عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-09-2017, 10:39 PM
الاخ زكا الاخ زكا غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 5,585
افتراضي الجبال المُشعَّبة

كتاب طعام وتعزية: الثلاثاء 19 / 9 / 2017
الجبال المُشعَّبة

«ارجع وأشبه يا حبيبي الظبي أو غفر الأيائل على الجبال المشَعّبَة» ( نشيد 2: 17 )

إن العروس وهي تجتاز الضيقة، وتهدر حزنًا في غياب حبيبها، وتشعـر بقسوة الحياة وشراسة الأعداء، وتقف أمام صعوبات كبيرة تبدو كالجبال المُشعَّبة، تشعر بالحيرة والضعف والصِغَر، فماذا عساها أن تفعل؟ إن رجاءها الوحيد هو أن يفيح النهار وتنهزم الظلال، وتخرج من فكَّي الضيق إلى رَحــبٍ لا حصرَ فيه، وتسمع صوت حبيبها قادمًا طافـرًا ظافـرًا مُناديًا إيَّاها: «قومي يا حبيبتي، يا جميلتي وتعالي». وإلى أن يتحقق ذلك الرجاء، وبينما هي ما زالت على أرض الواقع الأليم، فإنها ترجوه أن يُسرع إلى نجدتها ومعونتها ويأتيها كالظبي أو غفر الأيائل على الجبال المُشعَّبَة، فهو يركب السماء في معونتها ولا تعوقه جبال أو سدود.

يا رفيقي المتألم: يا مَن طالَ ليلك وكلَّتْ عيناك من انتظار إلهك، يا مَن عصفت بك الرياح وأمواج الحياة، وترنَّحتَ بين المد والجزر. فمرة تعلقتَ بالأمل وبَدا الانفراج وشيكًا، ومرة تعقَدت الأمور ودنوتَ للفشل، أو رجوتَ فحصدتَ خيبةً بعد الأمل، ثق أنه بعد طول الليل لا بد نهار، وأن الرب خلف الغيوم هو المنَار، والشفيع كلَّما هاج العدو أو ثار، إنه ضامن العهد وبيُمناه القرار. ويا لها من تعزية عندما نُدرك أنه يسيطر على الأحداث، ويمسك بالزمام ولا شيء يحدث إلا بإذنه، ويجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبونه! فلا شر الإنسان، ولا عداوة الشيطان، يمكن أن تُغيِّر أو تُفشِّل المُخَطط الإلهي الذي قصده قبل الدهـور لمجدنا. فسريعًا ستمضي الأيام وينتهي الزمان، ونصل إلى بيت الآب حيث تغيب الأعداء وتُلغَى الآلام، والقلب يطيب في دار السلام.

صديقي ... ثق أن الله يُحبك ويشعـر بك ويسمع صوت بكائك ويحفظ دموعك في زقه ويكتبها في سفره. ثق أنه لا يُخطئ، ولا يترك ولا يهمل ولا ينسى ولا يقسو ولا يحطم ولا يغدر، فقلبه الرقيق دائم الحنان، وقدرته الفائقة تعطي لنا الأمان. إنه كالبرق يسرع لكل مُستجير، وسيأتيك كالظبي أو غُفر الأيائل على الجبال المُشعَّبة، بل يجعل قدميك كالأيائل ويُمشيك على مرتفعاتك.

ثِقْ بيسوعْ طائعًا بالخُشــوعْ
فتعيشَ فَرِحًا إِنْ تثقْ بيسوعْ
__________________
لاني لست استحي بانجيل المسيح لانه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي اولا ثم لليوناني
رد مع اقتباس