Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2018, 08:19 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي الفرحَانُ ببَليَّة

كتاب طعام وتعزية: الاثنين 5 / 3 / 2018
الفرحَانُ ببَليَّة

«الفَرْحَانُ ببَليَّةٍ لاَ يَتبَرَّأُ» ( أمثال 17: 5 )

تحذير يبدو لأول وهلَة غريب، إذ كيف يفرح أحد ببليَّة؟ الكلمتان مُتنافرتان. معنى الأولى بحسب الأصل العبري: ”فرحان، مُبتهج، سعيد“، والثانية: ”مصيبة، كارثة، ضيق، حزن“، فكيف تتَّفق الكلمتان؟! في الواقع تتَّفق الكلمتان تمامًا مع قلب الإنسان ”النجيس“؛ قلب يهوى الشماتة، يستمتع بمصائب الغير، يشفي غليله ويتلذَّذ بضيق أعدائه، بل وأحيانًا إخوته! لذلك لزم التحذير من هذا الفرح. لكن تُعلن باقي الآية إن مثل هذا الشخص ”لاَ يَتَبَرَّأُ“، أي أنه لن يفلت من العقاب، لن يتحرَّر من ذنبه، ويُوقِع الكآبة في نفسه.

لقد فرح أدوم وشمَت ببلية إسرائيل أخيه، الأمر الذي ساءَ في عيني الرب جدًّا، حتى إنه أشار إلى هذا الأمر في أكثر من موضع: «وَلاَ تَشْمَتَ بِبَنِي يَهُوذَا يَوْمَ هَلاَكِهِمْ، وَلاَ تَفْغَرَ فَمَكَ يَوْمَ الضِّيقِ ... كما فَعَلْتَ يُفْعَلُ بِكَ» (عو12- 15)، «اِطْرَبِي وَافْرَحِي يَا بِنْتَ أَدُومَ ... عَلَيْكِ أَيْضًا تَمُرُّ الْكَأْسُ» ( مرا 4: 21 )، «كَمَا فَرِحْتَ عَلَى مِيرَاثِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ خَرِبَ، كَذلِكَ أَفْعَلُ بِك. تَكُونُ خَرَابًا يَا جَبَلَ سَعِيرَ أَنْتَ وَكُلُّ أَدُومَ بِأَجْمَعِهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ» ( حز 35: 15 ).

هنا نرى الرب بنفسه يوبِّخ أدوم، يحمل القضية مَحمَل الجد، بل يُبرهن عن ذاته بأنه هو الرب «فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ»، حين يوقع بأدوم جزاءهم، ويُحقق فيهم ما شمَتوا به، ويؤكد أنهم سيحصدون البلايا التي فرحوا لوقوع أخيهم بها من خراب وضيق. سيشربون من الكأس نفسها.

ليتنا نرهَب، فالرب نفسه يُشرف ويُتمم عقاب الفرحين ببلايا الغير، وخاصةً الفرحين ببلايا إخوتهم!

حذار من هذا الفرح! واسمع صوت الحكمة مُحذِّرة «الْفَرِحِينَ بِفَعْلِ السُّوءِ، الْمُبْتَهِجِينَ بِأَكَاذِيبِ الشَّرِّ» ( أم 2: 14 ). نجِّ نفسك وتبرَّأ منهم قبلما ينطبق عليك القول: ”لاَ يَتَبَرَّأُ“. ولنطلب من الله أن يُغيِّر قلوبنا، فالشماتة ليست خاضعة كُليَّة لإرادتنا، بل هي رغبة قلبنا الشـرير، نابعة من داخلنا. ليت قلوبنا تتشبَّه بقلب داود الذي حزن على موت عدوه شاول الذي اضطهده بلا سبب، طارده وكدَّر حياته، أذاقه طعم التشرُّد. لكن في النهاية نرى داود باكيًا نائحًا على موت شاول، والذي كان عقابًا من الله له ( 2صم 1: 11 ، 12)! حقًّا إنه رجل بحسب قلب الله.

إبراهيم عاطف
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke