[الاخ زكا]

الكنيسة الأولى وسر قوتها ونضارتها

وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ ( أعمال 4: 32 )

إنَّ سر نجاح وقوة الكنيسة الأولى، هو في مدى ما كانوا عليه من وحدة واتحاد، ولقد ركَّز الروح القدس على هذا الأمر الهام، فنجد هذه العبارة تتكرر كثيرًا (راجع أع 1: 14 ؛ 1: 2، 46؛ 4: 24؛ 5: 12)، وما أعظم النتائج الرائعة المترتبة على ذلك! ما أمجد الحالة التي بَدَت فيها الكنيسة في وحدتها! وما أقوى التأثير الذي تركوه على مَنْ حولهم!

– خوف ورهبة: «وصارَ خوفٌ عظيم على جميع الذين سمعوا» ( أع 2: 4 مع 5: 5، 11)

– نعمة، أي جمال: «ولهم نعمة لدى جميع الشعب» ( أع 2: 47 )، وأيضًا «ونعمةٌ عظيمةٌ كانت على جميعهم» ( أع 4: 33 ).

– قوة في الشهادة: «وكانوا يتكلمون بكلام الله بمُجاهرة ... وبقوة عظيمة كان الرُسل يُؤدُّون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم» ( أع 4: 31 ، 33).

– تُجرى آيات وعظائم: «وجرَت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب» ( أع 5: 12 ).

– هيبة وتقدير: «أما الآخرون فلم يكن أحدٌ منهم يجسُر أن يلتصق بهم، لكن كان الشعب يعظِّمهم» ( أع 5: 13 ).

– نمو وتزايد: «وكان مؤمنون ينضمُّون للرب أكثر، جماهير من رجال ونساء» ( أع 5: 14 ). وأيضًا «وكانت كلمة الله تنمو، وعددُ التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم، وجمهورٌ كثيرٌ من الكهنة يُطيعون الإيمان» ( أع 6: 7 ).

لقد انطبق على الكنيسة الأولى في قوة وحدتها، ما قيل عن العروس: «أنتِ جميلةٌ يا حبيبتي كتِرصة، حسنةٌ كأورشليم، مُرهبةٌ كجيشٍ بألوية» ( نش 6: 4 ). فإن كان هذا هو التأثير الفعَّال لجو الاتحاد والتوافق، فإننا نرى عكس ذلك تمامًا في جو الانشقاق والتنافر.

فإن تساءلنا: ما الذي عطَّل خدمة كل من أفودية وسنتيخي، وبدلاً من أن نراهما تجاهدان في عمل الرب، نجدهما بحاجة لمَن يساعدهنَّ؟! الإجابة: لم يكن لهنَّ فكرًا وقلبًا واحدًا ( في 4: 2 ، 3)!

من أجل ذلك نجد الرسول بولس يُحرِّض المؤمنين في كورنثوس قائلاً: «ولكنني أطلبُ إليكم أيها الإخوة، باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولاً واحدًا، ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكرٍ واحد ورأيٍ واحد» ( 1كو 1: 10 ).

عاطف إبراهيم