![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
![]() عاينْ آثارَ الجروح! بقلم: فؤاد زاديكه وقفتُ أتأمّلُ وجهَ الربّ يسوع، و نحن نتابع رابطا يشرح فيه علماء و أكاديميون حقيقة قطع القماش التي لف بواحدة منها جسد المسيح أثناء دفنه و في الثانية ما يعرف بمنديل الرها الذي أرسله يسوع مع أحد تلاميذه إلى الملك السرياني أبجر الرها, حيث كان مصابا بالبرص فسمع عن المسيح ما يقوم به من معجزات و أعاجيب فطلب منه القدوم إليه, لكن يسوع أرسل كما قلنا منديله الذي مسح به وجهه فارتسمت صورة الوجه عليه و بهذا المنديل شفي أبجر الرها و نشر المسيحية في أرجاء مملكته, فرأيتُ آثارَ الجراح التي تركتها حرابُ إكليل الشوك ، الذي ألبسوا رأسه به. نظرتُ إلى حيث الحربةُ التي اخترقتْ جنبَه، فسالَ منه الدمُ الطاهرُ ممزوجاً بماء. دقّقتُ في كلّ الأماكن التي صاغتها الجروح رسوما و أشكالا, فتركتْ على جسدِه الغضّ ندوباً تتحدّثُ عن ظلمٍ و بشاعةٍ و حقدٍ و رغبةٍ شديدة في الانتقام. ليس بمقدور أيّ كائن مَن كانْ, و هو ينظرُ بعينه و يُحسُّ بقلبه إلاّ و أنْ ينتابه حزنٌ عميقٌ و تسربلُ أغشيةَ دماغه تساؤلاتٌ كثيرةٌ قد لا تجدُ إجابات لها. لماذا عومل الربّ يسوع بكلّ هذه القسوة؟ ما يظهر على الجسد من خدوش و بقع دم و احتقان دماء و أخاديد و سواقي تجري فيها دماء زكيّة من هذا الرجل البارّ، إنّما تعبّر عن مظهر سلوكي لا يعرف الرحمةَ، و لا ينتمي إلى الجنس البشري. إنّه عمل إجراميّ مشينٌ و مهين و مُذلٌّ و غير قابلٍ للتصديق و لا للتبرير. الجسد يحدّثك كمشاهد عن معاناة قاسية و عن معاملة لا تليق ببشر. إنها عمل غير معقول. كل هذه الجراح الظاهرة لم تكن شيئا يُذكر أمام أثر الإهانات و البصق و الشتم و غيرها من أعمال العنف النفسي و غيرها من أعمال تحطيم الذات البشرية, و تدمير كلّ مقوّمات الشخصية و هذا بالطبع لا يظهر جليّاً على الجسد كأثر مادّي، علماً أنّه أفظع تأثيراً في النفس و أثراً عليها. كلّ هذا العنف الجسدي و النفسي و المعنوي الذي تعرّض له المسيح، فإنّنا نرى بوضوح علامات الرضا و إشارات الهدوء و الراحة على وجهه النبيل.ذلك الوجه الصبوح الذي لم تفارقه البسمة و حتى أنه لم يمتعض و لم يشتم القتلة و لم يؤنبهم بل طلب لهم العفو و المسامحة. أنظرْ إلى سحنة وجهه المطمئنة و الممتلئة من نعمة الروح التي قهرت كل هذا العنف العظيم الذي تعرض له جسده البشري. هل لهذا أي تفسير؟ هل فكّرتَ عزيزي القارئ و أنت تتصوّر كل هذا المشهد التراجيدي المخيف و كلّ هذه القسوة التي عومل بها المسيح و هو باقٍ على هذه الوداعة و هذا الهدوء و كأنّ شيئاً لم يحدث له؟ كيف يمكن أن نتصوّر مخلوقاً يقف بكلّ هذا الثبات أمام هذا الجبروت الطاغي؟ لو لم يكن روح الله لما كان له أن يتحمّل كلّ هذه المظالم و هو بريء دون أيّ اعتراض. لقد سيق كشاة إلى الذبح برضاه، لهذا كان بهذه العظمة و هذا الجبروت الذي هو سلطان العليّ. سلّم نفسه لتُقهر. ساق جسده إلى الموت ثم غلب الموت و انتصر عليه بهذه العظمة التي تجلّت في هدوئه و في طاعته لما جاء من أجله. لندع فكرة ألوهيته جانباً و لننظرْ و نحن نطرحُ هذا السؤال. هل يمكن أن يتحمّلَ بشرٌ كلّ ذاك الذي تحمّله المسيح، بهذا القبول و هذه الطاعة و هذه البشاشة التي لم تغادر محياه و هو يُشتم و يُهان و يُضرب و يُعَنَّف و يُصلب دون خوف؟ لكلّ عاقل أن يتأمّل هذا المشهد و من ثمّ يحكم على هذا الإنسان لكي يعرف هل هو الله المتجسد فعلا؟ أعتقد بأنّ الجواب سيكونُ واضحاً و جليّاً و منطوقاً بدليل كلّ ما تحمّله من عذاب و موت بعين الرضا و المحبّة و التسامح. فقد قال: اغفر لهم يا أبتاه، لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون. هو لم يسامحهم فقط بل سعى إلى إيجاد مبرّر لفعلهم الشنيع هذا. المجد لك يا ربي إلى منتهى الدهور ففي حياتك و موتك عظاتٌ كثيرةٌ و دروسٌ غنيّةٌ لمن يرغبُ في الحصول على نعمة نورك البهيّ آمين.
التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 09-02-2010 الساعة 01:54 PM |
#2
|
|||
|
|||
![]()
يا له حبا فائضا من قلبك يجري عنا حسبت مدنبا مع انك البري اشكر الرب من اجلك اخونا المحبوب فؤاد على ماسطرته كلمات هي قصة الحب العجيب بل قصة الوجود عندما اعلن الله مقدار محبته الى الانسان ياليتنا نسجد بوجوهنا وقلوبنا الى الارض هاتفين لك المجد وحدك ياربنا الامين لك سلامي ومحبتي ماران اثا
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
#3
|
|||
|
|||
![]()
تأملات رائعة يا أخي فؤاد ...وهذه هي الحقيقة
ومن خلال السؤال هل يمكن أن يتحمّلَ بشرٌ كلّ ذاك الذي تحمّله المسيح، بهذا القبول و هذه الطاعة و هذه البشاشة التي لم تغادر محياه و هو يُشتم و يُهان و يُضرب و يُعَنَّف و يُصلب دون خوف؟ يؤكد الرسول بولس قائلا ً : أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني وهذه أيضا ً حقيقة ..فمن كانت في داخله روح المسيح يستطيع أن يتحمّل كل شيء وأي شيء من أجل أسمه القدوس وهذا ما حصل مع الكثير من القديسين وعلى رأسهم الشهيد - استيفانوس ..حين قال: لليهود وهم يرجموه و( شاول الطرسوسي ) أي بولس الرسول كان شاهدا ً على قتله قال الشهيد يا رب لا تقم لهم قائمة - أي أغفر لهم .. فمن كان الروح القدس في داخله قادر ٌ ان يعمل المعجزات وهذا ما أكده الرب للتلاميذ والمؤمنين حين قال لهم الحق أقول لكم : ستعملون أكثر مني ومن كان عنده إيمان بمقدار حبة الخردل قادرٌ أن ينقل الجبال ..! باركك الرب أخي فؤاد وبوركت فيك هذه الروح الطيبة -شاعرا ً وأديبا ً ومؤمنا ً فاضلا ً 0
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض ابو سلام |
#4
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
|
#5
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|