيح له المجد كان مقتنعا أن مواجهة العنف بالعنف يؤدي إلى مضاعفة الآلام والمصائب لان المبدأ الاجتماعي للمسيح يعتبر نظام أخلاقي وطريقة علاجية للفرد الذي يحتاج إلى تقويم وعلاج فكان دائم القول لا تدينوا فلا تدانوا لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم اغفروا يغفر لكم لان السيد المسيح كان على قناعة تامة بان العنف يعتبر جرثومة ملازمة للطبيعة البشرية وانه من الصعب تفاديه ولكنة يمكن السيطرة والاحتواء علية وهناك وقائع سجلها الإنجيل على سبيل المثال وليس الحصر حينما تقدم إلية الفريسيون بامرأة أمسكت في زنا حتى يرجموها فقال لهم من منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر وتحررت المرأة بكلمة من فم يسوع ثم قال : لها يامرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟ آما دانك أحد فقالت : لا أحد يا سيد فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي أيضا . وبالتالي فالمسيح كان يهدف إلى حياه اجتماعية سوية والهدف الأساسي هو المصالحة والعدالة السماوية في غفران الخطايا وليس الانتصار في تحقيق العنف البشري كما يعتقد بعض المفكرين أن العنف قد يؤدي إلى تقويم الآخرين . فالمسيح كان يعلم كل العلم أن اللاعنف في حد ذاته مخاطرة لا يمكن أن ينفذها إنسان بطريقة عملية إلا إذا كان هناك وقائع قد تحدث بالفعل عن الغفران والتقويم أمام البشرية ، وبالتالي فكان لابد أن يقدم هو بذاته نموذجا في مواجهة العنف حتى يقوم العنف الكامن في النفوس السلطوية وحتى يستطيع أن يستأصل الغرائز العدوانية في ألانا النفسي الداخلي للبشرية ، وبالتالي فاللاعنف عند المسيح هو سلوك اجتماعي لا يمكن فصله عن القدرة الداخلية والروحية والمعرفة الصارمة والعميقة للنفس البشرية التي كان يتميز بها المسيح له المجد . وحينما أشار المسيح أن مملكتي ليس من هذا العالم فكان يقصد أن العالم يسوده الشر والعنف ومملكته هي مملكة السلام والتسامح وهي مدينة الله القدوس ، ولا يمكن أن يقطنها أصحاب النفوس العنيفة أو المتسلطة وهذا ليس بجديد لان الكتاب المقدس قد وضح في العهد القديم منذ الخطية الأولى لأدم أن الإنسان بدأ يفرق بين الخير والشر وبالتالي فأصبح هناك فصل واضح بين العنف واللاعنف منذ أن كان المسيح ملتصق في الروح القدس قبل تجسده . ولكن ما موقف العنف الشرعي ؟ مثل القادة والجنود وغيرهم الذين يدافعون عن المجتمع فهل تلك العنف يرفضه المسيح له المجد الإجابة تتوقف على طبيعة ممارسة العنففالحرب أو القسرية في حد ذاتها مهما كانت دوافعها فهي عنف ولكن مع التقويم يمكن أن يحصل الفردعلى الخلاص والمثال على ذلك حينما تقدم إلية قائد المئة وطلب منه أن يشفي عبد له كان مريضا ومشرفا على الموت فقال له قائد المئة يا سيد لا تتعب لأني لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي لكن قل كلمة فيبرا غلامي ولما سمع يسوع هذا تعجب منه والتفت إلى الجمع الذي يتبعه وقال " أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل أيمانا بمقدار هذا " وحقق له يسوع طلبه وقد شفي العبد المريض وهناك نموذج آخر قدمه لنا الإنجيل في هذا الشأن عن كرنيليوس قائد مائة من الكتيبة التي تدعى الإيطالية وكان تقى وخائف الله مع جميع بيته ويصنع حسنات كثيرة للشعب ويصلى إلى الله في كل حين ولذلك كلف الله بطرس بزيادة إيمان تلك الرجل العسكري عن طريق إرشاد الروح القدس بان يعزز إيمان تلك الرجل بتعاليم المسيح ولهذا قال بطرس بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده ، ومعنى ذلك أن هناك شروط لتقويم الذات منها الإيمان بالله ، التواضع ، العطف على الفقراء والمحتاجين ، التخلي عن القسوة في التعامل مع البشرية ، البر والصلاة ، ولهذا فسوف يعتبر الجانب المهني ذات جانب إيجابي مقبول هو الجانب الدفاعي عن قيم المجتمع وحرية الشعب . أما من يتورط في الهجوم والقسوة وسلب شرعية مجتمع فهذا أمر غير مقبول وهذا هو النوع الذي يرفضه ملك السلام له المجد . |
وحينما أشار المسيح أن مملكتي ليس من هذا العالم فكان يقصد أن العالم يسوده الشر والعنف ومملكته هي مملكة السلام والتسامح وهي مدينة الله القدوس ..
أجل يا أخي falcon: كان الملكوت حتى هذا الوقت سباقًا نحو المجد الأرضي وحب السيطرة، لكن السيِّد المسيح له المجد وجَّه أنظارهم إليه هو بكونه ما جاء ليخدِمهُ الآخرون بل يخدِم الآخرين، مقدّمًا حياته فِدية عنهم. لم يأتِ ليسود مع أنه هو السيِّد، وإنما جاء كعبدٍ ليمد يده فيغسل الأقدام المتّسخة. فالملكوت في جوهره هو اتّحاد مع الله في ابنه يسوع المسيح، وبروحه ندخل في سِباق نحو اِحتلال الصفوف الأخيرة، كعبيد نخدم الآخرين لنرفعهم بالروح القدس من عبوديّة الخطيّة إلى مجد أولاد الله خلال اتّحادهم بابن الله الوحيد! ما أجمل تعبير الرسول بولس: "اسْتعبَدت نفسي لكثيرين". ما كان يمكنه أن يقبل هذا، ولا استطاع أن ينفّذ ما لم يتّحد في الابن الوحيد الذي صار عبدًا من أجلنا! بقدر ما تُصلب الأنا ويرفض الإنسان الكرامة ينطلق بالروح القدس نحو أمجاد الملكوت السماوي، متنعّمًا بثماره أيضًا هنا كمجدٍ داخليٍ ونعمٍ إلهيّة لا تُقدر. باركك الرب يا أخي - فالكون - على هذه المقالة الروحيّة الرائعة .. وروح الرب تغمرك بحنانه نحو المزيد 0 |
الساعة الآن 07:26 AM. |
Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by
Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke