الحقُّ هُوَ الحياةُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
هلْ عَلَينا واجِبٌ ألَّا نَرَى ... ما الذي لا تَرتَئِيهِ، أو تَرَى؟
حَقُّنا، حقُّ اختِيَارٍ، منطقٌ ... ما لَهُ بَيْعُ الرُّؤَى أو مُشْتَرَى
لا يَجُوزُ الفَرْضُ، في أنواعِهِ ... ليسَ مَسْمُوحًا، سَيَأتِي مُنْكَرَا
في حُدُودِ العقلِ، فَهْمٌ مُدرِكٌ ... يَنبَغِي مَحصُولُهُ، أنْ يُثْمِرَا
اِسحَبُوا أيدِيكُمُ مِنْ ساحِنا ... فِكرُنا في وَاقِعٍ، لنْ يُؤسَرَا
أبعِدُوا عَنَّا أذاكُمْ، لَستُمُ ... غيرَ تَرهيبٍ، أساءَ المَظهَرَا
قد عَلِمنا أمرَكُم، ما شأنُهُ ... بل كَشَفْنا مِنْ هواكُم مَصدَرَا
ما عَلينا أن نُراعِي وهمَكُم ... إنّهُ مُؤذٍ، لِذَا لنْ يَعْبُرَا
فَوقَنا إلّا و أجسادٌ لنا ... مَحْضُ أشلاءٍ، لهذا لا نَرَى
ما الذي أفكارُكم، آراؤكُم ... بل أمانيكُم، تَرَاهُ أيْسَرَا
إنّهُ صَعْبٌ، و صَعبٌ دأبُنا ... في سبيلِ الحقِّ، لن يُسْتَكْثَرَا
إنّهُ الحقُّ، الذي نَسْعَى لَهُ ... بل بِهِ نَحيَا، لِئلَّا نُقْهَرَا.
المانيا في ١٧ نيسان ٢٤