المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشرح الروحي لسفر نشيد الاناشيد


kestantin Chamoun
10-02-2006, 10:35 AM
المعنى الروحي لسفر نشيد الاناشيد
اسمه نشيد الاناشيد أو اغنية الأغنيات. ترجمة إسم هذا السفر في الانكليزية: Song of Songs . أي أنه لو اعتبرت جميع الأناشيد كلاما عاديا, يكون هذا السفر هو نشيدها أو اغنيتها.. كتبه سليمان الحكيم شعراً.

الروحيون يقرأون هذا السفر, فيزدادون من محبة الله. أما الجسديون, فيحتاجون في قراءته الى مرشد, لئلا يسيئوا فهمه, و يخرجوا عن معناه السامي الى معان ٍ عالمية.
و أحب أن أشير أن كثيراً من غير المسيحيين في كثير من المنتديات ينسخون و يلصقون بضعة كلمات منه
سعياً في ربطه مع معانٍ بشرية لذلك أحب بعد أن جمعت و قرأت أكثر من شرح في مواقع مسيحية متخصصة أن أشارككم به .

هذا السفر هو سفر الحب, نفهم منه أن الله منذ القدم كان يريد أن تكون العلاقة بيننا و بينه هي علاقة حب. ولعل هذا واضح مما ورد في سفر التثنية " تحب الرب الهك من كل قلبك, ومن كل نفسك, ومن كل قوتك" (تث 5:6 ). وقد قال السيد المسيح بوصية الحب هذه يتعلق بها الناموس كله والانبياء ( مت 22)

سفر النشيد يتحدث عن المحبة الكائنة بين الله و النفس البشرية, او بين الله والكنيسة, في صورة الحب الكائن بين عريس و عروسه.
سفر النشيد يتميز بكثير من الايات الذهبية الشهيرة التي يستخدمها الوعاظ باستمرار مثل: " اجذبني وراءك فنجري"
"أنا سوداء وجميلة"
" خذوا لنا الثعالب, الثعالب الصغار المفسدة للكروم"
" أنا نائمة وقلبي مستيقظ"
" حبيبي لي وأنا له, الراعي بين السوسن"
" حلقه حلاوة وكله مشتهيات"
" المحبة قوية كالموت"
" مياه كثيرة لاتستطيع ان تطفئ المحبة"

ولكي نفهم سفر النشيد, لابد أن نفهمه بطريقة رمزية, وليس بتفسير حرفي.

إن التفسير الحرفي لسفر النشيد بمفهوم جسداني هو تفسير منفر. ولا يتفق مع روح الوحي, ولا مع مدلول الألفاظ
مثال ذلك قوله: " من هي المشرقة مثل الصباح, جميلة كالقمر, طاهرة كالشمس, مرهبة كجيش بألوية"
(نش 10:6(
إن عبارة ( مرهبة كجيش بألوية), لا يمكن أن تقبلها حبيبة على نفسها, فكيف تقبل المرأة أن توصف بأنها تثير الرهبة أو الخوف, بينما النساء من المفروض فيهن أن بتميزن بالرقة ؟
أما اذا أخذنا العبارة مشيرة الى الكنيسة أو الى النفس البشرية, فإن المعنى يبدو واضحا في مفهومه الروحي.

لأن الكنيسة يمكن أن تكون مرهبة بالنسبة الى الشيطان والعالم, مخيفة لقوى الشر مثل جيوش بألوية" اي من عدة لواءات"... كانت الكنيسة مرهبة للفلسفة الوثنية, و مرهبة لكهنة وعبدة الأصنام, و مرهبة للإنحراف والفساد.... لأنها كانت طاهرة. و نفس الوضع بالنسبة الى النفس البشرية.

وعبارة " جميلة كالقمر", لايمكن أن تتمشى مع عبارة " أنا سوداء وجميلة يابنات أورشليم" نش( 5:1)

فكيف تكون سوداء " كخيام قيدار" وفي نفس الوقت جميلة كالقمر؟! والقمر في جماله ليس فيه سواد.
ولكن السوداء- في المفهوم الرمزي- هي كنيسة الأمم التي لم تكن تنتمي الى الاباء والأنبياء, وكانت غريبة عن رعوية الله, وعن العهود والمواعيد والشريعة. وبلا رجاء(اف 12:2 ). و لكنها صارت جميلة كالقمر, بالبر الذي نالته في المسيح, وصار جمالها كاملا ببهائه الذي جعله عليها( حز 14:16), وبدمه الذي محا خطاياها.
فهي تخاطب مؤمني العهد القديم "بنات اوروشليم" وتقول لهن" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" .. سوداء في أصلي و ماضي, وجميلة في حاضري.

وعبارة " جميلة كالقمر" تحمل معنى روحيا وعلميا متهى العمق الجمال.

فالمعروف عن القمر أنه كوكب مظلم يستمد نوره من الشمس. فطالما تلقى عليه نورها, يصير جميلا... فهذه الشعوب السوداء التى كانت بلا ايمان, وليس لها جمال في ذاتها: عندما ألقى الله نوره و بهاء ربنا يسوع المسيح ملأ الكون, صارت جميلة كالقمر الذي ليس له جمال في ذاته وإنما يستمد نوره و جماله من الشمس.
التشبيه اذن واضح, في السواد وفي الجمال. في السواد الذي تتصف به طبيعتنا الخاطئة, والجمال الذي يهبه لنا الرب في فدائه العجيب وفي الطيبعة الجديدة التى نولد بها.
مثل عبارة " شبهتك ياحبيبتي بفرس في مركبات فرعون" (نش9:1). هل توجد فتاة تقبل تشبيهها بفرس في مركبات فرعون, أم أنها تقبل على العكس التشبيه الذي يدل على الرقة و الأنوثة.

• و أيضا من الحبيبة التى تقبل أن يقال في مديحيها " عيناك مثل برك حشبون. أنفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق" (نش 4:7).
• إن الكنيسة اذا وصفت بالقوة: بالفرس, بجيش ذي ألوية, يكون هذا معقولا.. وبنفس الوضع توصف نفس المؤمن التى تحارب الشهوات والشياطين.

فهل يمكن لغزل بين حبيبين أن يكون بهذا الشكل
و الكلمة التي تحرج البعض أثناء قراءة سفر نشيد الأناشيد هي كلمة الثدي :
الثديان هما مصدر الرضاعة, و يرمزان الى مصدر التعليم في الكنيسة

ويدل على هذا قول النشيد " ليتك كأخ لي الراضع ثديي أمي" (نش 1:8). وعن ذلك صرخت أمرأة قائلة للسيد المسيح " طوبى للبطن التي حملتك, و للثديين اللذين رضعتهما" (لو 27:11). وعن هذين قال يعقوب في مباركته لإبنه يوسف " بركات الثديين والرحم" (تك 35:49) أي بركات الولادة والرضاعة.

• وكما أن الثديين هما مصدر الرضاعة, هما ايضا مصدر الشبع.

و هكذا قيل في سفر اشعياء النبي عن أورشليم " لكي ترضعوا وتشبعوا من ثدي تعزياتها" ( أش 11:66). أما منع الطفل عن ثديي امه فهو شأن الظالمين الذي قيل عنهم في سفر أيوب " يخطفون اليتيم عن الثدي" ( أي 9:24(
• والثديان – مصدر التغذية والشبع- هما في الكنيسة الكتاب المقدس بعهديه أو هما " الناموس والنعمة" (يو 17:1). أما بالنسبة لسفر النشيد, فهو الناموس و الأنبياء.
بكلمة الله و نعمة ربنا يسوع المسيح ترتاح كل نفس بشرية فتشبع و تنمو بالقامة الروحية .


ولأنهما معا, لذلك قيل عنهما إنهما (" كخشفتين توأمي ظبية" ( نش 3:7
منهما يرضع المؤمن و بتعليمهما يطمئن.

كما قيل في المزمور " أنت جذبتني من البطن, جعلتني مطمئناً على ثديي أمي" (مز 9:22). والأم هي الكنيسة التي ترضعه الأيمان.
و هذه الأم- الكنيسة- تقول عن كل ابن من أبنائها " بين ثديي يبيت" ( نش 3:1). أي يبيت يرضع من التعليم السليم, من العهدين القديم والجديد, من الناموس والأنبياء, من الناموس والنعمة....
• و لأن تعاليم الكنيسة عالية وسامية, شُبهت الكنيسة بالنخلة , و أثداؤها بالعناقيد.
كما قيل في المزمور " الصديق كالنخلة يزهو, كالأرز في لبنان ينمو" (مز 12:92). وبنفس الوصف قيل عن الكنيسة في سفر النشيد " قامتك هذه شبيهة بالنخلة, وثدياك بالعناقيد" (نش 7:7)
وعن كل مؤمن جديد, تقول له عذراء النشيد:
" ليتك كأخ لي, الراضع ثدي أمي, فأجدك في الخارج, وأقبلك ولا يخزونني" (نش 8:8)....
اجدك بالأفتقاد, وبالكرازة, والرعاية, و أنت "في الخارج" من الأمم, أو من خارج الكنيسة. فأقبلك, كما قبل بطرس كرنيليوس الأممي. و لم يخزه أحد لقبول هذا الأممي وأسرته, بعد أن " رأى السماء مفتوحة" ,
و قيل له " ما طهره الله, لا تدنسه أنت" ( أع 11:10(


بهذا نفهم سفر النشيد في معناه الرمزي. ليس في هذه الكلمات فقط بل في كل تعبيرات السفر

fouadzadieke
10-02-2006, 12:18 PM
عزيزي قسطنطين
شكرا لمشاركتك الجميلة والتي يحتاج المرء معها إلى كثير من التأمل والروحانية.

SamiraZadieke
10-02-2006, 01:14 PM
الأخ المحترم قسطنطين:استمعت بقراءة موضوعك الذي يحتاج أن يقرأها الإنسان فتمتلى النفس بالروحانيات دائما متألق في اختيار مواضيعك لك عميق الشكر
سميرة

kestantin Chamoun
15-02-2006, 12:23 PM
الاعزاء

الاحبة

اذا خلعتم المغذى الروحي من العهد القديم فسوف يتحول الى كتاب مليئ بالحكايات والخواطر وقصص حروب .....الى ما هنالك ونحن المسيحيون نعتمد عليه كرموز وتنبؤات واضحة وجلية على ان المسيح سوف يظهر من سلالة على سبيل المثال داؤود النبي وانه سوف يخلص البشرية ,,,وكفداء وتضحية ,, وظهوره من عذراء دون دنس والله معنا( عمانؤيل) الى اخر هذه الرموز وبدونها لا نرى الا ما ذكرته اعلاه لذلك يجب علينا ان نقراءه بتمعن وروية وتفسيره روحيا لكي نحصل على ما نتوخاه منه روحيا ولكي نعلم ان العهد الجديد فيه الكثير من الآيات المقتبسة منه اي من العهد القديم لنرى ان الرسل استشهدوا به وقبلهم المسيح ....الذي قال بفمه المقدس لم اتي لانقض بل لاكمل الناموس بعصر النعمة عصر الكمال فهذا هو المغذى الاساسي من التعليم المسيحي .


20060215

بهيجة كبرو اسحق
16-02-2006, 09:30 AM
الله يعطيك الف عافية اخ قسطنطين على تقديمك لنا المعنى الروحي لسفر نشيد الاناشيد
سلام الرب يسوع يحميك دوما

kestantin Chamoun
16-02-2006, 01:09 PM
الاخت بهيجة المحترمة

لا شكر على واجب وشكرا لمرورك على هذا الموضوع.

fouadzadieke
25-02-2006, 09:42 PM
متميّز أجل متميّز أيها الأستاذ. لك احترامي وشكري معاً.

kestantin Chamoun
02-03-2006, 12:50 PM
كل اشكر لكم استاذ فؤاد ولا شكر على واجب .

محبتي