Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > من تاريخ البلدة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2015, 07:45 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي بلدة آزخ - بازبدي - إيدل

بلدة آزخ - بازبدي - إيدل

Turkey / Sirnak / Idil / بلدة












1 ـ تُعتبر بيت زبداي جزءاً مهمَّـاً من بلاد الرافدين التي استضاءت بنور المعرفة والعلم والحضارة.
2 ـ تهبُّ علينا نفحة عطرة من الخشوع والقداسة عندما يحضر الذكر الديني لهذه الأبرشية وآزخ التي أضحتْ ملاذاً للمنكوبين الهائمين والذين تُطاردهم قوى البغي والشر والعدوان يستغيثون ينادون: ( هواري ليْكي عزْرتْ آزخ ) ‍فتستجيب أُمُّ الآيات صانعة العجائب وتحْمي الذين يلتمسون شفاعتهـا بأفْئدةٍ مكلومة ضارعين صارخين: (عزْرتْ آزخ هواري ليْكي ).
3 ـ إليكِ يتوق حنيني وشعوري واحساسي المرهف يـا (آزخ) يا مسقط رأسي يا حافظة رفاة آبائـي وأجدادي في تربتهـا المُقدَّسة. إلى بيعتك المقدَّسة المُحـاطة بجدار (سَسْ ريزاتْ بيظ) أي ثلاث خطوط من الحجر الأبيض في سورهـا الخارجي. والذي يحضن بكلِّ رفقٍ في ساحتـها الرحبة رُفـاة والدي في قبره والذي يُعرف بقبر بشيرو..
4 ـ اتوق حنيناً إلى ذكريات الطفولة المُبكِّرة البريئة والخطوات الأولى في أزقَّتهـا الآمنة بدْءاً من الـبـيرْمهْ التي كانت مسْبحـاً للكبار والصغار أعوم من كاف السرقين حتَّى كاف الميِّتْ مارّاً بكاف البعراية وكاف الطشتْ (هذه كيفين ـ صخور ـ في البيرمهْ ـ البركة).
والتنزه في كروم الغرازكْ (كروم حديثة العهد) مارّاً في حارة الكُوَّل وحارة الكاشهْ، أُشارك الأطفال في التزحْلق على الشميطوكهْ (هي صخرة كبيرة ملساء انحدارية اتخذهـا الأطفال زحلوقةً يتزحلقون عليهـا).
5 ـ أتوق إلى زيارة المزارات العديدة في البلدة وحولهـا. فمن دير مار اشَعْيا الذي يحتوي على بير مار اشعيا الذي عمَّد فيه هذا القديس سكَّان آزخ في أوَّل عهد المسيحية إلى دير مار يعقوب فمار كوركيس ومار إيهون فمار غزْلَيْتو ومار شوشان ومار باسوس حتى الوصول إلى مـارْتْ شموني. وكم أتمنَّى أن أصل سيراً على الأقدام حتَّـى مزار الدوكري (هو قبر زيانة ابنة أمير وثني قتلهـا والدهـا في هذا المكان عندما علم بتنصّرها). لأمْلأ جيوبي من البطم والبلُّوط والكازوان (نوع من البطم الأخضر الناعم) . ومن هناك أعرِّج على العلم وجبل الأبيض ـ جبل آزخ ـ لأستذكر ممارسة صيدْ الحَجَلْ من قبل شباب آزخ في هذا الجبل الأشم أيَّام الشتاء المثلجة.
6 ـ أتوق إلى تذوّق عنب المسبَّقْ والكركوش والمزرونا (هي بعض أنواع العنب) طازجةً من كروم الـجبْ وكروم الشحيحير. وإلى التين والرزِّكـات والمشطاح (هي أنواع من التين) من كروم الكتف وكروم السنسلهْ.
أدور حول المَـغَّـلِهْ وفوق الطحطاتْ (صخور كبيرة مُسطَّحة) فأُقشِّر الكوغايات والحرَّيْشهْ وآكلهـا بشهيَّة ما بعدهـا شهيَّة مع شاق من الكـازيبـلُّو والبيقلاَّجك أو شـاقين من الحمِّيْظا بعد غسلهـا في ماء السقلان الرقراق الذي ينحدر إلى أنْ يصل إلى البقج ( جمع بقجة أي حديقة أو جُنيْنة) أو أغسلهـا بماء العِوَيْنهْ أو عين الشرشرّوكهْ.
7 ـ كم أتمنَّى أنْ ابتعد في مشواري حتى أصل إلى الصورنكهْ وأرض الشملايهْ والبيلان، ثمَّ أستريح قليلاً في اشكفتة المطربي أو في اشكفتة الميْ أو تحت ظلال اشتول الانعام (هي شجر توت قليلة الارتفاع) ثمَّ اتابع سيري إلى الخاويشات وقصر البطرك والكوف ختَّى برَّهـات آزخ.(هي أماكن حول آزخ).
(أنـا أزخيني) هذا ما نسمعه كثيراً من أناس يقولونه وبكل ثقة واعتزاز
آزخ وشعبهـا البطل الذي يفخر الأبناء ببطولة وشهـامة الآباء و الأجداد على مُختلف وتعداد قبائلهم. فهذا من قبـيلة الكوموكيِّهْ مُفاخرٌ أنَّـه ينحدر من ملوك الرهـا ـ الكومو ـ ويدَّعون أنَّهم راسلوا السيد المسيح بالآراميَّة السريانية فردَّ عليهم بهذه اللغة وباركهم.

وقد انتهيت في عام 1970 من اعداد دوجة
لهم ـ شجرة العائلة ـ بعد تنقيب
واستفسارات مُدَّة عشر سنوات وتحصيل
معلومات من كبار رجال العائلة والشيوخ
والمسنِّين من القبيلة أو ممّن يستطيع
تقديم معونة لي لهذا الغرض.
باذلاً الجهد في الحصول على المعلومات
الدقيقة تحاشياً من الوقوع في أخطاء
محتملة وقد ترى نسخةً من هذه الشجرة
في بيوت بعض الأُسَر.
دوحة آل كومو(الكُموكية القامشلي 1970)
وهذا من البرصومكيِّهْ من أحفاد الشمَّاس اسطيفو الحكيم الورع.
وهذا من القلْسينْكيِّهْ يُردِّد بطولة ايشوع حنَّـا كبري القلْسيني الزعيم والمخطِّط أيَّام حوادث الفرمان.
وهذا من الخزموكيِّهْ أصحاب الشهامة والرجولة الحقَّة.
وهذا من الحبيبكيِّهْ او من البشكيِّهْ أو من النوردونكيِّهْ او من البازاريِّهْ او من المصركيِّهْ أو غيرهـا من قبائل آزخ المشهورة كلًّهـا كُلُّهـا بالكرم والشهامة والرجولة واغاثة الملهوف والمستميتة في سبيل الإيمان والحياة الكريمة.
نعم أتوق وأحنُّ إلى كُلِّ ذلك.. لكن أنَّى لي ذلك. فالغزاة والأوباش احتلُّوا بلدي ودنَّسوا تربتهـا المقدَّسة وغيَّروا معالمهـا وهجَّروا سكَّانهـا، وشرَّدوا شعبي في جميع أطراف المعمورة. وفوق كلِّ هذا وذاك زيَّفوا تاريخهـا وشوَّهـوا الحقائق وانتحلوا حضارتهـا وثقافتهـا ونسبوهـا لهـم زوراً وبهتاناً طامسين الحقيقة ظالمين التاريخ

بلدة من بلادي العريقة
تصبح موضوعاً لنيل المـاجستير فـي جـامعة أوروبيَّـة

بيت زبداي (آزخ) البلدة السريانية العريقة والمناضلة تصبح موضوعـاً لنيل درجة المـاجستير في جامعة بوزنـان البولونية . وقد انتدبت مجلَّة شروغو المهندس فـادي بشير لإجراء مُقابلة مع الطالبة التي تعمل اطروحتها لنيل المـاجستير عن آزخ وشعبهـا والتي قَدِمَتْ من بولونيـا إلى ألمـانيـا خصيصـاً لإغناء معلوماتهـا عن هذه البلدة وشعبهـا. وكذا الدكتور الذي يشرف على المشرقيـات في جامعة [بوزنان] ـ البولونية ـ.
لا أريد أَنْ اُعلِّق على المقابلة فهي تتحدَّث عن نفسهـا من خلال أسئلة وأجوبة مندوب المجلَّة ؛ كونه هو نفسه خريج جـامعة بـوزنان ويتقن اللغة البولونيـة اتقـانـاً تامـاً.
وبقناعتي أنَّ كلِّ بلدة ـ من بلاد مـا بين النهرين ـ لهـا تاريخ حافل ونضال مرير وإلاَّ لمـا استطاع شعبنا السرياني المكافح أنْ يستطيع البقاء رغم كلِّ مـا عاناه من أساليب الاضطهـاد ولإبادة ؛ لكنَّ الأمر لا بُـدَّ أنْ يتهـيَّـأَ له من ينفض عنه غبار النسيان والاهمـال فيدوِّنـه. فكُلُّ شيء غير مُدوَن معرض للانقراض والنسيـان والضيـاع كقول الشاعر:
كُلُّ سرٍّ جاوز الاثنين شـاع وكُلُّ شيءٍ ليس في القرطـاس ضاع
وقد تسنَّى لآزخ فئة من أبنائهـا البررة كتبوا عنهـا ودوَّنوا تاريخها و أحداثها مُضحِّين مُتحدين كُل الظروف . فهذا كتـب لهجتهـا في قامـوس لغوي علمي [المُحامي عبد الكريم بشير] يمنع عنهـا قوارض الفنـاء فيُخلِّدهـا وذاك كتب أحداثـاً عنهـا وعن رجـالاتهـا في حقبة من الزمن [الأستاذ يوسف القس] وآخر دوَّن أمثلتهـا المتداولة [الأديب لحدو اسحق] في كتابٍ قيِّمٍ نشره، وآخرٌ نشر صورة عزرتهـا ـ عزرتْ آزخ ـ [المطران مـار يعقوب بهنـان هندو] وكتب مدلولاتهـا التعبيرية والتاريخيـة والجغرافيـة، وآخر كتب عن قدسية قبور شهدائهـا الأبطال [الأستاذ حنَّا حنّوش] الذين بقـوا بلا أصحاب، وآخر كتـب يوميَّـاتهـا في أيَّـام المحـن [الأب الخـوري يـوسف بيلان] شعراً ونثراً كشاهد عيان. وكثيرون هم الذين دغدغ ذكراها قريحتهم الشعرية فنظموا القصائد الشعرية وكثيرون هزَّهم إحساسهم المرهف فسجَّلوا ذلك على شرائـط كـاسيت وأقراص C D أغـاني وألحانـاً.
بيت زبداي (آزخ) البلدة السريانية العريقة والمناضلة الباسلة والتي قلتُ عنهـا في كتابي ـ قاموس في اللهجة الأزخينية ـ:
آزخ بيت زبداي ويُقال لهـا إدل باللغة التركية والتي تقع في جنوب نهر دجلة والجنوب الشرقي من جزيرة ابن عمر على بعد 30 كم تقريباً والتي ينتسب إليهـا بكلِّ اعتزاز وفخر مُؤلِّف هذا القاموس وكذا والداه وزوجتـه
آزخ العريقة في التاريخ والتي يجب أنْ أكتب عنهـا الكثير الكثير إلاَّ أنَّ هنـاك من كتب عنهـا وعن تاريخهـا أزخينيـون وغيرهـم. ولكي لا أكون أنـانيَّـاً في الانفراد في الشرح والاسهـاب عن هذه البلدة الباسلـة يطيب لي أنْ أقتطف بعض النفحـات القدسية والأدبية ممَّـن كتبوا عنهـا.
ـ قال نيافة المطران أوكـين قبلان في تعليقه على كتاب (قاموس في اللهجة الأزخينية) نشـر فـي المجلـة البطريركيـة العـدد (
100 ك1 لعام 1990):

.. آرخ مدينة تاريحية.. قبلتْ البشارة على يد القدِّيس أدِّي..لهـا شهرتهـا في الايمـان ومحبَّة الوطن والدفاع عن الوطن.. رفدتْ آزخ الكنيسة نخبةً من المطارنة والكهنة الذين عُرفوا بتقواهم.. وعندمـا نذكر اسم آزخ تخطر على البال حـالاً شفيعتهـا الأبدية العذراء مريم حيث يُقال [عزرتْ آزخ] إذْ على يدهـا نالتْ الخلاص من أعدائهـا الذين حاصروها في الحرب العالمية الأولى ـ حوادث الفرمـان ـ.
وقد أجـاد الأستاذ عبد الكريم بشير في شرح هذه الحادثة التاريخية في قـاموسه.
وقال نيافة المطران يوحنَّا ابراهيم متروبوليت حلب في مقدِّمته لكتاب (آزخ رجال وأحداث) تأليف يوسف القس والدكتور ألياس هدايـا:
جـاءني في يومٍ من أيَّـأم 1986 ألشمَّـاس يوسف القس جبرائيل الأزخيني ومعه مجموعة من الأوراق فيهـا معلومـات عنْ بلـدة آزخ ورجالاتهـا.. وجدتُ في الأوراق أنَّها صالحة كنواة لعملٍ جـاد عنْ هذه البلـدة البطلــة، واتخذتُ قراراً أنْ أوصل هذه المعلومات إلى مستوى عمـلٍ جدير بالقراءة إيمـانـاً منِّي بأنَّ شعبنا السرياني الأبي الذي له صـولاتٍ وجولات لهو بأمس الحاجة إلى مثل هـذا العمل لمعرفة تـاريخه الحديث المجهول إلى حدٍّ كبير، ولرفع معنويات أبنائنـا المنخفضة إلى حدٍّ كبير اسوةً بأبطال آزخ ومواقفهـم الصلبة أمـام القهـر والظلـم ونضـالهم الشريف في سبيل البقـاء والحياة والكرامة..
وقال الأديب الكبير لحدو اسحق في كتابه (أمثال من بازبدي ـ آزخ ـ):
...وظلَّتْ آزخ قرونـاً تقارع الزمن وأحداثه مُتحدِّيةً الغزاة والبرابرة، وإذا مـا ألـمَّ بهـا ضيم راحـتْ تهاجـم الأوباش في عقر دورهم دفاعـاً عـن نفسهـا وحفاظاً على عاداتهـا الأصيلة وتقاليدهـا الموروثة وإيمانهـا الراسخ.
لقد فقدتْ في زمن مـا كُلَّ شيءٍ سوى سهذه القيم الخالدة والمعاني السامية التي كانت حافزاً لهـا لأنْ تصارع الموت وتتحدَّ الفناء وتخرج من حربهـا الضروس مُنتصرةً بعد أنْ أنهكتْ أعداءهـا وضربتهم الضربة القاضية.
وآزخ اليوم تعيش بقلق لا يغمض لهـا جفنٌ تسأل الركبان عن حال أبنائهـا الذين هجروهـا ونـأوا عنهـا وهم يحملون اسمهـا ويفتخرون بمجدهـا ويَعِدُونَهـا بـأنَّهـم لنْ يحيدوا عنْ طرق الشرف والاستقامة والإيـمان والخلق الكريم الذي رَبَّتْهـم عليه وأرضعتهـم إيَّـاه منذ الصغر.
المقـابلـة

س1 ـ الدكتور ميخائيـل عبد الله أكبر من أنْ يُعرَّف فصيتكم بين شعبنـا مُنتشر انتشار الضوء، وقدْ أجرتْ معكـم مجلَّة شروغو قبل ثلاثة أعوام حديثـاً شيِّقـاً ومُطوَّلاً، برهنتم فيه وقتذاك بأنَّكـم وإنْ كنتم وحدكم تقريـباً في بولونيـا إلاَّ أنَّ الدكتور ميخائيل عبدالله نشاطاتكم القومية والاجتماعية والأدبية جعلتنـا فخورين بكم فهل لكم أنْ توجزوا لنـا سبب زيارتكم هذه إلى ألمانـا؟. (اكتفي هنا بنشر ما يخص موضوعنا من المقابلة مع الدكتور).
س5 ـ كيف تمَّ للطالبة مونيكا شيمانيسكـا التي نستضيفهـا الآن اختيار موضوع اطروحتها، ومـا هو دوركم الإيجابي في ذلك؟.
ج5 ـ هذه ليستْ أوَّل رسالةٍ جامعية يُعدُّهـا بولندي أو بولندية عنْ شعبنـا منذ خمس سنوات في قسم الاستشراق في جامعة [آدم موتسكبـيفيتـش] في بوزنـان هذا هو عملي الـثاني إلى جانب الصنـاعـات الغذائيـة في الأكـادمية الزراعية.. طابع عملي في الجامعتين يُخوِّلني أنْ أكون مشرفـاً على دراسات الماجستير؛ فغالبـاً مـا أقترح على الطلبة مواضيع تتعلَّق بشعبنـا. تَـمَّ في هذا العام قبول موضوعين جديدين. أحدهمـا تنجـزه [مونيكا شيمانسكا] عن آزخ وشعبهـا، أمَّـا الثاني عن أهل الكهـف في المصادر المسيحية والاسلامية فيسهـر عليه أذكـى طالب في الصف وهو [بارتـلومي غريسا] الذي أرسلته لجاليتنـا في السويـد.
المواضيع يقترحهـا المشرف ويختارهـا من يريد من الطلاَّب . دوري إذاً هو خلق جو مناسب خلال عملية تدريسي، لإعطـاء صيغة الحيوية للمسائل المتعلِّقة بشعبنـا
س1ـ السيدة مونيكـا هل يمكن أن تعرفي نفسك إلى قرَّاء شروغو؟
ج1ـ اسمي مونيكـا شيمـانسكا أنحدر في الأصـل مـن بولونيـا، وبالضبط من بوزنـان. هناك أيضاً أدرس في جامعة [آدم ميتسكبيـفتش]. حاليَّاً أنا في السنة الخامسة وهي سنة التخرّج حيثُ تنتهـي برسالة الماجستير. الطالبة مونيكا والمهندس فادي بشيرأثناء المقابلة
س2 ـ مـا هو الموضوع الذي اخترته لنيل درجة الماجستير ولمـاذا ؟
ج2 ـ موضوع رسالتي هو عن آزخ وشعبهـا حضارتهـم، تاريخهـم، لغتهـم. أمَّـا سبب اختياري لهذا الموضوع فهـو اهتمـامي بقدر ومستقبل شعب الشرق الأوسط.
س3 ـ مـا هو سبب قدومك لألمـانيـا وأين تقيمين ؟
ج3 ـ هـدف قدومي لألمانيـا هو التعايش ولو لبعض الوقت مع شعب بيث نهرين حتَّى أستطيع جمع المعلومـات عنهـم لموضوع بحثي، ولهذا السبب أقدِّم جزيل الشكر للدكتور ميخائيـل عبد الله ، فبالإضافة إلى المراجع التي قدَّمهـا لـي في البحث، ساعدني في تنظيم السفر والإقامة هنـا، وبالطبع لا يمكنني أنْ أنْسى الدكتور كبرئيل موسى وعائلته الذين أحاطوني بالرعاية . فقد رافقني الدكتور كبرئيل إلى المناطق التي يتجمَّع فيهـا شعب آزخ حيثُ قابلْتُ هناك العديد من شعب آزخ الطيِّـبـين . استمعتُ إلى قصص حياة بعضهـم المتعلقة بالشرق الأوسط وبـالأخص بــآزخ.
كان لي فرصة التعرّف على حضرة الأب الكـاهن تـومـا بيلان في باد فيلبل. والدكتور ابروهوم لحدو في فيزبـادن . وكذلك المُحـامي عبد لكريم بشير الذي أعتبر كتاب قاموسه الأزخيني أحد أهـم وأغنى مراجع رسالتي.
س4 ـ مـا هي انطباعاتكِ عن شعب بيث نهرين من خلال مقابلتك أو علاقتك مع البعض منهـم ؟
ج4 ـ إنَّـه شعب رحب الصدر طيِّب الأعراق كريـم ومضياف. إلاَّ أنَّ قدره ملازمٌ لــه.
س5 ـ هل لك كلمة أخيرة للمجلَّة ؟
ج5 ـ أودُّ أنْ اُقدِّم شكري مرَّةً أُخْرى لكلِّ من ساعدني هنـا من شعب بيث نهـرين مـمَّن ذكرتُ أسمـاءهـم وممَّن لـم أذكر. كـما أشكر مجلَّة شروغو على هذا اللقـاء

نظرة خاطفة على " قاموس فـي اللهـجةالأزخينيّة " للمحامي عبدالكريم بشير
تعليق وتحليل الدكتور الأب يوسف سعيد ـ السويد ـ

بمناسبة انجاز كتاب (قاموس في اللهـجة الأزخينيّة ) للمـحامي عبدالكريم بشير ـ الطبعة الثانية ـ أرى من المفيد إلقاء نظرة ولو سريعة على هذا العمل التراثي اللغوي القيِّم وإنْ كانت هذه النظرة الخاطفة لا تُعْطي المؤلّف حقَّه من التقدير والإكرام. إنَّمـا هي وجهة نظر مُساهمة في تشجيع المؤلِّف والثناء على جهوده الكبيرة في انجاز هذا الكتاب الذي يُعَدُّ الأوَّل من نوعه في هذه اللهجة التي تكاد تنقرض.
عن آزخ(1) و الأزخيني قالوا : آزخي ـ أزخيني ـ هازخي ـ . ومُؤخراً وردتْ في غنائهم على آزخ وأهلهـا وسكَّـانها "هزْخْ " بسكون الزاي والخاء. وإذا لُفظت بلسان الأعاجم الذين يُحيطون بمنطقة آزخ حوَّلوا ألفهـا إلى هاء ، وعلى الأغلب اللفظة عند أكراد المنطقة فقالوا هـازخ ـ آزخ ـ أزخيني ـ آزخي.
وكلمة آزخ هذه ذات جذرٍ مغُّـولي أُطلقت عليهـا من بعد حرقهـا من قبل ابن تيمورلنك في حملته الثانية عليها وزرع أغلب رجالها في حفر أشبه بآبار في آزخ والكلمة كُنَّـا قد حلَّلْناهـا عندما ترجمْنـا بتصرّف قصيدة الشاعر الآزخي (الاسقف كوركيس الآزخي) كان من الأسرة الحبيبكيّة الفخذ الاسكندراني. والقصيدة بقيت الوحيدة من ديوان هذا الشاعر الذي أحصاه البطريرك أفرام برصوم في كتابه " اللؤلؤ المنثور " وجعله في الطبقة الرابعة بين شعراء السريان. وله ديوان شعر ضاع بكامله ولم يبقَ منه إلاَّ قصيدة " آزخ " والقصيدة بالرغم من عمق صاحبها سريانيَّـاً وتضلُّعه بمفرداتهـا وقواعدها وعلم فنونهـا.. جاء شعره فيهـا مُكبَّـلاً بكلمات يونانيَّة فيهـا رطانة تقليديّة ومحشوَّة بألفاظٍ يونانيَّة. تقليداً للأسلوب اللاهوتي الفلسفي عند السريان وقتذاك . وأمَّا شقيقه يشوع مطران الجزيرة نجهل تاريخه كُلّيَّـاً.
لقد أدرج نيافة المطران عيسى جيجك مشْكوراً هذه القصيدة بخطّه الرصين عن نكبات السريان عبر عصورهم وقد أضاف مجداً إلى أعماله إذ أقدم على نشر التراث السرياني في مطبعة دير مار أفرام بهولندا وهذا ما يستحق منَّـا الثناء والشكران. وقد ترجمناها إلى اللغة العربية ونشرناهـا في المجلّة البطريركيّة .
وعنوان الكتاب الذي نحن بصدده ـ قـاموس في اللهـجة الأزخينيَّة ـ بقلم المحامي عبد الكريم بشير. يقع في 305 صفحة من القطع الكبير، جمع فيه الأستاذ عبالكريم بشير اللهجة الأزخينيَّة ، ونقلها إلى اللغة العربيَّة الفصحى حسب الحروف الهجائيَّة شارحاً بإيجاز معاني كلماتها، وقد أورد بعض الأمثلة التي تُقال فيها على هامش الكلمة المراد شرحهـا، وقد جعل المؤلّف في عمله هذا ثلاثة أعمدة في الصفحة الواحدة. ففي العمود الأوَّل ذكر الكلمة باللهجة مكتوبةً بالأحرف العربَّة، وذكر في العمود الثاني لفظ الكلمة بالأجرف اللاتينيَّة، وقد ذكر في العمود الثالث شرح الكلمة ومُرادفاتهـا. وأورد ذكرى بعض الوقائع والحوادث التاريخيَّة الهامة والتي لهـا أثر كبير في حياة شعب آزخ والمنطقة كـكلمة: الفَـرْمَانْ. القَـفْـلة. المَظْبَطَةْ. الرَاوَنْـدِزْ. سَفَرَْبلِّك. وغيرهـا. كما أورد في القسم الثاني من الكتاب أسماء بعض وأهم الأطعمة الشائعة عند آل آزخ وكذلك بعض أسماء الفاكهـة والخضار ، والنباتات والحشائش والأديرة والكنائس والمزارات، وبعض المواقع والأماكن في آزخ وضواحيهـا.
وكلمة آزخ لا زالت تُستعمل في اللهجـة الموصليّة العربية الدارجة وتعني الأسف والأستفة أو وا أسفاه . ونقلاً عن مصادر السلف الصالح من شيوخنا عطَّر الله ثراهم. كما كتبه وسطَّره أستاذنا الخوري يوسف داهودي(2) ـ بيلان ـ آخر كهنة آزخ. وقد كتبْتُ بعد سماعي خبر وفاته مقالة عنه ونشرتُهـا في مجلَّة بهرو سوريويو السويدية.
إنَّ الطاغية ابن تيمورلنك وقف على خرائب ( الكوَّل)(3) ينظر إلى النيران تأكل آزخ فصرخ : يَـازِخْ ! !..
ومُؤلِّف الكتاب الأستاذ عبالكريم بشير ولد في آزخ وبنفس السنة التي ولدتُ فيها 1933 وبيته كان قريباً من بيتنا. وكلانـا ثكل بأبيه. فأنـا يتيم الأب وهو كذلك. وينحدر من أسرة ـ قبيلة ـ الكُمُّوكيّة وهي كلمة سريانية أي الأسودا . وبحثتُ طويلاً عن مصدر هذه الأسرة قبل سكناها في آزخ وقد عاشرتُ مُدَّةً طويلة شخصين من هذه الأسرة الأستاذ سليمان بن حنَّـا إيليا وكريم شـرُّو ولمّـا يؤكدا لي سوى أنَّ الأسرة هي من أقدم أُسرنا التي سكنت آزخ وأصلهم من الرها.
فيما الأستاذ عبدالكريم أكَّد لي حسب مصادر الأسرة أنَّهم ينحدرون من أسرة كومو أحَّد أحفاد أوكومو لقب أحَّد ملوك الرها. والأسرة معروفة يذكائهم الحاد وقاماتهم الجميلة ، وحسن مناظرهم، وتتفرَّع الأسرة اليوم إلى عدّة فروع أشهرها عائلة ـ صورو ـ الكريـمة.
أمَّـا لهجتنا الأزخينية فقد أعاد جذورها المستشرق الألماني ـ أوتو ـ إلى جذر اللهجة الموصلية. وجعلها لهجة عربية موصلية.
(طالع مُقدِّمة قصصه عن طور عبدين. طالع أيضاً عجائب المقدور في أعمال تيمور. ومقالنا في المجلة البطريركية في تحليل هذه اللهجة).
تقتحم لهجتنا كثيراً كلماتٌ من السريانية الأصيلة وبعضها من اللغة العربية الفصحى وبعض المترادفات من الكلمات الكردية والفارسية والرومانية. ومهما يكن فلغتنا لو استمرّت في تطوِّرها المكاني قبل احتياح العالم من الراديو والجريدة والتلفاز لكان لنا لهجة خاصة بنا تدعى : اللهجة العربية اللآزخية .وهناك ممارسات في داخل آزخ فهناك بعض البيوت تستعمل كلمة لا يستعملها الآخرون. فمثلاً اسْـكفْتا اسكفطا أي العيشة . بينما بعضهم يستعمل كلمة العيشة.
أمَّـا إذا زرْت أربـو اربو احدى قرى طور عبدين أشاروا إليك بحي خاص بعشيرة البشكيِّة(4) (تصغير بشير) وهو جدّنـا الأعلى والذي دُعينا على اسمه. هاجر بعض أولاده بعدئذٍ من آزخ إلى أربو، وهم أولاد عمومتنا. واليوم انطفأتْ أربو كغيرها إلى الأبد بعد أن فتحتْ أوربـا أبوابهـا أمام قوافلهـم. كما تجد في انحل انحل وهي أيضاً من قرى طور عبدين البعض ينتمون إلى عشائر أزخينية كبيرة. لكن يبدو أن رجولتهم المعروفة في آزخ قد فترتْ.. دائـماً تُراب المنطقة له الفضل في صنع الرجولة..
بقي أن نذكر أنَّنـا كُنَّـا نلعب أنـا وكريم ـ وهذا كان اسمه وقتذاك ـ على درجات العين التي تتوسط المسافة بين بيتينـا، أو الجلوس في شتاءات آزخ القارصة عند كانون النار نردِّد معاً (أبانا الذي) (ابون دبشمايو) باللغة السريانية.. وقبل أن ننْهي تعلّم نؤمن بالله الواحد (قانون الإيمان) فصلتْ الأيَّام بيني وبينه إذ هاجر أحدنا إلى العراق والآخر إلى سوريـا وانفصمت آصرة صداقتنا حتى لُقْيانا ثانيةً في السويد قبل ثلاث سنوات. في صيف 1996.
أيُّهـا العزيز عبدااكريم لا شكَّ في أنَّ محبَّتك وتعلُّقك بهذه اللهجة التي تُعتبر تراثاً نفيساً عن الآباء والأجداد البررة دفعك إلى تخليدهـا في هذا الكتاب دافعاً عنهـا عوامل النسيان وقوارض الفناء. باذلاً جهوداً كبيرةً طوال هذه السنين دون التفكير أو الحصول على أيِّ مكسب مادي؛ بل بالعكس مُتحمِّلاً تكاليف هذا العمل النبيل. وهذا لعمري مُنْتهى الشيَم النبيلة ؛ فاستحقَّيْتَ مِنَّا جميعـاً الثناء والشكران.
رأيتُ في صوت يراعك صولْفـاج نغماتٍ لأصوات المحبَّة . وصرير يراعك يحمل نغمات سينفونية خالدة كخلود ذكرى آزخ في قلوب أبنائهـا. ونفثات قلمك وجماله مثل جمال الفجر الوليد فوق منحدرات بـازبدي..
غداً سيقول تاريخ آزخ (بـازبدي) كان ابني البار عبدالكريم بشير كوائل البرية يطفر طفرة السعادة على الروابي والتلال الأزخينية حاملاً في أعماقه حُبَّـاً لا يتوارى لتلك المدينة السريانيّة الصغيرة التي أنجبته..
سنعود معك ثانية إلى بازبدي. عندما يمضي الشتاء ، وتمرُّ فوق شعفـات الجبل الأبيض سحب محملَّة بزخَّات المطر الغاسلة المُطهِّـرَة ، ويعود الربيع وتظهر في أخاديد حقوله الأزهار. هناك سنرتوي ثانية من رقرقات سواقي سقلان(5) آزخ ونسمع تغريد البلابل وهديل اليمام. والقبَّرات الوديعة تُرفْرف بنغمات أصواتها الرخيمة.
اكتب... واكتب فنحن بأشد الشوق إلى همسات يراعك أيَّهـا العزيز عبدالكريم بشير ودمْتَ مع مودّة.
السويد /18/11/1999

(1) ـ هي البلدة السريانيّة المعروفة ( بيت زبداي )والتي لهـا نضال تاريخي . تقع في جنوب نـهـر دجلــة، على بعد 30 كم من جـزيرة ابن عـمر الحاليّة . وتُسمَّـى ( ادل ) باللغة التركيّة .
(2) ـ الخوري يوسف داهودي والأستاذ عبدالكريم بشير ينحدران من شجرة عائلة واحدة.
(3) ـ الكُـوَّل حارة مُرتفعة في جنوب آزخ ورد شرحٌ عنهـا في القاموس الذي نحن بصدده صفحة 238
(4) ـ البشّكيّهْ هي إحدى قبائل آزخ وقد ورد عنها وعن كافة قبائل آزخ شرح في القاموس المذكور مع ذكر بعض العائلات لكلّ قبيلة بحسب حرفهـا الأبجدي.
(5) ـ السقلان هو نهر صغير ورد تعريفه مفصَّلاً في القاموس المذكور



مقالة ويكيبيديا: https://ar.wikipedia.org/wiki/إيدل
المدن القريبة: دهوَك, بطمان, ديار بكر
الإحداثيات: 37°20'32"N 41°53'46"E
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:39 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke