Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى السرياني > السريان في العالم > أخبار ونشاطات لطائفتنا من مختلف الأقطار

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-09-2007, 07:28 AM
نوري إيشوع مندو نوري إيشوع مندو غير متواجد حالياً
Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 96
افتراضي رحلة حج إلى أبرشيات كنيسة المشرق المنسية " الجزء الأول "

رحلة حج إلى أبرشيات كنيسة المشرق المنسية " الجزء الأول "


الشماس: نوري إيشوع مندو

المقدمة: شاء صاحب السيادة مار أنطوان أودو مطران أبرشية حلب والجزيرة العليا الكلدانية زيارة مراكز الأبرشيات الكلدانية في شرق تركيا للإطلاع على ما تبقى من هذه الأبرشيات العريقة والشهيرة في تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية. وبعد التفكير والتحضير لمسار هذه الرحلة قرر سيادته أن تبدأ يوم الاثنين المصادف 12 حزيران 2006 وتنتهي يوم الجمعة المصادف 16 حزيران 2006.
وقد شملت الرحلة أبرشيات: نصيبين والجزيرة العمرية بازبدي وسعرت وآمد ديار بكر وماردين، القلب النابض لكنيسة المشرق الكلدانية حتى بداية القرن العشرين، والتي كانت تضم أكثر من مائة قرية موزعة حول المدن المذكورة. ناهيك عن النيابة البطريركية في وان[1] قرب حدود أرمينيا، حيث لم توضع في برنامج الزيارة بسبب البعد ووعورة الطرق والأوضاع الأمنية الغير مستقرة هناك، والتي كانت تضم العشرات من القرى في جبال هكاري[2] الأشم.
وبعد مذابح السفر برلك[3] التي ارتكبت بحق المسيحيين سنة 1915 أبيدت هذه الأبرشيات والقرى التابعة لها عن بكرة أبيها، واستشهد عشرات الآلاف من مؤمنيها بما فيهم ثلاثة مطارنة وعشرات الكهنة، ودمرت كنائسها وأديرتها ومدارسها. وهرب المتبقين إلى العراق وسوريا ولبنان تاركين الغالي والثمين في سبيل الحفاظ على حياتهم وإيمانهم. نعم تركوا أرض الآباء والأجداد، أولئك الأبطال الذين عاشوا على هذه البقعة من الأرض عقوداً وقروناً طويلة، كافحوا الظلم والطغيان ببسالة وشجاعة مدى الأيام، فسقوها بالدماء الزكية بسخاء، لذا عرفت ببلاد الشهداء. وقد عانى المفلتين من سيف الظلم والجور الكثير من الجوع والعطش والتشرد، وحلت بهم مآسِ مروعة ومهولة. لقد سمعنا الكثير عن هذه المعاناة من أفواه آباءنا وأجدادنا الذين عايشوا الحدث المشئوم، الذين كانوا يتحدثون بمرارة عما شاهدوا وما عانوا، وما فقدوا من أهل وأحباء، وما تركوا من بيوت وعقارات وأملاك وأموال. سمعنا من أحدهم أن إحدى الفتيات قالت لوالديها عندما كانت عائلتها مختبئة متوارية عن أنظار


السفاحين، فرأت جوع والديها وإخوانها، وليس عندهم ما يسدوا جوعهم فصرخت قائلة: " لكي لا نموت جميعاً جوعاً، أذبحوني وكلوا لحمي حتى تعيشوا أنتم ". إن المحن العظيمة التي تكبدها مسيحيي السلطنة العثمانية يتوقف القلم البليغ عن وصفها والإحاطة بها، بسبب وحشية العتاة الظالمين الذين انقضوا على قطيع المسيح الوديع، ونحروهم كالخراف فسالت دمائهم المقدسة تروي وتخصب أعتاب الكنائس والأديار والمساكن والبساتين والحقول والجبال والسهول والوديان والأنهار والآبار. وكانت زرافات الشهداء تترنم بأصوات شجية وهي تساق إلى الذبح كأنها ذاهبت إلى العرس. أجل أنها كانت ذاهبت إلى عرس الحمل، بدون خوف ولا وجل، لتنال إكليل المجد المعد لها منذ إنشاء العالم. وقد ضم الوفد المرافق لسيادته الآباء كهنة الأبرشية: نضال توماس وأنطوان غزي ومالك ملوس وسمير كانون والشماس نوري إيشوع.

اليوم الأول: الاثنين 12 حزيران 2006

انطلقنا صباحاً نحو بوابة الحدود السورية التركية، وبعد أن أكملنا المعاملات أصولاً دخلنا مدينة نصيبين التاريخية. وما أدراك ما هي مكانة نصيبين في التاريخ عامة، وفي تاريخ كنيسة المشرق[4] خاصة.
لقد دعاها سكان ما بين النهرين قديماً صوبا، وهي مشتقة من اسم " غلابً " " نصو " يعني نصب أو زرع، بسبب تربتها الزراعية الخصبة، وغزارة مياهها الجارية، وما كانت تحتوي من بساتين وحدائق وجنان. وقال عنها مار أفرام إنها " أكاد " المذكورة في سفر التكوين، وينسب تأسيسها إلى نمرود الجبار.[5] ويعتقد المؤرخون أن تأسيسها يعود إلى سنة 4000 ق.م. وقد دعاها السومريون " تريو "، وفي زمن حكم حمورابي ملك بابل دعيت " آراميس " وتعني الحديقة أو البستان. أما في المصادر الآشورية فقد دعيت " نابولا ". أما اليونان فقد دعوها " أنطاكية مقدونية ".
وكان المقدونيين في القرن الثالث قبل الميلاد قد جعلوا نصيبين مركزاً لسك العملة، فازدهرت اقتصادياً وقد أطلقوا على المدينة اسم " أنتيموسيا " وتعني " مدينة الزهور "، ودعوا النهر الذي يمر بها " مقدونيا " أو " لميكدونيوس ". وتذكر المصادر الرومانية موقع نصيبين في " الجزيرة العليا " ضمن منطقة " ميزوبوتاميا " أي " بين النهرين ". وفي القرن الأول الميلادي كانت نصيبين تحت حكم الأرمن، وكان " أردوس " شقيق الملك ديكران والياً عليها. وفي عهده سكب عملة في نصيبين عرفت باسم الملك ديكران.
أما الرومان فقد جعلوها قلعة الشرق الحصينة ومقراً لقائد بلاد ما بين النهرين. ثم أصبحت عاصمة ديار ربيعة. وبحكم موقعها كحد فاصل بين المملكتين الرومانية والفارسية دعيت مدينة التخوم أو مدينة الحدود، بسبب أهمية موقعها المتميز كبوابة لمرور القوافل بين الشرق والغرب. واحتلها المسلمون عندما فتحها عياض بن غنم سنة 640م، وقد حكمها الأمراء الحمدانيون في النصف الأول من القرن التاسع الميلادي، واحتلها صلاح الدين الأيوبي سنة 1188م، واستولى عليها المماليك سنة 1193م، واجتاحها تيمورلنك سنة 1395م، وخضعت لسلطة العثمانيين سنة 1515م ولا زالت حتى يومنا هذا ضمن حدود الدولة التركية. ويبلغ عدد سكانها اليوم نحو 75000 نسمة، وهي مركز قائممقامية تابعة لولاية ماردين.
وبعد دخول المسيحية إليها في الجيل الأول على يد مار أدي الرسول[6] أحد الأثنين والسبعين تلميذاً، تقلدت دوراً رائداً ومميزاً في المشرق، فأطلق عليها تسميات عديدة منها: مدينة المعارف وأم العلوم وأم الملافنة وترس كل المدن المحصنة ورئيسة ما بين النهرين ورئيسة المغرب. وقد تحدث عنها العديد من الرحالة في فترات متفاوتة نذكر منهم: جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي: " نصيبين مدينة من بلاد الجزيرة، على جادة القوافل من الموصل إلى الشام، وفيها وفي قراها على ما يذكر أهلها أربعون ألف بستان، وعليه سور بنته الروم، وهي مدينة وبيئة لكثرة بساتينها ومياهها، ظاهرها مليح المنظر وباطنها قبيح المخبر، وينسب إلى نصيبين جماعة من العلماء والأعيان ".[7]
وجاء في صورة الأرض لابن حوقل: " وكان من أجلِّ بقاع الجزيرة وأحسن مدنها وأكثرها فواكه ومياهاً ومتنزهاتٍ وخضرةً ونضرة، إلى سعة غلات من الحبوب والقمح والشعير والكروم الرائعة الزائدة على حد الرخص. وهي مدينة كبيرة في مستواةٍ من الأرض، معروفة الفرسان مشهورة الشجعان، إلى ديارات للنصارى وبيعٍ وقلاَّاياتٍ، تقصد للنزهة وتنتجع للفرحة والفرج ".[8]
وجاء على لسان ابن جبير في رحلته: " نصيبين شهيرة العتاقة والقِدم، ظاهرها شباب وباطنها هرم، جميلة المنظر، متوسطة بين الكبر والصغر، يمتد أمامها وخلفها بسيط أخضر مد البصر، قد أجرى الله فيها مذانب من الماء تسقيه، وتحف بها عن يمين وشمال بساتين ملتفة الأشجار يانعة الثمار، ينساب بين يديها نهر قد انعطف عليها انعطاف السوار، والحدائق تنتظم بحافتيه، وتفيء ظلالها الوارفة عليه. فخارجها رياضي الشمائل، أندلسي الخمائل، يرف غضارة ونضارة، ويتألق رونق الحضارة، فرحم الله الشاعر أبا نواس حيث يقول:
طابت نصيبين لي يوماً فطبت لها يا ليت حظي من الدنيا نصيبين ".[9]
وجاء على لسان ابن بطوطة في رحلته: " نصيبين مدينة عتيقة متوسطة قد خرب أكثرها، وهي في بسيط أفيح فسيح فيه المياه الجارية، والبساتين الملتفة، والأشجار المنتظمة، والفواكه الكثيرة، وبها يصنع ماء الورد الذي لا نظير له في العطارة، ويدور بها نهر يعطف عليها انعطاف السوار، منبعه من عيون في جبل قريب منها، وينقسم انقساماً فيتخلل بساتينها، ويدخل المدينة فيجري في شوارعها ودورها. وبهذه المدينة مارستان ومدرستان، وأهلها أهل صلاح ودين وصدق وأمانة ".[10]
وجاء في المنجد في الأعلام: " نصيبين مدينة في ما بين النهرين، كانت منذ القرن الثالث مهد الآداب السريانية حتى سقوطها في أيدي الساسانين سنة 365م، ازدهرت فيها مدرسة نسطورية في أواخر القرن الخامس وحتى منتصف القرن السادس، لمع منها نرساي وبرصوما ".[11]
وقد تغنى الشاعر سيف الدين الحلي بطبيعة نصيبين، واصفاً البحيرة الطبيعية التي تقع جنوب المدينة، وكيف يتنقل السكان بواسطة الزوارق في هذه البحيرة. وهذا هو المصدر الوحيد الذي وجدته يذكر البحيرة، التي جفت مع الزمن وتحولت إلى وادي يفصل نصيبين عن القامشلي. وبالفعل إذا تمعن المرء في موقع مدينة القامشلي يجد أنها مبنية في وادي مما يؤكد هذه المعلومة.
ومن المعلوم أن النهر الذي يشق نصيبين دعاه الرومان " هرماس "، أما المصادر الأرمنية فتدعوه " جغجغ "، وهي مختصرة من الجملة الأرمنية " جغجخوت " وتعني " البحيرة البطيئة المياه "، وهذه إشارة لوجود البحيرة جنوب المدينة.
وفي سنة 1766 مر السائح الدانمركي نيبوهر من نصيبين فوصفها بقوله: " نصيبين بلدة مؤلفة من 150 بيت مشيدة من التراب، أما قلعتها فلم يبقى منها إلا بعض الحجارة المنحوتة. أما الجسر الذي فوق نهر الهرماس " الجغجغ " الذي يخترقها والمشيد على 12 قاعدة فلا زال قائماً، لكن الشيء الذي يستوجب رؤيته فيها هو بقايا كنيسة مار يعقوب النصيبيني ".[12]
وفي سنة 1799 زار نصيبين الرحالة أوليفر فوصفها بقوله: " لا زال في نصيبين بعض الأنقاض ومنها بقايا قوس نصر عائد للرومان، كما أنه يوجد معبد مربع الشكل وضمن المعبد دهليز يحتوي لحد " قبر " غطاءه من مرمر أبيض. كما رأينا خمسة أعمدة حجرية لا زالت قائمة، وشاهدنا لوحة مرمرية تشير إلى موقع كان سابقاً ميداناً لسباق الخيل ".[13]ويستطيع المغرم بالتاريخ أن يطلع على المزيد من تاريخ نصيبين الزمني، ليجد العديد من الحوادث المهمة التي جرت في سالف الزمان، وذلك بالعودة إلى العديد من المصادر نذكر منها: " البداية والنهاية "،[14] وأيضاً " الكامل في التاريخ "،[15] وأيضاً " تاريخ الطبري ".[16]
ما أن تخرج من حرم المنطقة الجمركية التركية لتدخل مدينة نصيبين، تجد عن يمينك أرض واسعة مسيجة بالأسلاك الشائكة، وضمنها عدد قليل من الأعمدة الحجرية يدعوها العامة بـ القبان، هذه الأعمدة هي مدخل مدرسة نصيبين الشهيرة، التي نالت شرف أن تكون أول كلية لاهوتية في العالم، وأول جامعة درس فيها علم الإلهيات. أسسها مار يعقوب النصيبيني[17] مطران نصيبين الذائع الصيت وذلك سنة 325، وجعل تلميذه مار أفرام النصيبيني ملفان الكنيسة الجامعة[18] مديراً لها، فدبرها بحكمة ودراية وغيرة وهمة قعساء، وسهر على مصالحها الأدبية والمادية، فنمت وازدهرت في عهده، حتى أغلقت سنة 363 بعد أن استولى الفرس على نصيبين. وفي سنة 457 فتحت المدرسة من جديد، وعهدت إدارتها إلى الملفان نرساي النوهدري[19] الملقب بالمعلم، لأنه كان معلماً لا منازع له في الرها ونصيبين، فخبرته العميقة وخصاله الحميدة وعلمه الغزير، أعطى هذه المدرسة انطلاقة سريعة وسير منظم من خلال القوانين التي سنها لهذه المدرسة. استمرت هذه المدرسة لمدة أربعة قرون حتى أغلقت سنة 660. وقد تخرج من هذه المدرسة آلاف التلاميذ، منهم من وصل إلى مراكز عالية في كنيسة المشرق، ومنهم من فتح مدارس في مناطق مختلفة، ومنهم أدباء زينوا الكنيسة بتصانيفهم الثمينة.
وقفنا أمام هذه الأعمدة نتأمل ونتسأل، هل من المعقول والمقبول أن تبقى هذه الأعمدة فقط من هذا الصرح الشامخ، الذي كان يعج يوماً بآلاف التلاميذ يتنقلون بين الأروقة والصفوف، لينهلوا العلوم والمعرفة على يد معلمين عظام خلد التاريخ ذكراهم بمداد من نور، واليوم أضحى موقعها كالصحراء القاحلة التي لا حياة فيها. وفي لحظة تأمل تذكرت ما قاله المطران إسرائيل أودو[20] في مذكراته عن المذابح التي جرت في نصيبين: " أين مار أفرام كنارة الروح القدس، وأين مار نرساي لسان المشرق، أليس من واجبهما أن يأتيا الآن ويشاهدا ما حل في مدرستهم الشهيرة التي كان صوتهما يصدح فيها، ليكتبا مراثي الألم والأسى على ما آلت إليه مدينة المعارف وأم العلوم وأم الملافنة ".[21]
غادرنا المكان بين الذكرى والحسرة لما آل إليه هذا الصرح الشامخ لنتوجه غرباً، وعلى بعد مائتي متر وقفنا أمام كاتدرائية مار يعقوب النصيبيني. التي شيدت سنة 313، وانتهى العمل فيها سنة 320 حيث كرسها مار يعقوب النصيبيني باحتفال مهيب. وكانت هذه الكاتدرائية واسعة الأرجاء وآية في الجمال والفن المشرقي. تعاقب على كرسيها المطرابوليطي خمسة وسبعين مطراناً لكنيسة المشرق، بدءً من مار يعقوب النصيبيني في بداية الجيل الرابع للمسيحية وانتهاءً بـ مار إبراهيم في نهاية القرن الثامن عشر.
وكان لهذه الأبرشية مكانة سنية في تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية، لأن حدودها كانت تمتد من أطراف الموصل وحتى بلاد أرمينية، حيث نجد أحياناً أكثر من عشرين أسقفاً يتبعون مطرانها، وهذه المراكز هي: بيث زبداي. قردو. بيث مكسايي. أرزون. أوستان أرزون. بيث رحيمايي. قوبا أرزون. طبياثا. بلد. آذورمية. كف زمار. سنجار. كانوش. أخلاط. ميافرقين. آمد. حران. ريشعينا " رأس العين ". ماردين. الرقة. حصن كيبا. دنيسر. دارا. بيث ريشا. كفر توثا. وهذه المناطق جميعها معروفة لدى المطلعين على جغرافية المنطقة. وفي العصور المتأخرة أضحت بعض هذه الأسقفيات مراكز مستقلة بسبب ازدياد عدد مؤمنيها، وهنا نذكر بعض هذه المراكز وما وصلت إليه في العصور المتأخرة: " 1_ كفر توثا: في سنة ألف وسبعمائة كانت تضم 7000 بيت من أبناء كنيسة المشرق، يخدمهم مطران يعاونه أسقفان وعدد كافي من الكهنة والشمامسة، ولهم فيها أربع كنائس، ولهم بجانب المدينة دير على اسم مار بثيون.
2_ ريشعينا ( رأس العين ): في سنة ألف وستمائة كانت تضم 5000 بيت من أبناء كنيسة المشرق، يخدمهم مطران يعاونه ثلاثة أساقفة تحت يدهم مائة كاهن ومائتا شماس، ولهم في داخل المدينة أربع كنائس مكرسة هي: أ_ مارت شموني وأولادها السبعة. ب_ إيليا النبي. ج_ مار دانيال ومار يونان النبيين. د_ الصليب المقدس. وكان لهم كنائس كثيرة في القرى المجاورة للمدينة.
3_ دنيسر: في سنة ألف وستمائة كانت تضم 800 بيت داخل المدينة و1000 بيت في القرى المجاورة، يخدمهم أسقف تحت يده عشرون كاهناً وأربعون شماساً، ولهم في داخل المدينة ثلاث كنائس مكرسة هي: أ_ الشهيد هرمزد. ب_ مار كيوركيس. ج_ العذراء مريم.
4_ دارا: في سنة ألف وستمائة كانت تضم 2200 بيت داخل المدينة، يخدمهم أسقف تحت يده ثلاثون كاهناً وستون شماساً، ولهم داخل المدينة ثلاث كنائس مكرسة هي: أ_ مار ميخائيل. ب_ مار يعقوب. ج_ مار يوحنا ".[22]
هذه بعض المراكز التي استطعنا أن نعرفها من خلال المصادر التاريخية في هذه الحقبة، والتي تبين بوضوح الحضور الكثيف لكنيسة المشرق في هذه المناطق.
وبسبب أهمية نصيبين كمركز إشعاع روحي وديني وثقافي، اعتبرت الأبرشية الثانية في ترتيب أبرشيات كنيسة المشرق. وأعطي لمطرانها شرف الوقوف عن يمين السايوم في رتبة سيامة الجاثليق، ومرافقته لتنصيبه على العرش.
دخلنا الكاتدرائية التي قوض القسم الكبير منها بسبب عوادي الزمان وبقي جزء منها. تأملنا في جدرانها وحناياها مستذكرين ما كان لها من عظمة ومكانة، وما كان يجري فيها من احتفالات دينية مميزة، واليوم مع الأسف الشديد وجدناها خالية خاوية إلا من روح الله الذي يرفرف عليها. نزلنا إلى السرداب تحت الكنيسة حيث ضريح حجري كان جثمان مار يعقوب النصيبيني يرقد فيه حتى سقوط نصيبين في يد الفرس سنة 362، فتم نقل رفاته إلى الرها ومنها إلى القسطنطينية. تباركنا من الضريح وخرجنا إلى فناء الكنيسة لنجد أعمال التنقيب التي تجريها بعثة أثرية لمعرفة المزيد عن معالم وتاريخ هذا الموقع الهام. ويتحدث تقليد يردده أهل المدينة إلى يومنا هذا: " أن حجراً موضوعاً عند باب الكنيسة، كان الذي يعاني من آلام في ظهره يذهب إلى الكنيسة، وبمجرد أن يحك ظهره بذاك الحجر ينال الشفاء ".[23]
ومن المعلوم أن ملكية الكاتدرائية تعود للمشارقة منذ البدايات، وقد سقطت الكاتدرائية بفعل الزلازل الذي ضرب نصيبين سنة 713، فشيدت من جديد من قبل المطران سبريشوع الأول،[24] وانتهت الأعمال في عهد المطران قبريانوس الأول.[25] وفي سنة 1119 جرت أعمال ترميم الكنيسة في عهد المطران سبريشوع الثالث.[26] أما التجديد الأخير الذي أجراه المشارقة فكان في سنة 1562 في عهد المطران إيشوعياب.[27]
وقد عمل السريان الأرثوذكس الكثير للاستيلاء على الكاتدرائية، وأخيراً نالوا قراراً من حاكم ديار بكر سنة 1865 يعطيهم حق ملكيتها، بعد أن قبض منهم مبلغاً كبيراً من الذهب. ويبدو أن السريان الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس كانوا أيضاً يبذلون الجهود لدى الباب العالي في القسطنطينية لضبط هذه الكنيسة، لكنهم لم يتوصلوا إلى أي نتيجة تذكر. لكن الكلدان لم يقبلوا بهذا القرار الجائر، وعليه نقرأ في رسالة البطريرك يوسف السادس أودو[28] الموجهة إلى مطران الجزيرة العمرية مار بولس هندي[29] بتاريخ 14/5/ 1866 يشرح فيها ما جرى بقوله: " تبين لنا بأن دير مار يعقوب النصيبيني بحسب فصل الباب العالي أصبح للسريان، وقد كتبنا إلى مطران آمد مار بطرس دي نتلي[30] ومطران ماردين مار أغناطيوس دشتو،[31] كي يقفوا بوجه اليعاقبة أمام المحكمة ليعود لنا كما كان ".[32] أما البطريرك يوسف السادس أودو فإنه تابع هذه القضية بشكل جدي، وقد كلف لهذه الغاية بطريرك الأرمن الكاثوليك أنطوان حسونيان،[33] والذي بذل جهوداً مضنية في القسطنطينية، لكي يحصل من الباب العالي على قرراً يعيد الكنيسة إلى أصحابها الشرعيين، لكنه لم يفلح. وقد بلغ البطريرك أودو أنه فشل في تحقيق طلبه. وعليه خرجت الكنيسة من يد المشارقة، وذلك واضح من قول الشماس إسحق سكماني[34] المرافق للبطريرك أودو خلال سفره إلى روما لحضور المجمع الفاتيكاني الأول: " في أيلول 1869 ارتحلنا إلى قضاء نصيبين، وهنا زرنا مع البطريرك أودو قبر مار يعقوب داخل الكنيسة المبنية على اسمه، وهي كنيسة عمارتها فاخرة، إلا أن الخراب قد أصابها وحالها يرثى له، وهي الآن بيد طائفة اليعاقبة ".[35]
وقد جدد السريان الأرثوذكس الكنيسة سنة 1872 على عهد البطريرك يعقوب الثاني والمطران قورلس إشعيا، وذلك واضح من اللوحة الحجرية المثبتة في مدخل الكنيسة والمكتوبة بالسريانية الغربية.
وبعد أن فقد المشارقة الأمل في إعادة هذه الكاتدرائية، حيث لم يبقى لديهم مركزاً في نصيبين يقيمون فيه شعائرهم الدينية، مما حدا بالبطريرك يوسف عمانوئيل الثاني[36] بالعمل على إيجاد مركزاً لهم في هذه المدينة العريقة في تاريخ كنيسة المشرق، وذلك واضح من مذكرات سكرتير البطريرك عمانوئيل الخوري داؤد رمو[37]حيث جاء فيها: " سنة 1905 اشترى البطريرك مار يوسف عمانوئيل لهذه الغاية داراً في نصيبين بمبلغ 180 ليرة ذهبية وافتتحها مركزاً للطائفة في المدينة ".[38] وعين لخدمة الرعية هناك الأب متي كلاشو.[39]
وأسفاه على هذا الواقع المرير والذي يصفه المطران إسرائيل أودو في مذكراته: " لو جاء مار يعقوب النصيبيني ليزور أبرشيته اليوم لأنتابه العجب العجاب، لأنه لن يشاهد فيها مسيحياً واحداً لا رجلاً ولا امرأة، لقد ذبحوا جميعاً على أيدي وحوش بشرية مفترسة. ولو زار أحدى ساحة نصيبين لسمع من أحد الشهود كيف تم جمع أطفال نصيبين المسيحيين بعد قتل أهاليهم، حيث ربطوهم ومددوهم وجعلوهم مداساً لأرجل خيلهم حتى أسلموا الروح. أليس ما فعله هؤلاء المجرمين بأطفال نصيبين، شبيه بما فعله هيرودس الطاغية بأطفال بيت لحم ".[40]
توجهنا نحو جامع زين العابدين المجاور للكاتدرائية وتوفقنا في الدخول إليه، ومن المعلوم أن موقع الجامع كان ديراً للراهبات على اسم مارت نارسوي وكان يضم في بداية الجيل الرابع للمسيحية خمسين راهبة منهم الشهيدة فبرونيا النصيبينية.[41] وفي القرن العاشر حول إلى جامع.
ويتحدث المؤرخ المقدسي سنة 988 عن بيوت نصيبين الجميلة، وأسواقها الممتدة عبر كل المدينة، وحصنها وجامعها الذي يتوسط المدينة. وهذا الوصف للجامع هو الدليل الأول على تحويل كنيسة القديسة فبرونيا إلى جامع.
ومن المعلوم أن البطريرك السرياني استفاد من تقدم الجيوش البيزنطية في المنطقة الشرقية سنة 629، فأسس مركزاً لهم في " تكريت " حيث مركز الحاكم البيزنطي، وأعطى لقب " مفريان " لصاحب المركز الجديد. " وبسبب الحضور البيزنطي في نصيبين استطاع السريان الغربيين باستحداث كرسي مطراني لهم فيها لأول مرة وذلك سنة 631، وفي سنة 707 استطاع المطران شمعون الزيتوني بناء كنيسة كبيرة لهم على قسم من خرائب دير الشهيدة فبرونيا، وقد تكفل نفقة البناء رهبان دير قرطمين " مار كبرئيل "، وانتهى البناء سنة 907 ".[42]
وقد تحدث الرحالة بادجر الذي زار نصيبين عدة مرات بين سنتي 1844_ 1850 عما يتداوله أهل المدينة عن تقليد ملتزمون به: " يزور المسلمون ضريح القديس يعقوب النصيبيني للتبرك منه قبل أن يتوجهوا لزيارة ضريح الإمام زين العابدين والصلاة في جامعه، لأن التقليد يقول أن الإمام زين العابدين مؤسس الجامع كان يصلي ووجهه باتجاه ضريح مار يعقوب عوض القبلة ".[43]
شاهدنا معالم الجامع والضريح الموجود في غرفة خلف المحراب والذي يعرف بضريح زين العابدين، وهو في واقع الأمر ضريح الشهيدة فبرونيا النصيبينية، تباركنا من الضريح وغادرنا الجامع.
ومن المعلوم أن نصيبين كانت تحتضن العديد من المواقع المشهورة من كنائس وأديرة ومدارس ولم يبقى منها أي أثر يذكر سوى ما شاهدناه. ولم نستطيع زيارة جامع بصمة يد علي الذي شيد على خرائب مجمع بيث سهدي[44] الذي شيد في النصف الأول من القرن السادس عند باب الروم ويعرف اليوم بـ حي زهير، وكان المجمع يضم كنيسة ودير ومدرسة. وفي القرن السادس عشر ( سنة 1570 ) نجد للمشارقة في نصيبين حضور كثيف، " يضم سبعة آلاف بيت داخل المدينة، يخدمهم مطران وتحت يده أربعة أساقفة وعدد من الكهنة والشمامسة، ولهم في المدينة سبعة كنائس هي: 1_ مار يعقوب النصيبيني. 2_ مار أوجين وشليطا. 3_ مار توما الرسول. 4_ مار كيوركيس وقرياقوس. 5_ القديسة بربارة الشهيدة. 6_ مريم سيدة الزروع. 7_ مار يوحنا الطائي. ".[45]
ومن المعلوم أن قضاء نصيبين في بداية القرن العشرين كان يضم ثماني نواحي فيها 240 قرية. وكانت المدينة تضم 400 نسمة من كلدان وسريان أرثوذكس وأرمن كاثوليك وأرثوذكس وقلة من البروتستانت. وللمسيحيين في المدينة ثلاث كنائس تعود للكلدان والسريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس. وكان في المدينة جالية يهودية قديمة ومهمة لها عدة أنشطة. ولهم فيها ثلاث مجامع " كنس " واحدة على اسم رابي يهوذا، أما الاثنان فبناهما رابي عزرا، ويقال أن في أحدها صخرة حمراء أحضرت من أورشليم. .
ومن الجدير بالذكر أن نصيبين أضحت اليوم خالية من الحضور المسيحي، سوى عائلة وحيدة تسكن في كنيسة مار يعقوب لتفتح الباب للزائرين. لأن مسيحيي المدينة من كاثوليك وأرمن قتل أغلبهم في 15 حزيران 1915 حيث سيقوا إلى قرية خراب كورث[46] المجاورة وذبحوا هناك كالغنم ورميت جثثهم للوحوش المفترسة وجوارح السماء، منهم ثلاثين عائلة كلدانية.
وأما المتبقين من كاثوليك وأرمن فقد هربوا إلى سنجار حيث حافظ على حياتهم زعيم اليزيدية حمو شرو.[47]
ولا ننسى أريحية شيخ عشائر الشيخ محمد الطائي[48] الذي أوصى أبناء عشيرته أن يحقنوا دم كل مسيحيي يلوذ بهم، وقد عمل الكثير في سبيل إنقاذ الكثيرين والحفاظ على حياتهم. أما العائلات السريانية الأرثوذكسية في نصيبين فقد تركت وشأنها، ولم يصب أحد منها بأذى يذكر.
وكان كاهن الكنيسة الكلدانية في نصيبين الأب حنا شوحا[49] قد ألقي القبض عليه في 9 أيار سنة 1915 بتهمة إيوائه المخربين، وسيق إلى ديار بكر ليحاكم هناك، علماً أن جريمة الأب المذكور أنه استقبل في داره شاباً كلدانياً قادماً من أضنة، وأنتظر بضعة أيام حتى يجد من يسافر معهم إلى بلدته تلكيف.
وفي صباح أحد الأيام خرج إلى السوق عله يجد من يسافر معه إلى بلدته، وجلس لهذه الغاية أمام دكان شاب أرمني كاثوليكي يدعى فرنسيس برغوث، وما أن رآه العسكر حتى قبضوا عليه وعلى فرنسيس وسيقا إلى المخفر، وهناك سئل أين ينام فقال عند الأب شوحا، فمضوا وألقوا القبض على الكاهن المذكور. ووجهت للشاب تهمة الهروب من الجندية، ولفرنسيس تهمة مهرب، وللكاهن تهمة أخفاء الهارب. وخلال مرورهم في ماردين بذل المطران إسرائيل أودو الجهود الكثيرة لإنقاذه لكن دون جدوى، وأرسل لهذه الغاية الأبوين يوسف تفنكجي[50] وبولس بيكو[51] إلى متصرف ماردين حلمي بك لهذا الغرض، لكنهما لم يحصلا منه لأي وعد يذكر.
ثم كلف المطران سليمان صباغ[52] في ديار بكر ليعمل هو أيضاً في سبيل إنقاذ حياته لكنه لم يفلح. فقتل بوحشية لينال إكليل الشهادة ليكون بكر شهداء الإكليروس الذين قدموا الكثير من الأساقفة والكهنة والشمامسة على مذابح الإيمان، وقد استشهد معه الشاب التلكيفي وفرنسيس برغوث، بالإضافة إلى زوج أخت الأب حنا شوحا المدعو يوسف مغزل الذي رافقه من ماردين إلى ديار بكر للعمل على إطلاق سراحه، وبعد يومين من وصولهم إلى ديار بكر ذهب يوسف إلى السجن للسؤال عنهم فألقي القبض عليه وضم إليهم. وما جرى للأب المذكور كان سببه حسد وغيرة مسلمي نصيبين من عائلة شوحا، لكونها عائلة مرموقة متألقة وموفقة في حقل التجارة والأعمال، وتعتبر من أغنى العائلات في المنطقة، وكانت هذه العائلة تتوزع بين ماردين ونصيبين لتسيير أعمالها. وقد وجدوها فرصة للإيقاع بهذه العائلة، وقد لحق بالأب الشهيد خمسون شهيداً من عائلته المتواجدين في المدينتين.
وهنا نذكر الشخصيات التي تولت تصفية مسيحيي نصيبين، هؤلاء الملطخة أياديهم بدماء الشهداء الأبرار، حتى تبقى أسمائهم السوداء معروفة لدى الأجيال المتعاقبة إلى نهاية العالم وهم: رفيق ابن نظام الدين. قدور بك ابن علي. سليمان ابن مجر. هؤلاء الثلاثة كانوا الرأس المدبر لهذه الجريمة، وقد ساعدهم في مهمتهم كل من: الحاج إبراهيم القنطرجي رئيس البلدية. وشاكر بك الحاج كوزي. والحاج اسعد جلبي. وبعد أن ارتكبوا فعلتهم الشنيعة فتحوا بيوت المسيحيين ومحلاتهم ومخازنهم، واستولوا على محتوياتها من أموال وأمتعة وبضائع، واقتسموها فيما بينهم. وصدق فيهم قول صاحب المزامير: " يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون ".[53]
ويصف الأب جاك ريتوري الدومنيكي[54] نصيبين في كتابه الشهير المسيحيون بين أنياب الوحوش قائلاً: " نصيبين تلك المدينة المسيحية الشهيرة فيما سلف من الزمن، أضحت الآن قصبة مهملة لا يقطنها غير المسلمين، وقد زالت وانمحت الصلبان التي كانت تزين كنائسها وأديرتها ".[55] غادرنا نصيبين وفي القلب غصة وفي العين دمعة، ورددت في نفسي لماذا لا تنطق هذه الحجارة لتحدثنا عن قصة هذه الأبرشية المشرقية العريقة خلال تسعة عشر قرناً من العطاء والبطولات الإنجيلية.
توجهنا شرقاً نحو جبل إيزلا المقدس[56] مهد الحياة الرهبانية المنظمة في كنيسة المشرق، والذي كان مزروعاً بعشرات الأديرة، وكلمة إيزلا تعني الشبكة. وما أن تخرج من نصيبين حتى تقع عيناك على جبل إيزلا لتشاهد أطلال دير بجانب قرية تدعى اليوم ديرا جومرا، وبعد مسافة 20 كلم وصلنا إلى قرية كري ميرا ومنها صعداً شمالاً سيراً على الأقدام، وبعد مسيرة ساعة أصبحنا أمام دير مار أوجين.[57]
يقع الدير بالقرب من قرية معرى وقد شيد في الجيل الرابع للمسيحية على شكل نصف هلال يضم كنيسة كبرى وبيت صلاة ومصلى صيفي ومناسك وصوامع كثيرة ومدرسة لتعليم الرهبان تضم مكتبة ضخمة صارت طعمة لنار نور الدين أمير حلب الذي هاجم نصيبين وجوارها في القرن الثالث عشر، وكان للدير خمسة قرى بالإضافة إلى خمسة رحى " طواحين " وقطيع من الغنم تعود وارداتها لمعيشة الدير. وقد استمرت الحياة الرهبانية فيه حتى أواخر القرن السابع عشر، ونال هذا الدير مكانة مرموقة في كنيسة المشرق حيث راجت فيه أسواق العمران الروحي والعلمي والديني والثقافي، ومنه انطلق العديد من الرهبان ليؤسسوا أديرة جديدة في مناطق عديدة، ومنهم من انطلق إلى بلاد الهند والصين حاملين بشارة الخلاص. ومن دير مار أوجين شاهدنا دير مار يوحنا الطائي[58] المعروف بدير يوحنا البدوي، ويبعد عنه نحو 3 كلم شرقاً، ويتميز الدير ببنيانه البديع، ولم نستطيع الوصول إليه بسبب وعورة الطريق.
ثم انطلقنا شرقاُ وعلى بعد 5 كلم عند سفح جبل إيزلا وصلنا إلى دير مار باباي برنصيبيناي،[59] ولم يبقى من الدير سوى مغارة قديمة، وقد شيد السريان الأرثوذكس على موقع الدير كنيسة جديدة، حيث يسكن في القرية حوالي عشرة عائلات حالياً. ومقابل دير مار باباي شمالاً وعلى الطرف الأخر من جبل إيزلا يقع دير مار إبراهيم الكشكري[60] والمعروف بدير إيزلا الكبير، وقد شيد هذا الدير في الجيل السادس للمسيحية في منطقة بيث جوجل، الواقعة جنوب شرق بيث ريشا التي كانت كرسياً أسقفياً تابع لأبرشية نصيبين، وتعرف المنطقة اليوم باسم باكوكي وتعني بيت العنكبوت. وقد لعب هذا الدير الشهير دوراً رائداً وبارزاً في الحياة الفكرية لكنيسة المشرق، حيث أضحى مدرسة روحية يتدرب فيها الرهبان على الفضائل المسيحية والغيرة الرسولية، واستمرت فيه الحياة الرهبانية حتى نهاية القرن السابع عشر. لم نستطيع زيارة الدير بسبب وعورة الطريق الجبلية والتي تتطلب نحو خمسة ساعات من السير على الأقدام للوصول إليه.
ومن الجدير بالذكر أن سفح جبل إيزلا كان مزروعاً بعشرات القرى المسيحية سكانها من السريان الأرثوذكس، خربت وحرقت أغلبها بعد أن قتل سكانها ونهبت أموالهم وممتلكاتهم. فبعد تصفية مسيحيي نصيبين نظم الطغاة رفيق نظام الدين وقدور بك علي وسليمان مجر خطة لتصفية مسيحيي قرى نصيبين، فأرسلوا رسلاً إلى الأغوات يحثوهم على القيام بهذه المهمة. وعليه قتل إبراهيم الخليل آغا قرية خزنه جميع مسيحيي قريته، وهكذا فعل أحمد اليوسف آغا قرية السيحة حيث ذبح مسيحيي قريته بيده، كذلك فعل علي العيسى آغا حلوة حيث قتل مسيحيي قريته، أما محمد العباس آغا الدوكر فقد استعان بقدور بك وقتل جميع مسيحيي قريته، ثم سار قدور بك ومعه أحمد العباس وإبراهيم الخليل وعمر الأوسي آغا الدكشورية فقتلوا مسيحيي قرى المحركان وكركي شامو وخويتله. أما سليمان العباس آغا كرشيران فقد أطلق الحرية لمسيحيي قريته فانهزموا ولم يقتل منهم أحداً، كذلك هرب مسيحيي قريتي السروجية وكريبيا فتفرقوا في البراري شذر مذر. وعليه سجل التاريخ لسليمان العباس شهامته ونبل أخلاقه، بخلاف الذين ذكرناهم أعلاه الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء.
تركنا جبل إيزلا وتوجهنا شرقاً نحو مدينة الجزيرة العمرية، وقبل أن ندخل المدينة وبجانب الحدود السورية التركية شاهدنا وادي السوس المعروف باسم نوالا كوجا، هذا الوادي السحيق الذي ضم جثث الآلاف من المسيحيين الذي استشهدوا في مذابح السفر برلك، بعد أن نحروا كالخراف جزاء إيمانهم. ومن المعلوم أن مدينة جزيرة أبن عمر بناها المسلمون سنة 961 على بعد 3 كلم جنوب شرق بيث زبداي.
ويذكر المؤرخون الشرقيون أن بيث زبداي قد بشرها أدي الرسول وتلميذه أجي،[61] وكان مركز الأبرشية في فنك،[62] ويقال لها قسطر دبيث زبداي. ومنذ بداية القرن الثالث وجد أسقف للأبرشية يتبع كرسي نصيبين المطرابوليطيي. وفي بداية القرن الخامس نجد أسقفية ثانية مركزها ثمانون.[63] وكانت أبرشية الجزيرة العمرية قد أنظمت إلى الكنيسة الكاثوليكية سنة 1552، ومنذ زمن الاتحاد وحتى تدميرها سنة 1915 تعاقب على كرسيها الأسقفي ثلاثة عشر مطراناً.
وفي بداية القرن السابع عشر ( سنة 1620 ) نجد حضور كثيف للمشارقة في الجزيرة العمرية، " يضم 4300 بيت، يخدمهم أسقف وعدد من الكهنة والشمامسة، ولهم في المدينة كنيستان هما: 1_ مار كيوركيس. 2_ ومار بهنان. بالإضافة إلى كنائس عديدة وأديرة كثيرة خارج المدينة ".[64] وهناك لائحة تعود إلى سنة 1607 م تضم سبعة أديرة تابعة لأبرشية الجزيرة هي: " 1_ مار يوحنا النحلي. 2_ مار آحا. 3_ مار فنحاس. 4_ مار يونان. 5_ مار إسحق. 6_ مار يوحنا الكمولي. 7_ مار يوحنا المصري ".[65]
دخلنا المدينة التي لم يبقى فيها أي أثر مسيحيي يذكر، فكاتدرائية مار كيوركيس للكلدان المشيدة في القرن الخامس عشر على موقع جميل قرب نهر دجلة قد دمرت وهدمت، كذلك دمرت كاتدرائية مار كيوركيس الجديدة التي شيدت في بداية القرن العشرين، وأضحى دار المطرانية مسكناً للغرباء، ولم نستطيع الوقوف على هذين الموقعين لعدم وجود من يدلنا إليهما. لكننا شاهدنا برجا بلك على ضفاف دجلة والذي كان قصر أمير الجزيرة في سالف الزمان، ومقابل القصر شاهدنا ما تبقى من الجسر الأثري الذي كان ممتداً فوق دجلة.
ويتحدث التقليد أن سفينة نوح بعد نهاية الطوفان قد رست على جبل جودي القريب من الجزيرة. ومن المعلوم أن مار يعقوب النصيبيني كان قد شيد ديراً على هذا الجبل، ودعاه دير " قيبوثا " أي " الفُلك أو السفينة "، وقد افتتحه وكرسه بحضور مار أوجين مؤسس الحياة الرهبانية في المشرق.
ويقال أن مطران الجزيرة العمرية للكلدان مار يعقوب أوراهام[66] قتل هناك، ورميت جثثه على ضفاف النهر. وكان المطران يعقوب قد زار قائمقام الجزيرة المدعو زلفي السيئ الصيت ليستفسر منه عن ما يدور حول مصير المسيحيين من إشاعات بين سكان المدينة. لكنه تفاجئ عندما سمع القائمقام زلفي يصرخ بوجه قائلاً: " سيأتي اليوم الذي نحملك كيس من الشعير يزن 100 كغ ونسوقك كالحمار في شوارع المدينة ". فرجع المطران إلى دار المطرانية وهو حزين وقلق على مصير رعيته. بسبب ما سمع من الطاغية زلفي من كلام قاسي.
وشرق شمال الجزيرة شاهدنا جبال البوتان الشامخة،[67] ويتحدث العديد من المؤرخين الشرقيين أمثال ابن الحجري وابن الصليبي وبيث إيشوع وأبو الفرج عن هذه الجبال حيث يدعونها بـ جبال كلدانستان، " لأن أهالي هذه الجبال كانوا من الكلدانيين القدماء قبل مجيء المسيح، وفي العصور المتقدمة أطلق عليها خطأً كردستان ".[68]
وكانت هذه الجبال تضم عشرات القرى التابعة لأبرشية الجزيرة نذكر منها: فنك. هربول. حسانة. طاقيان. أومر دمار آحا. أومر دمار سوريشو. منصورية. وحصد. أشي. بلون. شاخ. تل قبين. نهروان. أجنبت. أكرم. بيسبين. فيشخابور. وسطا. بازنايي. هوزومير. كيركيبدرو. ديسيون. هلتون. آقول. باز. كزنخ. ماير. بربيثا. باشوران. بيث فغالي. بيث شابتا. بيث زندان. دادار. حداثا. شريهيه. كوفنت العليا، كوفنت السفلى. وقد دمرت أغلب هذه القرى في حوادث السفر برلك. وهجر من تبقى إلى دول الجوار، وبقي عدد قليل من العائلات تعيش في بعض القرى، وهذه القرى كانت مناطة بأبرشية زاخو بعد تدمير أبرشية الجزيرة العمرية، حتى الثمانينات من القرن الماضي حيث هجر من تبقى إلى أوربا بشكل نهائي.
وفي رسالة للبطريرك يوسف عمانوئيل الثاني بطريرك بابل على الكلدان موجهة إلى السيد ستيفان بيشون وزير الخارجية الفرنسية مؤرخة في 7 شباط 1919، يشرح فيها وضع الأبرشيات الكلدانية بعد هدوء العاصفة، منها أبرشية الجزيرة العمرية إذ يقول: " كم من النكبات والمصائب حلت بنا، في خضم تلك النوائب والاضطرابات . . . والمصير ذاته كان من نصيب أبرشية الجزيرة، إذ ذبح أسقفها والكهنة وسكان المدينة والقرى المسيحية التابعة لها، وحل الدمار بالكنائس وعملت أيادي النهب والسلب في الممتلكات والمقتنيات، جميعها أصبحت في خبر كان ".[69] وكانالبطريرك عمانوئيل قد رفع تقريراً إلى قنصل فرنسا في بلاد ما بين النهرين السيد م. روو بتاريخ 29 كانون الثاني 1919 يبين فيه بالتفصيل أسماء القرى الكلدانية المدمرة في أبرشية الجزيرة، وأسماء العشائر والآغوات التي ارتكبت المذابح في كل قرية. بالإضافة إلى عدد الشهداء وعدد الممتلكات المستولى عليها من منقولة وغير منقولة تابعة للكنيسة والأهالي.
ومن باب التذكير نذكر أسماء بعض هذه العشائر: سينك. مما. باتوا. ميران. وآغوات: شرنخ وسلوبي وبازامير وشابسيا وحسنه والكوجر.
وفي رسالة للأب فيليب شوريز السعرتي[70] النائب البطريركي للكلدان في بغداد موجهة إلى الأب كونزاليز الدومنيكي مؤرخة في 22 أيار 1917، يطلعه فيها على ما جرى في أبرشية الجزيرة قائلاً: " في غضون ذلك كانت جزيرة ابن عمر تعاني هي الأخرى من سكرات الموت لمدة أشهر ثلاثة مليئة بالرعب والهول من المستقبل الأسود المنتظر. وقد حاول عثمان أفندي رئيس البلدية أن يتهرب من تنفيذ أوامر القائمقام بذبح المسيحيين، ومع ذلك ففي نهاية الأمر تعرض المسيحيون كما في سائر المناطق للذبح والتهجير. كان من جملة الضحايا عدد من الكهنة الكلدان اقتيدوا مع مطرانهم فيلبوس يعقوب أوراهام ومعهم مطران السريان الكاثوليك ميخائيل ملكي[71]، ومجموعة كبيرة من المؤمنين، أخرجوهم إلى ظاهر البلد على مرتفع يدعى نوالا كوجا، وهناك أطلقوا عليهم الرصاص، ثم تركوا جثثهم لليهود ليسحلوها ويلقوها إلى النهر. وسبقت مذبحة المدينة مذابح القرى المجاورة ".[72]
وقد روى شاهد عيان نجا من المذابح وهرب إلى ماردين للمطران إسرائيل أودو الحادثة كالتالي: " بعد قتل المطرانين يعقوب أوراها وميخائيل ملكي ومعهما ثلاثة كهنة كلدان هم: إيليا عيسى[73] وحنا خاتون[74] ومرقس توما،[75] وكاهنين من السريان الكاثوليك هما: شمعون[76] وبولص.[77] جاء يهود المدينة فربطوا أرجلهم وساقوهم في شوارع وأزقة المدينة حتى وصلوا بهم إلى شط دجلة، وهناك جردوهم من ثيابهم، ثم بقروا بطونهم وهشموا جماجمهم، وتركوهم طعاماً لوحوش البرية، ومن المعلوم أن الذي أطلق النار على المطرانين يدعى عبد العزيز جاويش وهو من أهالي ماردين ".[78]
أما مسيحيي المدينة من الرجال فقد قبضوا على جميعهم وزجوهم في غياهب السجن وبقوا فيه أربعة أيام يعانون من ضنك وضيق العيش، ثم أوثقوهم بالسلاسل والحبال واستاقوهم إلى نوالا كوجا وقتلوهم واستحوذوا على ثيابهم وأمتعتهم. ثم قبضوا على النساء والأطفال واستاقوهم في بكاء وعويل وقتلوهم جميعاً، ولم يبقى من مسيحيي الجزيرة سوى أربعة نساء احتجبن في دار أحد المسلمين حيث حافظ على حياتهم. وبعد المجزرة استولوا على جميع ممتلكات الطوائف المسيحية من كنائس ومطرانيات ومدارس، منها مدرستان تابعتان للرهبنة الدومنيكية ودار لسكن الراهبات. بالإضافة إلى ممتلكات المسيحيين من منقولة وغير منقولة، في المدينة والقرى المجاورة. ويقال أن أهالي الجزيرة منعوا من شرب مياه نهر دجلة لكثرة مار رمي فيه من جثث المسيحيين. وأمام هذا الموقف أذكر قصيدة لشاعر أرمني يصف هذه الحالة بالقول: " الأنهر تعرف جيداً ما صنع فينا الأكراد، لقد عذبونا وقتلونا ورمونا فيها. ولو نطقت لحدثتكم عن مآسينا ".
وفي تقرير سري رفعه الخوري الكلداني بطرس عابد السعرتي[79] إلى الكردينال ماريني أمين سر المجمع الشرقي في روما، يشرح فيها مجريات مذابح 1915، ومنها الجزيرة العمرية قائلاً: " حال مدير البلدية دون وقوع مجازر للمسيحيين لفترة ما، إلا أن الأتراك حرضوا الأكراد على الاعتداء على القرى المسيحية، ثم حصلت المجزرة في المدينة، وتمكن البعض من الهرب والاحتماء في الجبال. وتعرض ما تبقى من أبناء الشعب ورجال الدين للذبح ".[80]
ومع تهرب عثمان أفندي مدير البلدية من تنفيذ عمليات ذبح المسيحيين، حرض قائمقام الجزيرة زلفي الأكراد للقيام بهذه المهمة. ففي قرية طاقيان قتلوا كلدان القرية بعد أن حشروهم في الكنيسة بما فيهم كاهنهم الأب بطرس الطاقياني.[81]
أما الأب أوغسطين مرجاني[82] كاهن الجزيرة الذي كان هناك يحث المؤمنين على الثبات على الإيمان فقد قتل معهم. وفي قرية فيشخابور قتل نايف باشا ابن مصطفى آغا ورجاله 900 شخص من القرية بما فيهم كاهنهم الأب توما شيرين.[83] كذلك ذبحت عشائر الشرنخ معظم أهالي قريتي وسطا وتل قبين، وهكذا كان مصير أغلب قرى الجزيرة العمرية. أما الأب أنطون يونان[84] فقد تمكن من الفرار إلى زاخو مع جماعة من المؤمنين، ومنها وصل إلى الموصل، وقد عانى الكثير في هروبه حتى فضل الموت على البقاء حياً. ولابد من ذكر بعض العشائر الكردية مثل عشيرة كويان وعشيرة آيهلان التي حمت مسيحيي القرى التابعة لهم مثل: هلتون وأمرا دمار شوريشو وبيجو وبلون وهوز مير وكزنخ وهربول وحسانة وبيسبين وآقول.
ويقال أن عثمان قتو آغا عشيرة آيهلان سأل الملا محمد أن يعطيه فتوى لقتل مسيحيي منطقته، بعد أن بعث له شيوخ الدين المسلمين في تللو رسالة عن طريق الآغوات الأكراد في شرنخ يدعوه فيها إلى قتل المسيحيين الذين تحت سيطرته، فرد عليه الملا بالقول: " إن أثم ذبح المسيحيين هو أشد من ذبح المسلمين، كما أن استباحة أموالهم وأعراضهم أشد قبحاً، لأن القرآن يحرمها على المسلم الخائف ربه، ولك أن تختار بين الانصياع لكلام القرآن أو إتباع رأي العثماني ".[85] فاقتدى عثمان آغا بقول الملا محمد، وأمر رجاله بعدم الاعتداء على المسيحيين المتواجدين في منطقته، والعمل على حمايتهم من اعتداء الآخرين.
أما في منطقة زاخو المحاذية لأبرشية الجزيرة العمرية، فقد رفع كل من يعقوب آغا السندي ومحمد آغا السيلفاني اعتراضاً إلى الحكومة العثمانية معترضين على طلبها بتصفية المسيحيين في منطقتهما جاء فيه: " إن أرادت الحكومة التركية ذبح المسيحيين فهذا شأنها هي. أما هنا على الصعيد المحلي فنحن نرفض ذلك، ونريد حماية المسيحيين لا إهلاكهم ".[86]
ومثل هذا الموقف الشريف اتخذه العديد من الزعماء الأكراد نقولها لإنصافهم، فمنهم من لم يكتفي فقط بشجب مجازر المسيحيين، بل وقفوا ضدها وحموا المسيحيين من عصابات الجزارين. ومع ذلك نال سكان هذه القرى الكثير من الصعوبات والمضايقات من خطف بناتهم والتعدي على أرزاقهم، مما حد بهم على ترك قراهم بشكل تدريجي حتى فرغت تماماً في الثمانينات من القرن الماضي.
ويبدو أن المتعقلين من الأكراد تبين لهم الأسباب التي دفعتهم إلى ما اقترفته أياديهم من فضائع بحق المسيحيين، وأبدوا نوع من التبرير الغير مقنع، لأن ما جرى غير خريطة المنطقة بعد أن أفرغت من العنصر المسيحي. فقد كتب خليل بدرخان صاحب صحيفة الرابطة الكردية سنة 1924 مقال جاء فيه: " الرابط المشترك الوحيد الذي يجمع الشعبين التركي والكردي هو رابط الدين الإسلامي، الذي استغلته الحكومة التركية للإيقاع بين الأكراد والمسيحيين. إن القادة الأتراك منذ أمد بعيد مارسوا سياسة فرق تسد لإطالة سلطتهم البغيضة. لحسن الحظ إن ذلك الزمن قد ولى وانقضى، والشعوب المتجاورة أسياد الأنضول الحقيقيين التاريخيين من أكراد وأرمن وآشوريين وكلدان وسريان لا زالت تجمعهم مشاعر المودة والألفة ".[87] لا أرى من رد مناسب على هذا المقال سوى القول المأثور: " عذر أقبح من ذنب ".
وفي أيامنا هذه ومع تزايد الوعي بين المثقفين الأكراد نسمع أصوات من هنا وهناك، تتحدث بصراحة عن معاناة المسيحيين بسبب تصرفات الأكراد، وقد نشر موقع عفرين نت مقالاً للسيد بْير رستم تحت عنوان " الخديعة والجريمة " نستعرض جزءً منه: " لن نقوم بتبرئة الكورد من سفك دماء إخوتهم الآشوريين والكلدان والسريان والأرمن، ولن ندافع عن تلك الزعامات القبلية الدينية والتي ورطت الرعاع الغوغاء والسذج والناس البسطاء الريفيين من الكورد في أحداث دموية ومجازر بحق هذه الشعوب والأثنيات المجاورة له، والتي تقاسمت معه الأرض والسماء. كان اللاعب والمخطط والمستفيد الأول من كل هذه الويلات والجرائم هم الطورانيون ومن بعدهم الكماليون الترك وأيضاً من وراءهم الدول الغربية، وما كان بعض الكورد في تلك الجريمة القذرة إلا أداة حمقاء في أيدي أولئك اللاعبين والمنفذين، ومع هذا لا ينفي عنا المسئولية التاريخية والقانونية، وعلينا التحلي بالشجاعة وإقرار ذلك، وعدم اعتبار من تدنس أياديه بتلك الجرائم والفضائع أبطال قوميين. وألا فإننا نكون نرتكب نفس أخطاء خصومنا من القوميين المغالين. ومع تأكيدنا على تورط بعض الكورد، وهنا كلمة البعض ليس بمعنى التقليل من حجم أو عدد المشاركين في تلك الجرائم من قبل الكورد، وأيضاً ليس بمعنى النفي والتهرب من المسؤولية وإلقائها على كاهل بعض الرموز والتي كانت محسوبة على السلاطين العثمانيين، كما يفعلها أكثر أبناء جلدتنا، ولكن ولكي نكون منصفين وموضوعيين فإننا نقول: بأن السبب الرئيسي والذي أورط الكورد في تلك المجازر، هو الفكر الإسلامي من ناحية، ومن ناحية أخرى الجهل والهمجية الريفية. فلولا استغلال الجانب العاطفي الديني من قبل بعض المشايخ الكورد ومن خلفهم السلاطين العثمانيون لدى تلك الشرائح والفئات الساذجة والبسيطة والريفية الفقيرة، لما كان من السهولة جر تلك القطعان من الغوغاء للقيام بتلك الأعمال الشنيعة والمشاركة الفعلية في عمليات الإبادة، وبالتالي الإساءة إلى روابط الجيرة والأخوة بين مكونات المنطقة وأيضاً إلى تاريخ شعبنا، حيث يجعلنا نحن الأبناء نتردد في تذكر تلك الصفحات المخزية والقاتمة في حياة أسلافنا. وكذلك يجعل الآخر يتوجس منا ومن نمو قوتنا في المنطقة، بأن نعيد تلك المجازر إلى الأذهان مرة أخرى، مع العلم إن المرحلة والظروف مختلفة تماماً، ولن تتحمل أو تتقبل تلك المآسي أن تعاد مرة أخرى ولو تسول للبعض أن يرتكب تلك الحماقات والجرائم. وأخيراً نتوجه لكل أبناء الشعب الأرمني والآشوري والكلداني والسرياني بالاعتذار وطلب المغفرة والمحبة، وإننا على يقين تام أن ثقافتهم وسلوكهم الديني والقائم على المحبة، فسوف يغفرون لنا نحن ورثة تلك الحقبة السوداء من تاريخ شعبنا والذي بدوره تعرض للظلم والخديعة معاً. ولنفتح صفحات أخرى أقل سواد وأكثر محبة وإخاء وسلاماً وتعايشاً مشتركاً، وكفانا هدراً للدم الإنساني وترخيص حياة البشر، فإن كان هناك شيء يجب أن يتم تقديسه فهو حياة الإنسان ". إنه موقف جريء صادر عن رجل شجاع، استحق من خلاله أن نصفه بالقول المأثور: " الاعتراف بالخطأ فضيلة "، ومن خلال مقاله يدعوا إلى الانفتاح الذي أساسه المحبة، وقبول الأخر ولوا كان أضعف منه جانباً، مثمناً الحياة البشرية، ومقبحاً هدر الدم الإنسان البريء، داعياً إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة. إنها دعوة للعيش المشترك، نتمناها جميعاً.
غادرنا الجزيرة العمرية وتوجهنا إلى بلدة أزخ الشهيرة، والتي كانت مركزاً هاماً لكنيسة المشرق حتى نهاية القرن السادس. هذه البلدة التي قاومت بعناد هجمات العشائر الكردية المحيطة بها، وأدى رجالها البواسل ملاحم رائعة في البطولة والشجاعة. وبعد حصار دام ثلاثة أشهر فشلت هذه القوات من الدخول إلى البلدة، لكنها بقيت تحاصر البلدة حتى تنفذ المؤن فيها وتضعف معنويات سكانها لانقضاض عليها من جديد. وقد تسربت أخبار الحصار بواسطة بعض الفارين الذين وصلوا الموصل، واخبروا البطريرك الكلداني مار يوسف عمانوئيل الثاني توما والمطران السرياني توما قصير[88] عن الظروف الصعبة والقاسية التي تمر على البلدة، فما كان من البطريرك عمانوئيل أن اتصل برؤساء العشائر العربية، الذين جمعوا بعض الهدايا الثمينة وذهبوا لمقابلة أنور باشا القائد العام للجيش العثماني في العراق. وكانت مقابلة البطريرك مع أنور باشا ودية، وقد أخبره بما يجري في آزخ، وطلب منه أن يرعى بعطفه ويرحم هذا الشعب المسالم، فكانت بادرة حميدة منه، فأصدر أمراً بعدم التعرض لجميع القرى المسيحية، وأصدر أمر إلى اللواء عمر ناجي بالانسحاب والعودة بالجنود إلى جزيرة ابن عمر تحت طائلة المسؤولية، وإعلام العشائر الكردية والمحلمية بالعودة إلى قراها، ومنعهم من التعرض للمسيحيين ومن يخالف يعدم رمياً بالرصاص. وهكذا نجت آزخ بسبب تدخل البطريرك الكلداني مار يوسف عمانوئيل الثاني. زرنا كنيستها المكرسة على اسم عذراء آزخ، والتقينا مختار القرية توما هيلانة الذي حدثنا عن معاناته خلال السنين الماضية بسبب عدم مغادرته القرية، وإصراره على العيش فيها حتى أخر لحظة من حياته. وشاهدنا بعض العائلات العائدة من أوربا حيث بدأت بتشييد بيوت جديدة لسكناها، إنها ظاهرة فريدة تبعث الأمل لعودة الحضور المسيحي إلى المنطقة. لتنطلق الحياة فيها من جديد وتزدهر كسابق عهدها. ومن المعلوم أن مطران السريان الأرثوذكس في الجزيرة العمرية خلال المذابح المطران بهنام عقراوي قد فر إلى بلدة أزخ واحتمى هناك. ونجا من الموت المحتوم.
غادرنا البلدة متوجهين إلى قرية ميدن ويدعوها العامة مدو، يسكن القرية خمسون عائلة سريانية أرثوذكسية، زرنا كنيسة القرية والتقينا كاهنها القس ملكي الذي حدثنا عن قصة اختطافه وما عانه من صعوبات ومشقات خلال هروبه وعودته إلى قريته، وإصراره العيش بين أبناء رعيته حتى النهاية.
غادرنا القرية متوجهين إلى دير مار كبرئيل والمعروف بدير العمر، ومن المعلوم أن الدير يقع في جبل طور عبدين[89] شرقي بلدة مديات على مسافة 24 كلم منها. أسسه مار شموئيل الصوري ومار شمعون القرتميني سنة 397 بجانب قرية قرتمين، لذلك عرف منذ البداية بدير قرتمين. ودعي باسم دير مار كبرئيل على عهد مار جبرائيل القسياني الذي كان رئيسه ومطرانه حتى سنة 668. وقد ساهم في بنائه اتوريوس وارقاديوس أبنا القيصر ثاودوسيوس. سنة 512 أنشأ الملك أنسطاس كنيسة الدير، حيث أرسل مهندسين وبنائين ونجارين ومصورين وعاملي الفسيفساء والقرميد ونحاتي المرمر وصياغاً وذهباً، واكتمل البناء وكرس بجلال مهيب. ولم يبقى اليوم من تلك الروائع النفيسة شيء، حيث أتلفت أغلبها في حروب تيمورلنك في القرن الرابع عشر، ولم يبقى سوى الهيكل. وقد تغير بناء الدير مرات عديدة. وبلغ عدد رهبانه 1800 راهب في عهده الذهبي، وتخرج من مدرسته العديد من المعلمين والرعاة. وكان الدير مركز مطرانية طور عبدين من سنة 615 وحتى سنة 1049، وفي سنة 1915 أضحى الدير أبرشية خاصة ولا زال.
ما أن وصلنا دير مار كبرئيل حتى استقبلنا بحفاوة وترحاب من قبل المطران صموئيل أقطاش السامي الاحترام، وبعد استراحة قصيرة دعينا إلى مائدة العشاء، بعدها جلسنا في شرفة الدير حيث حدثنا نيافته عن تاريخ الدير، وبعد حديث شيق ومفيد ذهبنا إلى النوم بعد نهار طويل ممتع ومتعب.


1


1_ وان: مدينة في أرمينية السفلى تقع على الشاطىء الشرقي لبحيرة وان. كانت إمبراطورية الأوراتيين وعرفت باسم بدوسباس. في القرون الأولى للمسيحية كانت أسقفية تابعة لمطرابوليطية نصيبين. في سنة 1902 جعلت نيابة بطريركية كلدانية بجهود البطريرك مار عمانوئيل توما، وبمساعدة مجمع انتشار الإيمان. وأقيم مار يعقوب أوجين منا نائباً بطريركياً لها يساعده في مهامه 32 كاهناً.

2_ جبال هكاري: تقع جنوب مدينة وان على الحدود الغربية لبلاد فارس، وهي جزء من جبال طوروس. تعتبر جبال هكاري المعروفة تاريخياً باسم داسان العليا بقعة فريدة ذو طبيعة وعرة صعبة منعزلة يتساقط فيها الثلج بكثافة شتاءً. وهذه الجبال كانت موطن عشائر التياري والتخوما والديز والباز من أبناء كنيسة المشرق. وكانت قوجانس القابعة في هذه الجبال مبنية على سفح ضيق معلقة بين جبلين شاهقين، يحيط بها جنوباً جبل طراشا وتعني رش أو نضح، وشمالاً جبل الصيد ودعي بهذا الاسم بسبب كثرة ما فيه من صيد الوعول والأيل وعنز البرية، وغرباً جبل كوكا أي النجم ودعي بهذا الاسم بسبب علوه الشاهق حيث تعلوه الثلوج معظم أشهر السنة. ومن المعلوم أن قوجانس كانت مقر بطاركة كنيسة المشرق خلفاء البطريرك سولاقا، وذلك منذ بداية القرن السابع عشر في عهد البطريرك شمعون دنخا، وحتى بداية القرن العشرين في عهد شمعون إيشاي.

3_ السفر برلك: كلمة تركية تعني النفير العام.

4_ كنيسة المشرق: قديا دعدغسا " عيتا دمذنحا " هو الاسم التاريخي لكنيسة ما بين النهرين " الكلدانية الآشورية " منذ البدايات، وقد اختارت هذه التسمية من إنجيل متى " رأينا نجمه في المشرق فجئنا لنسجد له " حيث يتحدث التقليد الكنسي أن المجوس ملوك المشرق ذهبوا إلى بيت لحم بعد أن شاهدوا النجم، وسجدوا للطفل الإلهي وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً.

5_ مدرسة نصيبين الشهيرة المطران أدي شير ص 3.

6_ مار أدي الرسول: هو أحد الأثنين والسبعين رسولاً. بشر الرها أولاً وأبرأ ملكها أبجر أوكاما، وشيد فيها كنيسة على اسم المخلص، ثم انحدر صوب نصيبين وبلاد الجزيرة وآشور وأرزن وبشر هناك. عاد إلى الرها بعد 12 سنة من التبشير في المناطق المذكورة، توفي فيها سنة 49 ودفن في الكنيسة التي شيدها.

7_ معجم البلدان ياقوت الحموي ج 5 ص 288.

8_صورة الأرض ابن حوقل ص 191.

9_ رحلة ابن جبير ابن جبير ص 214.

10_ رحلة ابن بطوطة ابن بطوطة 230.

11_ المنجد في الأعلام دار المشرق ص 710.

12_ المعلوم من تاريخ نصيبين وضعه عدة مؤلفين بتكليف من بلدية نصيبين باللغة التركية سنة 2001 ص 46 nusabin tarihin tanigi .

13_ المعلوم من تاريخ نصيبين وضعه عدة مؤلفين بتكليف من بلدية نصيبين باللغة التركية سنة 2001 ص 47 nusaybin tarihin tanigi .

14_ البداية والنهاية تأليف: أبي الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي 10 أجزاء دار الفكر بيروت.

15_ الكامل في التاريخ تأليف: الشيخ عزالدين الشيباني المعروف بابن الأثير 12 جزء دار صادر بيروت.

16_ تاريخ الطبري تأليف: أبي جعفر محمد بن جرير الطبري 11 جزء دار التراث بيروت.

17_ مار يعقوب النصيبيني: ولد في نصيبين من أسرة تنتمي إلى يعقوب أخي الرب. اختار سيرة الزهاد والمتوحدين. انتخب مطراناً لنصيبين سنة 309. شيد دير قيبوثا على جبل جودي. سنة 325 فتح مدرسة نصيبين الشهيرة. مثل كنيسة المشرق بحدثين هامين في تاريخ الكنيسة، الأول حضوره مجمع نيقية سنة 325، والثاني حضوره تدشين كنيسة القيامة في أورشليم التي شيدتها الملكة هيلانة. توفي سنة 338 ودفن في نصيبين.

18_ مار أفرام النصيبيني: ولد في نصيبين في بداية الجيل الرابع. تتلمذ لمار يعقوب النصيبيني فأقامه معلماً في المدرسة التي فتحها في نصيبين. ظل عاكفاً على التعليم فيها 38 سنة، ثم رحل إلى الرها، وفتح فيها مدرسة لبني جلدته عوض مدرسة نصيبين المنحلة عرفت بمدرسة الفرس. دبر هذه المدرسة حتى وفاته سنة 373 ودفن في الرها. أعلنه البابا بندكتس الخامس عشر ملفاناً للكنيسة الجامعة سنة 1920. كتب نحو ثلاثة ملايين بيت شعر، وله مؤلفات كتابية ولاهوتية وجدلية ونسكية وليتورجية.

19_ الملفان نرساي: ولد في معلثايا قرب دهوك شمال العراق سنة 399. دخل دير مار ماري قرب الجزيرة العمرية، ثم درس في مدرسة الرها، اختير مديراً لها فدبرها 20 سنة. ثم رحل إلى نصيبين حيث أعاد فتح مدرستها الشهيرة وأدارها مدة أربعين سنة. توفي في نصيبين سنة 503 ودفن فيها. ويعتبر من أشهر ملافنة كنيسة المشرق، وقد لقب بكنارة الروح القدس، ولسان المشرق، وشاعر الديانة المسيحية، وملفان الملافنة.

20_المطران إسرائيل أودو: ولد في ألقوش سنة 1859. والده القس هرمز أخ البطريرك يوسف أودو، وأخوه الشهيد مار توما أودو مطران أورمية. دخل المعهد الكهنوتي بالموصل سنة 1882. رسم كاهناً سنة 1886. خدم في بغداد من سنة 1888 حتى سنة 1891 حيث نقل للخدمة في البصرة. سنة 1898 سافر إلى الهند وزار بلاد الملبار، وخلال خدمته في البصرة شيد كنيسة مار توما الرسول ودار للكاهن ومدرسة، وشيد في مدينة العشار كنيسة على اسم السيدة العذراء، واشترى بيت قريب حوله إلى مدرسة، واستمر في خدمته هناك حتى انتخب مطراناً على ماردين سنة 1909. توفي سنة 1941 بعد أن خدم أبرشيته 31 سنة في ظروف صعبة وقاسية.

21_ عضيبغريا " مكتبنوثا " " تأريخ " عن المذابح التي جرت بحق مسيحيي ماردين وآمد وسعرت والجزيرة ونصيبين سنة 1915، وهو مخطوط بالكلدانية لمار إسرائيل أودو مطران الكلدان في ماردين خلال المذابح، وقد طبع بالسريانية الغربية في مطبعة أشور بانيبال بالسويد سنة 2004 بمناسبة مرور 90 سنة على المذابح ص 78.

22_ تقويم قديم للكنيسة الكلدانية النسطورية الخوري ( المطران ) بطرس عزيز ص 16 _ 17 .

23_ نصيبين أبرشية مشرقية وتوابعها تأليف: الأب جان فييه ص 105. Nisibe metropole syriaque orientale

24_ المطران سبريشوع الأول: هو المطران الثلاثين في قائمة مطارنة نصيبين، كان أسقف بلد عندما دعاه الجاثليق حنانيشوع ليكون مطراناً لنصيبين. سنة 713 قام بإعادة بناء كنيسة مار يعقوب النصيبيني التي دمرها الزلزال الذي ضرب المدينة. توفي سنة 727.

25_ المطران قبريانوس الأول: هو المطران الثاني والثلاثين في قائمة مطارنة نصيبين. انتخب مطراناً لنصيبين سنة 741، وفي عهده انتهت الأعمال في كنيسة مار يعقوب النصيبيني. توفي سنة 767.

26_ المطران سبريشوع الثالث: هو المطران السادس والخمسين في قائمة مطارنة نصيبين. كان أحد تلاميذ البطريرك مكيخا. انتخب مطراناً لنصيبين سنة 1105.

27_ المطران إيشوعياب الرابع: هو المطران الثالث والسبعين في قائمة مطارنة نصيبين. انتخب مطراناً لنصيبين سنة 1554. ويذكر اسمه كمطران لنصيبين وآمد وماردين وأرمينيا. سنة 1562 عمل بهمة مميزة وأعاد بناء كنيسة مار يعقوب النصيبيني.

28_ البطريرك يوسف السادس أودو: ولد في ألقوش سنة 1793. دخل الرهبنة الهرمزدية الأنطونية سنة 1812. رسم كاهناً في آمد سنة 1822. رسم مطراناً على الموصل سنة 1825. نقل إلى كرسي العمادية سنة 1827. انتخب بطريركاً سنة 1847. توفي سنة 1878 ودفن في دير السيدة قرب ألقوش. يعتبر من أشهر بطاركة كنيسة المشرق بعد الإتحاد.

29_ المطران جيروم بولس هندي: هو ابن أخ البطريرك هندي. ولد في آمد سنة 1814. درس في مجمع انتشار الإيمان في روما. رسم كاهناً سنة 1840. رسمه البطريرك يوسف أودو مطراناً للجزيرة العمرية سنة 1852. توفي في آمد سنة 1873.

30_ المطران بطرس دي نتلي: ولد في خسراوة في إيران. درس في مجمع انتشار الإيمان في روما. رسم كاهناً سنة 1830. رسمه البطريرك يوحنا هرمز مطراناً للجزيرة العمرية سنة 1832. نقل إلى أبرشية آمد سنة 1842. سافر إلى روما سنة 1867 لحضور الاحتفالات المائة الثامنة عشرة لاستشهاد الرسولين بطرس وبولس ممثلاً للبطريرك يوسف أودو. وتوفي في ألبانو قرب روما.

31_ المطران أغناطيوس دشتو: ولد في ألقوش سنة 1794. دخل الرهبنة الهرمزدية الأنطونية ورسم كاهناً سنة 1821. رسمه البطريرك هندي مطراناً على آمد وقرى الموصل. نقل إلى أبرشية ماردين سنة 1827. توفي سنة 1868 بعد أن دبر أبرشيته أربعين سنة، وخلالها وسع كاتدرائية الربان هرمزد وشيد دار المطرانية.

32_ رسائل البطريرك مار يوسف أودو ج1 ص 47 تعريب: الأب بطرس حداد.

33_ البطريرك أنطوان حسونيان: بطريرك الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية. ولد في اسطنبول سنة 1809. توفي في روما سنة 1884. أسس جمعية راهبات الحبل بلا دنس سنة 1852.

34_ الشماس إسحق سكماني: هو من أهالي ألقوش. عمل كاتباً لدى البطريرك يوسف أودو. وكان يرافقه في أغلب رحلاته. كان يتقن الكلدانية والعربية والتركية والكردية، وله إلمام بالفرنسية والإيطالية.

35_ رحلة سكماني ص 31 تحقيق: بنيامين حداد.

36_ البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني: ولد في ألقوش سنة 1852، وضعه البطريرك يوسف السادس أودو في مدرسة اليسوعيين في غزير لبنان وهو بطريقه إلى روما. رسم كاهناً سنة 1879. رسم مطراناً على أبرشية سعرت 1892. عمل الكثير في هذه الأبرشية رغم كثرة الصعوبات، فشيد كنائس ومدارس عديدة في مراكز الأبرشية المترامية الأطراف. انتخب بطريركاً سنة 1900. توفي سنة 1947 ودفن في كنيسة مسكنتا بالموصل. خلال مذابح السفر برلك ساعد بسخاء قوافل المهاجرين، وله قوله المشهور فيهم: " لا أتحول عنهم حتى تروني متسولاً كواحد منهم ".زار أوروبا خمس مرات في فترة بطريركيته، التقى خلالها بالعديد من الرؤساء الروحيين والزمنيين، ونال أرفع الأوسمة منهم. وخلال مقابلته للسلطان عبد الحميد سنة 1902 منحه الوسام العثماني الأول ومدالية اللياقة الذهبية بالإضافة إلى راتب شهري قدره ألفي غرش شهرياً، ونال منه 57 وساماً عثمانياً لمطارنة وكهنة ووجهاء الطائفة، ولعب دوراً وطنياً كبيراً في إبقاء لواء الموصل جزء غير منفصل عن العراق، بعد خروجه من سيطرت العثمانيين. وأصدر ملك العراق فيصل الأول في 8 تموز سنة 1925 إرادة ملكية عين بموجبها غبطته عضواً في مجلس الأعيان، وبقي يمارس مهامه حتى استعفى سنة 1942 بسبب الشيخوخة. عينه الكرسي مبعوثاً رسولياً لمسيحيي الجبال، وقلده مهمة تهذيبهم بواسطة رسله وكهنته، ونجح في إعادة عدداً كبيراً منهم إلى حظيرة الكنيسة الجامعة، وافتتح أكثر من ثمانين كنيسة ومدرسة في قرى ولايتي وان وهكاري. بالإضافة إلى افتتاحه العديد من المراكز الجديدة من كنائس ومدارس في دير الزور وأورفا والعشار والأهواز والجزيرة العليا والشام وبيروت وغيرها. رسم خلال بطريركيته 17 مطراناً وأكثر من 100 كاهن. واستطاع سنة 1916 أن يقنع أنور باشا قائد القوات العثمانية في العراق من فك الحصار عن بلدة آزخ المحاصرة من قبل الجنود والعشائر الكردية، وهكذا نجا سكانها بفضله.

37_ الخوري داؤد رمو: ولد في الموصل سنة 1872، وبعد أن أتم دراسته دخل المعهد الكهنوتي البطريركي سنة 1897، رسمه المطران يوسف خياط كاهناً سنة 1899. سنة 1900 عينه البطريرك يوسف عمانوئيل كاتماً لأسراره، فقام بهذه الخدمة بمحبة وأمانة وعطاء مدة 47 سنة، وقد رافق البطريرك في حله وترحاله، فكان مثال الخادم الأمين المخلص لسيده. بعد وفاة البطريرك عمانوئيل سنة 1947 طلب من البطريرك الجديد يوسف غنيمة أن يعفيه من مهامه ليعيش ما تبقى له من العمر بهدوء، توفي سنة 1949 ودفن في كنيسة مسكنتا بجوار معلمه البطريرك عمانوئيل.

38_ الخواطر تأليف: الخوري داؤد رمو تحقيق: الأب بطرس حداد ص 133.

39_ الأب متي كلاشو: هو هرمز حنا كلاشو ولد في تلكيف سنة 1874. دخل المعهد البطريركي سنة 1900. رسم كاهناً سنة 1904 ودعي متي. وبقي في المعهد يدرس حتى سنة 1906 حيث عين للخدمة في أدنة. سنة 1906 نقل للخدمة في نصيبين وبقي فيها حتى سنة 1913. عاد إلى مسقط رأسه وخدم هناك حتى توفي سنة 1949.

40_ عضيبغريا " مكتبنوثا " " تأريخ " مخطوط للمطران إسرائيل أودو ص 78.

41_ الشهيدة فبرونيا النصيبينية: هي إحدى راهبات دير مارت نارسوي في نصيبين. ألقى القبض عليها القائد الروماني سيلينوس سنة 304، وبسبب رفضها جحد إيمانها أذاقها أمر العذابات وأشنعها في إحدى ساحات المدينة حتى فارقت الحياة، ودفنت في ديرها.

42_ نصيبين أبرشية مشرقية وتوابعها تأليف: جان فييه ص 89. nisib metrpoli syriaque orientale

43_ نصيبين أبرشية مشرقية وتوابعها تأليف: جان فييه ص 119. nisib metrpoli syriaque orientale

44 _ مجمع بيث سهدي: شيد هذا المجمع الشماس إليشاع عند باب الروم بناء على طلب مطران نصيبين إيليا الأول، وذلك في النصف الأول من القرن السادس. وكان المجمع يضم مدرسة ودير وكنيسة، ولم يبقى منه اليوم أي أثر.

45_ تقويم قديم للكنيسة النسطورية الكلدانية الخوري ( المطران ) بطرس عزيز ص 17.

46_ خراب كورث: قرية تقع غرب مدينة نصيبين على بعد 7 كم منها، وهي اليوم ضمن الأراضي السورية، وموقعها شمال غرب مدينة القامشلي، وتعرف بنفس الاسم.

47_ حمو شرو: هو زعيم الطائفة اليزيدية في جبل سنجار. عرف بشجاعته وكرمه وصدقه ووفائه. استقبل المسيحيين الفارين من جور الظالمين في السلطنة العثمانية، وأكرمهم وحماهم وذلل صعوباتهم. طلبت منه السلطات تسليم الهاربين عنده، لكنه رفض بشكل قاطع وقال قوله المشهور: " هذا الجبل المضياف كفيل بحماية من يلتجأ إليه ". وبسبب موقفه هذا عانى الكثير من ظلم العثمانيين.

48_ الشيخ محمد الطائي: هو سليل حاتم الطائي الشهير، وهو شيخ عشائر طي في سوريا، والتي تمتد مضاربها من جنوب نصيبين وحتى منطقة الرد شمال جبل سنجار.

49_ الأب حنا شوحا: كلداني من أبرشية ماردين ولد سنة 1883 في كنف أسرة كاثوليكية تعتبر الأقدم والأنبل في ماردين ودعي اسمه في المعمودية فكتور. والده قنصل أسبانيا الفخري في ماردين. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1909 ودعي اسمه حنا. عاد إلى ماردين بعد رسامته حيث خدم فيها وعين مدير لمدرسة الطائفة وكان يعلم فيها اللغتين العربية والفرنسية. سنة 1913 نقل للخدمة في نصيبين سنة 1913. شهيد الإيمان في 9 أيار 1915.

50_ الخوري يوسف تفنكجي: كلداني من أبرشية ماردين، وحسب اعتقادي أن عائلة تفنكجي أصولها من ديار بكر. درس في معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل. رسم كاهناً سنة 1907. خدم في ماردين ثم هرب إلى سنجار وخدم الفارين هناك. عاد إلى ماردين وألقي القبض عليه وأدخل السجن، وبعد خروجه من السجن ذهب إلى سوريا ومنها إلى بيروت وخدم فيها. شيد كنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع. توفي هناك سنة 1950.

51_ الأب بولس بيكو: لم أتوفق في الحصول على معلومات خاصة به، سوى أنه من كهنة أبرشية ماردين الكلدانية.

52_ المطران سليمان صباغ: ولد في الموصل سنة 1865. درس في المعهد البطريركي. رسم كاهناً سنة 1888. رسم مطراناً على آمد سنة 1897. تحمل الكثير من الألم والعذاب وهو يشاهد الطغاة يسوقون كهنته وأبناء أبرشيته للذبح سنة 1915. بعد المذابح عمل الكثير لجمع شمل من تبقى من أبنائه وفتح لهذه الغاية ميتماً. توفي سنة 1923 ودفن في كاتدرائية مار بثيون.

53_ مزمور 21/16.

54_ الأب جاك ريتوري: ولد في فرنسا سنة 1841. دخل الرهبنة الدومنيكية. جاء إلى الموصل سنة 1874 وهناك تعلم العربية والكلدانية وألف العديد من التراتيل بلهجة السورث أشهرها " بشما دبابا وبرونا ". سنة 1881 زار جبال البوتان وسعرت حتى استقر في وان وفتح فيها رسالة للدومنيكان، وكان سكان القرى يدعوه " ياقو نوخريطا " أي يعقوب الغريب. سنة 1914 أبعد إلى ماردين التي وصلها في 29 كانون الأول على أن يكمل السير إلى ديار بكر حسب أوامر السلطات العثمانية، وبسبب شيخوخته وصعوبة التنقل لقسوة الشتاء أراد أن يرتاح في ماردين، ومن ثم يكمل طريقه في الربيع، وهذا يتطلب موافقة السلطات. فكتب المطران تبوني إلى بطريرك الكلدان مار عمانوئيل توما يحثه على استحصال الموافقة. واستطاع البطريرك أن يحصل عليها لما كان له من قدر واحترام، وما له من كلمة نافذة لدى السلطات، وعليه بقي الأب ريتوري في ماردين. وخلال وجوده في ماردين عاش هول المذابح الرهيبة التي جرت بحق المسيحيين، وهناك سطر مجريات ما شاهد وسمع، ووضعها في كتاب عنوانه " المسيحيون بين أنياب الوحوش ". سنة 1916 سافر إلى قونية ومنها إلى اسطنبول ومن ثم إلى باريس. عاد مجدداً إلى الموصل وخدم فيها حتى توفي هناك سنة 1920 ودفن في كنيسة الآباء الدومنيكان.

55_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري ( بالفرنسية ) دراسة جوزيف اليشوران ترجمة الأب عمانوئيل الريس ص 171.

56_ جبل إيزلا: هي الجبال الممتدة من شمال شرق نصيبين باتجاه الجزيرة العمرية، وإيزلا بالكلدانية تعني الشبكة. تعتبر هذه الجبال مهد الحياة الرهبانية في المشرق، وكانت مزروعة بعشرات الأديار.

57_ مار أوجين: يقول التقليد أن مار أوجين قدم من مصر ومعه سبعون تلميذاً في بداية القرن الرابع، وسكن في جبل إيزلا المطل على نصيبين قرب قرية معرى، وهناك شيد ديره. توفي سنة 363 ودفن في مغارة تحت المذبح. يعتبر مار أوجين مؤسس الحياة الرهبانية في المشرق.

58_ مار يوحنا الطائي: هو أحد تلاميذ مار أوجين ويعرف بيوحنا البدوي. شيد ديره شرق دير مار أوجين مسافة 3 كم. توفي ودفن في ديره، وشيد الرهبان فوق ضريحه كنيسة مقببة فخمة.

59_ مار باباي برنصيبيناي: أصله من نصيبين، وينتمي إلى العائلات الفارسية التي ساقها شابور وأسكنها في نصيبين. تتلمذ لمار إبراهيم الكشكري ودخل دير إيزلا الكبير. شيد ديراً عند سفح جبل إيزلا إلى الجنوب الشرقي من دير مار أوجين مسافة 5 كم. ولم يبقى منه سوى مغارة.

60_ مار إبراهيم الكشكري: درس في مدرسة نصيبين الشهيرة. مضى إلى منطقة بيث جوجل جنوبي قرتمين، وجنوب شرقي بيث ريشا في الطرف الشمالي لجبل إيزلا، وشيده ديره هناك وذلك في الجيل السادس. بسبب شهرته دعي دير إيزلا الكبير. يعتبر الكشكري مصلح الحياة الرهبانية في كنيسة المشرق.

61_ أجي: تولى رئاسة كنيسة الرها بعد وفاة مار ماري، وتؤكد الوثائق أنه بشر بلاد فارس كلها. أما تقليد كنيسة المشرق فيعتبر أجي رسول الرها.

62_ فنك: تقع على الجهة اليسرى من نهر دجلة على الضفة الشرقية من قردو، في شمال غربي الجزيرة العمرية، وعلى بعد خمس ساعات سيراً منها.

63_ ثمانون: تقع في لحف جبل جودي على الضفة الغربية من قردو، في القطعة المعروفة اليوم بالبوتان.

64_ تقويم قديم للكنيسة الكلدانية النسطورية الخوري ( المطران ) بطرس عزيز ص 15.

65_ ذخيرة الأذهان الأب بطرس نصري ج 2 ص 85.

66_ المطران يعقوب أوراهام: ولد في تلكيف سنة 1848. دخل دير الربان هرمزد. أكمل دراسته في المعهد البطريركي. رسم كاهناً سنة 1873. رسمه البطريرك يوسف أودو أسقفاً على الملبار سنة 1875. نقل إلى أبرشية الجزيرة العمرية سنة 1882، وخدم هناك حتى تكلل شهيداً للإيمان في 28/8/1915. كان سكان الجزيرة العمرية من مسلمين ومسيحيين يطلقون عليه بالكردية " مطراني جْعف رش " أي " المطران صاحب العيون السود "، وذلك لجمال عيونه كما يقول الذين عرفوه.

67_ جبال البوتان: وتعرف بالبوهتان وهي سلسلة الجبال التي تمتد من شمال شرق الجزيرة العمرية وحتى جنوب شرق سعرت، وتعتبر هذه السلسلة الجبلية معقلاً تاريخياً لكنيسة المشرق، حيث كانت تضم العشرات من القرى يسكنها أبناء هذه الكنيسة حتى بداية القرن العشرين.

68_ تقويم قديم للكنسية الكلدانية النسطورية الخوري ( المطران ) بطرس عزيز ص 13.

69_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق وضعه جوزيف اليشوران ص 421.

70_ الأب فيليب شوريز: كلداني من أبرشية سعرت ولد سنة 1982. دخل المعهد الكهنوتي البطريركي بالموصل سنة 1898. رسم كاهناً سنة 1907. علم في مدرسة دير مار يعقوب للآباء الدومنيكان، ثم عين في بغداد وكيلاً بطريركياً، بعدها خدم في البصرة، ومنها انتدب سكرتيراً للقصادة الرسولية لبلاد ما بين النهرين بالموصل. علم في معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل. سنة 1937 أقامه الكرسي الرسولي مدبراً رسولياً على الجزيرة العليا الكلدانية، التي توافد إليها الناجون من مذابح السفر برلك. توفي في بيروت سنة 1938.

71_ المطران ميخائيل ملكي: ولد في قلعة المرأة قرب ماردين. في العاشرة من عمره دخل للدراسة في دير الزعفران، وبعد فترة انضم إلى الكنيسة الكاثوليكية وذهب للدراسة في دير الشرفة. سنة 1883 رقاه البطريرك جرجس شلحت إلى درجة الكهنوت. رسمه البطريرك أفرام رحماني كأول مطران للسريان الكاثوليك على الجزيرة العمرية وذلك في 9 كانون الثاني 1913. شهيد الإيمان في 28/8/1915.

72_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق وضعه جوزيف اليشوران ص 403.

73_ الأب إيليا عيسى: كلداني من أبرشية الجزيرة العمرية. ولد سنة 1868. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1889. شهيد الإيمان في 28/8/1915.

74_الأب حنا خاتون: كلداني من أبرشية الجزيرة العمرية. ولد سنة 1887. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1910. شهيد الإيمان في 28/8/1915.

75_ الأب مرقس توما: كلداني من أبرشية الجزيرة العمرية. ولد سنة 1871. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1893. شهيد الإيمان في 28/8/1915.

76_ الأب الربان ملكي شمعون: سرياني كاثوليكي ولد في قرية باته بطور عبدين سنة 1887. أنضم إلى رهبنة مار أفرام. رسم كاهناً سنة 1913. شهيد الإيمان في 28/8/1915.

77_ الأب الربان بولس قسطن: سرياني كاثوليكي ولد في ماردين. ولد سنة 1880. أنضم إلى رهبنة مار أفرام سنة 1891. رسم كاهناً سنة 1905. شهيد الإيمان في 28/8/1915.

78_عضيبغريا " مكتبنوثا " " تأريخ " مخطوط للمطران إسرائيل أودو ص 92_ 96.

79_ الخوري بطرس عابد: كلداني من أبرشية سعرت. خدم في بغداد حتى سنة 1891 حيث نقله البطريرك عبو اليونان إلى القاهرة بعد أن اشترى أرض في حي الفجالة من أرث الخواجه أنطون البغدادي، وبالتعاون مع زوجته هيلانة استطاع الخوري عابد من تشييد كنيسة على اسم مار انطونيوس أبي الرهبان. قام متنكراً بمهمة سرية في بلاد ما بين النهرين بأذن القاصد الرسولي استمرت 14 شهراً، وذلك من آذار 1917 وحتى أيار 1918. وبعد أن عاد إلى مصر قدم تقريراً سرياً إلى الكردينال ماريني أمين سر مجمع الكنائس الشرقية في روما، يتضمن معلومات دقيقة عن همجية المجازر التي ارتكبها سنة 1915 الأتراك والأكراد وبنوع خاص الشركس بحق المسيحيين. نقل إلى اسطنبول سنة 1919.

80_المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق وضعه جوزيف اليشوران ص 412.

81_ الأب بطرس الطاقياني: كلداني من أبرشية الجزيرة، لم أتوفق في الحصول عن معلومات خاصة به. غير أنه من قرية طاقيان التابعة لأبرشية الجزيرة العمرية. شهيد للإيمان في 19/6/1915.

82_ الأب أوغسطين مرجاني: كلداني من أبرشية الجزيرة العمرية. ولد سنة 1880. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1903. شهيد للإيمان في 19/6/1915.

83_ الأب توما شيرين: كلداني من أبرشية الجزيرة العمرية. ولد سنة 1889. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1912. شهيد الإيمان في 1/7/1915.

84_ الأب أنطون يونان: كلداني من أبرشية الجزيرة العمرية. درس في معهد مار يوحنا الحبيب للآباء الدومنيكان بالموصل. رسم كاهناً سنة 1907. توفي سنة 1922.

85_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق وضعه جوزيف اليشوران ص 373.

86_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق وضعه جوزيف اليشوران ص 372.

87_ المسيحيون بين أنياب الوحوش مذكرات الأب جاك ريتوري القسم الثاني ملحق وضعه جوزيف اليشوران ص 325.

88_ المطران توما قصير: ولد في الموصل سنة 1870. دخل دير الزعفران وترهب فيه. رسم كاهناً سنة 1905 وعهد إليه رئاسة الدير. رسم مطراناً سنة 1908 وعين نائباً بطريركياً على ماردين. سنة 1912 نقل إلى آمد. سنة 1917 نقل إلى الموصل. سنة 1929 نقل إلى حلب. سنة 1933 عاد إلى الموصل وبقي هناك حتى توفي فيها سنة 1951 ودفن في كنيسة مار توما.

89_ طور عبدين: هي المنطقة الجبلية الممتدة بين ماردين وجزيرة ابن عمر. تعتبر هذه الجبال مهد الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وكانت تضم عشرات الأديار. ويذكر البطريرك أفرام برصوم في كتابه " تاريخ طور عبدين " اسم 150 قرية كانت عامرة في سالف الزمان، وبقي منها القليل حيث دمرت الحروب أغلبها.

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-09-2007 الساعة 09:39 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-09-2007, 09:33 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي

الشكر الكبير لشماسنا الجليل ملفونو نوري و التقدير العظيم على هذه المعلومات التاريخية القيمة فهي غيض من فيض عانت منه شعوب أمتنا السريانية على اختلاف طوائفها كما عانت شعوب الأمة المسيحية برمتها من ويلات رهيبة تركت آثارها على خدود الزمن جروحا لن تندمل. و إننا نتابع بشغف كبير ما تبقى من تتمة هذه الرحلة الجليلة و التي ستكشف لنا النقاب عن جوانب هامة من تاريخ أبرشياتنا القديمة و ما آلى إليها حاضرها الكئيب.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-09-2007, 09:57 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

اهلا بك شاموشو نوري وجزيل الشكر لمشاركتك القيمة والتي تبين معاناة المسيحيين في كل النواحي
نترقب جديدك ومشكور لاتعابك معنا سلفا
تودي سا?ي ملفونو نوري
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين
im Namen des Vaters
und des Sohnes
und des Heiligengeistes amen
بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:03 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke