الموضوع: هو نار ٌ آكلة ..!
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 31-01-2007, 06:04 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي

الشكر لما يعجّ به فكرك من أفكار نيّرة أخي وديع القس وما يحمل عقلك من مساحات البعد الروحي والأخلاقي أيّها الكبير في مقامه والمتواضع في نفسه. إنّ موضوعك أثار فيّ تساؤلا غريباً: لماذا يمكن أن يكون إلهنا ناراً آكلةً؟ للمتتتبع وللمدرك والمتفهم لروح الله والتي هي محبة وتضحية وفداء ورحمة قد يختلط عليه الأمر بعض الشيء فيقول كيف يمكن أن يكون إلهي ناراً؟ والنار بالطبع تحرق وتأكل الأخضر واليابس!
إن رحمة الله واسعة لكنّ غضبه شديد جداً وهو حين قال أهلك جميع نسل آدم كان كنار آكلة ولم يبق سوى نوح وآل بيته وقبل ذلك حين غضب على آدم طرده من الفردوس وبعده ويقول الكتاب أيضاً: ‘‘الرب يدين شعبه. مخيفٌ هو الوقوع في يَدَي الله الحي. أنظروا أن لاتستعفوا من المتكلم .. إن إلهنا نارٌ آكلة.’’ (عبرانيين 30:10-31؛ 25:12،29).
ونقرأ في المزامير: ‘‘الله قاضىٍ عادلٍ وإلهُ يسخَط في كل يومٍ.’’ (مزمور11:7،
12).
‘‘لأن غضب الله مُعلنٌ من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم، الذين يحجزون الحق بالإثم .. إن دينونة الله هي حسب الحق .. أفتظن أيها الإنسان أنك تنجو من دينونة الله. أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالمٍ أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تذخر لنفسك غضباُ في يومِ الغضب، واستعلان دينونة الله العادلة، الذي سيجازي كل واحدٍ حسب أعماله.’’ (رومية 18:1؛ 2:2-6).

ومن الجدير بالقول أنّ غضب الله ليس مثل غضب الإنسان. فمن الممكن أن يغضب الإنسان غضباً شديداً، لكن غضبه يقل تدريجياً حتى إنه ينسى ما أغضبه أولاً. لكن غضب الله ليس هكذا. إن غضب الله يكون أقل مع مرور الوقت. لكن الله قاضي بار، ولا ينسى شيئاً. إن غضبه لايقل تجاه الذين يرفضون التوبة، لكنه يزداد. وهذا ما قرأناه في الكتاب أنفاً: ‘‘ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب، واستعلان دينونة الله العادلة.’’

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس