عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-04-2010, 06:25 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,857
افتراضي

الأب الفاضل و الغيور و الصديق المحب و الوفي عيسى غريب الجليل الاحترام
إن الحزن يعتصر قلب كلّ محبّ لكنيسته و كلّ غيور على مستقبل هذه الكنيسة, التي أصبحت عجوزاً. أبونا المحب عيسى, و كلمة ليت و ربّما و يا ريت لن تحلّ مشكلة هذه الكنيسة التي ابتليت برؤوس لا تهمهما مصلحة هذه الكنيسة بقدر ما يهمها ملء الجيوب و تأمين المصلحة الشخصية و الحصول على مناصب وجاهية و نفوذ يُستغل لضرب أبناء الكنيسة. إن الاعتراف بالخطأ فضيلة, و من لا يعترف بأخطائه ليس بإمكانه أن يتخلّص من هذه الأخطاء و يتجاوزها إلى حيث الصواب و العافية.
لمقالك وقع كبير على النفس, لكن حين ننظر إلى القول و إلى ما يجري خلاف ذلك من ممارسات لا تليق برجال الدين فإن الأمل يتضاءل و الإرادة تضعف و الغيرة تتقلقل. كم هو كبيرٌ الفارق بين رجال الكنيسة الأوائل الذين كانوا يجوبون القرى و البلدات سيراً على الأقدام أو على ظهور الحمير و البغال و الأحصنة لكي يتفقدوا شئون رعيتهم و يبشّروا بكلمة الرب دون أن تكون لهم أية مصالح أو غايات أو رغبات دنيوية, بل يصرفون مما تبقى لديهم من مال زهيد على ذلك. كانوا بمصاف القديسين, أما اليوم فما الذي يجري؟
الكنيسة السريانية تعاني من انحلال و من تراجع و من فساد و من تقوقع و من تصرفات عشائرية و قبلية ستفتك بها مع الزمن. رجل الدين هو المسئول بالدرجة الأولى عن كلّ ما يجري, فهو يريد أن يظلّ له النفوذ و السلطان و الهيمنة. لا تهمه مصلحة شعبه فهو بعيد عن هذا الشعب لا يعرفه إلا في حالات الموت أو المرض أو الأعياد و السبب معروف فهو للحصول على المال, و كثيراً ما لا يخرج راضيا إذ أعطي القليل بحسب وجهة نظره.
بطريرك السريان (أمدّ الرب في عمره) سار عاجزاً و غير قادر على إدارة الأمور و قيادة الدفة بقوة و حكمة و مسئولية, لهذا نرى كانتونات من الأبرشيات في مختلف أنحاء العالم يتصرف فيها الأساقفة و المطارنة على أن كلاّ منهم هو البطريرك فلا يسأل عن أحد و لا يأخذ برأي و استشارة أحد, يسعى إلى رفع مستوى المقربين منه و أهله و معارفه ليخلق فجوات كبيرة في الأبرشية الواحدة, أو يسرق من أموال الكنيسة أو يخلق مشاكل بينه و بين غيره من الكهنة أو أو أو الخ.
يجب على من له الأمر و إدارة الشأن و القرار في كنيسة السريان أن يتصرف كرجل قائد و حكيم و جريء, ليضع الحلول حتى و لو أزعجت هذا المطران أو ذاك. لقد سمعنا بأن بعض المطارنة الأفاضل هددوا بأنهم سيعلنون عن انشقاقهم عن الكنيسة متى تمت بحقهم إجراءات تهدف إلى الحدّ من سلوكياتهم الشاذة بل أن بعضهم وصلت به القباحة إلى أن يقول سيترك هذا الدين ليدخل في دين آخر.
إن الحرس القديم في كنيستنا يضرّها و لا يفيدها بشيء, إنه السبب في كلّ ما يجري من مشاكل و من شذوذ و سلوك غير منطقي أو مقبول. نحن لا نوافق البتة على السلوكية و التصرف المشين الذي جرى بحق مطران المانيا لكننا نطرح سؤالا جريئاً و هو: لماذا حصل ذلك؟ ما هي الأسباب؟ من وراء ذلك؟ إنهم ليسوا غرباء عن الكنيسة بل هم من الكنيسة, و هناك بالتأكيد خلاف مصالح و عشائريات و مقربين الخ. إن مثل هذا التصرف سوف يتكرر في أمكنة أخرى لأن الفساد و ضياع الحق و هزيمة العقل أمام الجهل و الحكمة جعلنا نضيع في متاهات خطيرة.
