Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2015, 08:48 AM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي وادي الجباب


وادي الجباب

اجْعَلُوا هَذَا الْوَادِيَ جِبَابًا جِبَابًا ... لاَ تَرُونَ رِيحًا وَلاَ تَرُونَ مَطَرًا وَهَذَا الْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً، فَتَشْرَبُونَ ( 2ملوك 3: 16 ، 17)



إن الوادي يتكلَّم دائمًا عن مذلَّة الاتضاع، إنه مكان الأحزان والحرمان. ولكن أن يُجعَل الوادي جِبَابًا، فهذا معناه مزيدٌ من الفراغ والعوز والاحتياج. إن حياتنا مليئة بالجِبَاب الفارغة؛ فهناك جُب الفقر إذا جفَّتْ الموارد المادية. وهناك جُب المرض، وقد يلازم الإنسان مدى الحياة. وهناك جُب الحرمان العاطفي، أو الحرمان من أشخاص تعلَّقنا بهم، وقد يأتي ذلك مُبكِّرًا في الحياة. أو الحرمان من البيت والحياة المستقرَّة إذا حرَّك النسر عشه وزعزع الاستقرار. أو الحرمان من التعليم لسبب أو لآخر. أو الحرمان من الجمال والقبول، أو الحياة الزوجية السعيدة. أو الحرمان من الأولاد لإشباع عاطفة الأبوُّة أو غريزة الأمومة. أو غير ذلك من صور الحرمان من احتياجات طبيعية مشروعة في الحياة. وكلها جِبَاب فارغة تطلب المِلء. ولكن أمينٌ هو الله الذي لا يَحرِم من الكل، ولا يدَعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع، بل يُعطي مع التجربة المنفَذ. فهو إن حرَم من شيء، يقينًا سيُعوِّض في شيء آخر. وهذا التعويض سيجعل الشخص يشعر بالتميُّز عن غيره في هذا الجانب.
لقد اختبر بولس ذلك: كان بلا فضة ولا ذهب، بلا زوجة ولا أولاد، بلا صيت ولا شُهرة، بلا سكن ولا إقامة، بلا راحة ولا حرية، بلا كرامة ولا مكانة. وأخيرًا ذهبت الصحة فباتَ في جُب المرض. فنسمعه يقول: «أُعطيت شوكة في الجسد». وإذ كان يشعر بوَخز الشوكة ومَذلَّة اللَّطم، فقد تضرَّع إلى الرب ثلاث مرَّات أن يفارقه. لكن الرب في حكمته لم يرفع الشوكة، لكنه سمح ببقائها لأنه رأى لزومها وأعطاه تعويضًا كافيًا، إذ قال له: «تكفيكَ نعمتي، لأن قوتي في الضَّعف تُكمَلُ» ( 2كو 12: 9 ). فهو قد يسمح لنا بالتفريغ والحِرمان من أمور زمنية لكي نمتلئ ببركات روحية سماوية، ونختبر كفاية نعمته وقوَّته.
إنه يسيرٌ في عيني الرب أن يملأ الجِبَاب الفارغة حسب الحاجة تمامًا، ويَسدُّ العَوز بما يناسبه. فيملأ الفقر بالمال، والمرض بالصحة، والخوف بالسلام، والوحدة بالأنيس، والفراغ العاطفي بشخص حنون وعطوف، وهكذا .. لكنه في بعض الأحيان قد يسمح بترك بعض الجِبَاب فارغة دون مِلء، وذلك لكي نختبر كفايته الشخصية لنا، هو وليس عطاياه. وعندما تنسَاب كفاية المسيح على كل فراغ في حياتنا لتشملنا وتحتوينا، فإننا معه لن نشعر بالفراغ، ولن نشكو من أيِّ احتياج. فهو شخصيًا سيُصبح التعويض الرائع والبديل العظيم لنا.

محب نصيف
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke