Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-04-2008, 12:16 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,884
افتراضي المسيحيّة حياةٌ أخلاقيّةٌ متحضّرة 2 بقلم: فؤاد زاديكه

المسيحيّة حياةٌأخلاقيّةٌ متحضّرة
2
بقلم: فؤاد زاديكه



المسيحيّة فكرٌ إنسانيّ يحمل الكثيرَ من المفاهيم و القيم الفلسفيّة و الروحية الصالحة لكلّ زمان و مكان و هي لا تميّز بين السيّد و العبد بل لا سادة و لا عبيد فيها كما أنها لا تميّز بين الذكر و الأنثى و لا بين الشعوب و الأمم و لا بين الأعراق و الأجناس و لا الأمصار و الأقطار فالرب يقول: أنا هو نور العالم. نور لكلّ العالم بدون استثناء و الكلّ سواسية فهم خطاة و تعوزهم رحمة الرب و نعمته كما يقول الكتاب المقدس. فمثل هذا التعاليم السليمة لا يمكن أن تعادلها في القيمة و الجوهر و الأهمية أفكار تقوم على التخلف و الضبابية الفكرية الخائفة من الحقيقة و الهاربة من مسؤوليتها تجاه أتباعها, لأنها أفكار تقوم على روح العداء و الجفاء و الخلاف و من هنا تكون عدم صلاحيتها و كذلك عدم صواب نهجها الذي لا يعمل بمعايير العدل.
ليس من شك بأن أيّ شخص يتأمّل في المسيحيّة كدين و كفكرة أخلاقية و كمجموعة قيم و تعاليم يلاحظ بكل وضوح روح المحبة و الانفتاح التي تعيشه و مبدأ السلام و التسامح الذي تعمل من أجله و تعتبر أنّ أي خلل بواحدة من هذه الأفكار السامية يمكن أن يناقض الجوهر المعمول به و الفكر الذي تتمّ الدعوة إليه. فالفكر المسيحي قائم على روح قابلة للحياة و هي تتفاعل على الدوام مع كل جديد و مستجد فتتصدى لمشاكله و تعالج أزماته و يكون أساسها المتين تلك العلاقة الرائعة القائمة بين الأبناء و أبيهم السماوي, بعيدا عن الرهبة و الخوف فالرب في المسيحية أب محب و حنون و متسامح و هناك تواصل مباشر بين المسيحي المؤمن و بين أبيه لأنّ الآب يدعو أبناءه إليه, فالرب الآب في الفكر المسيحي رحيم قولا و فعلا و صادق نيّة و عملا و محبّ للسلام و التسامح لأنهما نابعان منه و هما بعض من صفاته و صوره التي عرفناه من خلالهما.فلماذا لا يحاول الإنسان أن يكسب نفسه أولا كما يدعونا الكتاب و ما نفع أن يكسب كل شيء ثم يخسر نفسه؟ هكذا يقول لنا المسيح الربّ, من خلال العمل الصادق و التطبيق العملي الحيّ لهذه القيم و الأفكار نستطيع أن ندرك حقيقة النور الإلهي و هناك فرق شاسع و عظيم بين الظلمة و الظلام من جهة و بين الحقيقة و النور من جهة أخرى و كذلك بين التواصل و التراحم و التقارب من جهة و بين التقاتل و التخاصم و التباعد و بين أن يدّعي أحدنا أمراً طيّبا حسنا في ظاهره فيما يمارس ما يأتي بخلاف ذلك بل بنقيضه المرفوض.

لا يعيش الإنسان في الحياة بمعزل عن الآخرين, و لا يمكن أن يكون ذلك في أي وقت من الأوقات لأنه مخالفة صريحة لقوانين الطبيعة البشرية القائمة على الروح الاجتماعية و التآلف و التعاطي فيما بين أعضائها, فللإنسان هذه الخصائص الاجتماعية الحسنة التي تجعله بحاجة على أخيه الإنسان, فيتعاطى معه على هذا الأساس و ليس على أسس البغضاء و الفكر المتعصّب القائم على التزمّت البائس الذي يكره الخير و يقوّض أعمدة السلام و يحارب المحبة.
المسيحيّة اجتهاد و بحث و تنقيب و تدارك و تصحيح و لا تخشى من تدارك الخطأ بالإعلان عنه و تلافيه, إذ لا تحريم في طرح السؤال و لا تكفير و باب حرية الفكر مشرع تدخل من خلاله أنوار الحرية, لتقويّ نسغها و تكسبها خضرة و نضارة و حيويّة. المسيحيّة توجّه حضاري أخلاقي يسمو إلى روحانية فوقيّة بعيدة عن شهوات الزنا و الإباحيّة و الانحراف الأخلاقي فالمسيح الرمز كان رأس الكنيسة كامل الطهارة الروحية و الجسدية, كما بالعمل و الممارسة و بالتطبيق و المثل الصالح الحسّي المدرك. و على كثير من هذه الأسس يقوم بناء المسيحية إلى جانب ما لها من طقوس و من واجبات كنسية و من أسرار بيعيّة تستند إلى جميع هذه التعاليم و القيم و الأفكار العظيمة التي ذكرناها.

لقد ضرب الرب يسوع في حياته أمثلة كثيرة و حيّة بكل الطهارة و القداسة الإلهية التي كانت له لكي نقتدي به و نعمل بما دعانا إليه و نسير على هدي تعاليمه مقتدين بها و عاملين من أجل تطبيقها في حياتنا ممارسة يوميّة مع جميع الناس بدءاً من أسرتنا و من ثم مجتمعاتنا فأوطاننا فالعالم الشامل الجامع.
المسيحيّة شعور أكيد بالراحة الفكرية و النفسية و القلبيّة و العقليّة, لذا ترى الكثيرين من أبناء الديانات الأخرى يدخلون إلى حياتها أفواجا بعد أن تكون حصلت هداية بنور الإيمان لهم فأدركوا بيقين قاطع أين هو الحق و لم يعد في حياتهم أيّ خوف أو أيّة دواعي لوجود هذا الخوف فالحياة في المسيحية هي طمأنينة و اطمئنان و راحة و هدوء, فكلّ مسيحي يعرف إلى أين يسير و مَاذا يتبع و بمن يؤمن. و الذين تتم هدايتهم يتحدثون عن تلك الفوارق الكبيرة بين ما كانوا يعيشونه و بين ما هم عليه الآن بعدما أنار الرب طريقهم و فتح بصيرتهم و غذّى أفكارهم و نفوسهم بكلام نوراني تشعّ منه بهجة الفرح و المسرّة, ففهموا المسيحية على حقيقتها و أدركوا معناها و جوهرها الذي تقوم عليه فهي لم تكن أبداً فكرا جامداً ينحصر بين دفتي كتاب بل هي حياة معاشةٌ و هي تطبيقٌ للفكرة تطبيقاً حيّاً ملموساً مُعاشاً يعود بالنفع على النفس البشرية ذاتها و على البشرية جمعاء أيضاً.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:59 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke