شرح عقيدة الثالوث في المسيحية (الجزء الثاني )

[الاخ زكا]

شرح عقيدة الثالوث في المسيحية (الجزء الثاني )
الآب
يوجد فرق بين الوالد والأب فقد يكون والد ولكن مجرد من معنى الأبوة، وقد يكون هناك شخص تتجمع فيه كل معاني الأبوة دون أن يكون لديه أولاد مولودون منه لأن الأبوة هي حالة روحية. يوصف الله بآب لأنه روح ولا يلد ولا أثر للمادة فيه لكن المعنى الروحي للأبوة بالنسبة للاهوت هو المحبة الباطنية السامية التي لا حد لها وتستعمل كلمة الآب في غير معناها الحرفي بل الروحي.
مثلاً عندما نقول عن شخص أنه أبو الخير أو أبو الفضل أو أبو العلم لا تعني الأبوة الحرفية. فأبوة الآب للابن لا تعني أنه أفضل من الابن مقاماً أو أقدم زماناً بل يراد به التعبير عن نسبة من نسب الحب السامي بينهما حتى يمكن لعقولنا المحدودة أن تستوعب عمق العلاقة الكائنة بينهما.
الابن
- بنوة المسيح ليست بنوة حرفية جسدية كما يتبادر لذهن الإنسان بل هي بنوة بالمعنى الروحي كما نقول عن شخص أنه ابن مصر أو ابن هذا الجيل أو ابن عشرون سنة. فالمسيح ليس ابن بمعنى أنه مولود من الله بل بمعنى أنه المعلن لله "صورة الله غير المنظور"
- واصطلاح صورة الله المذكور في (كولوسي 1: 15) مفهوم في الفلسفة اليونانية أنه يقصد به جوهر الله الذي لم يراه أحد. بالإضافة أنه صورة الشيء تعني ذات الشيء أو ذات النص وهذا واضح من كلام الرسول بولس إلى تيموثاوس "تمسك بصورة الكلام الصحيحي" أي ذات الكلام.
- يظن البعض أن اصطلاح ابن الله يطلق على بعض خلق الله من الناس والملائكة لكن في الكتاب يصفهم بأنهم أبناء الله نظراً لعلاقتهم به وليس في ذواتهم أو جوهرهم. لكن اصطلاح ابن الله ليس لقباً للمسيح ولكن اسمه بعينه وشخصه المعادل لله.
- في العهد القديم "باللغة العبرية" كان معروفاً أن ابن الشيء يراد به ذات الشيء. مثل قول "بنت شعبي" (أر 8: 11) ويدعى الابن أيضاً الكلمة (يو 1: 1، 2)
- ترد "الكلمة = المسيح" بصيغة المذكر وليس المؤنث. وهو المترجم عن اليونانية "لوجوس" التي معناها العقل وهي التي اشتق منها كلمة منطق "لوجيك" باللغة الإنجليزية. فالمسيح هو الكلمة الأزلي ذات الله "العقل المنفذ لمشيئة الله والقائم بتدبير الخليقة". لذا لا يصح القول ان المسيح ولد الله لكنه ابن الله اي المعبر عن ذات الله.
الروح القدس
- لا يوصف بالقدس لأنه يتميز بالقداسة دون الأقنومين الآخرين، كلا بل لأنهم يتصفون بكل صفات الكمال بدرجة واحدة والروح القدس هو الذي يقوم بعمله فينا في نفوسنا ليقدسها لتتوافق مع الله.
- ولا يوصف بأنه روح لأنه يشبه الروح أو الريح أو لكونه أكثر روحانية في جوهره.. لا.. بل الله (كل الأقانيم) هو روح ولا نظير له أو شبيه، ولا لأن الروح هو حياة الآب والابن.. لا بل دعي الروح لأنه يقوم بأعمال اللاهوت بوسيلة روحية وطريقة غير منظورة.