منْ هم المحلّمية؟

[fouadzadieke]

منْ هم المحلّمية؟

لقد لفت انتباهي من خلال زيارتي لموقع المحطة الشقيق أن بعض الأخوة يسألون عن المحلّمية وحيث لم يتلقّ السائلون الردّ الكافي فإني شئت هنا ومن خلال المصادر التي توفّرت لدينا من القول:

"تعتبر فترة الاحتلال العثماني التي بدأت في عام 1515 م فترة سيئة جدّاً لجميع أبناء بلاد الرافدين على اختلاف طوائفهم حيث صارت المضايقات تزداد وتيرتها بحقّ السريان والآشورييّن والكلدان إلى أن اعتنق حوالي 10 آلاف سرياني "وهم أبناء عمومة أهل آزخ من قبيلة تغلب"دفعة واحدة الإسلام وهم (المحلّميّة) وسمّوا بذلك لأنهم كانوا محل مائة بيت. وهي منطقة تقع بين ماردين ومذياد وذلك في عام 1609 م وهناك منْ يعتقد أن ذلك كان في عام 1583 م . ومن هذه القبائل( أستل - الرّاشديّة - الكاشيّة - صورا - الأحمدي - رشمل - قبالا و لاشيتيّة) باعتناق الاسلام خوفاً من الظلم.

لكنْ هناك رواية أخرى تقول بأن سبب دخولهم في الإسلام كان رفض المطران لطلبهم بالإفطار وخاصة أن غلاءً عظيماً كان قد حلّ بالمنطقة". وعندما رفض المطران طلبهم وبعد إلحاح شديد لهم من أجل ذلك، هدّدوا بالدخول في دين الإسلام إن هو استمرّ في معارضته لذلك ولا يسمح لهم بالإفطار. لم يكن يتوقّع المطران أن تهديدهم هو جدّي بل ظنّ أنه تهديد عابر وسيزول بعد أيام ومن ثم يرضخون لما كتب عليهم من وجوب الصيام.
لم ينتظر المحلميّون كثيراً فأعلنوا وبشكل جماعي الدخول في الإسلام احتجاجاً على عدم استجابة المطران لطلبهم. وعندما علم المطران بالخبر وأدرك الحقيقة التي وقعت ندم ندماً شديداً على ما فعل وأدرك أن جهله هو الذي قادهم إلى فعل ذلك. وقرّر أن ينتقم لنفسه من نفسه. فكان قراره النهائي أن يمدّد جسده أمام باب الكنيسة من حيث يدخل المؤمنون للصلاة إلى أن يقضى أجله وكل من يدخل إلى الكنيسة أو يخرج منها يدوس على بدنه إلى أن مات هكذا. ولقّب هذا المطران "بالجاهل" وظلّت هذه التسمية ملازمة لإسمه إلى يومنا هذا لأنه لم يتمكّن من التعامل مع الموقف بشيء من الليونة التي كان يجب أن يلجأ إليها وبشيء من الحنكة كان يمكن له أن يحول دون حصول تلك المصيبة الكبيرة. ولا يزال المحلّميون لغاية هذا التاريخ يقرّون بهذه القصة لأنها تروى لهم أباً عن جدّ ولهجتهم هي أقرب اللهجات العربية إلى عربية (آزخ) المعروفة بخصوصيتها ممّا يؤكد التقارب بينهما وصلة القربى التي كانت تربط آزخ بالمحلّميين. فأرجو أن أكون قد سلّطت الضوء على هذه التسمية وعن سببها وتاريخ حصولها بالرجوع إلى ما توفّر من المراجع مثلما أسلفت في بداية هذه الدراسة البسيطة والسّريعة.