قيادة الكنيسة لا تستجيب لأي مطلب في التغيير و إضافة دماء جديدة لجسد الكنيسة المتهالك. ترفض أن تشرك العلمانيين و أصحاب الخبرات في اتخاذ القرارات الحاسمة و كأن هذه القرارات لن تمسّ الجميع. إلى متى سنصدر جعجعة و لن يكون لنا طحن؟؟!! مئات بل آلاف الرسائل وصلت إلى البطريركية و إلى المؤتمرات المنعقدة و إلى كل الهيئات و بكل أسف فهي تختفي مباشرة في درج المكاتب إلى أن تحين الفرصة لكي يتمّ رميها في كيس القمامة.
لا توعية و لا تثقيف في الكنيسة
لا اهتمام برعاية شئون أبناء الطائفة
العشائرية و القبلية و الانتماء الأسري هو الذي يلعب دورا كبيرا في واقع الحال.
المطارنة لا يتقيدون بتعليمات البطريرك و كل مطران ينفذ ما يراه مناسبا و حسب أهوائه و من منطلقه الشخصي حتى لو تعارض ذلك مع قانون الكنيسة العام و خط سيرها.
رجال الدين عموما الهم الأكبر لديهم هو في الحصول على المزيد من المال و تكديس الثروة.
رجل الدين السرياني يرى نفسه نصف إله لأنه على الأغلب غير مثقف و لا يعي أمور الحياة و لا يتفاعل مع تطور الواقع, فهو جامد في تقاليده و علينا أن ننفذ له أوامره مهما تكون, دون تردّد أو تذمّر و كأمر عسكري.
على البطريرك و هو في حالة العجز هذه أن يتنحى ليترك المجال لغيره.
ألا يتدخل رجل الدين في السياسة ليكون عارض أزياء لها أو بوقاً إعلاميا لهذا النظام أو تلك الطغمة الحاكمة, فهذا يضعف دور الكنيسة و يجعلها تابعاً, غير حرّة القرار و لا مستقلة القرار.
يجب أن يتم إنشاء دورات توعية و تثقيف للشباب لتأهيلهم من جميع جوانب الحياة الروحية و الفكرية و الاجتماعية الخ.
لم نر يوما من الأيام البطريرك زكا أو غيره من مطارنة السريان يقوم بتقديم عظات أو يحيب على أسئلة ملحة تهم الكنيسة. كما تفعل الكنيسة القبطية حفظها الرب. الشعب في واد و رجال الدين في واد آخر.
منذ عشرات السنين و الكل يشير إلى الأخطاء و مواضع الخلل و يتم التصبّر و القول بأن تجديدا سيحصل و أن حلولا ستوجد و كله كلام في الهواء.
على رجل الدين, أيا تكون رتبته الكنسية أن يحرص على مصلحة الكنيسة أكثر من ابن الطائفة, لأنه الراعي و الرعية تسير خلف راعيها متى كان حكيما و صادقا و محبّا و غيوراً, لا أنانيا و منافقاً و مصلحجياً.
أعرف حالات كثيرة وقعت لأبناء طائفتنا و هم فقراء لا يملكون المال الكافي فابتزهم هذا المطران أو ذاك القس بدعم و بموافقة و بأمر من المطران, دفع آلاف الماركات من أجل حلّ قضيته في الحصول على الطلاق و صار موضوعه سمسرة جيدة لهذا الكاهن و ذلك المطران. حالات كثيرة و كثيرة جداَ على هذا النحو أو على غير شاكلة و كلّها تصب في خانة عدم صدق و مصداقية الراعي و تقاعسه عن خدمته, هو يرى أنه الذي يجب أن يُخدم لا أن يَخدم. يا لها من خيبة أمل مريرة!!؟؟؟
ماذا أقول لأقول: مهما قلت يا أبونا عيسى و قلتُ فإن كلامنا لن يكون له أي مفعول أو تأثير, و أنا واثق من كلّ ما أقوله, فالراعي سيفعل ما يريد و ليس ما تريد الكنيسة, لأنه فوق الكنيسة و فوق جميع القوانين الكنسية. الكثير من أبناء شعبنا فقدوا الثقة بالكنيسة و برجالها و بقياداتها و حصل شرخ عظيم بين الاثنين. من الخاسر؟ و من هو المسبب لذلك؟
لن أطيل لأن لدي الكثير سأقوله و لا أريد أن أجرح المشاعر فكل هذا هو من باب المحبة لكنيستي و الغيرة عليها. لا أحد سيسمع أصواتنا يا أبونا عيسى, فهل من الأفضل لنا أن نسكت أو أن نصرخ بصوت أعلى و بطريقة أخرى؟؟!!
أشكرك على هذا المقال الذي ليس جديدا و لن يكون جديدا فقد بحّ صوتنا و صوت كثيرين مثلنا و لكن لا توجد آذان تصغي و لا قلوب تفتح و لا عقول تتفهم الوضع و سوف تسقط كنيسة السريان إلى درك أسفل و أسفل متى استمرّ الوضع على ما هو عليه من أعلى الهرم إلى أسفله.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس