Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
بطرس والنظرة التي أذابت قلبه
بطرس والنظرة التي أذابت قلبه
فأنكره قائلاً: لست أعرفه ياامرأة ... فالتفت الرب ونظر إلى بطرس .. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاءً مُراً ( لو 22: 57 -62) كانت نظرة الرب يسوع مرآة صافية رأى فيها بطرس نفسه. رأى فيها فكر المسيح من نحوه، وتزاحمت صور الماضي أمامه. لقد كان بطرس هو الوحيد بين رفاقه الذي شهد ـ في لحظة لا تُنسى ـ الشهادة الحقة عن المسيح ابن الله، ونال عندئذ المدح من فمه على أن هناك ما هو أكثر من ذلك في تلك النظرة. إنها كانت نظرة مُسعِفة مُنجِدة. ولو أن أحداً رأى بطرس وهو يهرول نحو الباب لكان على حق إذا ما أشفق مما قد يحدث له. إلى أين يسرع بطرس الخُطى؟ هل إلى تلك المقصلة التي تعلق عليها يهوذا الأسخريوطي بعد ذلك بساعات قليلة؟ إن بطرس لم يكن بعيداً عن ذلك، ولو أنها كانت نظرة غاضبة لمحها بطرس في عيني يسوع المسيح عندما التقت عيونهما، لمَا استبعدنا هذا المصير على بطرس. لكن نظرة الرب يسوع لم يكن فيها وميض الغضب. نعم، كانت فيها ولا شك مرارة الألم وعليها مسحة الحزن الكثير، لكن كان فيها أيضاً، وفي أعماقها، ذلك الحنان الذي يطغي على كل لون آخر في تلك النظرة ـ حنان المخلص الذي مرة مدّ يده الكريمة وأمسك ببطرس لما ابتدأ يغرق في البحر، وبنفس هذا الحنان أمسك به الآن. في تلك النظرة الخاطفة رأى بطرس غفراناً وحباً لا يُنطق به، وإن كان بطرس قد رأى نفسه في هذه النظرة، فهو أيضاً قد رأى مخلصه ـ رأى عواطف قلبه بصورة لم يختبرها من قبل. إنه رأى الآن أي سيد قد أنكر، فبكى بقلب منكسر. إن خطايانا لا تجعلنا نبكي، بل نحن نبكي عندما نتفكر في أي مخلص ذاك الذي أخطأنا إليه. بكى بطرس بكاءً مراً، لا ليغسل خطيئته، بل لأنه أيقن أنها قد غُسلت وانمحت. جيمس ستوكر
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|