كرنيليوس .. خائفُ الله

[الاخ زكا]

كرنيليوس .. خائفُ الله

كَرْنِيلِيُوسُ .. تَقِيٌّ وَخَائِفُ اللهِ .. يَصْنَعُ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً ... وَيُصَلِّي إِلَى اللهِ فِي كُلِّ حِينٍ ( أعمال 10: 1 ، 2)

هنا رجل أمين يشهد عنه الروح القدس أنه «تقيٌ وخائفُ الله مع جميع بيتهِ، يصنع حَسَنات كثيرة للشعب، ويصلي إلى الله في كل حين» ( أع 10: 2 ). ونفهم من هذا أنه كان مؤمنًا مثل التلاميذ قبل يوم الخمسين، لكن الرب في نعمته قصد أن يشرح له الإيمان المسيحي كما هو مُعلَن في إنجيل نعمة الله. والرب في نعمته أعدَّ الآنية التي تُكلِّمه؛ وهو الرسول بطرس، وأعدَّه هو ليستقبل الكلام الذي سيسمعه؛ الكلام الذي به ينبغي أن يخلُص، وهكذا أرسل اثنين من خدَّامه وعسكريًا تقيًا من الذين كانوا يلازمونه وأرسلهم إلى يافا.

وفي حادثة كرنيليوس نجد أن خطوات كل مؤمن معروفة لدى الرب. فقد كان بطرس في لُدَّة، ثم ترك لُدَّة وذهب إلى يافا، ونزل في بيت رجل دبَّاغ اسمه سمعان وبيته عند البحر. يا لها من معرفة كاملة مطلقة تجعلنا نثق في إلهنا ثقة كاملة!

وقبل أن يرسل الرب بطرس أعدَّه، فرأى الملاءة النازلة من السماء، وبعد ذلك صعدت إلى السماء. وقد قيل له: «قُم يا بطرس، اذبح وكُلْ». وكشخص يهودي قال: «كلا يا رب! لأني لم آكُلْ قط شيئًا دَنسًا أو نجسًا. فصارَ إليه أيضًا صوتٌ ثانيةً: ما طهَّرَهُ الله لا تُدنسه أنت! وكان هذا على ثلاث مرات ثم ارتفع الإناء أيضًا إلى السماء».

بعد ذلك قيل له: «لكن قُم وانزل واذهب معهم غير مُرتاب في شيء، لأني أنا قد أرسلتهم». فنزل بطرس وذهب إلى كرنيليوس، وكرز هناك بإنجيل نعمة الله، وبشَّرهم بالسلام. وخُلاصة الإنجيل الذي كرز به بطرس هو:

(1) لقد مُسِحَ الرب يسوع بالروح القدس والقوة، وجال يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس.

(2) اليهود قتلوا مسيَّاهم مُعلِّقين إيَّاه على خشبة.

(3) الله أقامه في اليوم الثالث، وأن قيامته حقيقية لأنهم أكلوا وشربوا معه بعد قيامته.

(4) أنه المُعيَّن من الله ديَّانًا للأحياء والأموات.

(5) له يشهد جميع الأنبياء أن كل مَنْ يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا.

وبينما بطرس يتكلَّم بإنجيل نعمة الله، «حلَّ الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة. فاندهش المؤمنون الذين من أهل الخِتان، كلُّ مَن جاء مع بطرس، لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضًا». فيا لسمو نعمه إلهنا!

رشاد فكري