عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-09-2010, 03:45 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي الحمير في النجف الأشراف الفرزة الثانية,,,,,

الحمير في النجف الأشراف الفرزة الثانية


عبد الإله الصائغ
22/05/2008
قراءات: 5563





قصيدة من وحي هذه الصورة
صار رزقُ الليوثِ عندَ الحميرِ واستباحَ النهيقُ كِبْرَ الزئيرِ
بلدي صارَ جنةً مِنْ حميرٍ رؤَّثتْهُ بِحُجَّةِ التَّحرير
قد غزتْنا الحميرُ مِنْ كلِّ فجٍّ فانْتَهَيْنا معاً لسوءِ المصير
وسبَتْنا سنوخُها وَرَمْتْنا فَسَقْطْنا على شفيرِ السَّعِير
فحمارُ الاحْساءِ أبيضُ صافٍ وحمارُ السُّودانِ مثْلَ القير
وحمارُ الافغانِ أطولُ عمراً مِنْ حمارِ الصومالِ في التَّقْدير
وحمارُ الغريِّ يكفيهِ قَبْضٌ مِنْ حشيشٍ ورشفةٍ مِنْ غدير
غيرَ أنَّ الحمارَ في طهرانٍ ليْسَ يَرْضى بغيرِ طنِّ شعير
خلقّ اللهُ للحميِر طِباعَاً مُدْهشاتٍ كَمِثُلِ شروى نقير
فتدبَّرْ إذا اكتريتَ حماراً فحظوظُ النَّجاحِ في التَّدبير
فحمارُ الاثقالِ من كربلاءٍ وحمارُ الرُّكوبِ مِنْ إزمير
والحمارُ الأمونُ مِنْ اردبيلٍ والحمارُ الحرونُ مِنْ كشمير
حلبيُّ الحميرِ ألأمُ روثاً من حميرِ الزرقاء في التّبْعير
غيرَ أنَّ الحمارَ اشرفُ أصلاً مِنْ لئيمٍ بكل نعل جدير
مِنْ بليغٍ لسانُهُ أعجمّيٌّ وَنَِبيغٍ بالطَّبْخِ والجفْجير
بدماءِ الحسينِ يَلْعَقُُ حتَّى مسخته السماء كالخنزير
وبحقِّ المغصوبِ بَذَّرَ اموالاً طوالاً وعاشَ مِثْْلَ الامير
يرتدي للخنا ثيابَ حريرٍ حين يمتدُّ في فراشِ وثير
والصبايا الحسان ِبين يديه غَلِماتٍ إلى رغابِ السَّرير
وعطاشى الرجال شقوا قناة للأماني كمثل فعلِ البشير
سمموا تلكمو القناة بجهل فإذا بالبشير صوت النذير
غير أن اللئيمَ يبقى لئيماً فيرى في الغراب خير سفير
ساطنا الصهر بالمظاهر مينا كيف ننجو من سوط هذا العقير
ايها السارُقُ الحفيَّ نعالا كيف تعروك هِزَّةٌ من ضمير
وبيوم الجزاء يُنْشَرُ طيٌّ فإذا أنت مضغة الزمهرير
صار رزقُ الليوثِ عندَ الحميرِ واستباحَ النهيقُ كِبْرَ الزئيرِ
بلدي صارَ جنةً مِنْ حميرٍ رؤَّثتْهُ بِحُجَّةِ التَّحرير
قد غزتْنا الحميرُ مِنْ كلِّ فجٍّ فانْتَهَيْنا معاً لهذا المصير


حماران يتغازلان


شقاء الحمير في العيد







واحد : محمد سعيد الصكار: أكنّ للحمار احتراماً كبيراً
إثنان : روابط الفرزة الأولى
http://www.kitabat.com/i37783.htm
http://www.alnoor.se/article.asp?id=22428
http://www.alnakhlahwaaljeeran.com/prof


-apbalaalah-al-saaeygh-suok%20alhameer.htm
ثلاثة :إن ذهب عير فعير في الرباط ( بين علوم البلاغة والنحو والدلالة ) .
أربعة : أحمد مطر : صاحب الجلالة
خمسة : موفق محمد : موال جحش مهداة من علي الموسوي
ستة : شعبان عبد الرحيم : الحمار
سبعة :خالد القشطيني :حمار الزهاوي والعلم العراقي
ثمانية : د. حسن حلبوص : اختصاصات الحمير
تسعة أولا : نايف حواتمة ومطي القومية العربية
ثانيا : فاروق فيصل علي ومطي الديموقراطية
عشرة : عبد الاله الصائغ ومطي اليهود
أحد عشر : بال حمار فاستبالت أحمرة
إثنا عشر: أبن طباطبا العلوي :محاكاة النهيق مناعة ضد وباء المدينة
ثلاثة عشر : جحا وحماره وولده
أربعة عشر : وفاء سليم المغربي قرابة الحمار للبغل
خمسة عشر : د. موفق شامل الحديدي : طائفية الحمير
ستة عشر : صلاح علي :صور الحمير الموصلية
سبعة عشر : ذياب آل غلام . أسماء الحمير والمكارية
ثمانية عشر : ذياب آل غلام . وحده الحمار يعرف الحقيقة
تسعة عشر : علي الحسني : الحمارة كلمة فصيحة
عشرون : يحيى حلبوص : الحمير ومنطقة بحر النجف
واحد وعشرون : أ. د. سيار الجميل : النجف في الشعر الموصلي القرن 18
اثنان وعشرون : صباح محسن جاسم : ظاهرة انتحار الحمير
ثلاثة وعشرون : أميـــر الحلــو : لحم الحمير في حصار النجـــــــــف
اربعة وعشرون : جمال حافظ واعي: حوار مع حمار
خمسة وعشرون : قاسم الحميداوي : لماذا يستنكفون عن الكتابة في الحمير
ستة وعشرون : د. زيراوي مليكة . حمير الأمازيغ/البربر
سبعة وعشرون : الأستاذة أروى طريبشان حمار يعلف الدولارات
ثمانية وعشرون : الحمار نجم الغلاف في صحيفة سعودية
تسعة وعشرون : صحيفة الشروق التونسية المستقلة :حمار تونسي يطرب لصوت نانسي عجرم
ثلاثون : رئيس موسوعة قبائل كعب العربية الحاج عقيل ابو دايم الكعبي :عودة الحمير الى غزة المحاصرة
واحد وثلاثون : سماحة السيد مصطفى الصافي :حمير ولاية مشيغن
اثنان وثلاثون : الأستاذ محمد العلي : الحمار في الخواطر الأدبية
. ثلاثة وثلاثون : الحمار الحكيم ملف ملتبس
اربعة وثلاثون : نبيل شرف الدين :مصر تستضيف مؤتمرًا دوليًا لأحوال الحمير
خمسة وثلاثون : الحمار في كتاب كليلة ودمنة
ستة وثلاثون : عادل العبدالمغني في كتاب جديد ملامح 'الحمار في التراث والأدب الكويتي
سبعة وثلاثون :يامطية جاكِ جحيش
ثمانية وثلاثون : رجع العراقي بخفي حنين
تسعة وثلاثون : اولا : صادق الطريحي : بيان صادر عن نادي الشعراء الحميرفي بابل
ثانيا : قصة الثور والحمار العراقيين
اربعون : خاتمة الفرزة الثانية



. محمد سعيد الصكار
اخي عبد الاله الصائغ
لقد طفحت محبتك على الشاشة بشكل اربك لغتي , فهل لكلمة الشكر مني ما يكفي لمقابلتها ؟ وقفت اليوم على طرف من موسوعتك ( الحميرية ) البديعة , وساواصل متابعتها بعدما فاتني منها ومن سواها الكثير بسبب تعطل الانترنت عندي كما تعلم وقد ذكرتني بمقال لي نشر في ( المدى ) عام 2005 عن حمار كريم يندر ان نجد مثيلا له بين الآدميين ابعث به اليك لترى مبلغ حبي لهذا المخلوق النبيل .
مع الود الأكيد .
محمد سعيد الصكار
باريس في 19/ 5 /2008
القلم وما كتب
محمد سعيد الصكار
مســألة كـرامة !
من الأخبار الأخيرة التي تناقلتها الأنباء عن الجزائر، نبأ انتحار كلب رمى بنفسه من المدرج فنفق. ولا أحد عرف السبب ولا أراد أن يعرفه أو يهتم بتخريجه.
ولكن الحمار الذي انتحر بعده بإلقاء نفسه في البحر، بسبب عنائه من نقل رمل البحر - كما جاء في الخبر - يثير مسألة جديرة بالتأمّل، فهو لم يكن هرباً من العناء الذي يحتمل الحمار منه ما لا يحتمله أيٌّ من مخلوقات الله، وإنما لمسألة أخرى يعرفها الحمار ونعرفها نحن ونواريها؛ وهي مسألة الكرامة!
والكرامة التي نعتبرها نحن من خصائص البشر، ونبذل من أجلها الغالي والنفيس، يجعلها هذا الحمار الكريم من أوليات وجوده، تماماً مثلما نتصورها نحن البشر، ولكنه يتفوّق علينا بكونه يبلور قناعاته وينفعل بها وينفّذها؛ وكثير منّا يدّعيها ولا يُنفّذها.
لقد احتجّ علينا هذا الحمار احتجاجاً منطقيّاً بليغاً حين ضاقتْ به السُبُل في إفهامنا بأن لكل مخلوق كرامتَه، وأننا إن لم نكن عرفنا ذلك فسوف يعرّفنا به حمار!
الكرامة مسألة جوهرية في تكويننا الأخلاقي، ونحن ندّعيها في كل ممارساتنا، ولكننا نغفل عن ثمنها الذي تقتضيه؛ فالقليل ممن رحم ربي عرف ثمن الكرامة.
وقد عرفها هذا الحمار الكريم الذي دفع حياته ثمناً لها. وقد سربلني قرار هذا الحمار الحكيم بالبهجة، فأنا، منذ خُلِقتُ أكنّ للحمار احتراماً كبيراً، وأحسبه من أكثر مخلوقات الله حكمة وفلسفة وصبراً؛ فقد عشتُ في محيط أحاطت به الحمير على صفة الحقيقة، وما زلت أعيش في محيط يحفِل بالحمير على صفة المجاز!
وللكرامة في حياتنا حدود يجتهد الناس في أبعادها، ولكنهم يتفقون في كونها من عناصر وجودهم الثمينة، فلا حياة للإنسان بلا كرامة. ولكن ما هي هذه الكرامة؟
إنها في حدودها الأولى، قوة تنبع من إحساس الفرد بضرورة صيانة أخلاقياته ومروءته وحقوقه ومعتقداته واحترام رأيه؛ وهو أمر يفضي في نهاية الأمر إلى الإعتراف بحق الآخر في كل تلك الأمور، فالكريم أخ الكريم.
وقد كان لي أن كتبتُ قبل سنوات عن بغل منحته إحدى الجامعات الأمريكية الدكتوراه الفخرية (هذا ليس مزاحاً، فقد نشرته جريدة الحياة يومذاك؛ ونقلته في كتابي »القلم وما كتب« من منشورات المدى). وهذه المواهب والمواقف الحيوانية موضع اهتمامي منذ وقت طويل، وهي تستدرجني - بالضرورة - إلى المقارنة بالبشر؛ فأن يحمل بغل دكتوراه فخرية ولا أحملها أنا ولا غيري ممن على شاكلتي، فمسألة فيها نظر!
أما مسألة أن ينتحر حمار احتجاجاً على اضطهاده واحتراماً لكرامته، فأمر يبعث على الأسى، حين نرى أفراداً، بل أمماً، لا تقيم وزناً لكرامتها ولا تأبه بهدرها استجداءاً لرضا الغرباء، والتماساً لألطافهم، من أجل مصالح شخصية يأباها حتى الحمار، فأمر يبعث على الحيرة والخجل، ونحن نرى كيف تُهدر الكرامة ويرخص ثمنها. وليس من المعقول أن نستقصي حالات هدر الكرامة، فهي واضحة لكل ذي بصر.
mohammed_saggar@yahoo.fr
نشر في زاويتي في جريدة (المدى) عام 2005


ثلاثة : إن ذهب عَيْرٌ فَعَيْرٌ في الرباط
العير بفتح فسكون هو الحمار كما مر بنا في الفرزة الأولى وهذا يفسر لنا قول احد مقدمي البرامج الوعظية في القناة العراقية المقلقة الملقلقة المقلقلة وهو يسلم على المشاهدين بإطلالة تحاول محاكاة سلفه الأستاذ الموهوب المحبوب فائق العقابي ! نعم قال المقدم وهو مقرب الى الأستاذ حبيب الصدر مدير العراقية في السابق غير اللاحق قال : ( صباح العير ) وظن البسطاء انها عثرة لسان وهم واهمون فالأستاذ كان يعني صباح الحمير ولا يعني المعنى المضحك للعير ! والرباط زنة كتاب وهو ما تشد به الدابة كقولهم قطع العير رباطه ويريدون قطع حباله وهذا القول ورد في مجمع الامثال للميداني 1/ 25 والمثل يضرب بسد الحاضر مسد الغائب والراضي مسد الممتنع ! وإعرابه : إن شرطية ذهب فعل ماض مبني على الفتح عير فاعل مرفوع ! فعير : وقع مبتدأ مع كونه نكرة لكونه واقعا بعد الفاء الواقعة في جواب الشرط . اما على مساحة الواقع السياسي بعد 9 ابريل 2003 فيكون المثال على مستوى علم البيان ضربا من الاستعارة التمثيلية وعلى مستوى علم الإستئثار بالكرسي والجاه والمنصب فهو ضرب من احتقار الكفاءات والشخصيات الوطنية والعلماء والمفكرين فمن يزعل من هؤلاء فهو مثل الحمار الذي يترك طولته فهو لايضر سوى نفسه فثمة لدى دولة المحاصصة والمصالحة والصحوات مئات بل الوف من البدائل التي تصلح لكل شيء فزيد الزيدي كان عسكريا في جيش صدام ثم شيء له ان يتعلم الاعلام والكلام فعين مسؤولا عن الاعلام العراقي وحين كثرت استغاثات العراقيين من تخبطاته وتلخبطاته أعفي من سلطنة الاعلام وعين سفيرا ! واذا لم تعجبه السفارة فيمكن استرضاؤه بتنسيبه وزيرا للفلاحة او السياحة او الدياحة او النفط ! فجماعة السلطة رجال المهمات المتعددة يستطيعون شغل اي منصب لأنهم خبراء بكل شيء من الحيض الى حامض الكبريتيك الى الحامض المنوي ( النووي ) كما يسميه أحد ألأطباء المرموقين ! اما نحن فاذا زعلنا فعير في الرباط وعير في اي مكان شاءت العكومة أن تضعه وحسبكم الله وحسب الله

أربعة : أحمد مطر صاحب الجلالة
قوتُ عيالنا هُنا،
يهدره جلالةُ الحمارْ..
في صالة القمارْ..
وكل حقّهِ بِهِ
أنَّ بعير جدِّهِ
قد مَرَّ قبل غيرهِ،
بهذهِ الآبارْ!
يا شرفاءُ
هذه الارضُ لنا
الزرعُ فوقَها لنا
والنفط تحتها لنا
وكلَّ ما فيها بماضيها وآتيها لنا..
فما لنا
في البرد لا نلبسُ إلاّ عُرْيَنا؟
وما لَنا
في الجوع لا نأكُلُ إلاّ جوعَنَا؟
وما لنا نغرقُ وسْطَ القارْ
في هذه الآبارْ


خمسة : موفق محمد زهيري جحش

أرد أشتري حصان واركب عالبعيرة مــطي
وانهكَ نهيكَ الذي مزكَوط غفلة إبمطـــــي
من حيث اليروح يتفصّل عليهه مـــطي
ويزود منهه ربع، سوّيله منهه جــحش
وإلي تحسبه أسد، واكَف إكَبالك جحش
أرد أترك الناس، ماظل ابمكاني جحش
أكبر فرد يوم حتما حتّه أصيرن مطــــي
محبتي استاذي العزيز واكرر القول في ارتباط الحمار بادباء الشعر العراقي المعاصر ارتباطا مؤثرا وقد ضربت لكم مثلا في موال الشاعر موفق محمد .
علي الموسوي


المدخل والعرض معا
مسألة الحمير شعرت ان هذا الموضوع ادخل في باب المجاز منه الى الواقع وأقرب الى البشر منه الى الحمير ! فطبف افصل ذا عن هذا ؟ ولكنني غامرت فوجدت امة من الحذاق والكتاب قد سبقتني الى الحمار فكتبت عنه ودنت منه وأرشفت له ! وبدلا من ان تبرد جذوتي وجدتها تسعرت ! فأن يكتب انسان محترم عن موضوع لايحترمه الكافة وتتحرج منه الخاصة فهذا يعني ثنتين اولاهما ان الكتابة فيه ممكنة ومأمونة العثار وأخراهما ان ذلك السابق يشكل تأسيسا ومرجعية لكتابتة اللاحق ! وكتبت وقبل ان اكتب استعنت بكتاب فاستجاب من استجاب وتحاشى من تحاشى وهو امر مفهوم في ملف الاستكتاب ! ثم كتب الي كتاب افاضل متبرعين جزاههم الله عني خيرا .

ستة : حمار شعبان عبد الرحيم
مش قولت لكم ان الحمار
هو المناضل الوحيد فى البلد
انا بحب الحمار
بجد مش هزار
عشان تعبان معانابالليل وبالنهار
بنشوف حمير كتيربيمشوا في الطريق
لا حمار عنده غيره ولا بيظلم بري
بيمشي في المكسر ولا عمره في مرة قصر
وبيسمع الكلام ومن شدة اللجام
ويقصر المشوارانا بحب الحمار
لا شفت حمار يخون
ولا شكت فيه ظنون
قدم له الوجبة فول
عمره وياك يطول
عشان كده بقول انا
بحب الحمار


سبعة : خالد القشطيني :حمار الزهاوي والعلم العراقي
ثم تواصل الهتاف الى آخر أبيات قصيدة الشاعر جميل صدقي الزهاوي : عش هكذا في علوٍّ ايها العلم ! وقد ذكر الكاتب خالد القشطيني ان الزهاوي القاها في حفل تاريخي حضره المغفور له الملك فيصل الاول لغرض فرض العلم العراقي ورفعه لأول مرة ويورد القشطيني حادثة طريفة جرت في ذلك الحفل الذي تأخر الزهاوي عن حضوره فافتقده الحضور وفجأة "فتح الباب الكبير ودخل الزهاوي راكبا حمارا مزينا بالعلم الجديد- لأنه لم يكن يجيد ركوب جواد أصيل - ونزل ليلقي قصيدته الشهيرة مخاطبا الراية المرفوعة فوق قصبة مردي متواضعة "

ثمانية : د. حسن حلبوص :اختصاصات الحمير
الاخ العزيز د. عبد الاله
تحياتي الحارة
الرسالة تدل على معدنك النقي بوركت على ما أنت عليه
اخي العزيز كما وعدتك ووعد الحر دين ان اسأل لك عن من يعرف حمير النجف واليوم اتصلت بالاخ الدكتور حميد الرفيعي( النجفي ) الذين يسكن هولاندا وسألته فاجاب مشكورا واعاد ما انت نشرته لحد الان في الفرزة الاولى واضاف ان هناك انواعا للحمير كل حسب العمل الذي يقوم به صاحب الحمار، يوجد مثلا نوع من الحمير للناس الذين يحملون الجص ، و النوع الاخر لحمالي التراب و هناك نوع اخر فقط يستعمل من الفلاحين الذين يجلبون الخضروات من الكوفة او من خلف السهلة التي سميت مؤخرا الزركه او من منطقة قريبة من خان النص ،ولم يتذكر اسماء هذة الانواع من الحمير ماعدا اسم الحمار الحساوي وان عدد الحمير اصبح قليلا جدا ويباع اغلب حميرنا الى ايران وذلك لقلة استعماله عندنا وحتى العربات الثي كانت تجر ها الحمير استغني عنها و الان تجر من الاطفال لاسبا ب امنية لا ادري هل تتذكر حميد الرفيعي من المدرسة الابتدائية او مقهى ابو البسامير ؟ حميد وانا عملنا البكلوريا في اعدادية النجف سوية، هو درس الطب في بغداد ،والمانيا كانت حصتي بدراسة الطب ولم تنقطع اتصالاتنا رغم بعد المسافة و الزمن سألني عن اخيك الصغير محمد حسين الطبيب البيطري فوعدته ان اسألك عنه والاخ د.حميد الرفيعي يبلغك احر تحياته
مع مودتي و احتراماتي
اخوكم د. حسن حلبوص


تسعة : نايف حواتمة ومطي القومية العربية
ومطي القومية حكاية كنت شاهدها بنفسي والصديقان جواد كاظم الشمس ومحمد رسول خنفور وكنا قادمين من النجف الى بغداد ! فانزلونا في تقاطع طريق بغداد الحلة فالطريق غيرر سالك بسبب مظاهرة متجهة الى مطار بغداد في الوشاش لاستقبال الزعيم الجزائري المخرف احمد بن بله كان ذلك بحدود سنة 1958 فقررنا نحن الثلاثة المساهمة في تلك التظاهرة ! وبينا نحن نسير بين امواج الناس اقترب منا وسلم علينا الاستاذ نايف حواتمة وكان يسمي نفسه خالد محمد فنظر الى جسم صديقي محمد رسول خنفور وكتفيه فوجده يشبه جسم الرياضي فاستأذن مني ان يكلم صديقي وكنت اعرف الاستاذ نايف معرفة شخصية إذ التقيت به في بيت صديقي الحبيب امير الحلو في النجف شارع المدينة وحين التقيته في مقهى النعمان بالاعظمية اقترح علي أن نستأجر بيتا واحدا في محلة الشيوخ الاعظمية !فوافقت وكان راتبي حينها كمأمور بدالة في محلة السنك احد عشر دينارا وربع الدينار ! المهم ظننت للوهلة الأولى ان حواتمة معجب بجسم صديق ولسوف يسأله عن التمارين الرياضية التي يمارسها واردت ان اجيبه جوابا استباقيا واقول له ان محمد رسول خنفور لايلعب الرياضة وانما هو يساعد والده الحاج رسول في ااشغال النجارة لكن حواتمة ابتسم في وجه محمد رسول خنفور وحياه وصافحه ثم استأذنه بلكنته الفلسطينية المحببة ان يمتطي ظهره قليلا لكي يهتف للقومية العربية فخجل محمد رسول خنفور ووافق ! فصعد نايف على كتفي محمد رسول خنفور وتدلت رجليه على صدره وصولا الى اسفل بطنه ! واتذكر ان حواتمة كان يهزج :
ردوا ويايه ياحبايب مطلب الشعب الجبار وحدة وتحرروثار ! ثم نزل نايف بعد ربع ساعة وكان العرق يتصبب من جبين صديقي محمد خنفور وهنا اقترب رجل لانعرفه وابتسم في وجه صاحبي المرهق من حمل نايف حواتمة وصافحه ثم ركب على ظهره دون استئذان ويبدو انه اكتفى باستئذان نايف حواتمة ونزل الرجل بعد ربع ساعة وخنفور في حالة يرثى لها من الاعياء ! ثم ركب رجل ثالث على كتفيه ونزل بعد ان شفى غليله وركب رابع وهنا انزله محمد رسول خنفور بخشونة فوجد الجماعة ماسكين لاين او طابوراً كلٌ ينتظر دوره ليركب كتفي صديقي الخجول ولكنه غالب حياءه ونهرهم وشتمهم وقال بصوت عال هي متستحون على شرفكم قابل اني صرت مطي القومية العربية وما ادري بروحي ؟وكما يقول الميداني صاحب مجمع الامثال فارسلها مثلا
فاروق فيصل علي ومطي الديموقراطية
الاخ العزيز ابو وجدان المحترم....
تحية لك ملؤها الحب ايها العزيز اكتب لك بعد انقطاع وذلك لكثرة استعمال ابنائي للحاسبة حيث ان اثنان من اولادي في المرحلة الاولى من دراسة الماجستير.. فولدي يسار يدرس الادارة العامة...وابنتي سجى تدرس الاجنة والعقم وهي اكثرنا استعمالا للحاسبة حيث تقضي الساعات....... تتنقل بين مواقع الجامعات الامريكية ومكتباتها...اخي العزيز عبد الاله قرات الفرزة الاولى من موضوعك الجميل والشيق عن الحمير... واليوم وانا اقرأ الفرزة الثانية....فلا اخفيك فلقد ضحكت كثيرا حتى ان الاولاد سألوني عن سبب الضحك.. كما اتربطني بالاخ الشاعر المبدع موفق محمد علاقة صداقة وانا من قرائة منذ بداية التسعينات من القرن الماضي !كما انني كنت واحدا من المشاركين في المظاهرةالتي جرت لاستقبال احمد بن بله وجميلة بو حيرد عند وصولهم الى بغداد...... حيث كان القوميون والبعثيون يتجمعون عند مدخل المطار-- مطار المثنى -- اما نحن الشيوعيون ..فكنا نتجمع في وسط ساحة دمشق وكلما حاولنا التقدم نحو بوابة المطار نرد على اعقابنا كان معي في التظاهرة الصديق عدنان حسين .. واخيرا استقر بنا المقام في الشارع الموازي لمعسكر الوشاش فكنا محصورين بين سياج المعسكر وسياج المطار بعد وصول الوفد ومغادرته بدأت الجالينا الاخوه القوميون وكان بجانبي شخص مثل ابن خنفور يحمل على كتفيه شخصا يردد اغنية لصباح بعد تحويرها ...الاخ منسجم مع الاغنية وكلنا معه وسيل الحصو لا زال منهمرا فأنتبهت لحصوة اشلونه لايكه الراس صاحبنه الهتاف فما كان مني الا ان اخفض راسي واطلب من الاخ عدنان ان يخفض راسه هو الاخر وبعد ثواني سمعت صوت ارتطام الحصوه برأس هتافنا الصنديد واذا به يسبح بدمه ..ويصيح نزلني اوصاحبنه الشايله ميدري شنو الموضوع.........اما على ذكر ابن خنفور فقد قبلت ابنتي في كلية طب الكوفه عام 1990واجرت لها غرفة في عمارة تقع بين الكوفة والنجف تعود لابن خنفور وقد كان انسانا طيبا جدا ....
عزيزي ابو وجدان تحياتي لك ولعائلتك الكريمة والى لقاء ..........
المخلص اخوك فاروق فيصل علي .... بغداد
ali_farook999@yahoo.com
19 مايس 2008


عشرة : عبد الاله الصائغ ومطي اليهود
ومدينة النجف تضرب فيه المثل فتقول فلان مثل مطي اليهود ! وكنت اسمع المثل ولا اهتم به فما اكثر ما تدخل كلمة مطي في معجم اللهجة النجفية ! الى ان كبسني اخي الكبير وانا اتصرف مع حلانة التمر تصرفا احمق فقد كلفني بنقلها من سوق الصفاة نهاية شارع الهوة الحبوبي حاليا الى بيوت الصحة والمشسافة بعيدة وجسمي بسبب سوء التغذية نحيل فاجتهدت ان ادربيها في الشارع امامي كما لو كانت عجلة وذات مرة سقطت الحلانة في مجرى مياه قذرة سوداء على جانب الشارع فتلوثت ومع ذلك اخرجتها ودحرجتها ثانية وحين كبسني اخي في هذه الحالة ضربني ضربا مبرحا ولم يتذكر ان وزن الحلانة ازيد من وزني ! فقال لي بيقين تام شوف ولك ماإلك جارة يامطي اليهود ! وكرر كلامه انت مطي يهود !واشهد انه تضرر بسبب اجتهادي كثيرا فقد استغنى عن حلانة التمر وضعها في حاوية الأزبال ! وهذا يعني ان الضرب والحرب الكلامية التي شنها المغفور له شقيقي السيد عبد الامير ستتبعها حرب خاطفة على الارض يستعمل فيها معي سلاح ابو الطركَة أي كرمكم الله ووقاكم شره النعال الجلدي فهو يتكون من عدد من طبقات ( طركَات ) الجلد وكلما ازدادت طركاته خف وزنه وبخس ثمنه وقل اذاه ! اما النعال ابو الطركَة اي الطبقة الواحدة فهو سميك غال موجع وللك حديث آخر حين نتحدث عن النعال النجفي بين المداس والبسطال ! المهم هربت من امامه وعدت اليه بخبر مدو ملفق وهي عادتي في مثل هذه الاحوال كي انسيه ذنبي واشغله باكذوبتي ! وبعد ان بردت جذوة نعاله سألته بأدب جم عيني اموري شنو معنه مطي اليهود فكاد ان يثور بوجهي مثل البركان ويتذكر فعلتي ولكنه خشي ان اظنه جاهلا لايفهم في الحمير وهذه تهمة غير اعتيادية ! فأجابني رحمه الله وفي المساء سالت والدتي الزرقاء رحمها الله وتوصلت الى فهم واضح لمطي اليهود سوف اصوغه لكم حضرات القراء باسلوبي دون ان اخرج عن النص كما يقال : المطي نوعان مطي مسلم ومطي يهودي ! المطي المسلم مفيد وغير مؤذ اما مطي اليهود فهو يحقد على النجفيين لانهم يفرقون بين الحمير على اساس الدين ! اشترى احد المسلمين مطيا مغشوشا لانه مطي يهود ولكنه قرر ان يختبره فقد تكون اوصافة شيئا من الظلم الذي حاق به وبآبائه وأجداده ! وذات مرة حمل المسلم مطي اليهود صفائح من الغائط لبيعها كسماد حيواني طبيعي لفلاحي الخس فما كان من الحمار الا ان سار وسط الناس ولوث ملابسهم ونجسهم وقززهم فاجتمعوا وضربوا صاحب المطي عقابا له على عدم تربيته حماره ! وقاد المالك مطيه الى طولة ملحقة بيته وتناول الخيزرانه وضرب بها المطي ضربا شديدا جعل الدم يتفجر من امكنة عدة ثم درب المطي كي يسير جنب الحائط فتعلمها المطي دون عناء ! وظن صاحب المطي ان مشكلته باتت يسيرة !فالمطي اعتاد السير جنب الحائط وذات مرة حمل عليه صاحبه بيضا فكان الحمار يمشي جنب الحائط لصقا بحيث يرتطم البيض من وراء الجلال بالحائط فيتكسر ! ووصل البيض الى المكان المحدود ولكنه وصل مكسرا ! فتعين على صاحبه ان يدفع ثمن البيض فقرر المالك بيع مطيه ولو بنصف قيمة ما اشتراه وكان المشتري يقلب جفن المطي ويفتح فمه فيهتف هذا مطي يهود لن تجد من يشتريه منك وبعد ان تكررالحال قرر تقديمه هدية الى طولة بني عجوم وما اشد المفاجاة حين رفض صاحب الطولة قبول هذه الهدية فلا احد يشتريه بينما يريد المطي علفا وماءا وخدمة ! وبعد جر وعر عاد بالمطي الى بيته وهو يقول ورطة السودة هل دور اتورط وي مطي اليهود ! وقرر وضعه في بيته لوجه الله والسهر على خدمته من علف وماء ومحس ( اي تفريش يفرشاة خشنة جدا ) وسكب الماء عليه في الصيقف للابتراد وتدفئته شتاء ! ولكن المطي كان ينهق ليلا ونهارا مما جعل الجيران يطرقون عليه الباب ويوبخونه بل ان بعضهم قال له ان المطي على امثالها تقع ! فقرر ترك المطي ليلا قرب مسجد الحنانة وكان وقتها بعيدا غير مأهول وعاد الى البيت وهو يقسم انه لن يشتري بضاعة دون ان ياخذ معه خبيرا ! ومر يوم ويومان وثلاثة فاذا مسلحة شرطة تقف بباب بيته وفيها مطي اليهود وعدد من الشرطة المسلحين وخرج لهم فناله منهم اهانة كبيرة تتلخص في انه بلا رحمة لانه ترك حيوانا بريئا في العراء وفي انه لم يحترم ثرى النجف فترك حماره يروث دون ان يجد من ينظف الارض من فضلاته فاعتذر المالك لهم فقبلوا عذره برحابة صدر بيد انهم قدموا له قائمة بالمبلغ الذي صرفه مخفر شرطة الحنانة على المطي فدفع المبلغ وقرر ان ينذر للسيد محمد سبع الدجيل خروفا ان هو تشفع له عند الله وتخلص من مطي اليهود ! وقد جعلني شقيقي المغفور له عبد الامير الصائغ امشي مقتصدا فلا انا ماش جنب الحائط ولا انا ماش وسط الطريق. .

احد عشر : شعر تراثي : بال حمار فاستبالت أحمرة
كل الحمير وقعت في الدسكره وعلقتها في ارتفاع الشجرة
من بعدما شاع وباء الطرطرة وشاع ان يرمي حمارٌ تفره
كي يدفع المقهور غول المقبرة ويدفع المجزور هول المجزرة
من تونس الخضرا ء حتى القاهرة بال حمارٌ فاستبالت أحمرة
يارب احمينا نياب القسورة فهي بلحمنا الطري مستهتره
وقد بدت ضارية مستعرة من قُبُلٍ تنهشنا ومن وره


إثنا عشر : ابن طباطبا العلوي :النهيق مناعة ضد وباء المدينة
من يقرأ مادة حمار في حياة الحيوان الكبرى للدميري سيجد العجب العجاب من الاسرار والطلاسم التي تحف بالحمار وهي دعوة للقراء الكرام كي ينهلوا من كتاب الدميري فهو والله جمع فاوعى ! ولكنني احيل القاري الكريم الى ابن طباطبا العلوي وكتابه النفيس عيار الشعر ! وهاك اقرأ معي بالحرف الواحد ما حبَّره ابن طباطبا العلوي : ... تزعم العرب أن الرجل إذا اراد قرية فخاف وباءها فوقف على بابها قبل أن يدخل فعشَّر كما ينهق الحمار ثم دخلها لم يصبه وباؤها وقال عروة بن الورد في ذلك وكان قد خرج مع اصحاب له الى مدينة خيبر يمتارون فخافوا وباءها فعشروا وأبى عروة بن الورد ان يفعل فلما دخلوها وامتاروا وانصرفوا نحو بلادهم لم يبلغوا مكانهم إلا وعامتهم ميت أو مريض إلا عروة بن الورد فلم يمرض ولم يصبه الوباء فقال :
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى نهاق الحمير إنني لجزوع
فلا وألتْ تلك النفوس ولا أتت على روضة الأجداد وهي جميع .
العلوي . محمد أحمد بن طباطبا ت 322 هــ .عيار الشعر ص43 طبعة دار الكتب العلمية بيروت 1982 إ.هــ
هامش الصائغ :وهذا موقف تقدمي تنويري من ابن طباطبا فقد سخر من تلك الخرافة من خلال نقله لخبر زعيم الصعاليك الامير عروة بن الورد !.


ثلاثة عشر : حكاية جحا وحماره وولده
اتذكر من قراءة الصف الثالث الابتدائي هذه الحكاية الطريفة فقررت مسك معناها ودلالتها وصياغتها باسلوب قريب من اسلوبها الاول :
معروف ان جحا يحب من الدنيا ولده وحماره ! كان الثلاثة في سفر طويل جحا وولده وحماره ! ولقد ركب جحا حماره بينما سار ابنه خلفهما ! وما إن ابصر الناس مشهد جحا ممتطيا حماره تاركا ولده الصغير يمشي خلفه حتى استنكروا ما رأوه فهتفوا يالقسوتك جحا كيف يركب الكبير الحمار ويمشي الصغير المسكين على قدميه هل هذه أخلاق أب يحنو علو على ولده ؟ يبدو أن الرحمة قد نزعت من قلب جحا وحين سمع جحا كلام الناس قال في نفسه ان الحق معهم !فنزل عن الحمار و ركب ابنه مكانه فمروا بطائفة من الناس ! فاستغربوا مشهد ابن غير مهذب يستأثر بركوب الحمار لوحده ويترك اباه العجوز ماشيا على قدميه ؟ فقال قائلهم أين البر بالوالد من تصرف هذا الولد العاق؟أيسير الأب و يتعب و الابن مستمتع على الحمار! فخشي .
حجا على ولده من كلمات الناس ونظراتهم ! و بدأ يفكر كيف في طريقة يسكت فيها الناس !, فقرر أن يركب خلف ابنه على الحمار فهي الطريقة الوحيدة التي سترضي الناس ! وسار الحمار بجحا وولده شوطا آخر من الطريق وكان الحمار ينوء من ثقل الخرج الذي يحمله وثقل الاب وابنه ! فشاهد الناس منظر الحمار المسكين وهو ينوء من حمله الثقيل فصرخوا أين الرحمة ياشيخ جحا بهذا الحمارالواهن ؟ لقد أهلكت حجا و ابنك وخرجك هذا الحيوان المسكين ؟ عندها فقط ايقن جحا وولده وربما ايقن معهما الحمار ان فضول الناس لايمكن تدجينه ! فكل محاولاتهما في ارضاء الناس لم تجد نفعا ! نزل الاثنان عن ظهر الحماروتركا المسكين يلتقط انفاسه حرا طليقا ! لكن من اين للناس ان يرتضوا بتصرف جحا وولده ؟فقالت الناس : يا لحماقة جحا ويا لتفاهة ولده ! كيف يمشيان و يشقيان من التعب ومعهما حمار؟ ولماذا خلق الله الحمير لو لم تكن للركب ؟ عندها قرر الاثنان جحا وولده ان يحملا الحمار على ظهريهما ويعودا به الى البيت ! وليحتج من يحتج وليغضب من يشاء ! فالناس فضوليون بالسليقة وهم مختلفون بالفطرة فكيف لاحد ان يرضيهم .


أربعة عشر : وفاء سليم المغربي قرابة الحمار للبغل والنغل
حضرة استاذي الدكتور عبد الاله المحترم
تحيتي واعجابي مع هذه المساهمة البسيطة
..,. ولقد وهبت الطبيعة الحمار اثنين وستين 62 كروموسوماً
والبغل يتفوق على الحمار بكروموسوم واحد كما ان الحصان يتفوق على الحمار بكروموسومين وعلى البغل بكروموسوم واحد ! والبغل حيوان مسالم وخدوم مثله مثل أبيه الحمار ! وهو ثمرة زواج غير طبيعي بين الفرس والحمار !
اما البغل النغل فهو حاصل زيجة بين الفرس والحمارة الأتان !
قال ابو دلامة :
فأبدِلْني بها يا ربّ بغلاً
يزيّن جمالُ مركبهِ جَمالي
كريماً حين ينسبُ والداه
إلى كرم الأرومة في البغال
اما ابن رشيق القيرواني فهو يأخذ على البغل كون ابيه حمارا!
فأوصيكم بالبغل شراً فإنه
من العير في سوء الطباع قريب
وكيف يجيءُ البغلُ يوماً بحاجة
تسرّ وفيه للحمار نصيب


خمسة عشر : د. موفق شامل الحديدي : طائفية الحمير
حضرة الاستاذ عبد الاله الصائغ تحياتي الى حضرتك لكنني عاتب عليك اشد العتب فأين ادعاؤك بالتقدمية والبعد عن الطائفية وانت تفضل حمير النجف على كل حمير العراق لأنك لاتستطيع ان تنسى طائفيتك حتى وانت تتحدث عن الحمير ! حضرة البروفسور الصائغ كان عليك ان تبدأ الفرزة الاولى من مثالة الحمير بحمير الموصل فهي بيضاء مثل الوفر ! وذكية جدا حتى انها تعمل مقالب على اصحابها وهي وفية لاصحابها وصدقني يادكتور ان حمير الموصل مهذبة جدا وتربيتها ممتازة فهي لاتروث في الطريق ولا تنظر نظرات فضولية للآخرين بل هي لاتزعج الناس بنهيقها فكانها خرساء فإذا جاعت ونسي صاحبها ان يقدم لها وجبة الطعام المتألفة من الشعير الفاهر والتمر الزهدي والماء فان الحمار ينهق بصوت منخفض يشبه الهمس لكي ينبه صاحبه ! وهناك صفة مهمة جدا لحمير الموصل وهي تحديدا آداب ممارسة الجنس وقد قرأت في مقالة الكاتب الأستاذ امير الحلو ان حمير النجف تمارس الجنس امام الناس فتسبب الحرج لهم وبخاصة حين تكون الممارسة امام مدارس البنات ولكن حمير الموصل لاتمارس الجنس علنا ! هي تمارس الجنس بالخفاء في الليل حين يسود الظلام وتغفو العيون وذلك ان دل على شيء فانما يدل على ادب حمير الموصل وحسن تربيتها ! ولو كان المر بيدي لأدخلت حميركم دورات عند حميرنا حتى تتعلم وتتهذب والسلام عليكم .
د. موفق شامل الحديدي
جامعة الموصل
mshamel66@yahoo.com
الموصل المحروسة


ستة عشر : صلاح علي :صور الحمير الموصلية
استاذي الفاضل
تحية طيبة عطرة مباركة
استاذي الفاضل
قرأت مقالكم في كتابات حول الحمير وهي مقالة رائعة الا اني وددت لو توسعتم قليلا في ذكر دور الحمير في الذاكرة العربية الشعر العربي وسبب كنياته المختلفة علما انه حيوان رومانتيكي ..هل تتذكر تواجد الحمير في الطريق الى المركز الثقافي في الموصل والغريب اني لم اقرأ تعليقا على تحريك الحمير لأذانها للأشارة على حالتها النفسية كأن يكون الحمار مطنشا ان صح التعبير او ان يعارض اتجاه اذنيه بتحريك احداهما الى الوراء والآخرى الى الأمام ...والسبب في اختفائها المفاجيء بعد استيراد الحمير من مصر ..كما لا ادري ان مررت على ابي غلالة وقصيدة لي نشرت في الحدباء حول فضائل الحمار ومذهبه السياسي على اية حال ارى ان الحمار ظاهرة عربية ومرة عددت في حي البعث احد احياء كربلاء اكثر من سبعين حمارا كلها من النوع الهزيل بينما نرى في الموصل حميرا من النوع الحساوي مع الأعتذار وهناك عوائل في الاردن مثل الحمارنة وفي العراق مثل الحساوية
ارسل لأطلاعك صورا لحمير من بلادي
تلميذكم صلاح علي
semiramis2005@yahoo.com
النرويج


سبعة عشر : ذياب آل غلام : أسماء الحمير والمكارية
تحية قلب الى تلك القباب الشامخات بالحب والعطاء
تحية ود الى شواطئ النجف حيث العصاري يباع في مديانها الخضرة وكلها نلقبها بخضرة الشواطي والنزله والشوافع والفتحه وطريق الحج والجدول وبساتين هذا بستان ابن عوده وهذه حديقة وبستان ابن شلاش وهنا لبيت الرفيعي وكذلك لبيت دوش ومن بعيد وقرب المسنايةاو قرب الناظم هناك حديقة ابن مرزه رشاد والى ابن عجينه (بكشه) كذلك وللسادة وبني كلاب بساتينهم هكذا اتذكر لكم محبتي وذكرياتي وهذه النجف من العراق الاشرف
الان انا في بهجتي وفرحي معكما البروف والاخ والعزيز ولقب جديد قاله لي ابأ وجدان وناداني بولدي يارب اطل عمره وقرب جمعنا في نجفنا ناداني بولدي (منين اجيب الفاكد أمه)وارجع لأكون ولد والعمر شارف على الستين حبيبي دعبدالاله والله وحق عشق البراك وعكد بيت الرشدي حيث حفرت اسمها هناك على جدار المدرسة الشبريه مقابل بيت حاج صالح الجوهرجي فلذلك اقسم بذلك الزقاق بأنني فرح وبهيج الان وانت تغمرني بهذا الفيض من الحب والجمال والذكريات لك حبي واشتياقي وهذا الرابط هل مر عليك هذا المقال وهل من الممكن ان نضعه مثلا في الفرزة الثالثة او الرابعة حيث عليك ان تخصص من الان عن هذه الحوزة طرائفها ونكاتها ومناقبها وبعض دفينها بحيث لانشهر ولانضر احدا بل ننقل بأمانة للتاريخ وللاجيال هذا الحب النجفي وعشقنا ! الحبيب د حسن حلبوص لك القبل والأمل لك كل الاشواق والايام الجميلة شكرا على التواصل وهذه منابع النجف حيث تشترك مواكب الفرح والعزاء مابين اطرافها المشراك والبراك والعماره حيث تعانق الحويش والجديدة وبربرها مع معدانها حيث قرب الحديقة سوق العرب وكأنها منطقة الافغان (البربر)ومختارهم (حجي عوز...عوض)ورجب الخباز وغفوري الرياضي الشقندحي وبطل النضال القومي كاظم علي البربري وغيرهم المهم لك هذا الحب ولقد تخلصت من خباثة الاخرين ونظفت الحاسبة وجاءت رسالتك رائعه تزين عيني وصدري بالفرح الغامر
حبيبي د حسن هل د حميد الرفيعي هذا نبعة الصفصاف واخو رفيقي علي الذي هاجر الى الخليج ثم الى هولندا لاحقا هل تقصد د حميد الجميل والعاشق والمعشوق هذا طوله طول الخيزران وشعره المجنون بالحب وعشق الناس هل هذا هو حميد وكيف انساه اذا كان لايتذكرني وانا الفنان الذي كان يلازمني في كل معرض في سبعينيات القرن الماضي اقيمه وفي كل حفل لذكرى ميلاد 31 أذار من كل عام وكل نشاط شعري وكتابة ما حيث كنا مجموعة كان هو يلقبنا بالمرده ذكره (مزهر/رزاق ابراهيم حسن وهاتف/الجابري/الخزرجي/عبدالاله الياسري/وغياث البحراني )وكان من الذين يداعبون الراحل الشيخ عبد الصاحب البرقعاوي علما كان ضمن حلقاتنا رسول البرقعاوي وكذلك الشيخ محمد رضا ال صادق ومن الذين يملأون حلاقاتنا بهجة وفرحا عبد الزهرة الشرقي وهناك اخوه محمد حسن الشرقي والاكبر عبد علي الشرقي المهم هذه ذاكرة ارسلها الى حبيبي د حميد الرفيعي الذي لا انساه ابدا وعصريات النجف وشارع الخورنق حيث عيادته وتسكعنا في شارع الصادق وكان من اجمل تعليقاته التي تخصني لكوني كنت ملازما لشارع الصادق ذهابا وايابا وحيث يمر د .حميد يسأل ذياب(ذيبان)جم دنكه بشارع الصادق...فأضحك ولقد كنت اعددتهن من الجانب الايسر 96 دنكه ومن الجانب الايمن اي من حلاقة عبد الزهرة العامري لحد نهايته 83 دنكه والان في غربتي هذه حيث التقي مع من يدعي انه من النجف فاسأله جم دنكه بشارع الصادق اذا انت من النجف واضحك لكم هذه الفيض من الذكريات لكم محبتي وسنلتقي على المحبة واذا التقى مع اخي ورفيقي علي الرفيعي وزوجته تحياتي لهما والى فرزة صائغية نجفية من العراق الاشرف ندونها عن شباب شوارع النجف .
ملاحظة : هذا رابط المقال هل اطلعتم عليه وخاصة البروف رفيق العشق النجفي عبدالاله (من اين اكتب وكيف اجيبك)قلبي لك مزهرية
http://www.al-nnas.com/ARTICLE/DMKhalam/1njf.htm
واما اسماء الحمير وكما اتذكر منها الابيض العالي الذي يشبه البغل كنا نسميه حساوي وهو نسبة الى اهل الحساء والاصغر منه وكذلك للنقل واللركوب يسمى شاوي نسبة للشاويه من اهل البصرة من اراضي الزنج والذي ينقل الجص والحصو والطابوق ويقوده (المجاري)
وهذا الحمار لا يعرف سوى طريقه الذي اخذه له صاحبه في الصباح من مكان النقل الى مكان التفريغ في اي زقاق من درابين النجف ثم يطلق عنانه بعد ان يشد (العدول...عدل)على ظهورهم يسمى حمار دبخي...يعني غبي لايعرف سوى هذا الطريق ومن اشهر المجارية هو سعيد زلايط وكذلك هلال بن عجوم المهم
هاجن يناهي عليك وجروحي كلهن
شلحم ششل اشلون جا كلي منهن
لكم محبتي واشواقي وأسف على هذا الطول في الكلام
ذياب آل غلآم...حي السعد/ ملبورن المحروسة


ثمانية عشر : ذياب آل غلام . وحده الحمار يعرف الحقيقة
... فسوف ارسل لك مجموعة شعرية رائعة لاحد اصدقائي في ملبورن وعنوانها(الحمار وحده يعرف الحقيقة) وطبعت باللغة الانكليزية وكذلك بالعربية مجموعة جميلة وفيها مايسرك ولك الرأي الاول والاخير فيها ومن الممكن ان نظم قسم من القصائد للفرزة الثانية من موضوعك حمير النجف...بالعمامة والكشيدة وبالعكَال كذلك اما الحمير (المفرعة) فحدث ولا حرج المهم استاذي اعتذر عن كل التباس لك عني وان لم يكن لي عذر فأنت عذري....واما الحمامات فعليك ان تضيف لها ما تتذكره انا كتبت ما اتذكره واتصل بي د باقر الكرباسي وطلبت منه اشياء عن النجف وكذلك اتصل بي د حسن حلبوص وهناك حمامات النساء وانت تتذكر حمام كله حسين للنساء والحجيه بادم اخت موسى الحممجي حبيبي د عبد الاله لك من القلب التحية والسلام وسوف نتواصل بفرزاتك دمتم محبة ومسرة وسلام
ذياب آل غلآم....حي السعد
ملبورن المحروسة


تسعة عشر : علي الحسني : طرائف حمارية
البروفسور الموقر عبد الاله الصائغ طابت ايامكم قراتُ لكم من خلال واحة النور المحببة وبعض مواضيعكم المطوله والشيقه احفظها في صفحةٍ خاصه لاقرئها فيما بعد لكن لم يكن بوسعي بعد ان اطلعتُ على الموسوعه الحماريه الرائعه دون ان اعلق بهذه الكلمات المتواضعه,فبينا انا اقرا تلك السطور ومشاعري تتكرس لتلك الربوع وطارت بي الذكريات الى مراتع الصبا وخصوصاُ من خلال كلمات الاخ ذياب مهدي ال غلام الذي كاد ان يوصلني الى بيتنا القديم في محلة البراق (عَكَدخانيه) حقيقةً ولاول وهله وانا اقراوردت كلمة (حماره) وتصورت ان هذا غلط قد ورد لانني اعرف ان انثى الحمار تُسمى اتان وجمعها اُتن, لكن بعد ان اتممت المقال كان الاستاذ قد استخدم هذا اللفظ في طي مقاله وبعدمراجعتي لاحد معاجم اللغه وجدتُ ان هذا الاستعمال وارد جميل ماذكره الاخوه الاساتذه السيد امير الحلو , الاستاذ عباس سميسم , الاستاذ حسن حلبوص , الاستاذ ذياب مهدي ال غلام وماصاغته انامل الاديب اللبيب الاستاذ والمفكر عبد الاله الصائغ وهذا ليس غريباً على مدينة النجف الاشرف ان تنجب عبد الاله الصائغ بعدان جادت علينا باحمد الصافي النجفي وعلي الشرقي ومحمد رضا الشبيبي والشيخ محمد علي اليعقوبي والشيخ مهدي مطر على سبيل الذكر لا الحصر لان القائمه طويله كما علمتم ولي ان اضيف بعض الشذرات لموسوعتكم الكريمة ونستهلها
اولا : استاذان في معهد واحد لا يجتمعان
احد الفضلاء من اهل الدرس حيث كان يعطي درسه لطلابه وهم مشدودون اليه واذا به يحجم عن التدريس فجأة وقبل ان يبادروا بالسوال عن سبب سكوته ابتدرهم هويقول لايمكن ان يجتن حمارا قد مد راسه ليلقي نظرة على حلبة الدرس . ,
ثانيا : كان لي صديق يسكن في تلك المنطقة التي ذكرتموها وهي نهاية شارع الخورنق حيث المكان المتعارف عليه لبيع الحمير فيذكر لي هذا الصديق انهم كانوا يسمعون صوت المنادي وهو يسوم بضاعته وبلهجة نجفية120 بمد لفظ عشرين. .
ثالثا : ذكرتم قضية وهي ان الحمار اذا سار في طريق يحفظه ولا ينساه نعم هنا يذكر المرحوم الشيخ صادق القندرجي هذه الطرفة وهي ان رجلا من اهالي النجف وله بستان خارج النجف في منطقه الشواطي ويوميا يستقل حماره ذاهبا وايبا الى مزرعته , وفي يوم من الايام وهو عائداالى بيتهِ واذا بعاصفه رمليه فخطر بباله ان ان يطرق باب احد البيوت النجفية ليقضي تلك الليلة حيث خشي ان تقع عليه شرفة من احد البيوت اتي كان يمر بازقتها والشرفه هي من الطابوق الفرشي واهل النجف يسمونها( تيغة) وفعلاً طرق باب احد البيوت وهو لايعلم ان هذا هو بيته لا الحمار قد حفظ الطريق وعرف بيت مالكهِ فما ان طرق الباب وذا بامرأه تساله منو؟ فقال لها انا من اهالي النجف والجو تغير وخشيت من سقوط تيغة عليَّ وعلى حماري فهل لي ان ابت هذه الليله عندكم وعند اذان الفجر انصرف , وهنا عرفت الزوجه زوجها وغيرت صوتها قليلا وقلت له تفضل ونزل ضيفا وحماره ذهب الى مكانه المعتاد لكن الضيف لمح وجود شخص نائم ويرتدي ملابس جندية فقال للحرمة حجية هذا شخص غريب واني ابن ولاية فممكن تكعديني قبله حته اروح لهلي فاجابته بالايجاب وعندما اخذ مكانه واستلقى وغط في نومٍ عميق فاخذت زوجته بان رفعت شماغه وعقاله ووضعتهم على راس اخيها الذي كان قد زارهم وزوجها لايعلم واخذت سدارة اخيها ووضعتها على راس زوجها وما ان انبلج عمود الفجر حتى ايقظت الزوج الضيف لينصرف وشكرها على معروفها وهكذا كان اخذ برشمة حماره ومضى لكنه في منتصف العكد ( الزقاق) وضع يده على راسه واذا به يحس انه يرتدي سدارة قال اخ لا يا ملعونة الوالدين وعت ابو السدارة وخلتني نايم.
رابعا : اخيرا حيث اتفادى الاطالة كان لي صدق في النجف قبل حوالى 25 سنة في النجف كان يردد هذا البيت من الشعر ولا ادري اذا كان يعرف قاءله او هل تتمه من ابيات اخر :
دكتور شوفلنه المطي مدري المطي شلونه
لمن وصل راس الجسر مدري شغده لونه ,
احترامي واعتزازي لشخص الدكتور عبد الاله الصائغ ومزيد من الالق
alhasani313@hotmail.com
اخوكم علي الحسني مالمو السويد
19/04/2008 12:16:37


عشرون : يحيى حلبوص : الحمير ومنطقة بحر النجف
الاخ العزيز ابو علي ( د. حسن حلبوص ) المحترم
بعد التحية والسلام
موضوع حمير النجف
في السابق كان يسمى بيت عجوم هم اعلم المنطقة في النوع من الحمير حيث كان عندهم مزاد في كل يوم بعد الظهر حيث
يبدا المزاد في بيع الحمير وكان يعرفون صنف الحمير هل هو من الدرجة الاولى والجيد وكان الناس الذين عندهم حمير يعرفونهم واحد واحدا وكانت في ذلك الوقت نكتة على الذين هم لا يعرفون شى في الدنيا يقولون لة خريج كلية عجوم وكان اهل النجف الذين يعملون في دباغة الجلود في جدول النجف يركبون الحمير وعند الظهر يوضعون كل واحد منهم سفرطاس في العدل الذي يوضع على ظهر الحمار ويذهب الحمار الى بيوت الناس الذين يعملون في الجدول ويكون عددهم اكثر من خمسة الى ست اشخاص ويذهب الحمار الى بيوت الناس الذين يعملون في الجدول وكانت بيوتهم في داخل المدينة النجف وكانت مسافة بين الجدول والمدينة لابس بها وكان يذهب بوحده لا احد يرشده الى مكان المقصود حيث يذهب الى بيوت في داخل المدينة حيث يذهب الى بيت بيت حيث يقف في باب البيت واهل البيت يعرفون ان الحمار قد وصل البيت يذهبون الية ليستلموا السفرطاس منة والحمار ينتظر حتى يستلم الغداء من اهل الدار وكذلك باقي البيوت دار بعد دار تم ياتي الحمار مرة اخرى الى جدول النجف حيث ينتظروه ا الى وصول الغداء اليهم ويقوم هذا الحمار في هذه المهمة في كل يوم لا يضل الطريق ولا يقلب الاكل حيث يصل بشكل المطلوب
مع تحياتي
اخوك يحيى حلبوص

واحد وعشرون : د. سيار الجميل : النجف في الشعر الموصلي القرن 18
عزيزي الاخ الغالي الاستاذ الدكتور عبد الاله حفظه الله
دمت لنا القا .. ونبراسا ورائدا ومتعك الله بالصحة والعافية
لقد تمتعت قبل يومين بما ارسلته لي عن النجف وانا الان اجمع بعض مأثورات الشعراء الموصليين منذ القرن الثامن عشر وما نظموه بحق النجف الاشرف ومنهم عبد الباقي الفاروقي وحسن عبد الباقي والملا عثمان الموصلي وغيرهم
شكرا لكل عواطفك النبيلة
سيار الجميل

اثنان وعشرون : صباح محسن جاسم : ظاهرة انتحار الحمير
مقالكم في حمير النجف مشروع يمكن أغناؤه والتوسع فيه .. كما لا يخلو من موضوع الحمير من الروابط تراثية الكثيرة .
ويا حبذا لو تجاوزت إقليمية البحث إلى فضاء متسع على طول البلاد وعرضها ! بلاد ما بين النهرين فتضيف للتفكُّه فكاهة وللموضوع وسعة ودراية وأثرا وستجد ما بين الوتد واللجام رابط حكايات غريبة وعجيبة تفوق ما في ألف ليلة وليلة وسنعرف منها سر اتخاذ بعض التقدميين شعارهم من الحمار ومما يحضرني من مفارقة غريبة أبان حرب الخليج الأولى هو لما شح توفر البغال في ميسان لنقل طعام القصعة والماء إلى أعالي جبل مشداج استسهل على البعض التشابه ما بين البغل والحمار إن اعتمد على إجبار فريق من الحمير جيء بها من أطراف مدينة العمارة وصعودا على ظهر عجلات ( الأيفا) وكان الجنود يسمونها ( أم عبيس) فكانت تفرغ حمولتها من الحمير المصادر ! لتحمّل على الفور بفناطيس الماء وقوالب الثلج وتساق دفعا لتصعد المناسم الضيقة ما بين صخور سلسلة جبال حمرين .. وما أن تصل بمشقة إلى منافذ لسكن عاتي الريح حتى تلقي بنفسها منتحرة إلى أسفل الوادي مع حمولتها ! ومنها عرفنا إن الحمار - أبو صابر - حين يطفح به الكيل لا يتوانى عن الانتحار. وان ذلك الأمر تكرر لأكثر من مرة ، فكان الموقف العسكري للحركات يسجل الحادثة بالعدد والسبب فيقرأ عريف الإعاشة: فقدان ستة حمير بحمولتها . أسباب الحوادث : انتحار.
وباعتقادي أن السبب وراء ظاهرة انتحار الحمير هو تحقير الحمار والنفور منه وللحمار مزاجيته الخاصة فهو يحرن في الطريق ولا يتحرك ولا يستجيب لتنبيه الآخرين له بالتحرك لإفساح الطريق وربما أيضا بسبب كبر عضوه التناسلي الذي يكشف عنه في كل حين فيسبب نفورا لمن يراه - على ذكر صوت الحمار : في جبهة القتال كان الجنود المرابطون في صحراء طويلة عريضة يستيقظون مبكرين على نهيق الحمار القادم من القرى البعيدة فيتذكرون الأهل وحركة القرية وصوت مضخة الماء والأجازة والسلام ! فكان صوت الحمار أرق من تغريدة بلبل.
سبحان مبدل الأمزجة إذا ما شذ الزمان والمكان ولكن هل يتعظ الإنسان؟
sabah1iraq@yahoo.com
صباح محسن جاسم 19/04/2008


ثلاثة وعشرون : أميــر الحلـو : لحم الحمير في حصار النجــف
لايمكن اعتبار النجف من المناطق المخالفة (لحكمة ) يتركون حمير الله ويركبون الشمندفر وذلك لعدم وجود القطارفيها وابتعاده حتى عن أطرافها القريبة، وبعد هذه (البراءة) يمكنني تصوير حالة الحمير في النجف في فترة طفولتي وصباي أي من منتصف الاربعينات الى نهاية الخمسينات،أما قبلها فقد حدثني المرحوم والدي أن أهل النجف قد اضطروا الى أكل لحم الحمير وشرب مياه الآبار المجة خلال الحصار البريطاني لها في ثورة العشرين والذي أمتد أربعين يوماً بهدف تسليم المناضلين الذين رفعوا السلاح بوجه الاحتلال وقتلوا بعض القادة والجنود البريطانيين والهنود السيخ وتحويل خان الشيلان الى معتقل لهم،حتى انتهى الحصار بأعدام بعض الثوار ومنهم الشهداء كاظم صبي وأبناء عائلة الحاج راضي وغيرهم.
والحمير في النجف لها قيمتها من أسباب وأوجه عدة منها:
اولاً/
وسيلة لنقل الماء،إذ ان النجف لاتقع على نهر ولكن تأتيها المياه من نهر الفرات في الكوفة شمالها ومن(جدول) يتفرع قرب الحيرة من الفرات ليمر قرب(بحرالنجف) حيث تنتشر على جانبيه البساتين ،ولعدم وجود شبكة إسالة ماء فأن (السقاة) كانوا يملأون القرب الجلدية بالماء ويضعونها على ظهر الحمار من الجانبين ويختص كل منهم بمنطقة ويعرف بيوتها وسكانها ومقدار احتياجاتهم،وكانوا ينادون (ماي الفرات) ولكنها كلمة فرات يجري(تنغيمها) لتصبح اقرب الى (فراع)، ويهرع السكان لدعوة الساقي الى ملأ (حبوبهم)التي تخصص لماء الشرب والحفاظ على برودته في الصيف كما يوضع أناء (الناقوط) تحت الحب ليجمع النقاط المتساقطة من أسفله وتكون صافية رقراقة ولذيذة عند شربها . لذلك فمن دون الحمير يصعب القول أن النجف كانت تستطيع تأمين الماء.
ثانياً/
ان عدم وقوع النجف على مورد مائي جعلها تفتقد الى الزراعة ايضاً ،لذلك فأنها كانت(تستورد) كل احتياجاتها من الخضروات والفواكه واللحوم من المناطق الزراعية وهي الكوفة وابي صخير والجدول، وكانت الحمير هي وسيلة نقل تلك المواد الغذائية الى (العلوات) والاسواق، ولايمكن للنجف أن تعتاش من دون تلك المواد الغذائية التي تنقلها الحمير، وذلك ماأكسبها أهمية بالغة في حياة السكان والتجار،وجعلها ضرورة للعيش.
وأتذكر أن بعض أقاربي من مناطق(الصنين) في الحيرة كانوا يصلون قرب الفجر الى النجف فيمرون بحميرهم المحملة بالمواد الزراعية على بيت جدي ليتناولوا الشاي محملين بالالبان والتمور ومشتقاتها ثم يذهبون الى (العلوة) لبيع منتجاتهم،أو العكس أي يبدأون بالعلوة ثم بيت جدي،وكان أشهرهم سيد(عطية)الحلو الذي يملك أراض زراعية واسعة هناك،وكنا نعرف (حميره) ونداعبها ويسمح لنا بركوبها أحياناً ويزودننا بـ(حلانات التمر).
ثالثاً/
كانت الحمير وسيلة للنقل الخارجي والداخلي،أي الى المناطق القريبة من النجف والتي لاتحتاج الى ركوب الجمال أو الخيول المخصصة للمناطق الأبعد، كما أن اكثر الناس ومنها الشخصيات الاجتماعية والعشائرية تمتلك الحمير المميزة بأرتفاع قامتها ونظافتها النسبية و(الاكسسوارات) التي تزينها من بردعة و(جلال) وأحزمة وغيرها،ولقلة عدد السيارات في المدينة وانعدام القطار فقد جرى الاعتماد على الحمير في التنقل، وكذلك في نقل مواد البناء داخل المدينة ، إذ كنا نصحو فجراً على صوت اصحاب الحمير وهم يحثونها الخطو للوصول الى اماكن البناء وهي تحمل الطابوق والجص ، كما أن (الزبالين) كانوا يستعملونها كوسيلة لنقل الازبال من البيوت وهي تستطيع دخول الأزقة الضيقة لرفع الأزبال على أحمالها من الجانبين، وكان اكثرها تابع لبلدية النجف ويخضع لمراقبة موظفيها الذين يحاسبون الزبالين على النظافة ، لا أعلم هل كانت الحمير ملكاً للحكومة والبلدية أم للعاملين عليها، ولكنها كانت تلقى رعاية من السكان وخصوصاً في موسم الصيف حيث يجمعون لها (قشور الرقي) لأطعامها كما يقدمون لها الماء عند الحاجة.
تلك بعض العوامل التي جعلت من الحمير ضرورة حياتية ترتبط بالعديد من مجالاتها المعيشية و(اللوجستية) المهمة، ومن هنا كانت تجارة بيع وشراء الحمير منتشرة وأساسية في النجف، وجرى تخصيص (سوق مركزي) لهذه التجارة كان في (عهدي) يمتد من الشارع الذي تقع عليه جمعية الرابطة الأدبية في منطقة (الجديدة) المحاذية لمحلة البراق وصولاً الى نهايته التي يوصل جانبها الايسر الى متوسطة الخورنق وجانبها الأيمن الى نادي الموظفين.
وكانت هناك عدة مقاهي في نهاية هذا الشارع يرتادها الباعة والمشترون والمتفرجون (وكنت منهم) إذ يجري عرض البضاعة في الشارع فيقوم المشتري بعملية الفحص التي تبدأ بالكشف على الفم وخصوصاً الاسنان ويقال أنهم يعرفون عمر الحمار من خلال رؤيتها ، ثم في ركوب الحمار ذهاباً وأياباً في الشارع ذاته لمعرفة سرعته وقدرته على رفع الاحمال والاشخاص والاطمئنان على صحته ومطاولته، لذلك فأنني أتذكر جيداً أن هذا الشارع كان يشهد سباقات من خلال حمير ذاهبة وأخرى عائدة، وبعدها تجري عملية المساومة على الأسعار ويتم البيع، ولا أعرف الاسعار آنذاك لعدم قربي وأهلي من هذه التجارة، إذ كنت ابن معلم يقطع الطريق الى المدرسة ذهاباً وأياباً مشياً على الأقدام ، ثم تطورت الأمورالى ركوب (الربل) الذي تجره الخيول.
ماعلق في ذهني من خلال مشاهدتي للحمير في النجف ظاهرة لابد من التطرق اليها من دون (حياء) وهي (الهياج الجنسي)الذي كان يصيب الحمار الذكر خصوصاً سواء خلال عمليات البيع والشراء أو خلال ادائه لواجباته في النقل،فأذا ما شاهد (حمارة) أعجبته فليس هناك من قوة كانت تستطيع منعه من مطاردتها حتى لو ألقى بحمولته، وقد يقطع مسافات طويلة وهو يلاحقها أمام انظار الناس وهو في قمة الرغبة من خلال بعض الظواهر البيولوجية المكشوفة، وقد تبطيء الحمارة من ركضها الذي يبدو أولاً ممانعة ثم يتحول الى رضوخ، لذلك فلا حرج لدى الحمار من أداء واجبه في الحفاظ على النوع أو أطفاء الرغبة أمام أنظار الناس في الشوارع والأزقة ، وكنا في طفولتنا نراقب المنظر غير مدركين لأغراضه ومراميه ولانعتبره خادشاً للحياء لعدم معرفتنا بطبيعة العملية الجنسية خصوصاً وأن آثارها كانت تتساقط من عضو الحمار بعد الانتهاء منها، ولكننا بعد أن كبرنا قليلاً وأخذنا نعرف بعض (اسرار الحياة الجنسية) أخذنا نراقب هذه العملية وقد نحاول التدخل أحياناً لمنعها أو للتشجيع عليها ولكننا كنا نعرف ان الحمار يكون خطيراً جداً وهو في حالة الهياج الجنسي وقد يرتكب حماقة ضدنا خصوصاً اذا كان قد أطبق على عنق الحمارة وهو (يداعبها)!
من المناظر التي لا أنساها عودة الحمير وهي محملة بالخضر والفواكه ومعها الابقار والأغنام ، من بساتين (الجدول) وقت المغرب حيث أن بعض اصحابها من جيراننا ومنهم الحاج المرحوم (محمد جودة)إذ كانوا يجلبون الابقار ويبيعون الحليب في المنطقة ،كما يبيعون خضارهم على الدكاكين الصغيرة المنتشرة في محلتنا (البراق) ومنها دكان المرحوم(جبر الليباوي) الذي كان أشهر ما في المحلة.
قد أكون قد نسيت بعض الجوانب التي تخص (حمير النجف) ولكن لايسعني إلا أن اشكر أخي وصديق طفولتي وصباي ورفيقي في مشاهدة الحمير في النجف البروفسور عبدالاله الصائغ الذي أثار مواجعنا ونحن نشاهد النجف حالياً عند زيارتنا للأهل وقد تخلت عن الحمير التي خدمتها طويلاً وأصبحت تعتمد كغيرها على السيارات او المشي في عمليات التنقل هذه مساهمة بسيطة معتذراً للحمير على نسياننا لجوانب أخرى من حياتها، وعذري في ذلك تقدم الزمن، ولكنني اتحسر عليها وأنا أجد العراقي في آواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين محروماً من ركوب الطائرات كغيره من البشر كوسيلة للنقل ، وينهب الصحاري بالسيارات وصولاً الى البلدان الشقيقة والصديقة اذا (تفضلت ) بمنحه سمة الدخول .
المخلص امير السيد جواد الحلو


اربعة وعشرون : جمال حافظ واعي: حوار مع حمار
استاذنا الفاضل الدكتور عبد الاله الصائغ
السلام عليكم
ارسل لك هذه المادة المنشورة في كتابات عام 2005
بعنوان : حوار مع حمار .. فلربما تخدم موضوعك الجميل عن الحمار
مع تقديري واحترامي
http://www.kitabat.com/jamal_2.htm
17 April2008
جمال حافظ واعي
من حمار الشاعر بشار بن برد الذي مات فجأة ثم أتاه في المنام ليخبره ان سبب موته هو حبه لـ - اتان - أنثى الحمار - وقد رفض صاحبها تزويجها إياه فمات عشقا بها !! إلى حمار الحزب الديمقراطي الأميركي الذي اتخذه رمزا وشعارا ديمقراطيا له وبشّر العالم بديمقراطية الحمير وتولّهَ بحب الشعوب المستضعفة وكتب لها اجمل القصائد على إيقاع الصواريخ ! ومرورا بحمار توفيق الحكيم وغيرها من الحمير التي دخلت التاريخ أو بقيت تتفرج عليه من الخارج وهي غير مقتنعة بدخولها إليه والاشتباك مع حميره مادامت سياسة الاستحمار قد استهدفت البشر وقناعاته وثقافته وعقيدته ويومه المعاش ؟ فإذا كان الحمار ذلك الموجود الذي يساويك في الوجود من حيث انكما موجودان على ظهر الأرض وتنعمان بخيرات الطبيعة ، فأن الإستحمار هو ان تساويه في الوجود من حيث ان الآخر يسطو على عقلك ودائرة تفكيرك ليوجهها كما يشاء وكما يشتهي . وربما سيأتي اليوم الذي تتطور فيه تجارب الجينات الوراثية ونحصل على إنسان مُستحمر بـ - الباكيت- ومبرمج من جهة المنشأ ا زلت أتذكر صاحبي الذي كان يذبح الحمير في بغداد لتقديمها وجبات يومية إلى الحيوانات التي تأكل اللحوم في حديقة حيوانات الزوراء . كان حزينا لمهنته تلك فهو يكره ان يقتل تلك الحيوانات المسالمة ، ولكن ما باليد حيلة . وقد سألته ذات يوم عن كيفية ذبحه للحمار ، فقال انه يقوم بضربه من الخلف - بعد ان يكرع قنينة عرق كاملة - بقضيب حديدي على رأسه فيفقد الوعي ويسقط على الأرض فيذبحه وفي فترة التسعينيات طردوه من عمله بعد انتقال حيوانات الحديقة إلى المزارع الخاصة للطاغية وأولاده وحاشيته . وقد ارتفع سعر الحمار خلال هذه الفترة ارتفاعا كبيرا بسبب الحصار الاقتصادي ، واصبحت له هيبة وقيمة بعد ان كان سائبا في الشوارع ، وغريبا بلا أهل ولا مأوى ولا وطن ، تماما مثل الجنود الذين خرجوا من الحروب المتتالية وهم لا يملكون إلا أجسادهم المتهالكة ؟! بل ان أصحاب الكثير من المعامل وخصوصا المعامل التي يتطلب العمل فيها تحميل المواد ونقلها ، كانوا لا يشغلون العمال لديهم وانما يستعيضون عنهم بالحمير ، التي يملكها أحد تجار الحمير وذلك لرخص أجورها مقارنة بأجور البشر ونستطيع القول ان الحمير هي المتضرر الأكبر من سقوط الطاغية ، إذ عادت إلى الشوارع ثانية بعد ان تدفق عدد كبير من مختلف موديلات السيارات من الدول المجاورة وبأسعار زهيدة مما أدى إلى الاستغناء عن الحمار. وقد ذكر تقرير لمعهد الحرب والسلام يشرح أحوال الحمير وما حل بها ، ان هذه الحيوانات تواجه مستقبلا غامضا في العراق !!لكن الملثمين أنقذوها من عطالتها واوجدوا لها مهنة اخرى هي مهنة الموت بعد ان فخخوها بالعبوات الناسفة واطلقوها في الأماكن المأهولة لتحصد أرواح الأبرياء كلما نظرت إلى الحمار وحدقت فيه مليا ، وجدته ينتمي إلى سلالتنا نحن ، أو ننتمي إلى سلالته لا فرق - سلالة المستضعفين - اجتماعيا ، ودول العالم الثالث سياسيا ، فهو مواطنها الأول بامتياز ، الذي يلهث اناء الليل وأطراف النهار دون ان يظفر إلا بعلف بطنه مثل أقرانه من البشر ، ذلك الصابر على تقلبات الطبيعة والسياسة ، المحدق إلى الأرض بعيون منكسرة . اقترن اسمه اقترانا شرطيا بالغباء وكأنه الوجه الآخر له ، أو صورته الأخرى ، وتفننت ذاكرة المجتمع في منحه الكثير من التسميات التي تحط من شأنه . لكن إحدى الفرضيات العلمية تقول إذا نهق الحمار في أُخريات الليل فذلك لأنه يسمع أصواتا قادمة من عوالم بعيدة ، لا تستطيع الأذن البشرية التقاطها ، وهو مزود بإذنين طويلتين لهذا الغرض ، ومَنْ يدري ربما أراد الحمار بنهيقه هذا ان يقول لهذه الكائنات البعيدة انه الوحيد الذي يفهمها وان البشر لم يصلوا إلى مرتبته تلك لكي يجيبوا على تلك الأصوات ؟ قلتُ للحمار المربوط إلى جذع النخلة ، قرب المقهى الذي اجلس فيه يوميا ، وكان يبدو عليه الهزال !! أية مداولة تلك التي تجري بينك وبين التاريخ ؟
الحمار : في لحظة تداوله لي يعمد إلى المقارنة بين أجناس المخلوقات ويقصيني جانبا لأن التاريخ لا يصفق إلا للفصيلة المفترسة ، وفي لحظة تداولي له يكون ظهري قد امتطاه الآخر ، لذلك ترى هزالي داخل التاريخ وخارجه ؟!
** هل ان صبرك حكمة أم طبيعة الكائن ؟
الحمار : الصبر صبران كما يقولون ، صبر على ما تحب وصبر على ما تكره ، وأنا بينهما مسلوب الإرادة ومجرد من أي خيار.
** ما الفرق بين صوتك وأصوات الآخرين ؟
الحمار : هو نفس الفرق بين النهيق الطبيعي والنهيق المصنّع ، سواء كان بشريا أم الكترونيا !
** هل أقودك إلى حكمتي أم تقودني إلى حكمتك ؟
الحمار : حكمتك لك ، أو لأبناء جنسك على اقل تقدير، اما حكمتي فهي للآخرين بلا استثناء ، حكمتك تنأى عن الواقع في كثير من الأحيان ولكن حكمتي لهاث يومي ، قد تعجز حكمتك عن الفعل إلا ان حكمتي رؤية توضيحية له.
** ما الذي يجعلنا نختلف ؟
الحمار : لنا أثقالكم ولكم امتيازاتها ، ذُلّلنا لكم ، مثلما ذَللتمْ أنفسكم لشهوات الأيام .
** كيف ترى الأيام ؟
الحمار : حمولات يتم تفريغها وأخرى يتم استبدالها ، وأخرى تضيع في منتصف الطريق ، ولكن الجميع عيونهم على الحمولات التي لم يتم شحنها بعد ، وهم الذين تتساوى أيامهم مع حمولاتها!
** لماذا لا يشيع وجهك الإلتباس ؟
الحمار : ذلك لأنني نص مشاع للجميع ، بلا استعارة ولا مجاز ولا تورية ، أنا الوضوح وكل وضوح تعرية !!
** هل ان الحمار هو شهية مفتوحة لإستعباد الآخرين ؟
الحمار : هو بساطة خارج الرهان ، تستطيع ان تضع عله أثقالك وأسفارك ومفخخاتك أيضا !
** إذا كان الكل يرتقب البشارة وقد أنيط بك حملها فماذا ستفعل ؟
الحمار : سأرفض حملها بالتأكيد ، لأن البشارة ستتحول إلى بضاعة ، وكل بضاعة تفقد بريقها بالتداول ، وهذا ما يسمونه انتظار المنقذ الذي لن يأتي ، والذي يتاجر بقدومه الآخرون .
** سأعتلي ظهرك الآن والقي خطبتي الأخيرة ؟
الحمار : ستذهب خطبتك أدراج الرياح ، لأن الناس في هذا الزمن تأبه للمنبر والمنصة اكثر من الخطيب وخطبته.
** متى تشعر انك مشروع في عقول الساسة ؟
الحمار : عندما يحمّلونني البضائع التي انتهت صلاحيتها .
** ماذا يعني كثرة الحمير في البلاد ؟
الحمار : يعني ان البلاد عادت إلى حالتها الطبيعية بعد ان انتهت حفلاتها التنكرية !!
جمال حافظ واعي
http://www.kitabat.com/jamal_2.htm
استراليا


خمسة وعشرون : قاسم الحميداوي : لماذا يستنكفون عن الكتابة في الحمير
الاستاذ الفاضل صائغ الحروف والمعاني
دمت طيبا واتمنى ان تجود ذاكرتك البحر بما تحوي من درر ولأليء
لقد امتعتنا بموضوعك الاخير عن الحمير في النجف وهو موضوع ممتع وجريء في نفس الوقت فمثقفونا يستنكفون عن الكتابة في بعض المواضيع ظنا منهم ان بعض الكتابة اشرف من بعض فيفوتهم الكثير ولكن وللاعجاب اقول انك جعلت من الموضوع جميلا باسلوبك وكيف لا وانت الصائغ وصدق من قال ان النفس الشاعرة مهمتها كشف الجمال .
ذكر لي الشاعر النجفي مدين الموسوي ان الكومديان النجفي الحاج باقر الذين دخل مرة على السيد ...... -رحمهما الله- فوجده يـأكل الرقي وعلى الفور ارتجل الحاج باقر هذا البيت :
واحسن الفواكه الرقيُّ يأكله الانسانُ والمطيُّ
لك تحياتي واعجابي واحترامي
alhimidawi22@yahoo.ca
قاسم الحميداوي-تورنتو

ستة وعشرون :د. زيراوي مليكة . حمير الأمازيغ البربر
حضرة الدكتور الصائغ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
الحمير الجبلية عندنا صحيحة البنية قليلة المشكلات ورياضتها يومية من خلال الصعود والنزول وهي مؤتمنة على اطفال الجبليين توصلهم الى المدرسة وتعود الى البيت وترسل اليهم قبيل انتهاء الدوام لتجلبهم الى البيت وتحفظهم من اهوال الجبال المحتملة ! ولكن حمير المدن ليست كذلك فتحتاج الى رياضة وتدريب ويكون ذلك في امكنة محددة تشبه ناديا مخصصا للحمير ! وبعض الحمير تموت خلال التدريب لأنه تدريب قاسي جدا .
ارسل اليك صورا لحمير من الجزائر يبدو فيها احد الحمير يبكي او يستغيث من تعب التدريب
http://www.youtube.com/watch?v=sPFPTttgZqE&feature=related

سبعة وعشرون :أروى طريبشان : حمار يعلف الدولارات
أوردت صحيفة الشروق اليومي الجزائرية قصة غريبة مؤكدة أنها ليست مفتعلة بل حقيقية بحسب وكالة الأنباء السعودية وملخصها أن أحد المواطنين من مدينة تيزي أوزو الجزائرية باع حماراً لمواطن آخر.. والتهم الحمار المبلغ المالي الذي كان سيدفعه المشتري الأمر الذي أدخل صاحب الحمار والمشتري في نزاع رفعاه إلى محكمة تيزي أوزو. ولما لم يقبل الطرفان المتنازعان بالحكم تقدما أمام مجلس قضاء تيزي أوزو.. ثم امتد عدم الرضا ليقررا أخيراً رفع قضية الحمار أمام المحكمة العليا.
عن ايلاف
120 حماراً لترميم قصبة الجزائر
قام مقاول من مدينة الجزائر على شراء 120 حماراً من قرى ولاية غرداية التي تبعد أكثر من 600 كلم جنوب العاصمة. وقد فوجئ مزارعون ومربون من بلدات المنصورة و زلفانة و متليلي بالمقاول يجوب الفيافي بحثا عن الحمير بأي ثمن وفي أسرع وقت ممكن وتساءل الناس عن ما يصنع رجل في العقد الرابع من العمر ببذلة شيك وربطة عنق قدم خصيصا من العاصمة بمئة وعشرين حمارا. فكان الجواب حين قدم الرجل نفسه لرئيس البلدية بأنه مقاول، وأن مهمة الحمير هي نقل مواد البناء وتفريغ الردوم بحي القصبة العتيق في مدينة الجزائر حيث تجري أعمال واسعة لترميم مئات العمارات القديمة التي يعود عدد كبير منها للحقبة العثمانية، وحي القصبة هذا المصنف ضمن التراث الثقافي العالمي بني قبل اختراع وسائل النقل الحديثة و شوارعه عبارة عن أزقة ضيقة و أنفاق تحت العمارات وسلالم كون مدينة الجزائر مبنية بالتدرج على هضبة تمتد من البحر إلى القمة.
والحمير شكلت وسيلة نقل مواد البناء قديما وهي حتى اليوم الوسيلة التي تستخدمها مصالح نظافة المدينة في رفع الفضلات كل ليلة. أما لماذا قطع المقاول مسافة 600 كلم لجلب الحمير فلأن الجنوب هو المنطقة الوحيدة في الجزائر الذي لا يزال فيه المزارعون يربون قطعان الحمير. http://www.almanea.net/vb/showthread.php?t=1400&page=8
عن مجالس اسرة المنيع

ثمانية وعشرون : ميرزا الخويلدي الحمار نجم الغلاف في صحيفة سعودية

الدمام
الشرق الأوسط
رابط ممتع
علاقة طويلة ربطت ما بين الإنسان والحمار، فذاع صيت الثاني في كتب الأدب والثقافة. ورسم المؤلفون صورا متنوعة تشترك معظمها بالدعابة، كما تذكر حكايات «جحا وحماره». واستمرارا للنشاط الأدبي الذي كان «الحمار» بطلا له، فاجأت مجلة «القافلة»، الصادرة عن شركة أرامكو السعودية، في عددها الأخير قراءها بموضوع غلاف مثير للدهشة والاستغراب، حين تصدر «الحمار» الغلاف وملف العدد. في محاولة منها، لإعادة اعتبار الكائن الذي ناله القسط الأكبر من الظلم والازدراء، وصولا إلى لفت نظر القراء إلى فضل الحمار على المخزون الثقافي الانساني، ومساهمته المميزة في اثراء التراث العربي تقول المجلة في مطلع الملف «حتى لو أسقطنا من حسابنا القسوة التي يعامل بها الانسان هذا الحيوان الأليف على وجه التحديد، والتي يمكنها بمفردها أن تملأ ملفاً كاملا، علماً بأنه ما من داع لإسقاط الحديث عن هذه القسوة إلا خشية الاقرار بما يمكنها أن تكشف عنه وتوضح المجلة أن الحمار الذي أصبح اسمه مرادفاً للشتيمة، لديه حضور في الحياة اليومية للإنسان استمر أكثر من خمسة آلاف سنة متواصلة وفي ملف الحمار، هناك اتهام للإنسان بتعمد المبالغة في القسوة ونكران الجميل، وتستفتح الموضوع باتهام لطبقة من المؤلفين بأنهم أنكروا وزيفوا التاريخ حيث لاحظت أن في المكتبات العالمية «عشرات الكتب التي تتحدث عن الخيول.. ولكن على المرء أن يفتش في عشر مكتبات ليجد كتيباً عن الحمار». وذات الاتهام ساقه الملف الى «الموسوعة العربية العالمية» حيث لم يشغل بند «الحمار» في الموسوعة سوى نصف صفحة فقط، بينما احتل بند «الحوت» مثلا على 15 صفحة.. (علماً بأن ليس للحوت أي دور يذكر في حياة الانسان مقارنة بالدور الذي لعبه الحمار ولا يزال).
حتى العلم نفسه اتهمته المجلة بالقسوة على الحمار حيث تقول أنه في العام 1908 افتى عالم الحيوان البروفسور اميل تياري، أن الحمار يمكن ان يتحمل ضرباً اكثر من الحصان. ونقلت عن تقرير أصدرته منظمة الزراعة والأغذية الدولية (الفاو) أن عدد الحمير في العالم يناهز 44 مليون رأس، ويتضمن هذا الرقم البغال أيضاً. وتحتل الصين رأس قائمة الدول في امتلاك الحمير بنحو 11 مليون رأس، تليها الحبشة، فالمكسيك، ومن ثم منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
كذلك، فإن الملف حاول ايضاً تتبع سيرة الحمار في الفن، وفي الرسم على نحو الخصوص، وتوقفت عند المحطات التي انصف فيها العلم هذا الكائن، كما سردت جملة من الاحصاءات لتميز الحمار، منها أنه يتمكن من الإنجاب حين يبلغ الاربع سنوات، وأنه يمكنه حمل من 20 الى 30 في المائة من وزن جسمه
تسعة وعشرون : صحيفة الشروق التونسية المستقلة : حمار تونسي يطرب لصوت نانسي عجرم
اكتشف العم صالح التونسي أن حماره يتمتع بعادات مختلفة عن بقية الحمير حيث يطرب لأغاني الفنانة نانسي عجرم ويحب موسيقي الراي وتحديدا صوت الشاب خالد ويدخن النرجيلة وينام علي السرير.
وقالت صحيفة الشروق التونسية المستقلة التي نشرت تحقيقاً مصوراً يوم الأحد الماضي أن هذا الحمار يعيش في مدينة قصر هلال، بمحافظة المنستير (150 كلم شرق تونس العاصمة).
وقال صاحبه الشيخ عم صالح البالغ من العمر 80 عاما للصحيفة ان حماره حمار ليس كبقية الحمير لجهة الصفات، او العادات التي اكتسبها، واكتشف أنه ما أن ينبعث صوت نانسي عجرم او الشاب خالد عبر المذياع حتي أري حماري يهيج ويتموج طربا حتي يخيّل لمن يراه أن مسّاً من الجنون قد أصابه !وأضاف أن حماره يحب موسيقي الراي، وينام علي سرير وثير داخل الاسطبل، كما انه يحب تدخين النرجيلة . وتابع وما أن تتوقف تلك الموسيقي، حتي أري حماري يعود لسالف هيئته رصينا وهادئا، لذلك، ونزولا عند هواية حماري أصبحت أتعمد إثارته حبا وعطفا عليه وإرواء لفضوله بإسماعه نغمات نانسي عجرم والشاب خالد، وغيرها من النغمات الموسيقية التي يطرب لها وأضاف انه ينام فقط علي السرير ، مما جعله يخصص له سريرا وثيرا داخل الإسطبل، كما انه لا ينام إلاّ عندما أدثره بغطاء وثير، وإلاّ كان لنا الشهيق والنهيق ووقع حوافره علي الجدران مقلقا بذلك راحتنا وراحة الجيران
نقلا عن منتديات الجامعة العربية المفتوحة
www.aou4all.comرئيس

ثلاثون : رئيس موسوعة قبائل كعب العربية من الماء الى الماء
ارسل الينا الشيخ عقيل حياوي ابو دايم الكعبي هذه الفقرة المقتبسة مع صورة والموضوع هو الحمير وسيلة النقل الوحيدة في غزة بسبب ازمة الوقود : دفعت أزمة الوقود في قطاع غزة بائع الخضروات اشرف عاشور الى استخدام عربة يجرها حمار لنقل بضاعته التي تضاعف ثمنها بعد ان اصاب الشلل حركة النقل والموا صلات . واضطر اشرف وهو صاحب عدت محلات لبيع الخضار والفواكه في غزة لشراء ثلاث عربات يجرها حمير لنقل طنين اثنين من الخضروات يوميا بدلا من شاحناته الاربع المتوقفة والتي كانت تنقل ثمانية اطنان من الخضار يوميا قبل اسبوع , وقال اشرف نضطر للخروج في الثانية فجرا يوميا لتامين كميات الخضار وعملية النقل تستغرق ثمانية ساعات بواسطة العربات التي يجرها الحمير خصوصا اننا نحضر المنتوجات من بيت لاهيا ودير البلح وخان يونس , وانعكست ازمة الوقود في غزة على حركة المواصلات التي اصابها شلل شبه تام وهو ما اضطر الجامعات والمعاهد الغزية كافة الى اغلاق ابوابها بانتظار ايجاد حل, وكذلك لوحظ ارتفاع اسعار الحمير بشكل ملحوظ .
هامش الصائغ على خبر الحمير في غزة :
اية امة هذه التي نفخر بها وشعبنا في غزة محاصر عربيا واسرائليا ؟ منعوا عنه الماء والغذاء والكساء والدواء والضوء والكهرباء ! والفضائيات العربية تسبح بحمد التكنولوجيا التي جعلت الحمير بشرا والبشر حميرا ؟ اي من العرب حكاما ومحكومين انتصر للمحنة الفلسطينية الكارثية بعيدا عن المزايدات القومانية او الاسلاموية ؟ والله والله والله لو خيرني الله ان اختار امة لي لما رضيت ان اختار امة تهينها اسرائيل منذ ستين سنة .

واحد وثلاثون : سماحة السيد مصطفى الصافي :حمير ولاية مشيغن
منذ ان وطئت قدماي ارض ولاية مشعدان وانا اتحسر على رؤية حمار واحد ! ثماني سنوات وانا لم التق حمارا حقيقيا ! نعم شاهدت حميرا يرتدون البنطلون والبلوزة ولهم وجوه آدمية وكانوا بفضل الله كثرا بحيث اشفقت على صديقي رشاد علي عودة صاحب سجل حمير النجف اشفقت عليه ان يصنع سجلا لحمير ولاية مشعدان ! ولهذا حديث طويل بالوثائق والمستمسكات ! ولكن صديقي الحبيب سماحة الإمام السيد مصطفى الصافي زف الي بشرى ذات ضحى وقال لي سوف اريك حمارا حقيقيا اي الحمار من فصيلة الحيوان فهو موجود ! وشكرته وقلت له يجزيك الله خيرا عني نظير اريحيتك معي ! وحملني بسيارته ومعنا الشيخ عقيل الكعبي الى حيث المكان الذي شاهد فيه الحمار مرارا وتكرارا ولكننا لم نجد للحمار أثراً فعدنا على امل ان نعثر على حمار يوما ما ! وحين حدس فضيلة السيد الصافي جزعي وهلعي من ضياع فرصة تكحيل عيني برؤية حمار ولاية مشيعدان ضحك ضحكته المحبوبة وقال لي لا تجزع ياسيد عبد الاله فلسوف اهدي فرزتك الثانية حكايات عن حمير الاهوار ايام كنا كما يقال نناضل النظام السابق من الاهوار وللعلم فقد لبث الامام الصافي في الاهوار ست سنوات بكاملها وقضها وقضيضها ! فهو اي السيد الصافي خيرمن يحق له التحدث عن مفردات الاهوار ومن بين تلك المفردات صور ساخرة عن الحمير وقت جفاف ! يقول السيد مصطفى الصافي ان بعض مناطق الاهوار تفرض على ساكنيها صناعة كلة كبيرة من الململ للعائلة وكلة صغيرة من الململ للحيوانات ومبرر ذلك ان هناك نوعا من البق والقارص الصغير لايمكن احتمال لسعها فهي تأتي بهيئة اعصار وتلتف حول الضحية ! ومرة زارنا ضيف من المدينة فهيأنا له كلة لينعم بنومة لاتهزها لسعات البق وقلنا له بضرورة ادخل حماره في كلة الحيوانات فضحك وأبى ان يعمل بنصيحتنا وكنا نسمع الحمار يخرج اصواتا كما لو ان حيوانا ضاريا يفترسه ولم يكن بمقدوراحدنا الخروج من الكلة اذا جن الليل ! وفي الصباح استيقظنا لنجد الحمار المسكين قد لفظ انفاسه ونفق . ! .

اثنان وثلاثون : محمد العلي : الحمار في الخواطر الأدبية
http://www.alyaum.com/issue/search.php
?sA=29&sB=&sBT=0&sFD=01&sO=1&sP
=0&sS=1&sT=2006&sTD=31&sTM=03

اليوم الالكتروني
حلقة سابقة كانت تدور حول تقديس العرب لصفتين اثنتين هما: القوة والبياض.. وعدت بأن تكون هناك حلقة أخرى تخص الحمار وحده، لأنه على الرغم من وصفه بالقوة والصبر و(الطاعة) إلا أنه يبقى هدفا للاحتقار والسخرية.. وهنا لابد من السؤال: إذا كان الحمار يوصف بالقوة لماذا لم يصبح مثل غيره من الحيوانات القوية موضع حفاوة واحترام؟
هل لأنه (عنيد؟) ان العناد مظهر من مظاهر القوة، لذلك قال أبو العلاء:
هي العنقاء تكبر أن تصادا
فعاند من أردت له عنادا
هل لأنه صبور؟
أعتقد أن هذا أحد الأسباب لاحتقاره، لأن الصبر حين يكون على حساب الكرامة والحرية يكون عارا، ولذا جاء في المثل: (من أغضب ولم يغضب فهو حمار) ولذا قال أحدهم:
ولا يقيم على ضيم يراد به
إلا الأذلان عير الحي والوتد
هل لأنه مثال للجهل؟
هذا أيضا أحد الأسباب لازدرائه، لذا استغل بعض الشعراء هذه الصفة فيه ونقلوها إلى من يكون حظه مشرقا وجيبه مترحا:
وعش حمارا تعش سعيدا
فالسعد في طالع البهائم
وموقف الشاعر هذا وإن كان من باب (غضب الخيل على اللجم) كما يقول المثل القديم، لأن المال زينة الحياة الدنيا على الرغم من كل الشعراء وكل البؤساء إلا أنه موقف نراه عند كثير من الناس.
وقد ذكر الحمار في أكثر من آية كريمة: منها ما جاء في سورة الجمعة (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا...الخ) ومنها ما جاء في سورة لقمان: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير).
ولعل المتنبي اقتبس من هذه الآية قوله:
لم تزل تسمع المديح ولكن
صهيل الجياد غير النهاق
محمد العلي
mali@alyaum.com
http://www.youtube.com/watch?v=sPFPTttgZqE&feature=related

ثلاثة وثلاثون : الحمار الحكيم ملف ثقيل وحمّال وجوه
يمكنني القول بثقة عالية ان المبدع الكبير توفيق الحكيم لم يكن ليعني بموضوعته الحمار الحكيم سوى محاكمة الخطاب السياسي المصري الطالع من الحاكم مرة ومن المحكوم ثانية ! فالحمار هنا ليس الحيوان المسكين الذي نعرفه نحن فلا نحبه ولا نكرهه ولا نحترمه ولا نحتقره ! بل الحمار الحكيم ضرب من الاستعارة فالمشبه غائب وهو على اي حال إنسان الملامح والجوارح ! والمشبه به حاضر وهو الحمار وثمة قرينة مانعة من ارادة المعنى المباشر وهي الحكمة ! فليس بمقدور الحكيم أن يكون حمارا كما انه ليس بمقدور الحمار أن يكون حكيما ! وهذا الضرب من الاستعارة يسمى الاستعارة التصريحية ! ولم يكن الاستاذ توفيق الحكيم بدعا في تخليق الصور الاستعارية وحتى المقلوبة منها ! فالجاحظ ت 255 هــ انجز كتابا وهو مطبوع بعنوان تفضيل الحمير والكلاب على كثير ممن لبس الثياب ! ولنا في كتاب كليلة ودمنة ما يعزز فرضية الاستعارة التصريحية اي حضور الحيوان وهو المشبه به وغياب الانسان وهو المشبه ! فكيف استغل البعض وصول هذا الكتاب الى الشارع الثقافي العراقي ! والكتاب صدر عام 1940 ! وثمة مسرحيات كتبها توفيق الحكيم بطلها الحمار ! فقدحت فكرة في رؤوس الدجل الظلامي فأشاعوا ان الكتاب يسيء الى السيد محسن الطباطبائي الحكيم نور الله ثراه وكان الحكيم الاول كبير المراجع في مدينة النجف ! علما ان نسبة الحمار كانت الى مؤلفه توفيق الحكيم وان هموم الكتاب المركزية والفرعية تدور حول مآسي الشعب المصري مع قادته السياسيين او الاقتصاديين او المتأسلمين ! والانكى من ذلك بل والمضحك المبكي ايضا ان زعم الظلاميون من اقطاع ومتأسلمين وتجار ان توفيق الحكيم شيوعي ماركسي ! وربما زعموا ان توفيق الحكيم عراقي ! واقول ربما! وقد اوصلوا الى سماحة السيد الحكيم ان كتاب الحمار الحكيم انما كتبه كاتبه ليهين به المرجعية ! ويبدو ان حاشية المرجعية ينقلون احيانا عن المرجعية كلاما محوَّرا وربما يجترحون بعض الفتاوى دون علم المرجعية واحيانا ينقلون للمرجعية وشايات كارثية عن زيد وعبيد غير صحيحة ؟! يصف الشيخ الدكتور محمد حسين الصغير وهو احد المقربين الى سماحة السيد محسن الحكيم والمؤثرين ايضا يصف الاجواء التي كانت الحاشية تشحنها حول السيد الطباطبائي بما يعكس اثر هؤلاء في توصيل معلومات الى المرجعية عن الشهيد عبد الكريم قاسم والفئات الوطنية كدليل بسيط على دور الحاشية والمحيط الداخلي في لعب ادوار ربما تغير وجه الوطن ! يقول زميلنا الشيخ الدكتور الصغير :وكانت النجف الأشرف مركز الثقل الديني والوطني في العراق ، وكان الضغط عليها سياسياً وحزبياً ضغطاً مضاعفاً ، وقد أتيحت لها قيادة فذة حكيمة متمثلة بسماحة الإمام السيد محسن الحكيم قدس سره الشريف فأدار الشؤون بروية وصلابة وثبات ، وسيطر مع انفلات الأمر ، وأمسك بزمام المبادرة مع شدة الصدام وقوة التحرك المضاد ، ووقف إلى جنبه المراجع العظام ! .ويتحدث الدكتور الصغير بدقة عن غضب السيد الحكيم على الزعيم قاسم : وكان غاضباً على الزعيم عبد الكريم قاسم بسبب صدور قانون الأحوال الشخصية المخالف لنص كتاب الله (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) فجعلها في قانون الإرث والقضاء (للذكر مثل حظ الأنثى)! ويبدو ان الشحناء التي تعمقت وتوسعت بين التيار الديني وبين التيار الوطني قد اتخذت مسارب شتى بحيث اصبح الوعيد بالانتقام لغة ذلك الزمان ! إ. هــ
والخلاصة هي ان كتاب توفيق الحكيم المعنون الحمار الحكيم قد استغل ابشع استغلال من قبل اعداء الصف الوطني الديموقراطي وكان الشارع يموج ويهدر ضد نشر هذا الكتاب وقد سألت احد بهاليل ذلك الغضب غير المقدس وقتها عن ان كان قد قرأ كتاب الحمار الحكيم او اطلع عليه فقال بثقة عمياء لا لم اقرأ الكتاب ولكن شيخي شرح لي فحواه ! وكم كنت اتمنى من ذوي الذاكرة والجرأة ممن عاصر المذابح المروعة التي اعقبت انقلاب العسكر 14 تموز 1958 كي يدلي بمعلوماته عن كيف استغل وصول كتاب الحمار الحكيم الى العراق من اجل تحريض الشارع الديني والمرجعية وغير خاف دور البعثيين في تسويق تلك الاشاعات المهلكة . .


اربعة وثلاثون : نبيل شرف الدين :مصر تستضيف مؤتمرًا دوليًا لأحوال الحمير
نبيل شرف الدين من القاهرة:
بعيدًا عن صخب المناقشات، وصداع الإحتجاجات، وسخف التبريرات المبعثرة في كل موضع من مصر هذه الأيام، خلال موسم التعديلات الدستورية. وقبيل مناحة القمة العربية التي ابتليت بها الرياض هذه المرة، وبالتزامن مع دخول فصل الربيع... الذي كاد من الحسن أن يتبسم، وسط كل هذا إحتفلت العاصمة المصرية يوم الإثنين بانطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الدولي لجمعيات رعاية الدواب حول العالم، الذي يستمر لمدة خمسة أيام، بمشاركة ممثلي جمعيات من بريطانيا والمكسيك والهند وبلدان أخرى في أفريقيا وأوروبا الشرقية، فضلاً عن الدولة المضيفة مصر.
الدكتور عادل كشك، رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الدواب ـ الداعية والراعية لهذا المؤتمرـ أكد أنه سيناقش طرق رعاية الحيوان والإجراءات البيطرية، للحفاظ على حياته ومنها مصر، مشيرًا إلى أن المؤتمر يناقش حماية حقوق مليونين و500 ألف حمار و50 ألف بغل مصري، والإجراءات التي تتخذها الجمعية لحماية هذه الحيوانات
ومضى قائلاً إن هذا المؤتمر سيشهد مناقشات معمقة من متخصصين، حول الأمراض التي تتعرض لها هذه الحيوانات، والطرق الحديثة لعلاجها، بالتنسيق مع الهيئات الدولية المعنية، وخبراء كليات الطب البيطري، مشيرًا إلى أنه يجري التنسيق مع وزارة التعليم، لنشر ثقافة الرفق بالحيوان بين تلاميذ المدارس، وأصحاب الدواب والعاملين في مجال الخدمات البيطرية.
بشر وحمير وتحدث أحد المنظمين بلغة مفعمة بالحب الصادق عن العلاقة الحميمة بين البشر والحمير، نافيًا أنها تقوم على المصلحة كما يزعم خبراء الإجتماع، الذين إعترفوا بالفعل بتلك الصلة الخاصة للحمير في نفوس المصريين، وربما معظم أبناء الحضارات الزراعية، غير أن علماء الإجتماع ربطوا تلك العلاقة بحاجة الفلاح اليومية لخدمات الحمير غير أن الزمن أثبت عدم صحة هذا التفسير، فقد تراجعت حاجة الإنسان للحمير، في ظل هذا التطور الهائل في وسائل النقل، ومع ذلك ظلت للحمار منزلته الخاصة في أبعد نقطة من وجدان المصريين والحمار الذي إرتبط في الوجدان الشعبي بأنه "سُبّة"، يبقى أكثر الحيوانات ألفة لدى المصريين، يعشقه أطفالهم أكثر مما تبهرهم إطلالة الخيل الفتية، ويتردد اسمه على ألسنة الناس في مواقف التوبيخ والسباب والسخرية وأحيانًا التباسط والعبث، لدرجة أن المراهقين في الأحياء الشعبية قد يتندرون بمناداة بعضهم البعض باسمه، لهذا لم يكن مستغربًا أن تتأسس في مصر قبل أكثر من 77 عامًا، جمعية للحمير، تضم في عضويتها أسماء كبيرة من وزن طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم وبينما ما زالت وزارة الشؤون الإجتماعية ترفض الموافقة على تأسيس جمعية باسم "جمعية الحمير"، رغم أنها ليست جديدة تمامًا بل أنشئت للمرة الأولى عام 1930، لكن دون إشهار رسمي، حيث لم يكن قد صدر بعد قانون ينظم إشهار الجمعيات الأهلية والخيرية في مصر بعد.
ويقول محامي مؤسسي هذه الجمعية إنهم يواصلون مقاضاة الحكومة لإعادة إحياء أنشطة تلك الجمعية، الذي يتركز أساسًا على العمل التطوعي الخيري، دون التعرض للقضايا السياسية من قريب أو بعيد، وأضاف إن السبب في توقف نشاط الجمعية طيلة السنوات العشر الماضية هو رفض وزارة الشؤون الإجتماعية في مصر السماح بترخيص الجمعية لإعتراضها على اسمها، لأنه بحسب الوزارة اسم "غير لائق" ويتنافى مع التقاليد الاجتماعية السائدة، خصوصًا أن أعضاء الجمعية تطلق عليهم ألقاب مستهجنة، وتزيد درجة الاستهجان وفقًا للمدة التي قضاها كل عضو في الجمعية، وحجم عطائه، مثل "جحش" و"حمار كبير" وغير ذلك من الألقاب


خمسة وثلاثون : الحمار في كتاب كليلة ودمنة
توليف بيدبا الهندي ترجمة عبد الله بن المقفع ص 163 طبعة مؤسسة المعارف بيروت 1987
زعموا أنه كان أسد في أجمة، وكان معه ابن آوى يأكل من فواضل الطعام، فأصاب الأسد جَرَبٌ، وضعف ضعفا شديدا، وجهد، فلم يستطع الصيد. فقال له ابن آوى: ما بالُك، يا سيد السباع، قد تغيرت أحوالك؟ قال: هذا الجـرب الذي قد أجهـدني، وليس له دواءٌ إلا قلب حمار وأذناه. وقال ابن آوى: ما أيسر هذا! وقد عرفت بمكان كذا حمارا مع قصَّار يحمل عليه ثيابه، وأنا آتيك به، ثم دلف إلى الحمار فأتاه وسلَّم عليه فقال له: ما لي أراك مهزولا؟ قال ما يطعمني صاحـبي شيئا. فقال له: وكيف ترضى المقام معه على هذا؟ قال: فما لـي حيلة في الهرب منه، لست أتوجه إلى جهة إلا أضرَّ بي إنسان فكدَّني وأجاعني. قال ابن آوى: فأنا أدلك على مكان معزول عن الناس، لا يمر به إنسان، خصيب المرعى، فيه قطيع من الحُمُر لم تر عين مثلها حسنا وسمنا. قال الحمار: وما يحبسنا عنها؟ فانطلق بنا إليها.
فانطلق به ابن آوى نحو الأسد، وتقدم ابن آوى، ودخل الغابة على الأسد، فأخبره بمكان الحمار. فخرج إليه وأراد أن يثب عليه، فلم يستطع لضعفه، وتخلَّص الحمار منه. فأفلت هلعا على وجهه، فلما رأى ابن آوى أن الأسد لم يقدر على الحمار، قال له: أعجزت يا سيد السباع إلى هذه الغاية؟ فقال له: إن جئتني به مرَّةً أخـرى، فلن ينجوَ مني أبدا، فمضى ابن آوى إلى الحمار فقال له: ما الذي جرى عليك؟ إن أحد الحمُر رآك غريبا، فخرج يتلقَّاك مرحبا بك، ولو ثبتَّ له لآنسك، ومضى بك إلى أصحابه، فلما سمع الحمار كلام ابن آوى، ولم يكن رأى أسدا قط، صدَّقه، وأخذ طريقه إلى الأسد، فسبقه ابن آوى إلى الأسد، وأعلمه بمكانه. وقال له: استعدْ له، فقد خدعته لك، فلا يُدرِكنَّك الضعف في هذه النوبة، فإنه إن أفلت فلن يعود معي أبدا. فجاش جأشُ الأسد لتحريض ابن آوى له، وخرج إلى موضع الحمار. فلما بصُرَ به عاجله بوثبة افترسه بها. ثم قال: قد ذكرت الأطباءُ أنه لا يؤكل إلا بعد الغُسْل والطهور، فاحتفظ به حتى أعود، فآكل قلبه وأذنيه، وأترك ما سوى ذلك قوتا لك.
فلما ذهب الأسد ليغتسل، عمد ابن آوى إلى الحمار فأكل قلبه وأذنيه، رجاء أن يتطيَّر الأسد منه، فلا يـأكل شيئا ثم إن الأسد رجع إلى مكانه فقال لابن آوى: أين قلب الحمار وأذناه؟ قال ابن آوى: ألم تعلم أنه لو كان له قلب يعقل وأذنان يسمع بهما لم يرجع إليك بعدما أفلت ونجا من الهلكة .


ستة وثلاثون : عادل العبدالمغني في كتاب جديد ملامح 'الحمار في التراث والأدب الكويتي
كتبت منى الشافعي فقالت : يرسم عادل العبدالمغني ملامح 'الحمار في التراث والأدب الكويتي
المعروف عن الأخ الباحث د.عادل العبدالمغني عشقه للتراث الكويتي، وتعلقه بالماضي. فقد أغنى المكتبة الكويتية بمؤلفاته التراثية القيمة..
الدكتور عادل العبدالمغني يحمل تراث الكويت بدمه قبل ان يتدفق حبرا على دفاتره.
فهو يلتقط كل فكرة تقترب من الماضي ليجسدها عملا موثقا مفيدا.. وها هو اليوم يطل علينا بعمل جديد يحمل بين طياته موضوعا شيقا، ظريفا، ولطيفا، اثار دهشتي، وبعض الجدل.
كما استوقفني عنوانه الذي يحمل 'الحمار في التراث والأدب الكويتي'، فشدني بقوة لقراءته.
يبدو ان الباحث في هذا العمل، قد أظهر شدة انحيازه لهذا المخلوق - الحمار - الصبور، القوي، المغلوب على أمره، بحيث تناوله من خلال عدة صور، وألقى الضوء على وجوده الفاعل، ومدى أهميته للكويت وأهلها، خلال القرن الماضي، وتحديدا، مرحلة ما قبل ظهور النفط.
وكما أدهشني الكتاب، آثارني الإهداء، فقد أهدى الباحث كتابه إلى 'حمارة القايلة'.. يقول العبدالمغني في اهدائه 'اقول: أيام طفولتي المبكرة.. عندما جاء ذكر اسمك على لسان الأهل تعثرت قدماي، وتدحرجت من أعلى الدرج إلى أسفله وشج رأسي بجرح بليغ.. لازال أثره حتى الآن..!!'.
ماذا يقول العلم؟
قبل ان نغوص في تفاصيل محتويات الكتاب، نود هنا ان نشير الى بعض المعلومات المهمة عن صديقنا الحمار.
فعلى عكس الصورة الشائعة عنه، فقد أثبت العلم الحديث، والواقع ايضا، ان الحمار حيوان ذكي، يستطيع ان يفهم ويتعلم، كما انه يتحمل ظلم صاحبه الإنسان، فقد أكدت الدراسات العلمية الاميركية واليابانية التي اجريت على الحمير، ان الحمار ثاني اذكى حيوان بعد الشمبانزي، كما اثبتت ان الحمار يقل عن ذكاء الإنسان بنحو خمس مرات.. وأظهرت الدراسات ايضا، ان الحمار يجد ثلاثة حلول لكل مشكلة تصادفه.. وانه ثاني مخلوق بعد الإنسان قدرة على التخيل!!.. هذه الامور اصبحت حقيقة عادية بالنسبة للثقافة الأجنبية.. ونعتقد، ربما لا تزال غريبة على ثقافتنا العربية وعلى تقبل وإدراك الإنسان العادي.
التاريخ يخبرنا التاريخ، ان الحمير، استخدمت منذ القدم من قبل الآشوريين، وقدامى المصريين وذلك منذ عام 4000 ق.م، اي قبل استخدام الخيول بحوالي 2000 سنة... كما جاء ذكر الحمار في العهد القديم والعهد الجديد والقرآن الكريم. وهكذا.. هناك، من يذم الحمار منا، ومن يمتدحه، ويحاول ان يرد له اعتباره، كما سنجد في هذه اللفتة الذكية من الباحث د.عادل العبدالمغني لماذا الحمار؟ يقول د.عادل، في مدخل الكتاب 'لماذا كتبت عن الحمير؟.. الحقيقية التي لا ينكرها الرجال الذين عاشوا في ماضي الكويت، ان للحمير شأنا كبيرا في الماضي، في ذلك الزمن لم تكن المركبات الآلية اخترعت' ويضيف 'كانت الحمير، بالاضافة الى الدواب الأخرى هي الوسيلة الاساسية للركوب والانتقال وحمل الامتعة'، ويبين الباحث اهمية الحمير في ماضي الكويت بقوله 'ذكر الرحالة البريطاني 'لوريمر' في كتابه دليل الخليج والذي يتكون من 14 جزءا، والمطبوع عام 1905، ان لدى الكويتيين اكثر من 3000 حمار، وذلك دلالة على وجودها وأهميتها في المجتمع الكويتي'.
ويؤكد الباحث اهمية الحمار ومدى التصاقه بحياة الناس وذلك في الامثال الشعبية الكويتية التي كانت ولا تزال متداولة للآن والتي ارتسمت وذكرت الحمار رمزا وتشبيها كما في الامثال الشعبية، فهناك الأدب الكويتي الذي ذكر الحمار بصور مختلفة، فمن شاعر الى أديب، وكذلك الفنان الكويتي لم يغفل الحمار في رسوماته ولوحاته وكان سؤال ابنه، عن الحمار وأهميته في ماضي الكويت، فهو الدافع القوي لانجازه هذا العمل حيث يقول 'ومن حق جيل الأبناء ان يستفسروا عن مثل تلك المواضيع التي اختفت مظاهرها في الوقت الحاضر، فجيل ما قبل الخمسينيات لا شك لديهم ذكريات عن تلك المرحلة الحمير في ماضي الكويت تحدث العبدالمغني عن الحمير في ماضي الكويت بشيء من الإسهاب، ووضح المهن المهمة التي قامت على ظهور الحمير. اما العاملون بهذه المهن فيطلق عليهم اسم 'الحمارة' ومنهم من يشتغل بنقل وتوزيع وبيع الماء للبيوت بواسطة الحمير.
وهناك من يعمل على حماره بنقل 'الجص' المستخدم في البناء.
كما نقل الحمارة بواسطة حميرهم الرمل من البحر لاستخدامه في البناء.. وهناك من استخدم حماره لنقل السمك من الصيادين لبيعه في سوق السمك.. وأغلب الناس استخدم الحمار في تنقلاته اليومية وتوصيل حاجاته وأغراضه سواء الى زبائنه او ما يخصه شخصيا، وبين الباحث ان اهل القرى مثل الجهراء والقرى الساحلية الجنوبية ثم ابوحليفة والفنيطيس استخدموا الحمير بكثرة في تنقلاتهم ونقل منتجاتهم الزراعية الى مدينة الكويت، اضافة الى نقل الماء والسماد الى مزارعهم وحرث الارض واستخراج المياه من الآبار.
هذا يؤكد على ان الحمار كان وسيلة فاعلة وناجحة ومريحة، دخل وتغلغل في كل شبر من ارض الكويت، كما التصق بحياة السكان بشكل قوي، كما ولا ننسى ان البدو القاطنين في بر الكويت بالماضي استخدموا الحمار ايضا لنقل انتاج البادية وبيعه في ساحة الصفاة.
ذكر الباحث عدة مهن اخرى منها 'شاوي الغنم' اي الراعي، كما كان للحمار دور واضح في الاعياد والمناسبات، فقد ارتبطت فرحة الصغار بوجوده في الساحات مزينا وملونا فتدافعوا لتأجيره والتنزه بركوبه وذكر الباحث في هذا الفصل انواع الحمير التي كان افضلها 'الحساوي'، و'الفارسي'، ويأتي بالمرحلة الاخيرة حمار 'المخكرة'، وتحدث ايضا عن 'البغال' وعن الفصيلة الاخرى التي تعرف بالبرذون'.
الحمار في الأمثال الكويتية
لم يغب عن ذهن الباحث الامثال الشعبية الكويتية التي تناولت شخصية الحمار بصور وأشكال شتى وأصبح رمزا في مضرب الامثال وذلك، نظرا لوجوده وحضوره في المجتمع الكويتي بالماضي.
قرارات المجلس البلدي
لقد ضمن الباحث د.عادل العبدالمغني، هذا الباب بوثائق صادرة عن دائرة البلدية في الكويت وهي اول دائرة حكومية تم انشاؤها في تاريخ الكويت عام 1930.
ومن الابواب الاخرى، ذكر العبدالمغني الحمار في البيئة الكوييتة، فهناك بعض النباتات الصحراوية التي سميت باسم الحمار، وهناك مناطق كويتية اخذت اسمها من الحمار ايضا وهناك ذكر في الكتاب لأبوطبيلة وحماره، تلك الشخصية اللطيفة المحبوبة التي تظهر في ليالي رمضان في ماضي الكويت وهي الشخصية المسؤولة عن إيقاظ الناس وقت السحور في رمضان، وهنا يتحدث الباحث عن فترة وجود هذه الشخصية واختفائها عام 1958 من حياته وحياة اهل الكويت.

سبعة وثلاثون : يامطية جاكِ جحيش
يامطية افرحي جاكي جحيش فقالت اذا حمل الجحش عني الحمل فيحق لي الفرح واذا كان كل منا مسؤولا بظهره عن حمله فلماذا افرح ؟ ولقد استعمل هذا القول مثلا شعبيا متداولا يمكن تشريحه من خلال الاستعارة التمثيلية ! فمن يحسب عليه اولاده المتخلون عنه يقول هذا المثل ليدلل ان حاله كحال المطية التي رزقت جحشا والتي ستظل تنوء بحمل الأثقال رغم وجود جحشها المحروس الى جانبها .

ثمانية وثلاثون : رجع العراقي بخفي حنين
كان حنين الشاطر ينتعل خفا جلديا ملونا فراق خفه لأعرابي ساذج فساومه على الخف فتظاهر حنين بانه معتز بخفه لا يفرط به فهو ثمين ونادر! وكان حنين قد نوى في سره سرقة حمار الاعرابي ! فأخذ أحد الخفين وطرحه في الطريق ! ثم طرح الآخر في مكان ثان ! فلما مر الأعرابي بأحد الخفين قال ما أشبهه بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته وسعدت ثم مشى قليلا فوجد الخف الآخر ! فترك حماره وهرول لكي يأتي بالخف الأول! فما كان من حنين إلا أن خرج من مكمنه وسرق الحمار ! اما الاعرابي وبعد ان عجز في العثور على حماره عاد إلى قومه فسألوه لماذا رجعت بدون الحمار؟ فأجابهم لقد رجعت بخفي حنين. وهذا المثل يصلح ترجمة لحال العراقيين اليوم فبعد العياط والشياط والشفاعة من قريش وبعد اللتي واللتيا والغط والنط قال العراقيون من خيبتهم الكارثية : إن ذهب زيد أوجاء عمرو طب واحنا مالنا انشالله ما حضروا ! فقد سرق حمارنا وعدنا بخفي حكومة المحاصصة والاستئثار بكل السلطات الدينية والدنيوية والبرزخية .


تسعة وثلاثون :
البروفسور عبد الاله الصائغ المحترم
تحية ومحبة
يسرنا أن نطلعكم على بيان تأسيس نادي الشعراء الحمير بعد اطلاعنا على مقالتكم المهمة جدا لنا حول الحمير في النجف
أرجو تقبل صداقتي
رئيس النادي
sadiqaltryhe@yahoo.com
20 مايس 2008
أولا : بيان صادر عن نادي الشعراء الحمير
صادق الطريحي
لا أدري بالتحديد ، من هو الشخص البليد الذي أطلق أسمي على بحر الرجز(مستفعلن مستفعلن مستفعلن) ، زاعما أنه لا يبقى على حال واحدة، لكثرة إصابته بالزحافات والعلل والشطر والنهك والجزء ، حتى عد من أقرب الأبحر إلى النثر، فركبه كل من هب ودب من الشعراء ، حتى أن الشاعر أبا العلاء المعري ، جعل بيوت الرجاز المغفور لهم في الجنة أقل سموقا من بيوت بقية الشعراء ، بحجة أن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ، وأن الرجز من سفاسف الشعر، متناسيا أنه (المعري) يمثل ذروة التصنع في الشعر العربي كما يرى شوقي ضيف .
ولأن هذا المصطلح مازال يطلق حتى اليوم على هذا البحر، فقد دعاني بعض الأصدقاء من نادي الشعراء الحمير، للكتابة في هذا الموضوع ، للتحقق من مدى صحة انطباق هذا المصطلح على بحر الرجز ، ومدى انطباقه على جنس الحمير، وطبيعة العلاقة بين الجنس البشري وجنس الحمير، ومن الذي أطلق هذا المصطلح أهو ناقد أم شاعر أم عروضي؟
وبعد التوكل على الله كتبت بعض ما جرى به القلم على اللوح ، فقلت :
لقد لاقى جنس الحمير من الجنس البشري ، ضروبا شتى من التهم الباطلة ، والافتراءات التي لا صحة لها، مع كثرة اعتمادهم عليه وشدة اتصالهم به ، في السلم والحرب ، فقد زعموا مثلا ، أن حليب الأتان يورث الغباء! ، فأنقذنا العلم التجريبي ـ والحمد لله ـ من هذه التهمة ، حين أثبت التحليل المختبري أن نسبة المواد الغذائية في حليب الأتان هي نفسها في حليب البقر إن لم تزد عليها في نسبة السكر ، وثبت أيضا خلال احد اختبارات الذكاء أن الحمار أكثر ذكاء من البقرة ، ولولا سوء حظه ، لحصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية ، كما حصل عليها رجال حماية الدكتاتور في العراق ، أو الدكتوراه الفخرية على الأقل ، كما حصل عليها الدكتاتور نفسه.
ومن سوء حظ جنس الحمير أيضا ، أن الشعر الذي رواه بعض أهل الأدب ، عن أحد شعرائنا هو من الشعر الضعيف ، على الرغم من أنه كان في غرض الغزل العفيف (قاتل الله السجع)، ويبدو أن الراوي لم ينتبه أبدا إلى أن هذا الحمار الشاعر كان يعارض قصيدة احد الشعراء من البغال التي كانت أضعف منها كثيرا ، ويبدو لي أن هذا هو السبب في تسمية بحر الرجز بحمار الشعراء ، لأنه من أقرب الأبحر إلى النثر، ومن الواضح للعيان أنها تهمة باطلة ، بل من أكثر التهم إضحاكا للرأي العربي العام ، ولو أنها عرضت على محكمة الجنايات العليا ، لحكمت فيها بنصف عدد الجلسات التي تعقدها لمحاكمة الدكتاتور، حتى لو تطوع كل المحامين العربان (يشترط في المحامي العربي أن يحسن اللغة العربية قراءة وكتابة). ومع ذلك سأحاول الرد على هذه التهمة ، بما لدي من معلومات قليلة ، في العروض والأدب ، سمعتها من الشيوخ الذين كانوا يصحبونني في بعض الطريق إلى الديار المقدسة ، للحج وللاستماع البريء إلى قيان الحجاز.
أولا ـ ليست تفعيلة (مستفعلن) وحدها هي التي يصيبها الخبن أو الطي، ليتغير شكلها كثيرا ، فتتحول إلى (متفعلن) أو (مستعلن) ، ويكون النظم بها أقرب إلى النثر!، فـ (فاعلن) تتحول في البحر المتدارك إلى (فالن) و(فـَعـِلـُن) والى (فاعـِلُ) في الشعر الحر، كما زعمته الشاعرة نازك الملائكة ، وتابعها فيه الشعراء الرواد والستينيون واللبنانيون و...و... وأنا طبعا. و(متفاعلن) في البحر الكامل تتحول إلى (مستفعلن) ولولا وجود تفعيلة واحدة من ( متفاعلن ) في البيت لعد من الرجز. و(فاعلاتن) في بحر الرمل تتحول إلى (فعلاتن) و(فاعلن).
فلم ألصقت هذه التهمة بالرجز وحده دون غيره من البحور؟
ثانيا ـ لقد أثبت النقد الأدبي الحديث ، أن البحر الخفيف (فاعلاتن مستفع : لن فاعلاتن) هو من أقرب البحور إلى النثر، وقد سقط في مطبه جمع من الشعراء الكلاسيين ، حين جعلوا من شعرهم هتافات سياسية وخطب وعظية ونصائح وطنية (قاتل الله السجع) ، فلم يطلق عليه لقب حمار الشعراء!؟.
ثالثا ـ إن نسبة النثرية إلى الرجز وذلك لاضطرابه ، وعدم بقائه على حال واحدة ، يثبت جهل من أطلق هذه التهمة بمفهوم الشعر، حين حصر النثرية بالإطار الخارجي للشعر( البحر) ، ناسيا أن أي بحر هو في طبيعته شيء محايد ، لا مزية له من حيث مناسبته لغرض شعري ما أو لانفعال ما، كما اثبت لنا ذلك احد النقاد من الجنس البشري ـ عز الدين إسماعيل ـ (لا يوجد نقاد في نادي الشعراء الحمير) ، وأن الشاعر وحده هو المسؤول عن ركوب البحر، ويبدو أن الذي اتهمنا ، قد انطلق في مفهومه للشعر من أنه القول الموزون المقفى ، غافلا ما جاء في كتاب الشفاء لأبن سينا ، من أن الشعر، ليس هو وحده القول الموزون المقفى ، فليس بالوزن وحده يحيا الشعر.
رابعا ـ يبدو أن للشعر الحر أثرا في شيوع استعمال بحر الرجز، وقد ضرب الشعراء عرض الحائط ، مقولة إن الرجز حمار الشعراء ،حين كتبوا قصائد إبداعية ، وقد قرأنا مثلكم قصيدة (النهر والموت) فعددناها من المعلقات. ويجب أن لا ننسى أن شعراء كبار ، كبشار بن برد مثلا ، نديم المهدي، قال ارجوزة مبدعة جعلت عقبة بن رؤبة ينسحب خجلا من مجلس الأمير، بعد أن اتهم بشارا ، انه لا يحسن قول الرجز!.
رابعا ـ إن مجيء الرجز مشطورا ومنهوكا ومجزوءا، وحتى بتفعيلة واحدة في البيت أو الشطر أو السطر، يثبت أن للشعر الحر جذورا حقيقية في العمود الشعري العربي ، وأن تقسيم التفعيلات على الأسطر بحسب المعنى المراد من الجملة / السطر / البيت ، وليس العكس ، لم يكن من ابتكار الشعراء الرواد وحدهم.
خامسا ـ لم لا نقول عن قصيدة النثر الشائعة والذائعة اليوم ، أنها حمار الشعراء ، وقد امتطوها للحاق بركب الحداثة ، وبقصيدة النثر البودليرية ، وبشكل حياة رامبو البويهمية (قاتل الله السجع) ، فوصلوا إلى ما بعد الحداثة وهم يلهثون!.
سادسا ـ إن مصطلح حمار الشعراء ، لم يطلق على بحر الرجز فقط، بل أطلق على ظاهرة شائعة في الشعر العربي ، هي اتكاء الشعراء على ايدلوجيا سياسية ما أو منظمة ثقافية متمكنة أو سلطة سياسية قوية أو حزب سياسي/ ديني ، ترعى الأدب لغرض خاص بها... الخ ، للوصول إلى أهدافهم التي من المستحيل تحقيقها ، دون الاتكاء على بعض ذلك.
فلقد اتهم مثلا الشاعر فاضل العزاوي ،أحد خصومه الستينيين من الذين لم يغادروا العراق ، أنه جعل من السلطة السياسية الدكتاتورية حمارا له ليحقق شهرته أو ذاته الشعرية ، واتهم بعض الكتبة والشعراء الشاعر ذو الاسم اليوناني ـ ادونيس ـ انه لم يتجاوز نمطية الحداثة ، وان سر شهرته وذيوعه يرجع إلى دعم بعض المنظمات الثقافية الفرنسية له ، وقال البعض الأخر، أن مرض السياب ، وموته المفاجئ كان هو الحمار الذي حمل له الشهرة بعد موته ، أما ما قيل في اتهام نزار قباني ، فكثير جدا نعرض عنه اليوم ، وقيل أيضا ، إن بعض الشعراء اليوم قد امتطوا ظهور الأحزاب السياسية والحركات الجديدة والوظائف المرموقة ، التي حصلوا عليها عن طريق المحاصصة الديمقراطية، ليستولوا على الأمكنة الشاغرة التي تركها الشعراء السابقون ...الخ.
سادسا ـ لقد ثبت لنا بالدليل العقلي القاطع الذي لا يرقى إليه الشك ، أن العروضيين هم الذين أطلقوا هذا المصطلح على الرجز لولعهم في إطلاق التسميات على البحور لا غير، ودليلنا النقلي على ذلك ، أن مصطفى جمال الدين وهو شاعر عراقي كبير، لم يطلق هذا المصطلح على الرجز، حين كتب كتابا في العروض ، يعرض فيه ما يراه من انتقال الإيقاع في الشعر العربي من البيت إلى التفعيلة.
سابعا ـ يحيّ النادي الشاعر موفق محمد ، وهو أحد الشعراء العراقيين الكبار، الذي قبل بالتعايش السلمي بين الجنسين ، وضرورة تبادل الأدوار بينهما ، ليستطيعا تجاوز الأزمات ـ أشك في ذلك ـ وقد أعلن ذلك صراحة وعلى رؤوس الأشهاد ، قبل سقوط الدكتاتور، وبعده أيضا ، أنه قد تحول إلى حمار! ، قال في قصيدة مؤرخة في العام 1998 :
" إن كان رأسي عاطلا
والقلب مذبوحا بهاتين اليدين
فعلام سيري في الطريق على اثنتين
جرب قوائمك الجديدة
واسترح من صخرة الإنسان
من سيزيف
وابدأ بالنهيق..."
وقال في قصيدة مؤرخة في العام 2006 :
" ألم ترَ أن لا حمار في العالم يشبه موفق محمد
فهو الوحيد الذي يسير على قدمين اثنين
عابرا الشوارع من المناطق التي يشم فيها
جلد أخيه الوحشي
لاعنا من دجنه ..."
فسبحان من جعلنا بشرا وحميرا في العهدين!.
وبعد انتهائي من كتابة المقالة ، عرضتها على الهيأة العامة لنادي الشعراء الحمير، فقررت إصدار البيان الأتي :
(بيان رقم 1)
بما إننا نعيش اليوم في عصر الحرية والديمقراطية والتعددية الأثنية والتسامح الديني والمذهبي والفكري و...و...و... ، نعلن عن تأسيس (نادي الشعراء الحمير) ليشارك في الحياة السياسية والثقافية للبلد ، ويدعو إلى نبذ العنف وضرورة التعايش السلمي بين البشر وجنس الحمير في العراق.
2ـ يدعو النادي السادة الراغبين في الانضمام إليه ملاحظة شروطه الآتية:
أ ـ لا يقبل النادي عضوية المتقدم إذا كان وزيرا أوكيلا في الوزارة أو مديرا عاما فيها .
ب ـ أن يجيد المتقدم الكتابة في قصيدة النثر والقصيدة العمودية وشعر التفعيلة ، ولا يقبل النادي كتاب الأراجيز التعليمية والمنظومات ، ومداحي الأصنام البشرية ، ومروجي الآيديولوجيات النسبية أوالمطلقة .
ج ـ أن يكون المتقدم من المستقلين ، ولا يقبل النادي عضوية من كان يعمل في إحدى فضائيات المافيات السياسية .
د ـ أن يتعهد المتقدم من الجنسين كليهما، بعدم أكراه الجنس الآخر على إتباع أفكاره ومعتقداته ، وطريقته الشعرية ، وأن يوضع الكائن المناسب في المكان المناسب.
هـ ـ يرجو النادي من السادة رؤساء تحرير الصحف والمجلات ، عرض إعلانات النادي الثقافية بلا مقابل ، لأنه لا يملك تخصيصات مالية من الحكومة أو أي من المنظمات الداعمة للثقافة والسلام في البلاد .
3 ـ أنتخب كاتب هذه السطور رئيسا للنادي ، وأمينا لسر هيأة الأمناء ورئيسا لمجلس الإدارة ، ومتحدثا رسميا باسم النادي ، وخول صلاحية قبول الأعضاء أو رفضهم ، وذلك خلال انتخابات حرة نزيهة وديمقراطية خالية من المحاصصة الجنسية أوالطائفية.
4 ـ نعتذر عن تقديم عنوان ما لمكان النادي، لأننا لا نملك مكانا حتى اليوم ، كما هو حال اتحاد الأدباء والكتاب في الحلة ، ولا نعلم بالتحديد أي إقليم أو محافظة سيقبل بوجودنا فوق أراضيه المقدسة ! .
كتب بالحلة السيفية بتأريخ
‏24‏/06‏/2006

ثانيا : قصة الثور والحمار العراقيين
ثور سمين وحمار امين ! قذفهما طالعهما بمزرعة تاجر يدعي الدين ! فكان الثور يحرث مزرعة التاجر من قبيل شروق الشمس الى بعيد غروب الشمس ! اما الحمار فكان يدير الناعور صابرا لايثور ! لكن حال الحمار كان افضل من حال الثور المسكين ! والحمار حيوان رومانسي حنون فأراد ان يصنع للثور حلاوة بطنجرة مثقوبة ! فاقترح على الثور ان يتسلم ادارة الناعور بينما هو يتسلم مؤسسة الحراثة! لكن الحمار المسكين اكتشف ان الحراثة عمل شاق مهلك فندم على اقتراحه فقال للثور غدا ستعود الى الحراثة واعود الى الناعور ! فتضاهر الثور بالمرض والكآبة حتى انه لم يتناول وجبات طعامه ليشعر التاجر والحمار معا انه غير قادر على العمل ! فما كان من التاجر الا ان صدق زعم الثور بانه مريض فكلف الحمار بانجاز مهمته ومهمة الثور اي يكون مسؤولا عن الحراثة والسقاية ! ففعل الحمار وهو يلعن الطيبة التي اردته مرادي الهلاك ! وفجأة وبينما كان الحمار مسهدا مبتليا بأرق وكآبة شديدين إذ برق في مخه بارق سينقذه من ورطته التي ورط نفسه بها ! فزحف مع الظلام نحو الثور الذي كان يغط بنومة عميقة ! فنبهه وقال له اصغ الي ايها الثور العزيز ما انا الا ناصح لك ! ففرك الثور عينيه وقال لصديقه الحمار الوفي : ما الحكاية يا ابا صابر العزيز ؟ فهمس له الحمار بمكر شديد : لقد سمعت التاجر يتحدث مع زوجته قبل ساعة وهو يقول لها قسما عظما اذ لم يشف الثور من مرضه ولم يعد الى عمله في الحراثة فسوف اذبحه وافرق لحمه على الكلاب ! فاضطرب الثور ولم يستطع النوم فهو كمن ينتظر حبل المشنقة ! وحين اشرقت الشمس نهض الثور وتناول وجبة الافطار ثم وقف الى جانب المحراث فشاهده التاجر فشد عليه المحراث وهو يضحك فقد سمع همسات الحمار للثور ولذلك همس التاجر في اذن الحمار : اياك ان تتبرع بنعالك ايها الحمار اذا كنت حافيا ! والمطلوب من القراء الاعزاء مساعدتي فيكتشفوا بأنفسهم المشبه والمشبه به ووجه الشبه وكما قال الشاعر المرحوم محمد صادق القاموسي :
ابغي الحقيقة لا الهوى والله اعلم بالحقيقة .

أربعون : خاتمة الفرزة الثانية أو الأخيرة
مسك الختام : لقد تجمع لدي مايكفي سلسلة كتب بعدة مجلدات عن حمير النجف بخاصة وحمير الله بعامة ففي كل يوم تردني رشقات من الايميلات تطالبني بمواصلة الطريق ولكنني رايت ان اكتفي بهذه الفرزة لكي ننصرف معا انا واصدقائي الى تناول امور كثيرة تتصل بمدينة النجف مثل حماماتها واسواقها واربعينات النجف وخمسيناتها وستيناتها ! ومثل عيد الدخول وكيف يعرِّق المعيدي ! ومثل ليلة الحجة الى الصباح ! ومثل طقوس حجارة الدرب ولعب المحيبس والمرداد وشبي ياحيدة والكعاب وضميمة الضميمة والدعابل وورق الشوكلاتة ومثل مقبرة النجف التي شهدت تباينا طبقيا بين قبور الاثرياء وقبور الفقراء ومثل استغلال المقابر لامور لاتخطر ببال العفريت الازرق ! مظاهرات النجف عوائل النجف المناضلة او العلمية او السياسية او الموسرة ! ومثل حروب النجف الداخلية بين القبائل كحروب الشمرت والزقرت وبين المحلات مثل حروب محلة الحويش ضد محلة البراق ومحلة العمارة ضد محلة المشراق ومثل التعايش مع شعوب اخرى مثل الفرس والهنود والترك والافغان ! ومثل اشقيائية النجف إجعن وبلوصي وناجي ابو ركيبة وخليل شيحان ( تاب وصار محاميا ووجها من وجوه المدينة ) وعبد ابو دراغ ومظلوم الشرطي ( صار بائع مواد انشائية في شارع المدينة وحاجا واطال لحيته !! ) فمن وجد في نفسه من الاصدقاء الرغبة في الكتابة عن احد الموضوعات او اثنين منها او اكثر فليفعل وستنشر المساهمة باسمه واخيرا شكرا لكل من آزرني في المقامة الحمارية وفي اية ثيمة نجفية واخص بالذكر الصديق الحبيب الدؤوب الاستاذ ذياب آل غلام فقد ابلى بلاء حسنا في توريخ تراث النجف وما زال مثل نخلة عراقية معذقة تغدق خيرها في كل المواسم والفصول .
مشيغن المحروسة
العشرون من مايس 2008

عبد الإله الصائغ

http://www.alnoor.se/article.asp?id=24759

التعديل الأخير تم بواسطة kestantin Chamoun ; 20-09-2010 الساعة 03:50 PM
رد مع اقتباس