![]() |
Arabic keyboard |
#1
|
|||
|
|||
![]() شمشون وخطوات الانحدار
![]() ![]() ولم يكتفِ البطل التعس أن يدور ويراوغ، بل إنه في النهاية، إذ ضاقت نفسه إلى الموت، فقد كشف لحبيبته الخائنة كل قلبه ( قض 16: 17 ). فدَعَت أقطاب الفلسطينيين لكي يحضروا ومعهم الفضة. فها أخيرًا آن الأوان لإتمام صفقة الخيانة، وتسليم شمشون إلى ذروة المهانة. وأتصوَّر شمشون في رحلته المشؤومة الأخيرة لبيت دليلة، وودتُّ لو كان بإمكاني أن أصرخ فيه، وأقول له بأعلى صوتي: ”حذار حذار، فالخطر أمامك! لا تخطو خطوة أخرى في هذا الاتجاه يا شمشون! اهرب لحياتك فأنت على وشك السقوط في بئر سحيقة“! لكن شمشون استمر في طريقه لا يلوي عن شيء. ودخل البيت ليزور الخليلة الخائنة، ولم يكن يدري أن الحلاق هناك والأقطاب. وكل شيء جاهز للإجهاز على الغريم الذي طالما دوّخ الفلسطينيين! وكان على دليلة أن تعمل على نوم شمشون، لأنها لن تستطيع أن تعمل معه أي شيء، حتى ينام. ويقول لنا الوحي المقدس: «أنامته على ركبتيها»، مكان التدليل ( إش 66: 12 )! ولا نعلم كيف أنامته؟ ربما أرخت الستائر لتشيع في المكان جوًا من الاسترخاء. ربما هدهدته لترتخي أعصابه. ربما غنّت له. على أي حال يعرف العالم جيدًا كيف يجعلنا ننام! وما أشد الخطر علينا إذ ذاك! قال الحكيم: «قليل نومٍ بعد قليل نُعاس، وطي اليدين قليلاً للرُّقود، فيأتي فقرُك كساعٍ، وعَوَزُك كغازٍ» (أم6؛ 10، 11). أيها الشاب لا بديل عن القداسة. اطلبها كمَن يطلب قطرات المياه في البرية القاحلة، وكمَن سيموت عطشًا لو لم يحصل عليها. يا يسوعْ يا طريقي للعُلى مُرشدي إلى السَّما ثبِّتَنَّ قَدَمي قَدِّسَنَّ غرضي وارْفَعَنَّ مُهْجَتِي في الطريقِ للعُلى يوسف رياض
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|