فساد الكيان الإنساني

[الاخ زكا]

كتاب طعام وتعزية: الأربعاء 13 / 9 / 2017
فساد الكيان الإنساني

«ورأى الرب أن شر الإنسان قد كـثر.. وأن كـل تصوُّر أفكـار قلبه إنما هو شريرٌ كل يوم» ( تكوين 6: 5 )
في إحصاء أجرَاه معهد ”غالوب“ على مجموعة من الموظفين الرسميين في الولايات المتحدة الأمريكية، تبَيَّن بعد الدراسة أن 35% منهم يتلاعبون بالضرائب ويتهرَّبون منها حتى لا يدفعـوا ما عليهم للحكومة، و75% يستخدمون تجهيزات العمل لاستعمالهم الشخصي ويأخذونها إلى بيوتهم وتصبح ملكَ أطفالهم، و78% يستعملون تليفونات المؤسسة في مُكالماتهم الشخصية الخارجية.

وفي دراسة أخرى أجراها معهد الأبحاث الإلكترونية تبيَّن أن ثلثَ فاتورة الهاتف التي تدفعها الحكومة الأمريكية تُصْرَف على المُكالمات الخاصة التي لا تتعلَّق بالعمل، والتي يُجريها العامل في أثناء العمل حتى يوفـر المال الذي سوف يدفعه هو إذا أجرى هذه المكالمات من بيته. وقد أُجريَ أيضًا إحصاءٌ على الوقت الذي يــُصرَف من أوقات العمل على مثل هذه المكالمات ووُجد أن 12% من وقت العمل يضيع بلا استثمار نتيجة لذلك. ثم إن سرقة الوقت والغياب غيرَ المُبرَّر هما أيضًا من الإساءات الشائعة لدى المستخدَمين.

لقد ظن البعض أن الفساد يستشري فقط في المجتمعات الفقيرة نظرًا للعَوز والحاجة أما المجتمعات الغنية فأبعد ما يكون عن الفساد. لكن الكتاب المقدس يُخبرنا أن الجميع (أغنياء وفقراء) زاغوا وفسدوا، ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد ( رو 3: 12 ). فلقد دخلت الخطية وسرَت في كل الجنس البشري وصار كل الكيان البشري كيانًا فاسدًا يُنتج فسادًا مُتعدِّد الصور بالأقوال والأفعال والأفكار. لكن نعمة الله أتَت بالحل الإلهي لخلق خليقة جديدة ذات سلوكيات نقية جديدة لا يؤثر فيها فقر ولا غنى «لأنه قد ظهرت نعمة الله المُخلِّصة لجميع الناس، مُعلِّمةً إيَّانا أن نُنكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر» ( تي 2: 11 -12). ولا يوجد حل لمشكلة السلوكيات الخاطئة والفساد الأخلاقي إلا في نعمة الله وفي عمل المسيح على الصليب. فالمسيح المُخلِّص فقط هو الذي يُبرِّر الفاجر ويطهِّر النجس ويُقوِّم الأعوَج، فهل تقبله مُخلِّصًا لك، فتصير خليقة جديدة؟

برنامج كل الكتاب