الفاتيكان وموت البابا..!

[Dr Philip Hardo]

المد الكاثوليكي في الدول النامية ... هل يكون البابا القادم منها؟

نشرت صحيفة 'كريستيان ساينس مونيتور' تقريراً يرصد مدى التغلغل الكاثوليكي في الدول النامية، حيث افتتحت تقريرها بمشهد الطقوس الكنائسية لجنازة 'يوحنا بولس الثاني' بابا الفاتيكان السابق.
وحسب تعبيرات الصحيفة فإن المد المتصاعد والنفوذ المسيحي في العالم النامي يحمل سمات متعددة وهي: الاحترام والمحافظة الأخلاقية والحماس، الأمور التي لم تعد سائدة لدى الأوروبيين.
والآن وبعد وفاة 'يوحنا بولس الثاني' زعيم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية بالفاتيكان، يتساءل بعض الكاثوليك : ألا ينبغي أن يأتي البابا القادم ليمثل هذه الشريحة من الكاثوليك؟ والتي تمثل ثلثي شعب الفاتيكان البالغ 1.1 مليار كاثوليكي!؟.
وهكذا يقول الخبير بشؤون الفاتيكان 'جون ألين': إن جنوب العالم أصبح بشكل كبير هو مركز النشاط المسيحي، وإن ثمة تيار قوي يريد أن يكون البابا القادم من دول العالم النامي، ومن بين أسماء الكرادلة المرشحين للمنصب تظهر ثلاثة أو أربعة أسماء من العالم النامي.
ويقول المحللون إنه إذا تقلد الكرسي البابوي رجلٌ من الجنوب فإنه سيقر تعاليم الكنيسة المعارضة لـ 'الإجهاض ومنع الحمل، وتعيين رجال الدين المتزوجين، ومباركة الزيجات الشاذة من نفس الجنس'.
ويؤكد 'فيليب جينكينز' مؤلف كتاب 'المسيحية القادمة: قدوم المسيحية العالمية': إن المسيحيين يواجهون تناقصًا سكانيًا في الغرب الليبرالي وأغلبية متصاعدة في العالم المحافظ.
· تحرك مركز الثقل:
تزعم الصحيفة أن المسيحية عمومًا والكاثوليكية على وجه التحديد تنمو في جنوب العالم، وتقول إن معدل الانتشار كبير للغاية ، وإن ما يسمى بمركز الثقل يعني النقطة التي تجد فيها نفس عدد المسيحيين في الشمال مثله في الجنوب والشرق والغرب إن هذه النقطة تترك روما.
واليوم وحسب تقديرات مركز 'الدراسة المسيحية العالمية' الذي يتخذ من 'ساوث هاملتن' مقرًا له ؛ فإن قلب العالم المسيحي من حيث التعداد السكاني في 'تيمبوكتو' الواقعة في دولة 'مالي' الإسلامية.
إن أعداد المسيحيين الأفارقة تتضاعف في الوقت الذي تواصل فيه الكنائس الأوروبية انخفاض أعداد أتباعها، وقبيل عام 2100 فسيكون مركز الثقل قد اندفع إلى الجنوب بشدة.. إلى 'سوكوتو' النيجيرية، ويتوقع الخبراء أن يصل أعداد المسيحيين في الجنوب ثلاثة أمثال أعدادهم في الشمال.
ويقول'تود جونسون' مدير مركز 'الدراسة المسيحية العالمية': 'إنها صدمة أن ترى إلى أي مدى يتسارع انتقال مركز الثقل'، ويقول أيضًا:' إن نمو المسيحية في أفريقيا اليوم أسرع منه في أي وقت كان منذ بداية التاريخ المسيحي'.
ففي عام 1900 ارتفعت أعداد المسيحيين في أفريقيا من 8.7 مليون إلى 390 مليون نسمة، وقبيل عام 2025 من المتوقع أن يصل عدد أتباع الكنيسة إلى ستمائة مليون.
وبالمقارنة مع أوروبا التي تعد الآن الجزء الوحيد من العالم الذي تتضاءل فيه المسيحية، فمن المتوقع أن تنخفض أعداد المسيحيين ـ ومن ضمنهم الروس ـ بمقدار 18 مليون نسمة بحلول عام 2025.
ورسميًا يوجد 531 مليون مسيحي في أوروبا، وهذا العدد يجعلهم الأكثر عددًا على مستوى العالم، ولكن 10% فقط من هذا العدد يذهبون إلى الكنيسة بانتظام.
ويتابع 'جينكينز' فيقول إن هناك 'توتر متزايد' بين الشمال الليبرالي والاندفاع الديني الجنوبي المتصاعد.
وفي الوقت الذي تنحسر فيه أعداد 'الكاثوليك' لصالح 'الإنجيليين'، يتغير الأمر في أمريكا اللاتينية حيث يتواصل نمو الكاثوليك بسبب ارتفاع معدلات المواليد، وكذلك الحال في آسيا وأفريقيا حيث يؤدي ارتفاع معدلات المواليد إلى النمو العددي للكاثوليك.
وطبقًا لإحصاءات مركز 'الدراسة المسيحية العالمية' ففي عام 1900 كان 68% من كاثوليك العالم في أوروبا، أما اليوم فإن 25% فقط منهم في أوروبا.
ويشكل الكاثوليك في أمريكا اللاتينية اليوم 43% من مجموعهم في العالم، ويشكل الكاثوليك الآسيويون 11% ، وفي أفريقيا التي لم يكن بها سوى 1% من كاثوليك العالم عام 1900 يوجد بها الآن 13% من إجمالي عددهم.
وفي نظر الكثيرين فإن المسيحية وصلت لنقطة تحول تاريخية، وقد اقترح رئيس الأساقفة في مدينة 'أبوجا' بنيجيريا 'جون أونايكان' أن يقوم القساوسة من عدة أماكن وعلى رأسها نيجيريا بـ 'إعادة تنصير أوروبا' !!، وذلك بعد مئات السنين التي بدأ فيها الأوروبيون بالتنصير العالمي.
الكاردينال النيجيري 'فرانسيز آرينز' مؤثر ومرغوب إلى حد كبير، ومن الممكن أن يكون البابا، لكن القليلين يعتقدون استعداد الكنيسة الكاثوليكية لأن يترأسها بابا أسود ـ لاسيما في ظل وجود نبوءة توراتية تحذر من كون البابا أسودًا؛ لأن ذلك إيذان بنهاية العالم'.
والكاردينالان : البرازيلي 'كلوديو هوميس'، والأرجنتيني ' جورج ماريو' قد يكونان منافسين جنوبيين أكثر احتمالاً للفوز، وقد أشار بعض الكرادلة بصراحة في وقت سابق إلى أن الكنيسة الكاثوليكية تحتاج بشدة إلى بابا من العالم النامي.
ففي ديسمبر عام 2004 قال الكاردينال 'تيلسفوري بلاسدوس تروبو' ـ وهو أحد الكرادلة الناخبين من الهند ـ قال :' إن العالم يتطلع إلى بابا آسيوي أو أمريكي لاتيني'.
لكن حسابات الاجتماع السري للكرادلة يكشف حدود نفوذ العالم النامي، فعلى سبيل المثال بالرغم من أن 43% من كاثوليك العالم يقطنون في أمريكا اللاتينية إلا أن 21 كاردينالاً فقط من أمريكا اللاتينية مؤهلين لانتخاب البابا القادم من بين 117 كاردينالاً ، فحتى إذا أجمعوا على مرشح ما فإنهم سيخفقون في الوصول إلى أغلبية الثلثين.
ولكن بعض الخبراء الكنسيين الإيطاليين ما زال يحدوهم الأمل في أن يعود المنصب إلى روما التي انفردت به على مدى خمسة قرون قبل البابا السابق 'يوحنا بولس الثاني'.
' ويجدر التنوية إلى أن المصادر الكنسية عادة ما تبالغ في أعداد المتنصرين لأغراض وأهداف خاصة، ولقد كان شرق القارة الأفريقية شاهد عيان على إفلاس المنصرين وفشلهم'.
ترجمة للعربية: نجاح شوشة
عن بلاغ كوم

[fouadzadieke]

عزيزي دكتور فيليب لقد تم اختيار الخلف للبابا الراحل منذ وقت غير قصير. هل الموضوع جديد؟ أشكرك على أية حال.

[Dr Philip Hardo]

اسف اخي الموقع لم يذكر التاريخ

[Fadi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة philip hardo

' ويجدر التنوية إلى أن المصادر الكنسية عادة ما تبالغ في أعداد المتنصرين لأغراض وأهداف خاصة، ولقد كان شرق القارة الأفريقية شاهد عيان على إفلاس المنصرين وفشلهم'.