Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   طفولة (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=39)
-   -   القطَّةُ والعجوز (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=14100)

الياس زاديكه 06-11-2007 07:17 PM

القطَّةُ والعجوز
 
القطَّةُ والعجوز

كان هناك عجوزٌ ثريةٌ ، ومعَ ثرائها إلاّ أنها بخيلةٌ جداً على نفسها ، طعامُها الخبزُ الجافُ ، وقليلٌ من الزيتِ تستعينُ بهِ على ازدرادِ لقمتها ، وبعضُ الأحيانِ تبلِّلهُ بالماءِ .
ابتعدَ عنها الناسُ لبخلها الشديدِ ، أما قطَّتُها الجميلة ، ذاتِ الفراءِ الناعمِ الأشقرِ ، والعينينِ الخضراوينِ ، فقد حبستها ،
ومنعت عنها الأكلَ والطعامَ ، وأغلقت عليها بابَ سردابٍ مظلمٍ
القطةُ تمضي ليلها وهي تستنجدُ وتموءُ وتموءُ ، ولكنَّ قلبَ العجوزِ القاسي لم يكن يهتمُّ لهذه النداءاتِ المستغيثةِ ،
عاشت القطَّةُ في هذا القبوِ مدَّةً طويلةً ، ومما ساعدها على
العيشِ ابن الجيرانِ الذي كانَ يتألَّمُ كلما مرَّ من الشارعِ وسمعَ
صوتَ موائها ، فيطلُّ عليها من طاقةٍ صغيرةٍ وينادي عليها من
بين القضبانِ ، ثمَّ يلقي لها ببعضِ الطعامِ .
استمرّ الغلامُ في زيارةِ القطةِ ، ومتابعةِ إطعامها ، وفي يومٍ من
الأيامِ سمعَ أنيناً خافتاً ، ألقى بسمعهِ ، نادى على القطَّةِ ، فلم تجبهُ ، حاولَ أنْ يُدخِلَ رأسهُ من بين القضبانِ فلم يستطعْ ،
لكنَّهُ استطاعَ رؤيةَ القطةِ وهي تزحفُ نحوَ الصوتِ ، وتقتربُ منَ النافذةِ الصغيرةِ ، ثمَّ تركزُ عينيها الذابلتين في عيني أشرف
الذي راحَ يستحثُها على النهوضِ ، ومحاولةِ تسلق الجدارِ علَّهُ
يستطيعُ إخراجها من بين القضبان ،كان تصورهُ أنَّ نحولَ جسمها قد يمكنها من الخروج على الرغم من ضيقِ المسافة بينَ كلِّ قضيبٍ وقضيبٍ ، كانت محاولاتُ القطةِ متعثِّرةً حاولت المرة َ تلوَ المرةِ ، ولكنَّ جسدَها النحيلَ ، وارتفاعَ الجدارِ ، وقواها الضعيفةُ لم تمكنها من الصعود .
صوتُ أشرفَ المشجِّعُ ، ومواءُ القطةِ لفتا انتباهَ العجوزِ ، فقامت
تستطلعُ الأمرَ ، شاهدت منظرَ الغلامِ الذي يحاول إخراج القطةِ ،
صرخت بأعلى صوتها عليه : ماذا تصنعُ أيها الولدُ ، ابتعد من هنا
وإلاَّ ضربتكَ بعصايَ هذهِ ، هزّت عصاها في وجههِ حتى يولّي هارباً ، لكنَّ أشرفَ تشبَّثَ بموقفهِ ، وقالَ لها : أما تخافينَ اللهَ في هذه القطةِ ؟ ماذا صنعت لكِ حتى تعاقبَ بالجوعِ والسجنِ ، أما تعلمينَ أنَّ امرأةً دخلت النارَ في هرَّةٍ حبستها ، لا هيَ أطعمتها ،
ولا تركتها تأكلُ من خشاشِ الأرضِ .
ألا تخشينَ أن تعاقبي مثلَ تلك المرأةِ ؟
اشتدَّ غضبُ العجوزِ على الغلامِ ، وارتفعَ صوتُها مهدِّداً : انصرف
من وجهي ، أنتَ تعلمني ماذا أفعلُ بقطتي ، وكيفَ أعاملها ؟
هذهِ القطةُ سيئةٌ مثلكَ تماماً ، ها أنتَ تقتحمُ بيوتَ الناسِ دونَ إذنهم
وكانت هيَ تسرقُ طعامي ، ألا يعاقبُ السارقُ أيها اللصُّ الذي لا يعرفُ للبيوتِ حرمة؟ إنْ لم تغادرْ فوراً فسأستدعي لكَ الشرطةَ .
أحسَّ أشرفُ أنَّ العجوزَ جادةٌ في كلامها ، فأخذَ يرجوها ، ويستعطفها من أجلِ أن تعفوَ عن القطةِ ، وتخرجها من سجنها،
ويتعهَّدُ لها بأن لا تراها بعدَ ذلك .
لكنَّ العجوزَ أصرَّتْ على موقفها من استمرارِ معاقبةِ القطةِ ,لأنها
في رأيها تستحقُّ العقاب .
يأسَ أشرفُ من أن يلينَ قلبُ العجوزِ فغادرَ حزيناً ، لكنّهُ صمَّمَ على معاودةِ المحاولةِ .
استمرَّ في غفلةٍ من العجوزِ بإلقاءِ بعضِ المأكولاتِ للقطةِ ، وفي يومٍ من الأيامِ ، لم يرَ العجوزَ فظنَّ أنها خرجت من البيتِ ، وظنها فرصةً سانحةً لإنقاذ ِ القطةِ المسكينةِ ، أدخلَ انفهُ من بينِ القضبانِِ
جالَ بعينيهِ في زوايا القبوِ ، لم يرَ القطةَ ، نادى عليها ، كررَّ الصوتَ : مو..مو..مو لم يسمعْ صوتاً أو حركةً ، أخذ يفكِّرُ
يبدو أنها ماتت ، أو أنَّ العجوزَ سمعتْ قولي وأخرجتها ،لا بدَّ
أنْ أعرفَ مصيرها ، صعدَ الدرجَ المؤدي إلى بيتِ العجوزِ ،
وقفَ ، تردَّدَ ، ثمَّ نقرَ البابَ بإصبعهِ نقراً خفيفاً ، سمعَ جلبةً وضوضاءَ ، ماذا يحدثُ داخلَ البيتِ ، اسمعُ حركةً تشبهُ المشاجرةَ
والعراكَ ، صوتُ العجوزِ الباكي ، يصلُ إلى أذنيهِ ،لا بدَّ أنَّ في الأمرِ شيئاً .
زادَ طرقهُ على الباب ، ما أن فتحت العجوزُ البابَ حتى انطلقت
القطةُ كالسهمِ ، وأقبلت العجوزُ مهرولةً وهي تبكي ،وتصرخُ ، وتندبُ حظها ، وتقول : ذهبت أموالي ، ضاعت تحويشةُ العمرِ ،
يا ناس ، يا عالمُ الحقوني ، الفئرانُ أكلت نقودي ، لقد احتفظتُ بها في هذا الصندوقِ الخشبي .
كان سجن العجوزِ للقطةِ سبباً في تكاثرِ الفئرانِ التي استطاعت
الدخولَ إلى داخلِ الصندوقِ ، وفرمت كلَّ الأوراقِ النقدية ، حاولت الانتقامَ من الفئرانِ ، فذهبت وأحضرت القطة َ من سجنها ، وطلبت منها أن تنتقم لها ، وأن تشبعَ جوعَ السجنِ بأكلِ الفئران ، إلاّ أنَّ القطةَ الجائعةَ فضلت عندما رأت البابَ مفتوحاً أن تخرج من هذا
السجن ، ولكن أينَ تذهب ؟
عادَ أشرفُ إلى البيتِ حزيناً على هروبِ القطة ، وما أن دخلَ البيت
حتى رأى ما سرَّهُ ، فالقطة تجلس في المكان الذي يحب أن يجلس فيه ، لم يصدِّق عينيه ، تقدَّمَ مسرعاً ، وإذا بها تقفزُ هي الأخرى
وتتعلقُ به ، وتمسحُ فروها الناعمَ بساقيهِ ، وكأنها تعبر عن سعادتها
أخذها بين ذراعيه ، مسح على فروها ، بدأ ينشدُ على مسامعها
أنشودةً ً يقولُ فيها :
قطتنا أليفه سريعةٌ خفيفه
أعضاؤها رشيقه جميلةٌ أنيقه
تحارب الفئرانا وكلَّ ما يؤذينا
تنالُ منهُ القوتا وتحرسُ البيوتا
حركت القطةُ ذيلها ، وأغمضت عينيها .

منقول

joumana 06-11-2007 08:39 PM

ابن العم الياس
قصتك تعلمنا البخيل بعمرو ما راح يتمكن من العيش بهناء وان كا ما يكنزه سوف يفسد ويسرق
قصة حزينة ورائعة بنفس الوقت تشكر يا الغالي مجهودك الرائع

الياس زاديكه 06-11-2007 08:45 PM

فعلا حبيبة قلبي وبنت عمي الغاليه جومانا البخل هو من أبشع الخصال التي يتحلى بها الإنسان لأن حتى الأنجيل يقول لا يستطيع الإنسان أن يعبد إلاهين أي إله المصاري والإله الحقيقي الذي هو الله لأن ماالفائدة إذا ربح الإنسلن العالم وخسر نفسه يالغاليه
تشكري أنتي يالغاليه جومانا على مروركي المعطر وكلماتكي المشجعه والظريفة ..
تقديري ومحبتي
ألياس

ملح الارض 06-11-2007 10:01 PM

الاخ الغالى الياس
من بعد السلام والتحية
تسلم يا غالى على الموعظة الجميلة الى اخذناها من القصة .
ليست السعادة فى جمع المال ولا فى حطام الدنيا الفاني , وانما السعادة الحقيقة ان
تسعد بهذا المال قلبا ضعيفا أو جسدا نحيلا أو فقيرا معدما أو حيوانا لا حول له ولا قوة
اتعلمت كمان من القصة الجميلة ( لا يأس مع الحياااااااااة ) .
تسلم ياابن الكرام .

fouadzadieke 06-11-2007 10:10 PM

اقتباس:

عادَ أشرفُ إلى البيتِ حزيناً على هروبِ القطة ، وما أن دخلَ البيت
حتى رأى ما سرَّهُ ، فالقطة تجلس في المكان الذي يحب أن يجلس فيه ، لم يصدِّق عينيه ، تقدَّمَ مسرعاً ، وإذا بها تقفزُ هي الأخرى
وتتعلقُ به ، وتمسحُ فروها الناعمَ بساقيهِ ، وكأنها تعبر عن سعادتها
أخذها بين ذراعيه ، مسح على فروها ، بدأ ينشدُ على مسامعها
أنشودةً ً يقولُ فيها :

يا قطتي الحبيبة

نجوتِ من مصيبة

فالمرأةُ العجوزُ

بخيلةٌ رهيبة

رأيتكِ بحالٍ

نحيفةٍ غريبة

فجسمك نحيلٌ

و وجهك كئيبة

فلعنةُ الحياةِ

عليها يا حبيبة

تمتّعي بقربي

بعيشةٍ رغوبة

كنتِ كمن يعيشُ

الحياةَ في زريبة

أحبّك تعالي

هنا لك الخصوبة

هنا لك احترامٌ

و ليس فيه ريبة!

شكرا لك يا أخي الياس قصة حلوة و البخل كثير في العالم.


الساعة الآن 01:08 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke