Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات دينية و روحية > موضوعات دينية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2007, 05:12 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي الـقــيـامـة

الـقــيـامـة

المطران جورج خضر
"سبق (داود) فرأى وتكلم عن قيامة المسيح انه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فساداً فيسوع هذا أقامه الله ونحن شهود لذلك" (أعمال الرسل 2: 31 و32).
ليس عندنا في الإنجيل وصف لخروج السيد من القبر أو لما قد يسمى انتعاشه. الايقونة القانونية للقيامة هي نزول المسيح الى الجحيم، لمملكة الموت مرتدياً حلة من نور ويقيم بيديه الانسانية كلها ممثلة بآدم وحواء. هذا هو انتصاره على الموت. وعندنا في الأناجيل الأربعة وعند بولس تأكيد لظهورات السيد وتأكيد ان هذا الذي تراءى أمامهم هو هو الذي عُلق على الخشبة. من هذه الترائيات انه "اظهر نفسه للتلاميذ على بحر طبرية" لما كان تلاميذه ذاهبين الى الصيد وما عرفوه في البدء. ثم يقول التلميذ الذي كان يحبه لبطرس هو الرب. المحبوبية تفهم.
واذا اكتفينا بشهادة يوحنا يذكر لنا ان مريم المجدلية جاءت الى القبر باكراً والظلام باق "فنظرت حجراً مرفوعاً من القبر وأخبرت بذلك بطرس والتلميذ الذي كان يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه". هذا ما نسميه برهان القبر الفارغ. ثم كان لقاء المعلم مع مريم المجدلية في البستان وقد ظنت انه البستاني ثم سماها باسمها "فالتفتت تلك وقالت له ربوني (بالآرامية) الذي تفسيره يا معلم".
كان يهم الإنجيليين ان يقدموا شهادات ليقنعوا قراءهم. غير ان أبلغ شهادة عندي في كل الكتب ترائي المخلص لتوما الذي شك بعد الترائي الاول للتلاميذ ولم يكن فيه. فشك بما قال له التلاميذ. في المرة الثانية جاء يسوع والابواب مغلقة فقال لتوما: "هات اصبعك الى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا" أجاب توما وقال له: "ربي وإلهي".
توما أبصر جراح اليدين وجرح الجنب. ربما كان هذا الرسول يعتقد ان زملاءه رأوا شبحا لأنهم كانوا يهلوسون. هنا أراد يوحنا الإنجيلي في سرده الحادثة الثانية ان يقول إن هذا الذي عاينه توما هو اياه الذي علق على الخشبة وان آثار الصلب ما زالت في جسده. من هنا نستطيع ان نقول إننا أمام حادثة قيامة.
نحن لسنا إذاً فقط مع فكرة القيامة ولكننا مع انتقال يسوع الناصري من قبر كان في شكل مغارة مغلقة بإحكام وانه هو نفسه صار خارج المغارة. وعلى هذا بنى بولس كل إيمانه بالمسيح.

• • •
موته كان الحدث الأول في كل هذه المسيرة. وهذا كان أمراً قرره أحبار اليهود وحكم به الوالي الروماني وشهده شهود كثيرون. والقيام دلتنا على ان هذا الذي رؤي كان اياه ذاك الذي رفعوه على الخشبة ثم رفعه الله اليه.
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف كان جسد هذا الرجل عند القيامة. عندنا دليل واحد انه دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة. لا نقول نحن ان جسده اخترق الحواجز. نقول انه حضر ونبقى في السر الكامل. مجموعة الاوصاف تدل على انه تخلى عن كمدة الجسد، هذا ما يسميه العلماء l'opacité de la matiére ولكن كما رأينا في ما ذكرنا من ترائيات هناك تواصل بين المسيح المصلوب واياه قائماً أو هناك تماه مع إضافة النورانية الى هذا الكائن الذي بدا لأحبائه غير مرة.
غير اننا نستطيع مداورة ان نعرف شيئاً عن مظهر يسوع في الوصف التي تقدمه الرسالة الاولى الى أهل كورنثوس عن البشر الذين سيقومون في اليوم الأخير في الاصحاح الخامس عشر. الانسان سيكون في عدم فساد (الفارق ان السيد لم يعرف الفساد قبل الموت وفي الموت). ثم يتابع بولس عن جسد البشر: "يزرع في هوان ويقام في مجد (يسوع عرف الهوان طوعاً). يزرع في ضعف (عرف السيد الضعف الجسدي طوعاً) ويقام في قوة يزرع جسماً حيوانياً (بالمعنى البيولوجي وكان يسوع على هذا) ويقام جسماً روحانياً.
صار جسد يسوع بالقيامة جسداً ممجداً أي قائماً بصورة محسوسة في المجد الإلهي وكان في المجد الإلهي بصورة غير محسوسة قبل ان يتجلى على جبل ثابور. القيامة لم تعطه مجداً. كشفته فقط وهو قائم فيه الى الأبد في ناسوته الجالس عن يمين الآب.

• • •
اثر هذه الحقيقة فينا أننا نحن المؤمنين به أمسينا قياميين أي قادرين على التغلب على الفساد والخطيئة والموت في اليوم الأخير. ايماننا أن قيامة جميع البشر ثمرة هذه القيامة التي تحققت في المسيح يسوع. نحن عندنا الطاقة الفصحية بالتوبة وغفران الخطايا واهلنا الرب على اقتبال النعمة التي في كنيستي قوة نور أزلي، غير مخلوق وينزله الله علينا في هذا الزمان أي عندنا المألوهية في الطاقة وتصير تأليها أي نصبح مشاركين الله في هذه القوى من غير ان نكون مشاركين في الجوهر الإلهي. هذه المشاركة ليست شركا لأننا لا نعبر من وضع المخلوق الى وضع الخالق. ليس من اختلاط في المألوهية بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الإلهية. ولكن هناك انسكاب النور علينا ومعمودية نور دائمة اذا نحن بقينا على التوبة.
على هذه الأسس نفهم ان الكنيسة تعيد للقيامة كل يوم أحد وذلك قبل تأسيس الفصح لأننا من هناك نجيء وبقوتها نرى المجد الإلهي ونحن على هذه الأرض. من الفصح تجيء ذبيحة القرابين في الآحاد والأعياد ونأخذ بالقربان قوة المسيح القائم من بين الأموات ونصير إلى القوة التي تتفجر في آخر الأزمنة.
إلى هذا كل شجاعة الشهداء الذين يموتون شهادة للمسيح آتية باعترافهم بالمسيح الظافر بالموت. يصارعون امبراطورية روما وهم عزل ويصارعون كذلك كل الدول التي تشبهت بروما وقست عليهم على رغم وداعتهم الساطعة. كل جرمهم انهم كانوا يرفضون تأليه السلطان العاتي وما كانوا رافضين الطاعة. تحاسبهم الدولة على ما في قلوبهم المؤمنة بوحدانية السلطة الإلهية. تروضوا على الوحوش وكانوا يتجاوزون أجسادهم النازفة والمفترسة بفرح ولا خوف.
قصة الشهيد مرداريوس في هذا الصدد تدل على ما كان يجول في نفوس هؤلاء. هذا كان نبيلا رومانياً يتمشى في قصره فسمع من الشارع ما اعتبره اغاني. أطل من شرفته فرأى قافلة تنشد. سأل خدمه: من هم هؤلاء ولماذا يرتلون. اجابوه هؤلاء يسمون مسيحيين وهذه رسالة جاءت من المشرق، انهم ذاهبون الى الإعدام ويرتلون لأنهم يعتقدون أنهم اذا اعدموا يتحدون بمعلمهم الذي يدعى المسيح. قال رسالة كهذه عظيمة. نزل الرجل من قصره وانضم اليهم ليذهب الى الموت.
الانخطاف الرئيس عند المسيحيين ليس الى القيامة الأخيرة. انه انخطاف الى المسيح الذي استقبلته مرتا أخت لعازر الميت وقالت له: لو كنت ههنا لم يمت أخي. اجابها سيقوم أخوك. قالت له مرتا أنا أعلم انه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير. قال لها يسوع أنا القيامة والحياة. المعنى الظاهر ان عندك قيامة حقيقية فعالة هي قبل القيامة الأخيرة وهي أنا وفسر كلامه بعد هذا بقوله: "كل من كان حيا وآمن به فلن يموت الى الأبد". قد يعبر بموت الخطيئة ولكنه ينهض منها اذا رآني على الصليب وخارجاً من القبر أي اذا شاهدني حاضراً فيه.
المسيحيون المحدقون بالمخلص الآن قائمون معه في هذه الرؤية. حقيقة انبعاثهم هي اليوم ولهم ان يتطهروا الآن بلفتة منهم اليه فيصيرون خلائق جديدة مخلوقة بنوره. هذه العلاقة الحميمية به تجعل كل نفس من نفوسهم عروسة له اذ تعرف ان ليس لها حياة في ذاتها ولكنها تحيا به.
وتتمكن من ذلك اذا عاشت الفصح وهو كلمة تعني العبور مما كان ينهيها عنه، اذا عبرت اليه وتأملت وجهه وحده وعرفته انه كل موجود. في هذا السياق ألف القديس سيرافيم الروسي تحية فكان يقول لمن التقاه: يا فرحي، المسيح قام. أي انه عندك في صميم قلبك وهو محييك وليس عليك ان تنتظر شيئا آخر اذ لا يزاد على الفصح شيء.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-04-2007, 07:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,069
افتراضي

شكرا كبيرا لك يا أخي أثرو على هذا الموضوع الجميل وشكرا لسادة المطران الجليل جورج خضر على هذه المقالة الجميلة غير أني أحب أن أؤكد هنا مقولة الأناجيل من أن الرب قام بالجسد وحين ذهبوا إلى القبر وجدوه خالياً وحين لم يصدقه توما أراه مكان الحربة وكذلك لبقية التلاميذ حين ظهر لهم والذين كان الشك بدأ يأخذ موضعا في حياتهم وكأن لصعوده بالجسد إلى السماء غاية وهي أن تكون ليقويهم في إيمانهم وهو يعرف حق المعرفة بأنهم سيضعفون لقاء تأثيرات كثيرة لهذا أراد أن يظهر لهم بلحم ودم كما كان يعيش معهم لكي يزيل كل دواعي الشك ويقوي إيمانهم وهكذا كان وقد أفلحت طريقته. وقد يكون في السماء جسدا وروحا لأنه القادر على صنع كل شيء فهو كان على الأرض في حياة البشر وتحت ضغوط الشر ومحاربة الشيطان لهم فلم يخطيء فكيف به وهو جالس في مجده النوراني إلى أبد الآبدين.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 06-04-2007 الساعة 07:33 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-04-2007, 11:32 PM
الصورة الرمزية georgette
georgette georgette غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
الدولة: swizerland
المشاركات: 12,479
افتراضي

يا فرحي، المسيح قام. أي انه عندك في صميم قلبك وهو محييك وليس عليك ان تنتظر شيئا آخر اذ لا يزاد على الفصح شيء.
نص شيق وجميل
يسلمو ايديك ابو نينيب وربي لا يحرمنا من مو اضيعك المفيدة
تقديري ومحبتي
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين
im Namen des Vaters
und des Sohnes
und des Heiligengeistes amen
بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-04-2007, 12:31 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي

شكراً أخي العزيز فؤاد وأختي العزيزه جورجيت
على مشاركتكم في الموضوع
وكل عام وأنتم بألف خير
اثرو
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-04-2007, 11:47 PM
SamiraZadieke SamiraZadieke غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 8,828
افتراضي

قال لها يسوع أنا القيامة والحياة. المعنى الظاهر ان عندك قيامة حقيقية فعالة هي قبل القيامة الأخيرة وهي أنا وفسر كلامه بعد هذا بقوله: "كل من كان حيا وآمن به فلن يموت الى الأبد". قد يعبر بموت الخطيئة ولكنه ينهض منها اذا رآني على الصليب وخارجاً من القبر أي اذا شاهدني حاضراً فيه.
شكرا لك أخ أثرو مقالة رائعة للمطران جورج خضر
وقيامة مجيدة وكل عام وأنتم بألف خير ..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-04-2007, 01:22 AM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي الأخ الغالي أثرو

الرب قام .. وحقا ً قام ..وروح الرب تغمرك بفرحه يا غالينا - أبو نينيب -
وكل عام وأنت والأهل بألف خير
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-04-2007, 09:28 PM
athro athro غير متواجد حالياً
VIP
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,746
افتراضي

ولكي أيضاً كل الشكر
الأخت العزيزه سميره
ويجعل أيامِك كلها أعياد وأفراح

أخي الغالي وديع
شكراً للمرورك الجميل الذي أسعدني
مع تمنياتي لك ولجميع العائله والأهل
أن يمر عليكم هذا العيد بالمحبه والفرح
تقبل مني أجمل وأرق تحيه
اثرو
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-04-2007, 07:50 AM
الأب القس ميخائيل يعقوب الأب القس ميخائيل يعقوب غير متواجد حالياً
Ultra-User
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 304
افتراضي

شكراً لك أخ أثرو على نشرك لهذا المقال القيّم وأقول : نعم إن لكل منّا قوة القيامة .
قال الرسول بولس عن ربنا يسوع المسيح له المجد : لأعرفه وقوة قيامته . بمعنى أن قيامته التي كانت بقوته الذاتية أصبحت قوة في كل مؤمن يقوم بها وبكل السهولة من أية دفنةٍ يؤول إليها ( هفوة ، خطية ، سقطة ، إثماً ....... إلخ وبالأساس إن كان المؤمن منتبهاً فهو بقوة قيامة المسيح التي فيه لن يقع .
وربّ سائل يقول : كيف أخذنا قوة قيامة المسيح ؟
الجواب هو فيما قاله الرسول بولس : متنا مع المسيح بالمعمودية حتى كما قام هو بمجد أبيه هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة لأننا إن كنا قد صرنا متحدين معه في شبه موته نصير أيضاً بقيامته عالمين هذا أن جسدنا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد للخطية ( رو6: 4- 6 ) .
أي أننا بالمعمودية قد صلبنا ومتنا وقمنا مع المسيح وبحلول الروح القدس أثناء العماد أخذنا قوة قيامة المسيح له المجد لنحيا بها آمين ولكم نعمة ربنا يسوع المسيح .
__________________


مسيحنا الله

الأب القس ميخائيل بهنان صارة

هـــــــــــــــــــــ : 711840
موبايل (هاتف خلوي) : 0988650314
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke