عرض مشاركة واحدة
  #166  
قديم 11-07-2008, 10:51 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي خيرٌ لنا أن نربح أنفسنا. بقلم: فؤاد زاديكه

خيرٌ لنا أن نربح أنفسنا

الحياة فيها من جمال ليس باستطاعة الإنسان ألاّ يعيره اهتماماً، أو أن يتفاعل معه شعوراً و أحاسيس. لقد منح الربُّ المخلوقات نعماً كثيرة، و فتح لها سبل العيش و طرق استمرارها في الحياة، فالكائنات الحيّة زوّدها بما يضمن لها البقاء و كذلك النبات. لكنّه و من خلال ما يبدو، و من ملاحظة ما نعيشه فإن الربّ أعطى سلطانا للإنسان على كلّ شيء فسخّر له الطبيعة و الكون بما فيه من أسرار و قد وهبه العقل كسابر لعوالم هذه الأسرار و كاشف لخفاياها لكي يطوّعها لمنفعته و تصبح تحت دائرة تأثيره. كانت للرب حكمة في كلّ هذا و لمن يشكّك في أيّة لحظة بصحة ما نقول و بما هو عليه فإنّنا نقول: إنّ الموت هو أحد هذه الأسرار و قد أبقى الرب سرّه غامضاً على الإنسان لكي يؤكد له حقيقة وجوده. الموت هو أكثر الدلائل مصداقية و صحّة في أن هناك قوة عظيمة عاقلة تسيّر هذا الكون و تجعله يسير وفق معايير و أحكام و أوزان أرادها هو له. متى أردنا أن ندرك بعضا من حكمة الربّ يجب علينا ألا نجحد بكل هذه النعم و العطايا و هذا المدّ الذي لا حدود له من الخيرات و الجمال الذي يبعث على السعادة و الفرح و المحبة. خيرٌ لنا أن نربح أنفسنا بمنحها المزيد من التوبة و الخشوع، و أن نبتعد كلّية عمّا يغضب هذا الأب الرحوم الذي لا يريد لنا إلاّ الخير و الخلاص و هو أعدّ لنا الطريق إلى ذلك و هيّأنا بقوة الارادة و الرغبة الصادقة لنفعل ذلك ليس من أجله بل من أجلنا، فهو لا يحتاج إلى مثل هذا.
الحكمة الكبيرة تكمن في مدى تجاوبنا مع ندائه الذي يتمثّل في كلامه على لسان أنبيائه و رسله و خاصة فيما جاءت به البشرى و التى هي كلمة الفرح الأبدي الموجودة في إنجيله الحيّ، الذي لا يطاله تأثير الزمن و لا مستجدات العلوم و لا تقلبات العصور و الأفكار لأنها كلمة لكل الأمم و لكل الأزمنة و في جميع الأمكنة. فليتبارك اسمك القدوس و الممجد إلى الأبد!

بقلم: فؤاد زاديكه
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس