بلاد ما بين النهرين
-من أعالي ضفاف دجلة والفرات ... نشأت الحضارات الإنسانية الأولى في بلاد مابين النهرين والشام من عصور السومريين والأكاديين إلى إمبراطوريات بابل وآشور والكلدانيين والآراميين وذلك في رقعة جغرافية واسعة ممتدة من تخوم بلاد فارس – لإيران شرقا وجنوب روسيا و أرمينية شمالاً وحتى سيناء مصر واليمن جنوباً وعلى كامل امتداد الشاطئ الشرقي لحوض البحر الأبيض المتوسط غرباً وعبر تواصل بري وبحري مع بلاد الإغريق – اليونان القدماء.
- وضمن هذا الإطار يمكن استيعاب ((الصورة الكاملة والشاملة)) لحضاراتنا القديمة المشرقية (( الفراتية – المتوسطية)) والتي كانت حضارات متصلة ومتواصلة ومتعاونة في السياق التاريخي العام أو متفاعلة مع حضارات بلاد فارس وبلاد النيل وجزر الإغريق.. إنها الدائرة الحضارية المتكاملة.
- وكما دجلة (الشرقية) والفرات (الغربي) كانت الحضارات والإمبراطوريات الشرقية الآشورية والبابلية والكلدانية والحضارات الغربية للآراميين السوريين في بلاد الشام وشواطئ لبنان للفينيقيين وحتى سيناء مصر واليمن.. وكأن هذه الحضارة تماثل وتناظر الحضارات المجاورة (جغرافيا – سياسياً – جيوبوليتيك)... الفرات يناظر ويحاكي ويماثل النيل مع خصوصية وتمايز اتجاه تدفق المياه.. شمال جنوب وبالعكس. - وتسمية مصطلحات الحضارات والمدنيات لا تصح إلا بوجود ما يسمى (قوتان خشنة وناعمة) أي بالأعتدة والبرمجيات، أي حضارات القوة المادية المعنوية والفكرية والثقافية حيث قوة الحضارة أكثر استمرارية من حضارة القوة المجردة، ومن هنا نجد جناحي ( بلاد مابين النهرين) الشرقي والغربي المتكاملين في بناء الحضارة الإنسانية.. والمتفاعلة مع حضارات الإغريق والنيل وفارس والهند.. ومن هنا نظرتنا إلى حضارتنا العربية الإسلامية والمسيحية منذ عصور قديمة ولغاية العصور الأموية والعباسية والعثمانية .. وإلى يومنا هذا.. حيث نحن أصحاب حضارات قدمت للإنسان زراعة سنابل القمح وأبجديات الحروف والنوتة الموسيقية، والشواهد والأدلة كثيرة... والحضارات تبنى بسواعد وعقول أبنائها
|
30-04-2006, 08:54 AM
العرض العادي
