![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]()
الحياة المزدوجة للمتحولين للمسيحية في ماليزيا
تقرير ليندا بريسلي بي بي سي، راديو 4 ![]() ![]() التخلي عن الاسلام والتحول إلى المسيحية في ماليزيا مسألة حساسة وتعني أن الكثير من معتنقي المسيحية هناك يعيشون حياة مزدوجة. وتقول ماريا، وهذا ليس اسمها الحقيقي "إذا علم الناس أنني تحولت إلى المسيحية فقد يطبقون الشريعة بأيديهم، فاذا لم يكونوا واسعي الأفق فقد يرجمونني". وتعيش ماريا وهي شابة ماليزية حياة سرية يسودها الرعب أحيانا منذ تحولت إلى المسيحية. وتعتبر "الردة" من أكثر القضايا المثيرة للجدل في ماليزيا اليوم. وكانت ماريا قد تنصرت منذ نحو عقد عندما كانت في الثامنة عشر من العمر. وتقول إنه لم يجبرها أحد على اتخاذ هذا القرار الذي أقدمت عليه بعد دراستها لأديان مختلفة. فالتحول يعتبر أمرا حساسا في ماليزيا لدرجة أن القس الذي قام بتعميدها لم يمنحها شهادة بذلك. وقد طلبت منها الكنيسة التي تحضرها الآن أن توقع وثيقة تخلي فيها مسؤولية الكنيسة عن تحولها. وقالت "إن كنيستي تقول إنه إذا جاءت السلطات فانهم لن يقفوا معي". ولم تعرف أسرتها بنبأ تحولها. وتقول ماريا "إذا اكتشفت أسرتي أنني لم أعد مسلمة ستقاطعني، وستمحو اسمي من العائلة". وتضيف قائلة "بوسعي الهجرة، ولكنني أريد البقاء في ماليزيا، إنها بلدي، وأنا أحب أسرتي، وكل ما أريده هو العيش في سلام". مناقشة ساخنة ويشكل المالايو المسلمون 60 بالمئة من سكان ماليزيا، والبقية من المسيحيين والهندوس والبوذيين. ولكن يعتقد الكثير من الملايو المسلمين أن ماريا وأمثالها يشكلون خطرا على الاسلام. وازدادت سخونة النقاش بين من يؤيدون حق ماريا في التحول رسميا، وأولئك الذي يقفون ضد "الردة"، وقد طلب رئيس الوزراء من الجانبين التوقف عن مناقشة القضايا الدينية الحساسة علانية. وخشية من مغبة ما قد يحدث، تحدثت ماريا إلينا هاتفيا وهي في سيارتها فهي تعلم عواقب ما سيقع إذا اكتشف أمرها. ![]() وتقول "لو علمت السلطات فانها ستخلق جحيما بيني وبين أسرتي، وجحيما في حياتي ولن أستطيع الحصول على أي امتياز أو وظيفة". ومخاوفها لها أساس من حقيقة، فقد اضطرت متحولة أخرى هي لينا جوي إلى الاختفاء منذ اكتشاف أمرها ووصوله إلى القضاء. وتلقى أحد المحامين المدافعين عنها تهديدا بالموت. حد "الردة" وتريد كل من لينا جوي وماريا أن يصطبغ تحولهما بالصبغة القانونية وهو الأمر الذي يعني تغيير بطاقة الهوية التي تشير إلى أنهما مسلمتان. ولكن ترفض الدولة حتى الآن ذلك حيث تطالب المتحول بالمثول أمام محكمة شرعية لتقر بانه "مرتد" قبل تغيير أوراقه. ولكن السيدتين تقولان إنها لم تعودا مسلمتين، ومن ثم لماذا تذهبان إلى المحكمة الشرعية؟ والأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لماريا، فهي لها صديق وهو مسيحي ويعرف أنها مسيحية. وهما يريدان الزواج ولكن لأن ماريا مازالت مسلمة رسميا فان الطريقة الوحيدة لزواجهما هو أن يتحول إلى الاسلام. وأسرة ماريا، غير الراضية عن اختيارها، تضغط عليه كي يتحول إلى الاسلام. أوقات عصيبة وتشعر ماريا بالتعب من هذه الحياة المزدوجة. وتقول وقد غالبتها الدموع "إنه أمر محبط، فهو يعني وضع حد فيما يتعلق بصداقاتي فقبل أن أصارح أحد بحقيقتي لابد وأن أثق فيه تماما، وأنا أعرف متحولين آخرين ولكن لا أستطيع أن أوسع دائرة معارفي حيث أنك لا تعلم دائما من تتعامل معه". ورغم أن عددا محدودا للغاية من الناس تحولوا من الاسلام إلى المسيحية في ماليزيا إلا أن الأشهر القادمة ستكون حاسمة بالنسبة لهم حيث ستشهد الحكم في قضية لينا جوي. وسوف يحدد هذا الحكم ما إذا كانت ماريا ستعيش الحياة التي تحلم بها فتتزوج صديقها ويعيشان كمسيحيين علنا. وهي حتى الآن لا تستطيع تخيل ذلك، وتقول "أشعر بأنني وحدي في هذا الصراع وأشعر بالخوف". |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|