Forum of Fouad Zadieke

Forum of Fouad Zadieke (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/index.php)
-   منتدى فرعي خاص بالأديب الشاعر صبري يوسف (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/forumdisplay.php?f=268)
-   -   ضجرٌ يزلزلُ قامةَ الحرفِ (http://www.fouadzadieke.de/vBulletin/showthread.php?t=17269)

SabriYousef 17-05-2008 03:46 PM

ضجرٌ يزلزلُ قامةَ الحرفِ
 
ضجرٌ يزلزلُ قامةَ الحرفِ





تلظَّتْ أجنحةُ الرُّوحِ


ترنَّحَتْ فوقَ أحلامِ اللَّيلِ


ليلٌ غابَ عن الوعي


غابَ عن حبورِ السَّكينةِ



قلبٌ في مهبِّ البكاءِ


نواحُ الأمَّهاتِ الثكالى


عبرَ في أنينِ الموجِ


في غبشِ الشَّفقِ



تاهَتِ الذَّاكرة في محارق السُّؤالِ


سؤالٌ معفَّرٌ بالأسى


سؤالٌ من لهيبِ النَّارِ


من فرارِ الأماني



وقفَ جهابذةُ الشَّرقِ


يعلنون موتَ البراعمِ


موتَ الماءِ والهواءِ


انشراخٌ في وجنةِ القصيدةِ



دخانٌ من لونِ العتمةِ


ينمو في سماءِ حلقي


في أكوامِ الحنطةِ


فرَّتْ بعيداً حبَّاتُ المطرِ



ضجرٌ يتوالدُ في بؤرةِ ضجري


ضجرٌ يزلزلُ قامةَ الحرفِ


ضجرٌ ولا كلَّ الضَّجرِ


ضجرٌ ولا تكلُّساتِ الحجرِ



تبقَّعَتْ أحلامُ الصِّبا


رُعْبٌ على خدودِ الطُّفولةِ


جنَّ جنونَ المدائنِ


مدائنُ أجمل القصائدِ



جفَّتْ دمعتي فوقَ خفقةِ القلبِ


أشواكٌ في حنايا الشُّوقِ


تآكلَ الشّوقُ فوقَ هديرِ الموتِ


فوقَ دموعِ الأزقّةِ



تهاطلَتْ حبَّاتُ الجمرِ


من فوانيسِ السَّماءِ


حرقَتْ جفونَ الينابيعِ


خرَّتْ نجمةٌ فوقَ أوجاعِ اللَّيلِ



عبرتْ غمامةٌ حبلى بالأسرارِ


فوقَ مدينةِ الأحلامِ


تقرْمَطَتْ قميصُ الحياةِِ


سبَحَتْ بعيداً فراخُ البطِّ



قططٌ على تخومِ البحرِ


هربَتْ من شفيرِ الغدرِ


لمَ يعُد للانسِ أماناً


قططٌ هاربة من طُفوحِ الدِّماءِ



متى سيعقدُ الانس وئاماً


معَ أسرابِ القطا


معَ مروجِ الخميلةِ


معَ دموعِ المدائن؟!


ستوكهولم: 15 ـ 5 ـ 2008


صبري يوسف


كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم


sabriyousef1@hotmail.com

www.sabriyousef.com


نقلاً عن موقع إيلاف


fouadzadieke 17-05-2008 05:48 PM

اقتباس:

متى سيعقدُ الانس وئاماً


معَ أسرابِ القطا



معَ مروجِ الخميلةِ


معَ دموعِ المدائن؟!
سؤال غريب و لن يكون له مجيب. هذه المأساة أيها الصديق الحبيب مأساة العصر العجيب بما فيه من كل محزن و مخيب و كل مأزق و كثيب و كل بؤرة فساد و نحيب. كيف لنا أن نمنع العين من البكاء و النفس من تنفّس الصعداء و الوجنة من أن تطالها غمزة البقاء؟ أوجاع مترامية في كل مكان في الأزقة و بين الأحياء و في الثكنات و الشوارع المظلمة القعساء. هذه هي أسطورة الجدل التي حبلت و ولدت الباطل الممتشق سلاح الغدر و المتفزلك بنصوص العبث الهمجي المخدّر لأفكار العالم و لأعصاب الكون و شرايين الشجر. إنها المأساة يا صديقي و مصيرنا أن نعيش هذه المأساة لكن كلٌّ كما تريد له هذه المأساة. شكرا لبوحك الشفيف و نظمك اللطيف و أسلوبك العفيف و فكرك النظيف.

SabriYousef 17-05-2008 10:05 PM

الصديق العزيز أبو نبيل
الأحبة القرَّاء والقارئات

كل التحية والإحترام

مودةّ عميقة

صبري يوسف
ستوكهولم


الساعة الآن 01:45 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke