Forum of Fouad Zadieke - مشاركتي قبل قليل على البرنامج الاسبوعي الذي تقدّمه الصديقة الدكتورة إنصاف ترابي في أك

مشاركتي قبل قليل على البرنامج الاسبوعي الذي تقدّمه الصديقة الدكتورة إنصاف أبو ترابي في أكاديمية رياض الشعر و الأدب و كان موضوع حلقة اليوم عن التواضع.
الإنسان ابن الحياة و يتوجب عليه أن يعيش هذه الحياة على نحو أفضل له و للناس الذين يعيش معهم أو تجمعه بهم علاقة بحكم أمور كثيرة منها العمل و الجيرة و الصّداقة وهو يتعامل معهم الخ... وكلّما كان هذا الإنسان متواضعًا في علاقته مع الآخرين كلّما نال رضاهم و استحسانهم و محبّتهم. كما أنّه يشعر هو نفسه براحة ضمير كما الرّاحة النفسية.
إنّ أخلاقيات الحياة لها جوانب كثيرة منها محبّة الناس و القدرة على التّسامح و مساعدة الآخرين ومعاملة الناس بالصّدق و الأمانة كما الوفاء والاخلاص و احترام الآخر. كلّ هذه و غيرها صفات انسانية نبيلة إن هي توفّرت بأيّ شخص فهو يكون إنسانًا بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.
من صفات البشر الحسنة أيضًا التواضع و هو بخلاف التكبّر و التّعجرف و التّعالي و التّفاخر. و كلّ تكبّر هو دليل على انّ هذا الشُخص يعاني من عقدة نقص يحاول التعبير عنها بمنحى سلوك التّعالي و التعجرف و أخواتهما. أمّا الشّخص المتواضع فهو إنسان واثق من نفسه و مؤمن بحقيقة أنّ كلّ البشر سواسية لا فضل لأيّ على الآخر و لا تفضيل إلّا بما يمتاز به من سلوكيات أخلاقية حميدة ومن صفات إنسانية تميّزه بروح تواضعه الذي يعني الكثير.
التواضع فيه نكران الذات و التخلّي عن الأنانية الضيّقة غير المحبوبة في الحياة. كونوا متواضعين تكسبون محبّة الآخرين و تحظون باحترامهم ونعاطفهم أمّا متى كنتم على الوجه الآخر من هذه المعادلة فلن يكون لكم احترام لدى الآخرين وكم هو صعب أن يفقد الإنسان احترامه أمام الناس و المجتمع.
في مدرسة الحياة الواسعة نتعلّم هذه الاخلاقيات بالممارسة و تفتقر مناهجنا المدرسيّة إلى خطط في هذا المجال يجب تدريس مادة الأخلاق في المدارس بدل التربية الوطنية فالأولى إنسانيّة جامعة بينما الثانية سياسيّة ضيّقة.
تلعب الثقافة دورًا محوريًّا في هذا المجال فعندما يكون هذا الشخص أو ذاك واعيًا اجتماعيًّا و مثقّفًا حياتيًّا فلا خوف عليه لأنّه يستطيع بكلّ بساطة و سهولة أن يختار السلوك الأحسن و الأفضل في تعامله مع النّاس و المجتمع.
التواضع زينة أخلاقية ترفع من قدر الإنسان و تُعلي من شأنه بعكس التّعالي و التكبّر الذي ينحدر بالإنسان إلى الدّرك الأسفل. فكلّما تواضعنا رفعنا من أسهمنا في بنكِ قيم الحياة وكان لنا النجاح و الراحة و السلامة.