Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=277)
-   -   الأعداء الحقيقيّون للمسلمين بقلم: فؤاد زاديكه (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=39854)

fouadzadieke 09-01-2015 11:51 AM

الأعداء الحقيقيّون للمسلمين بقلم: فؤاد زاديكه
 

الأعداء الحقيقيّون للمسلمين

بقلم: فؤاد زاديكه

لا أتجنّى على الاسلام و المسلمين، عندما أخاطبهم بالعقل و بالمعرفة، و أدعوهم إلى الفهم الصحيح لما يدور في الحياة من أحداث، فكلّها عبارة عن تراكمات معرفيّة، تُكسب الناس خبرة و توسع مدارك معرفتهم، و تزيد من إمكانية تأقلمهم مع الجديد، و في كلّ يوم جديدٌ يظهر، و كم هو عظيمٌ خوف المسلمين من أيّ جديد يطفو فوق السطح أو تظهر معالمه.
يسعى المسلمون بكلّ جهد و قوة أن يظلوا مرتبطين بالماضي، بكل قديمه و ترسّباته و أعطاله و تخلفه، لا يجرؤون على استقبال الجديد بل هم يخافونه، لأنه سينسف القديم و الذي يعوّلون عليه الكثير، إنّهم يعيشون و على الدوام، و منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرناً من الزمن، على هذا القديم الذي هو الماضي.
عندما يهتم البشر بالماضي فيقومون بتعديل و تصويب مساره، يكون الموقف سليما و صحيحاً و مقبولاً بل و محترماً من كلّ صاحب عقل و فهمٍ و إدراك. أمّا أن يُعُوّلَ هؤلاء على الماضي و الماضي فقط، فهذه مصيبة كبرى تقود إلى هلاك محتّم و إلى سقوط في قعر التعصب و العنصريّة و التقوقع و هو سقوط مرعب.
نعم! جميلٌ أن ندرس الماضي و نستخلص منه العبر من أجل الحاضر والمستقبل، لكن أن ندرس الماضي و نتمسك به، على أساس أنه الحاضر و المستقبل، فإننا بهذا نشوّه الحاضر و نقتل المستقبل.
فالماضي يجب أن يكون مرحلة من مراحل التاريخ البشري و حاضر اليوم سيكون ماضي الغد و كذلك المستقبل.

يعيش المسلمون في غيبوبة فكريّة، و لا أبالغ أبداً بقول هذا، و إلاّ فما المبرّر الذي يجعلهم يهتمون لهذه الدرجة بالماضي إلى درجة أنهم يقدّسونه أيضاً! قد يكونون مُحقّين في ذلك، لخوفهم على عقيدتهم و دينهم الذي هو من الماضي، و كلّ أسسه و مقوماته و وجوده و أفكاره هي من هذا الماضي، فهي لا تخرج عنه، فدينهم من الماضي و تفكيرهم من الماضي و عقائدهم من الماضي و شريعتهم من الماضي، لأن كلّ هذا لا يتحدّث إلاّ عن ما مضى و ذهب و انقرض، أسباب نزول القرآن ذهبت و الأشخاص الذين نزلت الآيات من أجلهم انقرضوا و بادوا و الحوادث و الأحداث و الأمكنة لم تعد بموجودة، و حتى محتوى و مضمون القرآن و كلّ الأحاديث المروية و المتناقلة لم تعد صالحة و هي لا تتلائم مع الحياة الجديدة و لا تتناسب و تواكب التقدم العلمي و التكنولوجي و التطور الفكري الإنساني لا من قريب و لا من بعيد. و لأن المسلمين لا يقبلون بالحاضر و لا يستطيعون العيش معه و التأقلم مع مستجداته العظيمة و الهائلة، فإنهم لهذا يرفضون العلم و المعرفة و لا يقبلون بالحق و بالمنطق، لأن هذا سيحررهم من هذا الماضي الذي وقعوا أسرى له، بإرادتهم الذاتية و قبولهم و خضوعهم.

و استنتاجاً لما جاء و ما عرضناه من خلال هذه المقدمة فإننا نقول بأن أعداء المسلمين و الإسلام، كما يراهم المسلمون يتمثلون في كلّ هذا:

العدالة الاجتماعية.
حرية الرأي و المعتقد و الدين
الحريات الشخصية عموما
دعوات السلام
نداء المحبة
فكر التسامح
التقدم و التطور من جميع النواحي و على مختلف الأصعدة
العلوم و الفنون
التحضّر و التمدّن
قبول الآخر و التعاطي معه على أساس الندية و المساواة بدون عنصرية و تفريق أو تكفير و تخوين
احترام العقل البشري و تقدير انجازاته و عطاءاته.
احترام مبادئ الجمال و القيم الانسانية في جميع أنواع الفنون و الشعر و الأدب
الانفتاح و هو من ألد أعداء المسلمين
فصل الدين عن الدولة
استبعاد الشريعة عن نظم الدولة و عن القانون الوضعي
كل هؤلاء و كثير غيرهم من مبادئ الحق و العدل و السلام هي أعداء خطيرة على الاسلام و المسلمين، لذا تراهم ينافقون و يرهبون و يكفّرون و يحرّمون و يلعنون و يشتمون و يخوّنون و يقتلون كلّ وعي و فهم و كلّ جماليّة في حياة الناس.


الساعة الآن 11:52 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke