Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-10-2017, 08:20 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي نسجد ونرجع

كتاب طعام وتعزية: السبت 28 / 10 / 2017
نسجد ونرجع
«اجلسا أنتما ههُنا .. وأمَّا أنا والغلام فنذهب .. ونسجُد، ثم نرجع إليكمَا» ( تكوين 22: 5 )
لا يُمكننا أن نعرف على الإطلاق كيف كانت هذه الأيام الثلاثة من الترحال الصامت بالنسبة لإبراهيم ( تك 22: 4 ). وعلى الرغم من انشغال الشيخ الزائد بحزنه الشخصي الاستثنائي، كانت الضرورة موضوعة عليه بأن يخفيه تحت مظهَر التصميم، بل وحتى السرور، بحيث لا يتكهَّن لا ابنه ولا خادماه بالألم الذي كان يعتصر قلبه.
أخيرًا في اليوم الثالث، رأى على بُعد مقصَد رحلته، فقد أخبره الله أنه سيقول له أيًّا من الجبال كان هو البقعة المُعيَّنة لتقديم الذبيحة. وبمجرَّد أن لاح الجبل في الأُفق، قال إبراهيم لغُلاَمَيهِ: «اجلسا أنتما ... وأمَّا أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكُما». يا له من تعبير مُهم، في المقَام الأول، نجده في كلمة «نسجُـد»! إنه يعكس الحالة الذهنية لفكر الشيخ. لقد كان شديد الانشغال بالله في ذاته، الذي بموجَب أمره تقدَّم إلى هذه المأمورية الحزينة. لقد نظر إلى إلهه، في اللحظة التي كان يطلب منه فيها مثل هذه التقدمة العظيمة للغاية، باعتبار أنه يستحق فقط السجـود والعبادة. وبَدا له كما لو أن كنزه الأثمن والأحَّب إلى قلبه؛ ابنه الوحيد الحبيب، لم يكن شديد العظمة عن أن يُعطيه إلى ذلك الإله العظيم المجيد، الذي كان هو الهدف الوحيد لحياته.
ولاحظ كلمات الثقة اليقينية، التي خاطَبَ بها إبراهيم غلاميه قبل أن يتركهما «أنا والغلام .. نذهب .. ونسجد، ثم نرجع». كان هذا أكثر من مجرَّد نبوَّة قالها عن غير وعي، بل كان يقين الإيمان الذي لا يهتز بأن الله، بطريقة أو أخرى، سوف يتدخَّل لكي يُنقذ ابنه، أو على الأقل، عند الضرورة، لكي يُقيمه من الأموات. على أية حال، كان إبراهيم على يقين من أنه هو وإسحاق سيرجعان. ويظل هذا لكل الأزمان أكثر البراهين المُدهشة اللافتة للنظر للصلابة التي يُمكن بها للإيمان أن يتشبَّث بوعود الله. فعندما تتلقى وعدًا، تشبَّث به مثلما يتشبَّث البحَّار بالصاري وسط الأمواج الهائجة. فالله مُلزَم بأن يكون في مثل صلاح كلمته. وحتى لو طلب منك أن تفعل الشيء الذي قد يبدو أنه يجعل الإنقاذ مستحيلاً، إلا أنك إذا جرؤت على فعله، ستجد ليس فقط أنك ستنال الموعد، بل إنك ستتلقى أيضًا علامة سامية وغير متوقعة على محبته.
ف. ب. ماير
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke