الاعذار. بقلم: صدى السنين

[صدى السنين]

الاعذار

ابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون قال الاول: إني اشتريت حقلا وأنا مضطر ان اخرج وأنظره اسألك ان تعفيني وقال آخر إني اشتريت خمسة ازواج بقر وأنا ماضٍ لامتحنها اسألك ان تعفيني وقال اخر إني تزوجت بامرأة فلذلك لا أقدر ان أجيء .
(لوقا14 :18_20 )
عزيزي القاريء انت مدعو اليوم لوليمة عرس ملكية اُعدها الله عامة للجميع وقد ارسل تلاميذه لتلزم الناس بالدخول والاٌ لبقيت الكراسي فارغة . إنها دعوة ابن الله الوحيد الذي عمّا قليل سيأخذ عروسه الى حجلته فالمنازل القديمة لا تصلح لها وطوبى لمن يحضر هذا العرس . الناس عندما يعملون الولائم يوجهون الدعوة لاحبائهم وذويهم امًا الله فقد دعا الى وليمته الكل الخطاة العاصين عليه حتى اعداءه ومع ذلك نراهم يعتذرون . واعذارهم على رأس ألسنتهم فإن لم يكونوا قد أعدّوا عذرا ساعدهم الشيطان على ايجاد عذر في الحال فهو مدمن على تلفيق الاعذار . كيف لا و أصل الاعذار بجنة عدن فعذر آدم المرأة التي اعطاها الله لادم ملقيا بذلك اللوم على الله اما حواء فألقت اللوم على الحية ومن ذلك الوقت ولحد الان رجالا ونساءا يعتذرون والشيطان يجعل من اعذارهم اسِرّة يهزها بهم ليناموا عن توبيخ ضمائرهم . ولنعد الان لننظر امر الرجال الثلاثة المعتذرين في انجيل لوقا .
اعتذر الاول لأنه اشترى حقلا ليذهب وينظره فنقول له: كان الاجدر بك مشاهدة الحقل قبل الشراء . بعد الشراء يبطل شرط المشاهدة . اذاً عذرك غير مقبول وغير شرعي . اما الثاني اشترى خمسة ازواج بقر ليمتحنها . ترى متى ُتمتحن البقر وُتعاين اليس الاصح ان يكون ذلك قبل دفع ثمنها ؟ لقد تم الشراء وهي الان ملك له يستطيع ان يعاينها متى يشاء . لذا فإن عذره كاذب . ما بقي امامنا إلا الثالث وهذا امره مضحك تزوج امراة ولم يقدر ان يجيء . نقول لماذا لم يأخذ عروسه للوليمه
معه فهل هناك ما هو اطيب من الولائم لقلب النساء ؟ ايضا العذر واهن .
واليوم ترى كم من الاعذار نخلق كي لا نذهب الى الكنيسة او لحضور اجتماع روحي او لزيارة مريض او او او .
كل هذه الأعذار سنراها يوم نقف امام عرش الدينونة يوم تفتح الاسفار ويجلس الديان.
دعني اكون صريحة معك اكثر ان عذر البعض إن هذا الكاهن لا يعجبني ويبدا بالدينونة معززا عذره بالادلة والبراهين .
يا اخي من جعلك قاضيا ؟ فقد قال الرب لا تدينوا لكي لا تدانوا . فإن كان هذا الكاهن فحمة سوداء اتسخت يدك لو لمسته او كان جمرة نار ستحرق يدك . اذاً احذر فهذه ليست مسؤوليتك . انه ليس عذر لانك تاتي إنما لسماع الكلمة الحٌية .
واخيرا وهو الاغلب انك تخلق الاعذار اذ ليس بمقدورك الابتعاد عن ممارسة خطية انت مستعبد لها اي انك لا تريد تركها فانت متمسك بها لقد ادمنت عليها ولهذا لا تريد ان تسمع كلمة الله الحيٌة التي توبخ ضميرك وتامرك ان تترك تلك الخطيئة
عظ نفسك واهرع الى يسوع فيه الحياة هلم اشرب الماء الزلال وكل خبز الحياة لتنال الحياة الابدية . ودع الاعذار جانبا فإذا جاء العريس واخذعروسه ودخل الى الوليمة وُاغلق الباب ستندم ولات ساعة مندم وستطرق الباب وما من مجيب لقد فات الاوان وقد أعذر من انذر .
صدى السنين سعاد البناء