Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-05-2007, 11:24 PM
الأب القس ميخائيل يعقوب الأب القس ميخائيل يعقوب غير متواجد حالياً
Ultra-User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 304
افتراضي تابع شرح سفر الرؤيا ( 3 )

تابع شرح سفر الرؤيا ( 3 )


7 – هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض نعم . آمين .
ما هو السحاب ؟
السحاب هو غيمة حينما تصبح في كبد السماء فإنها تخفي وجه السماء وتخفي الشمس وتجعل ظلاً على الأرض ، وقد تنزل أمطاراً للخير ، أو أمطاراً للفيضانات والدمار ، أو لا تعطي أي مطرٍ .
ما هو سحاب السماء ؟
أقتصر الحديث عن سحاب السماء في العهد الجديد .
إن سحاب السماء هو صورة تشير إلى سرّ وجود الله معنا . وفي ذلك أذكر المواقف التالية :
·حينما بشّر الملاك جبرائيل أمنا العذراء بأنها ستحبل بكلمة الله ( المسيح ) فإن من جملة ما قال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك المولود منك يدعى ابن الله ( لو1: 35 ) . وهنا نستطيع القول بأن الروح القدس إذ ظلل أمنا العذراء ( وهذا عمل سحابة ) فإن ذلك يشير إلى أن محبة الله هي سحابة إلهية تظلل من ينسحق أمام عظمته الإلهية مثلما انسحقت أمنا العذراء ، فتهطل عليه نعمه الإلهية .
·حينما تجلى السيد المسيح في مجده الإلهي على مرأى من الرسل الثلاثة ( بطرس ويعقوب ويوحنا ) وظهر معه ( موسى وإيليا ) فإن سحابة ظللتهم وجاء منها صوت قائلاً عن المسيح : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا ( مت 17: 1-8 ) . وهنا نستطيع القول بأن السحابة صارت ترمز إلى الجماعة المتحدة مع المسيح اتحاداً إلهياً فغمرها الحضور الإلهي ..........
·حينما صعد ربنا إلى السماء حجبته سحابة عن أنظار التلاميذ ( أع1: 9 ) لكن التلاميذ ظلوا مؤمنين به وازدادوا إيماناً أكثر فأكثر . وهنا فإننا نقول بأن السحابة أخفت المسيح عن العيون ووضعته في القلوب ، وهذا ما يذكرنا بقوله له المجد : ها أنا بالباب واقف أقرع من يفتح لي أدخل وأتعشى معه وهو معي ( رؤ3: 20 ) .
·في ( مت 24: 30 ) قال له المجد عن مجيئه في اليوم الأخير وانقضاء الدهر ، حينما سيفرز المستحقين لملكوته من اللامستحقين ، وإرسال اللامستحقين إلى العذاب الأبدي ، وأما المستحقين فإلى الحياة الأبدية : ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوةٍ ومجدٍ كثيرٍ . وهنا إن السحاب هو صورة عظمته وقوته كديان عادل للبشر .
ومما سبق نستطيع أن نصل إلى هذه الخلاصة بالنسبة إلى مفهوم السحاب وهو : إن السحاب هو سرّ وجود الله معنا وصورة محبته لنا ، وصورة وجوده في قلوبنا ، بالإضافة إلى أنه صورة عظمته كديانٍ للبشر .
-ستنظره كل عين . أي أن الكل سينظره حينما سيأتي . فهو كما قال له المجد : سيجمع أمامه كل الشعوب لينال كلاً منهم مصيره الأبدي ( مت25: 31- 46 ) .
-والذين طعنوه . إن الذين طعنوه هم اليهود الذين بعد أن انتظروه طويلاً في أجيالهم فإنهم رفضوه وأسلموه إلى حكم الصلب حقداً وكراهية وهذا يذكرني بقول يوحنا : إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله ( يو1: 11 ) . كما أن الذين طعنوه هم أيضاً الذي قبلوه وآمنوا به لكنهم في أعمالههم وفكر قلوبهم خالفوه ورفضوه . بالمختصر إن الذين طعنوه هم كل من رفضه .
-وينوح عليه جميع قبائل الأرض .
·ينوحون لأن كل شيء سينتهي ولم يعد لهم أملاً لإصلاح ما أثموا به .
·ينوحون لأنه سيثبت لهم بأن هذا هو الأول والآخر ولم تعد لهم فرصة للإيمان به .
-نعم . كلمة تأكيد على صحة القول المطلقة .
-آمين . حقاً يقين . أن الأمر هو هكذا . ليكن هكذا . بالتأكيد ........
8 – أنا هو الألف والياء . البداية والنهاية . يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي القادر على كل شـيء .
-أنا هو . المسيح له المجد يتكلم عن نفسه ، وإن ما يقوله عن نفسه نحن مؤمنين ومسلّمين به .
-الألف والياء . إن الألف في أبجدية اللغة العربية هي أول الحروف والياء آخرها . وفي اللغة اليونانية التي يجمع العلماء على أنها اللغة الأصلية لسفر الرؤيا فإن الآية هي : أنا هو الألفا والأوميغا . حيث أن الألفا هي أول حروف الأبجدية اليونانية والأوميغا هي آخرها . ويقابلها في اللغة الأصلية الأخرى من لغات الكتاب المقدس وهي السريانية ( أولف ، تاو ) إذ أن الآية بحسب الأصل السرياني هي : أنا هو الأولف والتاو ، حيث الأولف هي أول الأبجدية السريانية والتاو آخرها .
لماذا وصف ربنا يسوع المسيح له المجد بأنه أول الأبجدية وآخرها مع أنه الله الذي لا بداية له ولا نهاية ؟
·من ناحية كأن ربنا يسوع المسيح يقول : أنا هو بداية كل شيء ونهايته . وهذا ما أشار إليه يوحنا في أول أنجيله بالقول : كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان ( يو1: 3)
·إن اللغة هي بأحرفها ، وهي كاملة بكامل أحرفها ، وناقصة إذا نقص منها حرفاً واحداً . وبما أن الأحرف جميعها محصورة بين الألف والياء فإن كامل اللغة محصورٌ بين الألف والياء . وهنا كأن ربنا يسوع المسيح يقول : أنا هو الكل في الكل .
وفي الحقيقة نحن لا نرضى إلا أن يكون ربنا يسوع المسيح البداية والنهاية والكل في الكل ، أي أن يكون هو الله الكلمة القادر على كل شيء ، ذلك أن البشرية من قبل مجيء المسيح كان قد جاءها أنبياء كثيرون ولم يقدر أيٌّ منهم أن يقوم بعمل الفداء وقيادة البشرية إلى الخلاص ، ولو فرضنا جدلاً أن المسيح لم يكن إلهاً فهو كان سيكون مثله مثل غيره من الأنبياء الذين سبقوه وما كان بمقدوره أن يعيدنا إلى الفردوس الذي طردنا منه ، وبالتالي ما كنّا سننتفع منه شيئاً .
وأما بخصوص أن المسيح هو ابن الله وهو الله نورد بعضاً مما جاء في الكتاب المقدس في هذا الخصوص :
1- يسميه أشعياء بالفادي والإله القادر على كل شيء بقوله : هكذا يقول الرب وفاديه رب الجنود . أنا هو الأول وأنا الآخر ولا إله غيري ( أش 44: 6 ) . كما يذكر أشعياء أيضاً : اسمع يا إله يعقوب واسرائيل الذي دعوته . أنا هو الأول والآخر ويدي أسست الأرض ويميني نشرت السموات أنا أدعوهنّ فيقفن معاً ( أش48: 12-13 ) .
2- قال الرسول بولس موجهاً خطابه إلى رعاة الكنيسة : احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه ( أع20: 28 ) .
إن الذي صلب هو المسيح . وإذ يقول كنيسة الله التي اقتناها بدمه ، فإذاً المسيح هو الله .
3- حينما لمس توما الرسول جروحات المسيح صرخ قائلاً : ربي وإلهي ( يو20: 28 ) . إنه لم يبح باسم المسيح بل ( ربي وإلهي ) ولم يلمه المسيح بأن لماذا تدعوني إلهك ؟
4- قال الرسول بولس : عظيمٌ هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد ( 1ت3: 16 ) .
5- قال يوحنا في بداية انجيله عن المسيح : في البدء كان الكلمة ........ وكان الكلمة الله ( يو1:1)
6-قال السيد المسيح عن أنه موجود بذات الوقت في السماء وعلى الأرض : ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، ابن الانسان الذي هو في السماء ( يو3: 13 ) .
7-أخيراً إذ أن المعجزات الإلهية لا تزال تحدث في كنائسنا فهذا دليل على أن المسيح هو الله . كيف ذلك ؟ إن المعجزة هي دليلٌ على صحة المعتقد . وإن معتقدنا يقوم على أساس أن المسيح هو الله ظهر في الجسد وصلب ومات وفي اليوم الثالث قام . فلولا صحة معتقدنا هذا لما حدثت المعجزات الحقيقية في كنائسنا حتى اليوم .
-الكائن والذي كان والذي يأتي ( تمّ شرحها في العدد 4 ) .
9 – أنا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره . كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس من أجل كلمة الله ومن أجل شهادة يسوع المسيح .
-أنا يوحنا . يوحنا يخاطب رعاة الكنائس .
-أخوكم . إن كل مسيحي هو أخ لكل مسيحي ، فإن هذه الأخوة حصلت لنا لأننا أصبحنا أبناء الله بالمسيح يسوع عن طريق اقتبال سرّ المعمودية . وإذ أننا أصبحنا بذلك أبناء الله فلأن ربنا أكّد لنا ذلك حينما علمنا أن نصلي قائلين : أبانا الذي في السموات ......... أي أن الله هو أبونا جميعاً وهو أب ليسوع المسيح ولذا فإننا جميعاً أخوة أخونا الأكبر هو يسوع المسيح . وأذكر أمثلة للعلم فقط وليس للحصر .
·قال ربنا يسوع المسيح : لكي يروا أعمالكم الصالحة ويمجدوا أباكم الذي في السموات ( مت5: 16
·وقال أيضاً : صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات ( مت5: 45 ) .
·قال يوحنا : وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه . الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ( يو1: 12 – 13 ) .
-وشريككم في الضيقة .
قال ربنا يسوع المسيح : في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ( يو16: 32 )
لماذا سيكون لنا ضيق في العالم ؟
إن المسألة جد حساسة وهي أننا باكتسابنا طبيعة جديدة تقودنا إلى ملكوت الله فإن هذا ما أزعج إبليس اللعين كثيراً ، ولذا فإنه كان ولا يزال وسوف يزال يهيّج علينا أعوانه وما أكثر ما حدث للكنيسة من الاضطهادات بسبب ذلك . ومن ذلك فإن جميع أبناء الكنيسة هم شركاء في الضيق والاضطهادات التي تحصل هنا وهناك ولا يفلت منها مكان فيه كنيسة للمسيح .
-وفي ملكوت السموات . ليست الشراكة هي في الضيق والاضطهادات فقط بل أيضاً في ملكوت السموات وهذا ما عبر عنه الرسول بولس جلياً حينما قال : فإن كنّا أولاد فإننا ورثة أيضاً . ورثة لله ووارثون مع المسيح . إن كنّا نتألم معه لكي نتمجد معه أيضاً ( رو8: 17 ) .
نعم أحبائي إن ربنا يسوع المسيح له المجد تألم من أجل أن يمنحنا الخلاص ، ولذا فإنه بديهي جداً وجوب أن نتألم في حياتنا الزمنية ، لماذا ؟
قد يقول قائل إذا كان المسيح يدعونا إلى الراحة بقوله : تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم ( مت11: 28 ) فلماذا يجب أن نتألم ؟
إن المسيح حينما ظهر بالجسد كإنسان في وسط مجموعة بشرية فإنه وجد في وسط مجموعة من الأمزجة والميول والغرائز والدوافع والشهوات التي عند البشر التي تختلف من إنسان إلى إنسان ، ومن فئة إلى أخرى ، والتي أن معظمها كان يتحكم بها الشيطان ، ولذا فإن البعض كان راضياً منه والبعض الآخر لم يكن راضياً . والبعض الآخر أيضاً كان متقلباً ، وهذا ما تجلى في المواقف المخزية الكثيرة التي قوبل بها ربنا لنا المجد أثناء مدة كرازته ، وكلها كانت آلاماً تتوجت بأن رُفضَ تماماً من خاصته وأدى ذلك إلى الصلب .
هكذا كلٌ منّا إذ نال طبيعة جديدة بصليب ربنا يسوع المسيح التي بها أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهية ( ) فإننا لن نرضي كل الأمزجة والميول والدوافع والنزعات والشهوات التي عند البشر ، وسنُرفض من أناس ونُقبل من أناس ...... وهذه كلها آلاماً وقد تُتَوّج باضطهادات بتحريض من عدو الله والخير أبليس اللعين ، وهذا ما حدث للكنيسة في الماضي ، وبذلك نصبح شركاء ليسوع المسيح في آلامه ويكون لنا في العالم ضيقٌ ، وهذا هو السبب الذي جعل يوحنا يقول : أخوكم وشريككم في الضيقة .
-وصبره . إن الصبر يؤهلنا إلى ملكوت السموات ، وهذا ما يذكرني بقول الرسول يعقوب : عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً ، وأما الصبر فله عملٌ تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء ( يع1: 3-4 ) . كما أن قول يعقوب هذا يذكرني بالامتحانات المدرسية ، فإن الطالب المجتهد الذي يدخل الامتحان الذي مدته ثلاث ساعات مثلاً ، وينتهي من الإجابة على كامل الأسئلة في ساعة ونصف فإنه لا يخرج من قاعة الامتحان إلا حينما تنتهي كامل الثلاث الساعات ، عسى وعلّ أخطأ في سؤال فيصححه ، أو أنقص جواباً فيكمله وإن هذا كله يحقق له نفعاً ، بمعنى أن هذا الامتحان علّمه الصبر فاستفاد بصبره أكثر فأكثر .
هكذا المؤمن إذ يصبر على الضيق ويراجع حساباته مع نفسه مراراً لكي كلما اكتشف ضعفاً أونقصاً ما وأكمله ، فإن هذا الصبر يؤدي به إلى عمل تام وكامل وبالتالي يستطيع أن يسعى من أجل تحقيق قوله له المجد : كونوا كاملين كما أن أباكم السموي كامل ( مت5: 48 ) .
-كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس .
إن جزيرة بطمس هي جزيرة في الأرخبيل الرومي تسمّى الآن ( بطمو ) على بعد 30 ميلاً تقريباً جنوب ساموس على شاطئ آسيا الصغرى الجنوبي للغرب ، كان الرومان ينفون إليها المجرمين والمقلقين للإمبراطورية . وإذ أن يوحنا كان رسولاً للمسيح وكان مبشراً وكاروزاً وكان ذو أثر فعال في تنشيط وتنمية وثبات الإيمان وانتشاره وهذا ما كان يزعج الوثنية لذا فقد اعتبره الإمبراطور الروماني آنذاك دومتيان أنه رجل مقلق مثير للشغب ويحرّض الناس ضد العبادة الوثنية ، فقام بنفيه إلى تلك الجزيرة . ويرجّح أن يوحنا نفي إلى تلك الجزيرة سنة 94م .
تربة تلك الجزيرة مجدبة لان أكثر أراضيها صخور قاحلة مغطاة بقليل من التراب قيل أنها بقايا بركانية ، وعلى مسافة من الشاطئ صومعة داخلها كهف يظن أن يوحنا كتب فيه سفر الرؤيا .
-من أجل كلمة الله ، ومن أجل شهادة يسوع . أي أن جريمتي ( يقول يوحنا ) كانت الشهادة ليسوع وكلمته الإلهية. إن هذه الآية تذكرني بما قاله ربنا يسوع المسيح له المجد : طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين ( مت5: 11 ) .
نعم إن نفي ( طرد ) يوحنا كان من أجل يسوع المسيح . وإنه كان منفياً إلى تلك الجزيرة لكي لا يعود حياً نظراً لكونها جزيرة جرداء لا حياة فيها . بمعنى أن دومتيان إذ نفاه إليها فإنه عملياً قدم خدمة لآلهته الوثنية الشيطانية بأنه تخلّص منه . لكن يوحنا عاد حيّاً ولم يمت في تلك الجزيرة ، وهذا ما يذكرني أيضاً بقول الرسول بولس : إذا كان الله معنا فمن علينا ( رو8: 31 ) .
وإذ أن يوحنا احتمل عذابات واضطهادات من أجل كلمة الله وشهادة يسوع المسيح فإنه بذلك قدّم لنا تعزية وتشجيعاً وهو أننا كل ما احتملنا الضيق وآلام هذه الحياة بصبر وإيمان معتبرين أننا نشارك المسيح آلامه فإننا بالتأكيد نكون قد استحقينا أن نتمتع بالاعلانات الإلهية في ملكوت السموات .
هذا وإن ما يجب على المؤمن أن ينتبه إليه هو أنه لا أروع ولا أطيب ولا أثمن من مناظر ملكوت السموات ، وهذا ما عبر عنه الرسول بولس بالقول : إن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا لأن انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله ( رو8: 18-19 ) .
10- كنت في الروح في يوم الرب وسمعت ورائي صوتاً عظيماً كصوت بوق .
-كنت في الروح . إن هذه العبارة تذكرني بحديث الرسول بولس في ( 2كو12: 2 ) حينما ذكر بأنه اختُطف إلى الفردوس إذ قال : أعرف إنساناً في المسيح قبل أربعة عشرة سنة في الجسد لست أعلم ، أم خارج الجسد لست أعلم . الله يعلم .
بالتأكيد أنه حينما اختُطف الرسول بولس إلى السماء الثالثة لم يكن بالجسد بل بالروح ، وإن هذه هي حالة من السمو الروحي ، وهي الخروج من رباطات الحواس الجسدانية التي تجعل صاحبها منجذب إلى الأرض دائماً . هذه الحالة أيضاً كانت تحدث للأنبياء والرسل والقديسين حيث كان يرقى من كانت تحدث له هذه الحالة إلى مستوى الشفافية يمكنه حينها إدراك المناظر السماوية والاطلاع على ما في المستقبل ، فيرى ما لا يستطيع الانسان العادي أن يراه . لماذا ؟
لأن رباطات الحواس الجسدانية إذ تجذب صاحبها إلى الأرض دائماً فإن صاحبها يظل في إطار رباطات الحياة الجسدية التي لا وجود لها في العالم الروحي إطلاقاً وبالتالي لا يستطيع أن يرى المناظر الإلهية مادام في الجسد .
-في يوم الرب .
ما هو يوم الرب ؟
يوم الرب هو ثلاثة أيام .
الأول : هو اليوم الأسبوعي المخصص للعبادة .
الثاني : هو يوم الممات حينما سيأتيه ملاك الرب في يومٍ ويخرج روحه من جسده آخذاً إياها إلى السماء .
الثالث : هو يوم القيامة حينما سيأتي ربنا يسوع المسيح بمجده ويقيم الموتى ويجمع الناس أمامه ويفرز الصالحين من الطالحين . فالصالحين إلى الحياة الأبدية والطالحين إلى العذاب الأبدي ( مت 25 ) .
وإن يوم الرب المقصود بحديث يوحنا هو اليوم الأسبوعي المخصص للعبادة .
جاء في إحدى الوصايا العشر : اذكر يوم السبت لتقدسه . ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك ، لا تصنع فيه عملاً ما . لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع . لذلك بارك الرب الإله اليوم السابع وقدسه ( خر20 : 8-11 ) . وقد تكررت هذه الوصية في تث5: 12-14 ) .
إن كلمة سبت في الآرامية تعني راحة . وإنه بحسب هذه الوصية فإن أمر الله هو أن يتوقف فيه الإنسان عن أعماله ويخصصه للعبادة . فإن الله إذ هو محب البشر أعطى الإنسان ستة أيام يعمل فيها ما يشاء من أعمال ويربح ويحقق منها معيشته .......... إلخ . وبمقابلها يمنح الإنسان الله يوماً واحداً يعبده فيه . وقد تمسك اليهود بهذه الوصية إلا أنهم مع الزمن أدخلوا إليها مفاهيم غريبة لا تتوافق مع مفهومها الإلهي ، فصار عمل الخير مثلاً عملاً حراماً في يوم السبت ، بينما عمل الخير هو من أعمال العبادة ولذا فإن ربنا يسوع المسيح وبخهم في أكثر من مرة حينما كان يشفي مريضاً في يومِ سبتٍ ، وكان رؤساء الكهنة وغيرهم من رؤساء اليهود ينزعجون ويحتجون وكان هو له المجد يقول لهم : يوم السبت جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لأجل السبت ( مر2: 27 ) .
إذاً لم يكن قصد الله أن يكون يوم السبت غاية في ذاته إي ( السبت لأجل السبت ) بل الغاية الجوهرية للسبت كانت عبادة الله ، وإن في عبادة الله منفعة وخدمة للإنسان . وهنا نصل إلى جواب سؤالنا بأن مفهوم يوم الرب كيوم أسبوعي مخصص للعبادة ، هو يوم عبادة الله والتأمل في عظمته وعظمة خليقته ، وعظمة محبته وحنانه وعطفه واهتمامه الكامل بالإنسان وحياته الأبدية .
والآن . بما أن هذه هي الغاية الجوهرية والمرسومة من قبل الله ليوم الرب ، وإن رسم الله ليس فوضوياً اعتباطياً ، بل إنه رسم هادف ، وبالتالي فإن عبادة الإنسان يجب أن تكون عبادة هادفة أيضاً ، وبالتالي وجوب التطلع إلى عظمته على أنه هو الذي يعمل وهو الذي يقدس وهو الذي يدبر . مع ملاحظة أن الإنسان الذي كان يعبده في يوم السبت كان هو الإنسان العتيق بطبيعته العتيقة الفاسدة التي بليت بالفساد بسبب الخطية . وحينما جاءت المسيحية فإنه صار هناك عملاً جديداً وهو خلق الإنسان الجديد ، ولذا فإن هذه الحالة الجديدة صار يلزمها عبادة جديدة وهدفاً جديداً .
·الحالة الجديدة هي الخلق الثاني ، الولادة الجديدة بصليب ربنا يسوع المسيح .
·هدفاً جديداً . هو إحياء عمل الفداء على الصليب في حياتنا نفساً وجسداً وعقلاً وممارسة .
·عبادة جديدة . تتمحور حول ملكوت الله بصليب ربنا يسوع المسيح .؟
ولذا فإن هذه العبادة الجديدة كان يلزمها يوماً جديداً غير يوم السبت تكون هذه الثلاثة التي ذكرناها عناصر محتواة فيه فكان هذا اليوم هو يوم الأحد . لماذا ؟
لأن ربنا يسوع المسيح حينما صلب ومات فإنه صلب وأمات طبيعتنا الفاسدة وحينما قام في يوم الأحد فإنه أقامنا بطبيعة جديدة ليس فيها طبع الفساد ، وصارت قيامته هدفاً يتطلع إليه كل مؤمن على أنها القوة التي يستمدها من صلب المسيح لكي يعمل بها ويصل إلى ملكوت السموات ، وهذا ما يذكرني بقول الرسول بولس ( لأعرفه وقوة قيامته ) ولذا فإن العبادة الجديدة صارت تتمحور حول ملكوت الله بصليب ربنا يسوع المسيح الذي ظهرت مفاعيله في يوم الأحد يوم قيامته .
فإذاً إن ربنا يسوع المسيح بقيامته من الأموات إذ حقق كل ذلك في يوم الأحد فهو قدّس يوم الأحد ، فصارت الكنيسة تقدّس يوم الأحد بتقديسه له ، وصارت بذلك وبناء على أمر الرسل الاثني عشر تحفظ يوم الأحد وتقدسه ، فصار الأحد بذلك هو اليوم الأسبوعي للاجتماع والعبادة . فقد جاء في كتاب تعليم الرسل ( الدسقولية ص213 – 214 ) :
قال الرب : حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون في وسطهم ، وطلبة هذه الجماعة مقبولة أمام الآب السماوي .
والاجتماع الأساسي الذي يعتبر باسمه هو الذي يتمّ لصنع الافخارستيا ، فيه يأتي بصورة خفية قبل مجيئه الثاني بصورة ظاهرة ، في هذا الاجتماع يختبر المؤمنون حضور الرب الذي يستجيب لدعوتهم إياه كي يأتي .
بعد قيامة يسوع كانت أكثر المناسبات التي حضر فيها وسط تلاميذه أثناء اجتماعهم لكسر الخبز :
ظهر للأحد عشر وهم متكئون
ظهر لتلميذي عمّاوس ودخل معهما البيت ( ليمكث معهما ) وأراد أن يعلن ذاته لهما ، اتكأ معهما وأخذ خبزاً وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه .
كما أنه ظهر بعد ذلك للأحد عشر وهم مجتمعون وأراد أن يؤكد لهما أنه هو وكانت وسيلته هي الطعام .
وبعد حلول الروح القدس كان المؤمنون يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات .
وكانوا بنفس واحدة يكسرون الخبز .
هذا الاجتماع وكسر الخبز كان يتم في أول الأسبوع .
هذا هو اليوم الذي قام فيه يسوع وهو نفس اليوم الذي جاء فيه يسوع ووقف في الوسط حيث كان التلاميذ مجتمعين وقال لهم سلام لكم ، وهو أيضاً اليوم الذي جاء فيه مرة أخرى بسبب توما .
هذا هو يوم الرب فيه يكون المؤمنون بالروح .
( انتهت أقوال كتاب تعليم الرسل . الدسقولية ) ويستطيع المؤمن العودة إلى الانجيل ويقرأها في محلها كما يلي :
القول الأول ( مت 18 : 20
القول الثاني : ( مر16: 14 )
الثالث : ( لو24 )
الرابع : ( أع2: 42 )
الخامس : ( أع2: 46 )
هذا وقد قال يوسابيوس العالم في الديانة المسيحية : والكلمة ( المسيح ) بالعهد الذي قطعه معنا غيّر نور السبت إلى نور الصباح وأعطانا المخلص يوم الرب رمز الراحة الحقيقية . ففي مثل هذا اليوم يجب أن نسلك بموجب الشريعة الروحية ، وكل ما يمكنه أن نعمله يوم السبت فقد نقل إلى يوم الرب ، وقد أعلن لنا أنه يجب أن نجتمع في مثل هذا اليوم ( قاموس الكتاب المقدس ص455 ) .
هذا وإنني أورد بعض الأدلة الكتابية على حفظ يوم الأحد .
1- ما في ( يو20: 19 ) : وكانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود حيث جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم .
2-ما جاء في ( أع20: 7 ) : وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً .......
3- ما جاء في ( 1كو16 : 2 ) : في كل أول أسبوع ليضع كل منكم ما عنده خازناً ما تيسّر حتى إذا جئت ...............
هذا وإنه قد يخطر ببال أحدٍ أن يستفسر قائلاً : إن تحويل يوم الرب من السبت إلى الأحد هو نقض للسبت ، بينما ربنا له المجد قال : لم آت لأنقض بل لأكمل ( مت5: 17 ) .
في الحقيقة إن النقض يعني الإزالة ، أما الإكمال فمعناه إضافة زيادة إلى ما كان ناقصاً ليظهر في صورة جديدة كاملة . ولذا فإن يوم السبت لم ينقض بل تكمّل بالأحد . كما أن تقديس يوم للرب من الأسبوع حقيقة ثابتة وقد تكملت من اليوم السابع إلى اليوم الأول .
أخيراً . بما أن ربنا له المجد قدس يوم الأحد بقيامته وانتصاره لنا على الطبيعة الفاسدة والموت والخطية والشيطان فنحن إذا يجب أن نقدّس يوم الأحد وننتفع من قوة قيامة المسيح فيه ، فهو إذا يوم الرب .
ملاحظة : إن أول الاسبوع يُقصد به يوم الأحد ، ذلك أن أيام الأسبوع في الكتاب المقدس تبدأ في يوم الأحد وتنتهي بيوم السبت .
-وسمعت ورائي صوتاً عظيماً كصوت بوقٍ .
·ورائي . لأن الذي خاطب يوحنا لا يمكن مخاطبته وجهاً لوجه . وهذا ما قاله الرب الإله لموسى النبي : لا تقدر أن ترى وجهي ....... أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا ير ( خر33: 20-23 ) .
·صوتاً عظيماً . لأنه صوت المسيح الله العظيم .
·كصوت بوقٍ . إن البوق كان يضرب في العهد القديم في أربعة حالات رئيسية وهي ( عند الرحيل ، عند الاجتماع ، عند الحروب ، وفي مناسبة الأعياد ( عد10: 1-10 ) .
1- عند الرحيل . إن حياة الإنسان الزمنية حقيقة هي رحلة تنتهي بموته . فليعدّ المؤمن زاد الأبدية بربنا يسوع المسيح ، وهو لا يزال في رحلة هذه الحياة الزمنية ، وهذا يذكرني بقوله له المجد ( اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان يو6: 27 ) .
2- عند الاجتماع . وفي حياتنا المسيحية إن صوت ناقوس الكنيسة هو صوت بوق يدعونا أن نجتمع باسم المسيح في الكنيسة ( البيعة ) ألم يقل له المجد : حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون في وسطهم ؟
3- عند الحروب . وفي الحقيقة إن حياة المؤمن المسيحي هي حرب وجهاد دائم ضد إبليس من خلال ما يطرحه في نفوسنا من ميول إلى الخطية أياً كانت أو من خلال من يرميه في طريقنا من عثرات وحروبات أياً كانت . ألم يقل الرسول بولس : فإن مصارعتنا ليست مع لحم ودمٍ ، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات ( أف6: 10- 12) ؟
4- في مناسبة الأعياد . نعم إن للأعياد في المسيحية أهمية بالغة ، ذلك لأن كل ما يقرأه المؤمن في العهد الجديد وما يسمعه من شرح وتفسير إنما يحتفل به في مناسبات الأعياد . وأضرب في ذلك بعض الأمثلة للبرهان وليس للحصر .
·حينما نحتفل بعيد الميلاد . فإننا نعيد ذكرى ميلاد الرب يسوع ، وإن كل الصلوات هي من وحي المناسبة ، والغاية من هذا الاحتفال هي أن نتذكر أن الله ظهر بالجسد لأجل خلاصنا .
·حينما نحتفل بعيد العنصرة ( حلول الروح القدس على الرسل يوم الخمسين ) فإننا نعيّد لتلك الذكرى المجيدة ويقوم الأب الكاهن برشّ الماء رذاذاً على المؤمن كتقليد حلول الروح القدس على التلاميذ ، والغاية من هذا الاحتفال هي أن يدرك المؤمن بأن الروح القدس أرسل في مثل هذا اليوم إلى الكنيسة ليكون معها يدبرها ويقودها ويرشدها ويهب لكل من أبنائها طبيعة الله بالمعمودية ، كما يهب شرعية لكل الأعمال المصيرية في حياة المؤمن كالزواج مثلاً ، والاعتراف بالخطايا ، والتقرب إلى القربان المقدس .
11- قائلاً أنا هو الألف والياء البداية والنهاية ، الذي تراه اكتب في كتاب وارسل إلى السبع الكنائس التي في وسط آسيا ، إلى أفسس ، وإلى سميرنا ، وإلى برغامس ، وإلى ثياتيرا ، وإلى ساردس ، وإلى فيلادلفيا ، وإلى لاودكية .
-أنا هو الألف والياء ، البداية والنهاية ( تمّ شرحها من قبل ) .
-الذي تراه اكتب . أي أنك سوف ترى ما سيكون حتى انقضاء الدهر فاكتبه في كتاب .
-وارسل إلى السبع الكنائس التي في وسط أسيّا .
السبع كنائس . سيأتي ذكرها بعد قليل وهي كانت في اسيا . وإن رسالة ربنا هذه هي إلى كل الكنائس في كل العالم ذلك أنه ليس من المعقول أن ربنا يريد أمراً من كنيسة ولا يريده من أخرى أو يهملها ، ولذا فإن كل الكنيسة في كل الأرض هي معنية بهذه الرسائل .
·أفسس . كلمة يونانية تعني ( المرغوبة ) وكانت عاصمة المقاطعة الرومانية اسيا على الشاطئ الأيسر من نهر الكايستر وعلى مسافة ثلاثة أميال من البحر تجاه جزيرة ساموس . وكان قد بني فيها مرفأ صناعياً مما جعلها ميناءً بحرياً مهماً في العصور القديمة . وكان فيها هيكل أرطاميس مما كان قد جعل لها مركزاً دينياً وثنياً هاماً .
نادى الرسول بولس برسالة المسيح في أفسس ... وترك هناك أكيلا وبريسكيلا ليحملا الشهادة المسيحية في أفسس ( أع18: 18-21 ) . وكان بولس قد أقام فيها قرابة السنتان والثلاثة شهور خلال رحلته التبشيرية الثالثة ينادي في المجمع وفي مدرسة تيرانس وفي بيوت خاصة ( أع19: 23-41 ) وبحسب التقليد الذي يوثق بصحته قضى يوحنا الرسول السنوات الأخيرة من حياته وخدمته في أفسس . وكتب سفر الرؤيا في جزيرة بطمس التي هي تجاه أفسس . وأصبحت المدينة فيما بعد مركزاً مهماً للمسيحية وقد التأم هناك المجمع الثالث المسكوني في سنة 431م ، كما انعقد فيها مجمعاً ثانياً سنة 449 م . أسس فيها الرسول بولس كنيسة ووضع فيها تلميذه تيموثاوس راعياً لها . وقد تمّ فيها القضاء الذي أُنذرت به في رؤ2: 5 . ( قاموس الكتاب المقدس ص 92-93 ) .
·سميرنا . مدينة على الساحل الغربي لآسيا الصغرى ، تأسست كمستعمرة رومانية عام 1000 قبل الميلاد ، ثم أصبحت مدينة عظيمة جداً امتد سلطانها شرقا وغرباً وعظم نفوذها ، ثم هزّمها ألياتيس ملك ليدية ودمرها عام 600ق. ب . فأعاد اليونانيون بناءها في القرن الثالث ق.ب وأقاموا فيها مجالس نيابية ومعاهد للعلم ، وفي عام 195 ق.ب بنت سميرنا هيكلاً وخصصته لمعبودات روما ، فتوطدت أواصر الصداقة بينها وبين روما . وقد نقش أهل سميرنا على عملتهم القول : سميرنا أجمل وأكبر مدن آسيا . ويقول المؤرخ استرابو : إن جمال سميرنا يعزى إلى نظافة شوارعها وأناقة أرصفتها ، وفحامة مبانيها ، وروعة البحر الذي يحيط بها ، وجلال الآكام التي تكتنفها ، وجمال أشجار السرو والسنديان التي تظللها . وقد كان أهل سميرنا على أخلاق حسنة ، فقد أضافوا إلى جمال أبنية بيوتهم جمال أخلاقهم . غير أن السواد الأعظم منهم كان يتعبد في هيكل باخوس إله الخمر . ثم تأسست فيها كنيسة مسيحية نالت المديح في ( رؤ2: 10 ) وكان بوليكاربوس تلميذ يوحنا أسقفاً لها ، وقد مات فيها شهيداً عام 155م وقبره يقوم على تل فيها إلى اليوم ، وقد أرسلت سميرنا نائباً عنها إلى مجمع نيقية المسيحي الذي اجتمع عام 325م . وإن أزمير الحالية هي نفسها سميرنا القديمة ، وهي تقع على بعد خمسين ميلاً شمال أفسس .
·برغامس . هي مدينة في ميسيا بآسيا الصغرى كانت فيها إحدى الكنائس السبع التي وجه إليها ربنا رسالة من الرسائل السبعة ، لقبت في تلك الرسالة بكرسي الشيطان لكثرة المعلمين الكذبة الذين كانوا فيها وكانوا يضلون الناس ويسقطوهن في الخطية . وكانت الهياكل الوثنية كثيرة فيها من ضمنها هيكل ( زفس ) . عدد سكانها اليوم يفوق الـ 20 ألف نسمة بعضهم مسيحيون واسمها الحالي ( برجما ) . كانت فيها مكتبة تحتوي على مائتي ألف مجلد أضافتها كليوباترا إلى مكتبة الأسكندرية . كانت برغامس مركزاً كبيراً لصناعة الرقوق والورق من الجلود . ولم تزل آثار المدينة القديمة باقية إلى اليوم تشهد بعظمتها وغناها ، كالأعمدة الرخامية التي ظنّ أنها بقايا هيكل أسكولابيوس ، ويدعي أهاليها أنهم يعرفون قبر القديس الشهيد أنتيباس ، ومحل الكنيسة التي اجتمع فيها التلاميذ لقراءة رسالة يوحنا . وبالاختصار نقول : إن هذه المدينة كانت قديماً عامرة متمدنة ، وكفاها فخراً أنها مسقط رأس جالينس العالم الشهير الذي كان أول من قال أن الأوعية الدموية تحمل دماً لا هواءً حسبما زعم من سبقه من الأقدمين ( قاموس الكتاب المقدس ص170 – 171 ) .
·ثياتيرا . ( أع16: 14 ) . مدينة في آسيا الصغرى في مقاطعة ليدية قرب حدود ميسيا . وقد كانت الطريق من برغامس إلى ساردس ، وبين سنة 301 وسنة 281 ق.م جاء سلوكس نيكاتور وأسكن فيها الكثير من الأغريق وأطلق عليها اسم ثياتيرا . وكانت تعرف باسم بيلوبيا أو أيوهيبيا ، وربما كانت هذه الأسماء وصفية فقط ، ولا تزال بقايا هذه المدينة موجودة في شكل بقايا أعمدة مثبتة في شوارع وعمارات المدينة التي قامت مكانها باسم إق حصار ، وهي إلى الجنوب الشرقي من أزمير . اشتهر أهلها بمهارتهم في صناعة الأرجوان وصبغه . وقد كانت ليدية بائعة الأرجوان من هذه المدينة ( أع16: 14 ) وفي هذه المدينة قامت إحدى الكنائس السبعة التي وجه إليها الرب رسالة . ويُظنّ أنه كان فيها قديماً معبد لسميث وهو خارج المدينة ، وربما كانت سميث هي النبية المشار إليها في رؤ2: 20 – 22 . ( قاموس الكتاب المقدس ص239 – 240
·ساردس . كانت من أهم وأقدم مدن آسيا الصغرى ، كانت أولاً تابعة للميونيين ثم صارت تابعة لليديين . وكانت واقعة على سفح جبل تمولوس على شاطئ نهر بكتولوس في وسط أقليم خصب وعلى مسافة خمسين ميلاً شرقي سميرنا . في سنة 546 ق.ب استولى كورش الكبير على المدينة ، وكانت إذ ذاك عاصمة الليديين وملكها ( كريسوس ) الغني جداً . تأسست فيها كنيسة مسيحية وكانت على ما يُستنتج كنيسة كبيرة مشهورة ، ولكنها لم تحفظ مكانها إذ انزلقت في الشهوات والنجاسات ، ويبدو أن الثروة ضيعتها ، فقد كانت الثروة تعود إلى الذهب الذي وجد في رمال نهر باكتولوس ، وهناك سُكبت أول عملة ذهبية وفضية ، وظلت الكنيسة محتفظة بمظاهر الحياة القوية ولكنها كانت في الحقيقة ميتة . نعم كانت وسط حضارة عظيمة جداً ، ولكنها لم تؤدِّ الرسالة الصحيحة ، وقد جاءها الإنذار في أحدى رسائل الرب السبعة في سفر الرؤيا فلم تهتم به ، ولذلك فقدت مكانتها . وساردس اليوم قرية صغيرة اسمها ( سرت ) ( قاموس الكتاب المقدس ص444 )
·فيلادلفيا . اسم يوناني معناه المحبة الأخوية وهي مدينة في ليدية في آسيا الصغرى على بعد ثمانية وعشرين ميلاً ونصف الميل إلى الجنوب الشرقي من ساردس . بناها أتالس فيلادلفس على قسم من جبل تمولوس . وقد دمرتها زلزلة سنة 17م . ثم أعيد بناؤها ، وكانت فيها إحدى الكنائيس السبعة الشهيرة المذكورة في سفر الرؤيا . واسمها اليوم هو الأشهر . ( قاموس الكتاب المقدس ص701 ) .
·لاودكية . يقال أنها مدينة اللاذقية السورية . لكن قاموس الكتاب المقدس ص805 يقول : هي مدينة يرجّح أن مؤسسها هو انطيوخس الثاني ( 261 – 247 ق.م ) وأطلق عليها اسم امرأته . وكانت في ذلك الزمان من المدن الرئيسية في مقاطعة فريجيا باكتانيا في آسيا الصغرى وواقعة إلى الجنوب قليلاً من كولوسي وهيرابوليس على ضفاف نهر ليكس الذي هو فرع من نهر مياندر . وكانت لاودكية مشهورة بصنع الأقمشة من الصوف الأسود الذي ينتجه نوع خاص من الغنم في تلك المنطقة . كما أنها كانت مقراً لمدرسة طبية حضّر أطباؤها مسحوق فريجيا لشفاء رمد العين . وفي هذه المدينة عمل أبفراس ( كو4: 12 – 13 ) الذي يعتبر مؤسسا لكنائسها المسيحية . وقد سلّم عليها بولس عندما كتب رسالته إلى الكولسيين ( كو4: 15 ) . ذكرت لاودكية بين الكنائس السبعة في سفر الرؤيا وجه إليها الرب توبيخاً شديداً بكلمات تشير إلى أن المدينة كانت غنية . في السنة 65م دمرها زلزال هي وكولوسي وهيرابوليس ، فهبّ سكانها وأعادوا بناؤها دون معونة من روما كما كانت العادة . ولا تزال آثارها وخربها موجودة في موضع يدعى إسكي حصار قرب دنيزلو على مسافة 65 ميلاً تقريباً إلى الجنوب الشرقي من مدينة أزمير .
__________________


مسيحنا الله

الأب القس ميخائيل بهنان صارة

هـــــــــــــــــــــ : 711840
موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke