Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=268)
-   -   إيقاعات طبول الغجر ـ ج 5 ـ 6 ـ (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=1433)

SabriYousef 12-11-2005 11:33 AM

إيقاعات طبول الغجر ـ ج 5 ـ 6 ـ
 
إيقاعات طبولِ الغجر
6
تفاقمتْ شرورُ الإنسان ..

فرَّتْ بعيداً أسرابُ الحمام

قُلوبٌ حُبلى بالحشرات ..

متآكلة من أعماقِ الجذورِ

بادلَتْ نقاوتَهَا بأنيابِ الحيتان!


مَن يستطيعُ أن يسبرَ غورَ السَّلام

فضائلَ السَّلام

لونَ السَّلام

بهجةَ السَّلام؟!


السَّلامُ بحرٌ عميق

دُرَرٌ من لونِ العصافيرِ

من لونِ السَّماء

بستانٌ يضمُّ

أشجارُ الجنّة

طيورُ الدُّنيا ..


عرْسُ الأعراسِ

نغمةُ الصَّباحِ ..

إيقاعاتُ طبولِ الغجرِ

أثناءَ ترحالهم الطَّويل

في أعماقِ الصَّحارى! ..


أهازيجُ اللِّقاءِ

في بحيراتِ المحبّة

ألقُ النّهارِ متصاعداً

في وهادِ المجّرات

بحثاً

عن نشوةِ الأفراحِ

عن رحيقِ الأماني!


السَّلامُ شراعُ الحياةِ

شهقةُ المساءِ

أثناءَ ولاداتِ القصائد ..

اغتسالُ الرُّوحِ بحبَّاتِ النَّدى

أُنشودةُ الصَّباح تُناجي النُّجوم

عبرَ فضاءاتِ المدى!


ابتهالُ الجبالِ

اشتهاءُ القلبِ

حكمةُ الإنسانِ

تُخَفِّفُ أحزانَ المحيطات ..

عرْشُ الخصامِ لا يدوم

طحالبٌ متطفِّلة

تزهقُ روحَ الحمام!

..... ... ... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
مقاطع من الجزء الخامس من أنشودة الحياة.

fouadzadieke 12-11-2005 05:56 PM

ستظلّ هذه الطبول تقرع إلى أن تتحوّل ألوان التربة من جديد إلى خضرتها النضرة وتستعيد جمالها على الرغم من تكالبات العصر وخزي الوجود المتلبّس بوشاح الظلمة القاتمة.

شكراً لعبقرية الإبداع المتأتي من وراء أكوام السنابل الحبلى بعشق الأرض والمتدثّرة بوهج الشمس اللافحة.
صديقك قؤاد

SabriYousef 16-11-2005 10:52 AM

الصديق العزيز فؤاد

الطفولة ينبوع من أصفى ينابيع الكتابة، أنقى من الماء الزلال، لأنها متعانقة مع انسياب الفرح فوق خدود الليل، وشوق الروح إلى نجيمات الصباح، كم كانت جميلة تلكَ الليالي ونحن ننام فوق العرازيل، تحت قبّة السماء، نلتحف الليل وشاحاً، نناجي ضياء النجوم، ونضحك للقمر قبل أن نعبر رحاب الأحلام!

نكبر ولا نجد أبهى من عوالم الطفولة رغم تعاسة الظروف التي كانت تحرق براءتنا لكنّ الروح الطيبة كانت تفلت من قساوة الحياة، تلوذ بعيداً نحو برارٍ متاخمة لبهجة الشعر، عندما كنتُ أعبر براري ديريك أركض خلف فراشة من لون الفرح، كانت غمائم حزني تتبدَّد وتعاسة يومي تتلاشى لأن جمال الطفولة أرقى وأعمق من تعاسات هذا الزمان، وحدها الطفولة تظل شامخة على جبهة الحياة!

هل لشظف العيش الذي يعيشه المبدع دوراً في تفتح خياله نحو آفاق الجمال؟! ثمة رؤية جامحة متفتِّحة على بوابات البحار، تريد أن تنقش قصيدة فوق خدود موجة!

لماذا لا تعبر زمهرير الغربة يا صبري متوجّهاً نحو الأحبة "الزاديكيين" حيث بسمة الرُّوح ترتسم فوق قبة الصَّباح؟!
لماذا نغوص في كهوف الغربة ولا نعانق طفولتنا ونحن نغلي بين أنياب الحنين؟!

أشكر غربتي لأنها تفجِّر بي طاقات فرحية في عالم الكلمة، وحده الشِّعر يعيد إلي نكهة الحياة! فتعال يا صديقي نرسم القصائد فوق رحابِ الطفولة، وفوق حبات المطر.

"كم من الشوق حتّى هاجت البحار!" ..

كم من الدموع حتى هطلت السماء!

كم من الآهات حتى تبرعم بين أحضان النسيم وردة من لونِ الضياء!

تساؤلات لا حصر لها تغلي في فضاءات الخيال ليل نهار، وحده الشعر يلملم تساؤلات جموح الروح ويفرشها فوق شهيقِ القصيدة!


صبري يوسف ـ ستوكهولم

SamiraZadieke 16-11-2005 05:53 PM

الأخ الغالي صبري:الله!!!!ماهذه العذوبة والموسيقا الهادئة التي تدخل إلى النفس فتغسلها من براكين الحزن والأنين فتنقلنا إلى عالم مليء بالأصالة والوجدان أنت أصيل ورائع أيها الأخ الحميم والصديق المحب ودمت لنا سالما
أختك سميرة زاديكي

SabriYousef 16-11-2005 08:44 PM

العزيزة أم نبيل

تحيّة من القلب

يولد نصّي من رحم الحياة، أكتب نصوصي لأنني أجد متعة أثناء الكتابة لا يضاهيها متعة على وجه الدنيا، النصّ الذي أكتبه ولا يحقِّق لي متعة، بهجة، فرحاً أحذفه وأرميه بين شقوقِ الليل!

لا أخفي عليكِ أن هدفي من الكتابة هو تحقيق حالة فرحية إنتشائية، هو خلخلة الضجر القابع على صدر الكون وإنا جزء من هذا الكون!..
عبر الكتابة أجدني أعبر غربة هذا الزمان بأجنحة مضمّخة بعبق الطفولة، ولا أجد أبهى من الحرف أدلقه على نقاوة الطفولة والغربة معاً!

الكتابة صديقة روحي وملاذ حياتي، أشعر أن للحياة نكهة ولا أحلى من خلال ولادة نص جديد، والشعر بوابة عشقٍ مفتوحة على غابات مزدانة بالمروج! لا يمرُّ يوماً واحداً إلا وأكتب شعراً أو نصّاً أو سرداً أو أرسم زهرة متمايلة على خدود عاشقة متلهّفة لتوهُّجات القصيدة!

تقمّطني الموسيقى فهي ترنيمة منعشة لحرفي وروحي، أستوحي من رحاب الموسيقى تهويمات شعرية، أسمع موسيقى وأكتب شعراً، أجد هناك علاقة شفيفة خفية وظاهرة بين الموسيقى والشعر والرسم، الكلمة صديقة الإنسان منذ الأزل!

مع خالص المودّة والإحترام
صبري يوسف ـ ستوكهولم

fouadzadieke 16-11-2005 08:59 PM

صديقي الشاعر صبري

صور جميلة وإحساس أجمل وتعبير أرقّ أدام الرب لديك هذا الإبداع.
فؤاد


الساعة الآن 05:11 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke