Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   موضوعات دينية (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=11)
-   -   الأيام تتكلم ! (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=14202)

الاخ زكا 12-11-2007 12:58 AM

الأيام تتكلم !
 
فأجاب أليهو ... أنا صغير في الأيام وأنتم شيوخٌ، لأجل ذلك خِفت وخشيت أن أُبدي لكم رأيي. قلت: الأيام تتكلم وكثرة السنين تُظهر حكمة ( أي 32: 6 ، 7)
http://www.taam.net/taam/images/table_aya_bottom.gif«الأيام تتكلم، وكثرة السنين تُظهر حكمة» هذا هو النظام الطبيعي. فنحن ننتظر من الرؤوس المُكللة بالشيب أن تكون محتوية على كثير من الحكمة، ومن ثم كان من اللائق واللازم أن يكون الشبان مُسرعين للاستماع، مُبطئين في التكلم عندما يكونون في حضرة الشيوخ. ويمكننا أن نقرر كمبدأ يكاد يكون ثابتًا؛ أن كل شاب مُتهجم ومتسرع، إنما هو غير مُنقاد بروح الله، وأنه لم يسبق له أن قاس نفسه في الحضرة الإلهية، وأنه لم ينسحق تمامًا أمام الله.

لا شك أنه كثيرًا ما يحدث، كما في مسألة أيوب وأصحابه، أن الشيوخ يفوهون بأشياء هي في مُنتهى الغباوة، فالشيب والحكمة ليس من الضروري أن يسيرا دائمًا معًا. وكثيرًا ما يحدث أن يعتمد الشيوخ على مجرد تقدمهم في الأيام، ويأخذون لأنفسهم مركزًا ليس لهم فيه أي نصيب من الكفاءة، سواء أ كان من الوجهة الأدبية، أو العقلية، أو الروحية. كل هذا صحيح، ويجب أن يتأمل فيه كل مَنْ يخصهم الأمر. ولكن كل هذا لا يمس البتة جمال ذلك الشعور الرقيق الذي تتضمنه كلمات أليهو: «أنا صغير في الأيام، وأنتم شيوخٌ. لأجل ذلك خِفت وخَشيت أن أُبدي لكم رأيي».

هذا دائمًا حق، فإنه يليق بالصغير في الأيام أن يخاف من إبداء رأيه. وإننا نثق تمام الثقة أن الرجل الذي يملك قوة أدبية في نفسه، أو بالحري مَنْ في رأيه فائدة، لا يتسرع البتة، بل يتمهل. وإذا ما تقدم للكلام، وجد آذانًا صاغية بكل انتباه واحترام، ذلك لأن الوداعة إذا اقترنت بالقوة الأدبية، أكسَبت النفس فتنة وجمالاً، بينما صورة الثقة بالذات تقف دائمًا عقبة حتى في سبيل أعظم الكفاءات.

ويستمر أليهو قائلاً: «ولكن في الناس روحًا، ونسمة القدير تعقّلهم» (ع8). هذا يأتي بعنصر جديد على الإطلاق، ففي اللحظة التي فيها يدخل المشهد روح الله، لا تبقى المسألة بعد مسألة صغير أو كبير، إذ الروح يستطيع أن يتكلم بالصغير وبالكبير على السواء ( زك 4: 6 ). هذا حق على الدوام، فليس بالقوة أو القدرة الإنسانية، بل بالروح الأزلي. وهناك فرق كبير بين إنسان يتكلم كما بأقوال الله، وبين آخر يتكلم على سبيل الواجب المفروض عليه فرضًا، بين إنسان يتكلم من القلب بمسحة الروح القدس، وبين آخر يتكلم من العقل بسلطان بشري.

fouadzadieke 12-11-2007 06:28 AM

اقتباس:

ويستمر أليهو قائلاً: «ولكن في الناس روحًا، ونسمة القدير تعقّلهم» (ع8). هذا يأتي بعنصر جديد على الإطلاق، ففي اللحظة التي فيها يدخل المشهد روح الله، لا تبقى المسألة بعد مسألة صغير أو كبير، إذ الروح يستطيع أن يتكلم بالصغير وبالكبير على السواء ( زك 4: 6 ). هذا حق على الدوام، فليس بالقوة أو القدرة الإنسانية، بل بالروح الأزلي. وهناك فرق كبير بين إنسان يتكلم كما بأقوال الله، وبين آخر يتكلم على سبيل الواجب المفروض عليه فرضًا، بين إنسان يتكلم من القلب بمسحة الروح القدس، وبين آخر يتكلم من العقل بسلطان بشري.
أجل يا أخي زكا فإن الشخص الذي يعتمد على الروح القدس لينير طريقه و فكره و عقله فإنه لن يقع في بلبلة من أمره أو في حيرة تدفعه إلى الخوف و الارتباك بل سيكون واثق الخطوة متفهما واعيا و حكيما شكرا لك على مواضيعك المنوعة و المفيدة فهي جميلة و خفيفة و مفيدة و غنية في روحها و نصها. شكرا لك عزيزي.


الساعة الآن 04:04 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke