العماد

[يوحنا]

العماد

أن الذين يحق لهم أن يمنحوا سر العماد هم خلفاء الرسل أي الأساقفة والكهنة الذين أقامهم الرب ليوزعوا النعم ويمنحوا الأسرار حين قال لرسله المكرمين ( اذهبوا وتلمذوا كل الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس (متى28 :19)

وفي مهد المسيحية كانت نعمة الله تقود الوثنيين للدخول إلى حضن الكنيسة أفواجا وسر العماد كان يجب أن يمنح لهم جميعا وكان الرسل مهتمون بالتبشير بكلمة الله في أماكن شتى لذلك أقاموا الكهنة والشمامسة ليساعدهم في الخدمة فالشمامسة أيضا يمكنهم أن يمنحوا سر العماد ولكن بتفويض من الأسقف .

قال اترتليانوس الأسقف هو صاحب السلطان في منح سر العماد ومن بعده الكهنة ثم الشمامسة ولمكن بتفويض من الأسقف ) ( موسوعة الإباء اللاتين مجلد1 عامود 1237)

أما في حالة الضرورة فالتقليد الكنسي الأصيل يعلمنا أن للعلماني أيضا الحق في أن يمنح سر العماد ولكن بطريقة غير احتفالية حتى لا يحرم احد من نعمة العماد .

ونرى في سفر الأعمال أن رجالاً كثيرين ليسوا رسلا ولا كهنة يمنحون العماد مثل فيلبس الذي عمد أهل السامرة وقيم خزانة ملكة الحبشة ( أعمال 8 :15-17) .

وحننيا الذي عمد بولس الرسول في دمشق ( أعمال9:18) ولا يوجد في الكتاب المقدس ما يؤكد أن حننيا كان أسقفا أو كاهنا بل يذكر عنه فقط انه مسيحي من دمشق وكان بدمشق تلميذ اسمه حننيا (أعمال 9 :10)

وفي يافا يأمر القديس بطرس بعماد قائد المائة كرنيليوس وأهل بيته ( أعمال 10 :48) ولا يذكر الكتاب المقدس أن بولس عمد الذين أمنو في أفسس لكنة يذكر انه احتفظ لنفسة أن يمنحهم سر التثبيت بعد عمادهم فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع ووضع بولس يدية عليهم فحل الروح القدس (أعمال 19 :5-6)

ولما أمن أهل السامرة صغيرهم وكبيرهم اعتمدوا رجالهم ونساؤهم (أعمال 8 :10-13) ولم يكن إذ ذاك أحد من الرسل في السامرة وإنما ذهب إليهم بعد ذلك بطرس ويوحنا ليهبها الروح القدس للذين أمنوا واعتمدوا قبلاً .

مما سبق يظهر تقليد الكنيسة منذ نشأتها هو يحق للعلمانيين أن يعمدوا والعماد الممنوح منهم يكون صحيحاً في وقت الضرورة وكثيرا ما كان العلمانيون يمنحون سر العماد إذا لم يكن هناك كاهناً أو شماساً يقوم بمنح هذا السر

ويوضح سفر أعمال الرسل الفرق العظيم بين مانح سر العماد ومانح الروح القدس ( سر التثبيت) والقديس لوقا كاتب سفر أعمال الرسل لم يعتم بذكر اسم مانح سر العماد بينما نراه متأنياً في ذكر أسماء الرسل الذين يمنحون سر التثبيت وقد اهتم بتوضيح أسماؤهم والأماكن البعيدة القادمين منها لمنحوا هذا السر والسبب راجع إلى أن العماد كان يعطى من الكهنة والشمامسة والعلمانيين أما سر التثبيت فكان محفوظاً للأسقفية .

وقد وضح أباء الكنيسة دور العلمانيين في منح سر العماد فبعد أن أكد ترتليانوس أن سلطان العماد هو خاص بالأسقف فالكاهن فالشماس قال للعلمانيين أيضا الحق في أن يعمدوا (المعموديةف17)