Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2008, 10:43 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي المسيحيّة حياةٌ أخلاقيّةٌ متحضّرة 1 بقلم: فؤاد زاديكه

المسيحيّة حياةٌ أخلاقيّةٌ متحضّرة
1
بقلم: فؤاد زاديكه



لستُ لاهوتيّاً, كما لستُ باحثاً في تاريخ الأديان و مفاهيمها و مدلولاتها, لأقدّم للقارئ الكريم موعظةً أو اجتهاداً أو تفسيراً, أو أدّعي بأنّي آتٍ بتفنيدٍ لفكرٍ بائس غير قادرٍ على التعاطي مع الحياة, بما فيها من روح الانفتاح و مفاهيم القيم العادلة, لكون مثل هذا الفكر و هذه القيم و المفاهيم البالية لن تصمد طويلا و لن يكون لها مصير مستقبليّ, لأنها تحكم على ذاتها و مصيرها بالعدم, لعدم مقدرتها على المضي في طريق التواصل القابل للحياة, و السبب في ذلك هو أنّه و بكل بساطة و تأكيد لا يملك مقوّمات السبيل السويّ و الناجح الداعي لضرورة الحياة مع الآخر, و لوجوب قبول هذا الآخر من باب أنّ لكلّ خصوصيّته و أن لكلّ منحاه و أفكاره و وجهته, و أية فكرة و أي مذهب و أيّ معتقد و أيّ دين لا يقوم على أساس احترام هذه الشرعيّة للآخر, يخالف توجّه الحياة و معطياتها الأخلاقيّة الفاضلة, التي ترتكز على التسامح و المحبة و الانفتاح و القبول دون تشنجات أو احتقانات أو ضغوطات أو إكراه. إنّي أنطلق من فكرة بسيطة معاشة و يمكن ملاحظتها للحكم على وقائعها و مجريات أحداثها كإنسان عادي كوّن رؤاه من خلال تلك المعاناة و الحياة المعاشة.

إنّ أيّ فكر لا يخضع لقانون التطوّر, و لا يستطيع السّير إلى أمام منفتحاً يتجاوز عقد الجمود الفكري يكون خائفا من روح هذا القانون, و بدلاً من أن يقبل به يسعى بعكس ذلك إلى الوصول إلى الهيمنة من خلال اللجوء إلى أساليب قبيحة غير معقولة و غير مقبولة تعتمد الترهيب و التخويف بقصد الإخضاع لها من أجل فرض السيطرة بطرق مختلفة منها التخوين و التكفير و العزل و المضايقة و غير ذلك و تلك من الأساليب التي لا يحبها الله في البشر, فالرب أب سماوي حنون يحب أبناءه و يعطف عليهم و لهذا فهو يرغب في أن يحذو أبناؤه حذوه في هذا السلوك الإنساني و هذا السبيل السّوي و الشّرعي.
المسيحيّة مشروعُ حياةٍ, و هي فكرة حيّة و واقعيّة و متفاعلة دائماً و مطوّرة لذاتها, و هي فكرةٌ أمميّة لم تأتِ لفئة دون غيرها من البشر بل هي جاءت للجميع, و هي تطبيقٌ لمجموعة قيمٍ نبيلة هادفة إلى إسعاد الإنسان روحيّاً و سماويّا بعيدا عن الشهوات الدنيويّة الدنيئة و بترفّع مطلق عن كلّ دنس الحياة الأرضية ليعيش الناس حياة فاضلة في الخير و التقوى و الصلاح و البرّ مع الرب يسوع ابلي البشر و مخلصهم.و المسيحيّة تهتمّ بالإنسان و بنمط حياته و سلوكياته التي ينبغي ألاّ تكون خارجة عن إطاعة الرب و ألاّ تقوم بإغضاب الأب السماوي, و هي شعور بالأمان و الراحة و السلام و هي عيشٌ مشترك يقوم على أسس فاضلة تقدّر مفهوم الإنسان الذي يجب أن يكون محترماً و ألا يصار إلى إهانته أو تعذيبه أو التعدّي عليه أو قتله, و المسيحيّة ليست دينا بالمفهوم العبثي أو الذي يعطي مفهوماً مغلوطاً على أنّه تنظيمٌ أو نظامٌ قائمٌ على جملة مبادئ و أفكار, بل أن المسيحية هي حياة و ممارسة عمليّة تطبيقيّة و من خلال هذه الممارسة يتمّ الحكم عليها, من حيث كونها حياة دينيّة حقيقيّة أم أنّها حياة مصطنعة تأخذ من اسم الدين شعاراً لتمارس ما يناقض الجوهر و يخالف الروح. المسيحية تطبيق للخير و السلام و للتسامح و للمحبة بعيداً عن الجهل و عن التطرّف و عن الظلاميّة الفكرية المتقوقعة التي توقع أصحابها في متاهات ليس لهم منها مخارج ممكنة, بل تؤدي إلى ضياعٍ و إلى خسارة النعمة التي وعدنا بها رب المجد يسوع المسيح الخالق و المقتدر و المحبّ.
يتبع...
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke