حضرة جناب السفير !!!

[الاخ زكا]

تطلعت من شباك الطائرة التي أقلعت بي من مطار تورنتو، كان كل شيء تحتنا أبيض ، درجة الحرارة الخارجية تقترب من عشر درجات مئوية تحت الصفر، وكأنك تعيش داخل ثلاجة ضخمة، ساعاتٍ قليلة واستمتع بدفء الشمس وجمال طبيعة فلوريدا.

.... رجعتُ بذاكرتي أربعة وعشرون عاماً حين رن جرس الهاتف في بيتنا في القاهرة... وكان زوج أختي على الطرف الآخر من الفيوم يُخبرني بأنها سيذهبون للمستشفى لاستقبال مولودتهما الأولى، وركضت سريعاً لأكون بجوارهما،...لحظات مرت وحملتها بين يدي ..احتضنتها فهي الطفلة الأولى في الأسرة، وظلت لها مكانتها الخاصة في قلبي، حتى بعد أن أصبحت أباً، بقيت هي كأنها إبنتي البكر، فكُلما كانت تأتي لزيارتنا في بيتنا كانت تُحب أن تنام على ذراعي، بينما أقصُّ لها القصص ,كما كنت أعلمها أيضاً كيف تُصلي وآخذها الى حديقة الحيوان .

وصلت إلى بيت العروس وكان الكُل في حركة دائمة، فهذا يعلق البالونات وألاضواء، وآخر يضع الزهور، وتلك تتفقد الكعك والحلويات والمشروبات، وبحثت عنها فكانت لا زالت عند مصفف الشعر، أخذت أساعدهم لتجهيز المكان للحفل، فجأة سمعت صوتها خلفي تجري نحوي كما كانت زمان ناسية أنها عروس غير مباليةً بتسريحة شعرها وهندام فستانها، وسمعت الكلمة التي أحببتها من كل قلبي " خالو وحشتني" "فرحانة جداً إنك جيت".

إبتدا الحفل وأخذ المدعوون مكانهم حول حمام السباحة الممتليء بالبالونات البيضاء، في الركن الآخر وقف العروسين ووقف الكاهن بينهما وبدأت المراسم وصمت الجميع عندما سمعوا " أبانا الذي في السموات"، وأعطى الكاهن كل منهما دبلتهً ليضعها في يد شريكهُ ومرة أخرى قال " أبانا الذي في السموات" ونزل من مكانه.
نظرتُ في عينيها فوجدتها تتلفت حولها كأنها تسأل أهذا كل شيء؟؟
....وجدتُ نفسي أتحرك تجاهها فاعتقدا أني أريد أن أتصور معهما لكني طلبت الميكرفون فهدأ الحفل منتظرين ماذا أقول.
عرَّفتهم بنفسي خاصةً أنها المرة الأولى التي يرونني فيها وطلبتُ منهم أن نرفع قلوبنا في الصلاة نشكر الرب ونطلب منهُ أن يُبارك حياتهما، نظرتُ للعروسين وقلتُ لهُما أن الرب يسوع أحب عروسه التي اشتراها بدمه وخطبها لنفسه عروس بلا عيب، ونحن عروس المسيح تذكرا دائماً أن يسوع في حياتكم هو الأول وأُصلي أن يحفظكم ويبارككم ويسيِّج حولكم ويكون الأول دائماً في علاقتكم، وبعد أن أنهيت صلاتي وجدتها تتحرك نحوي وترتمي في حضني تُقبلني هامسةً " Thank You" خالو.

أحسست داخلي بمدى إحتياج النفوس إلى الرب يسوع ..لكن كيف يسمعون بلا كارز ؟؟؟
وهل هذا وقتاً مناسباً .. ؟
نعم هو وقت مناسب لإبنتي على الاقل لتعرف أنهُ يوجد من أَحبها قبل عريسها .. وليعرف الجمع أن الرب يسوع حاضراً في هذا الحفل ...وليُعلن اسمهُ في ذلك الوقت وليس مجرد طقوس تُجرى وكلمات تُقال على عجل كأنه يجب أن تقال هكذا مرتين " أبانا الذي في السموات" وثلاث مرات آمين.

لم أخجل مما فعلت ولم أهتم أو أُفكر ماذا سيقول الناس عني؟ كانت كُل مشغوليتي أن أقول لإبنتي أن يسوع هو عريسها الأول وإنهُ حاضرٌ خطبتها وإنهُ يقول لها ولعريسها أنهُ خطبهما لنفسه أولاً.

كنتُ أُريد أن أقول للجمع أن يسوع حاضرٌ في وسطنا وليتنا نتذكر ذلك دائماً.

عندما نزلتُ من المنصة شعرت أن الربَّ يربت علي كتفي ويقولُ لي " حسناً فعلت "، وكانت فرحتي لا توصف بهذه الكلمة وكأني أسمع الروح القدس يقول " نسعي عنه كسفراء".

في اليوم التالي اجتمعت الأُسرتين على الغذاء، وكانت لي فرصة أكتر للتعارف، وعندما تأهبنا للأكل وقف الجميع وطلبوا أن أصلي أولاً.
شكرتُ الرب وبدأتُ بعد الغذاء أتحين أي فُرصة لأحكي لهم عن من تُحبهُ نفسي.

أفقتُ من غفلتي على صوت المُضيفة تُنبه بوصولنا إلى مطار تورنتوُ مرةً أُخرى إلى برودة الشتاءِ وإزاحة الثلج كل صباح، كما أخبرتنا المُضيفة أن درجة الحرارة في الخارج هي عشرون درجة مؤية تحت الصفر.

لكن يكفيني فخرأ أني كنت ولا زلتُ حضرة جناب السفير لملك الملوك، بغض النظر عن أي عمل أقوم به سواء كان عملاً كبيراً أو صغيراً، فنحنُ سُفراء الرب يسوع، وهو من قال عنا أننا نور للعالم وملحٌ للأرض.
فليتنا لا ننسى وظيفتنا الأساسية. منقول

[fouadzadieke]

مشكور يا غالينا زكا على نعبك من أجل المنتديات و على نشاطك المتواصل و الحميد. الرب يبارك حياتك و العائلة الكريمة كذلك.