أهديتِ صبحي سلامَ الفجرِ مولاتي
يا قبلةَ الشّوقِ يا عطرَ الحُبَيباتِ
لا الزّهرُ يذوي متى عيناكِ ناظرةٌ
لا بسمةُ الفجرِ تستهوي انطلاقاتِ
أنتِ الصّبابةُ هام العشقُ منتحراً
في موجةِ السّحرِ من عينيّ معاناتي
يا للتعاسةِ ممّا قد يعذّبني
أخشى التوغّلَ في بحرِ الخطيئاتِ!
أعلنتُ عشقي على الأيّامِ لا خجلاً
هذا التصافي على عذبِ الحكاياتِ
يا صبحَ يومي و يا فجرَ الهوى ألقاً
أنتَ الغديرُ الذي بالموج في آتِ
عشتُ لأجلِ الهوى أُعلي مراتبه
من أجلِ أنثى تسيرُ كالأميراتِ
سمراء أغفتْ على عنّاب مرشفها
حمرُ الأقاحِ التي أغرتْ بضمّاتِ.
أعتقتُ قلبي ليسعى دونَ سلطتها
فانقادَ أخرى إلى سجنِ الحَبِيباتِ.
الصبحُ ألقى على الأزهار زهوته
و استمطرَ السّحرَ من كأسٍ و رشفاتِ
يا قبلةَ العشق إنّي قد جُننتُ بك
و الرّوحُ أمستْ على كفِّ الحشاشاتِ
أودعتُ قلبي ظلالَ الوردِ أطلقهُ
حرَّ التمنّي على أصداءِ آهاتي!
و العمرُ يبقى على بَوحِ الهوى قدراً
منه استبانتْ على رفقٍ مسرّاتي
حكّمتُ أمري على عذرٍ أواصله
و استعذبَ العذرُ إنشادَ العباراتِ
طالتْ طريقي و لكنَّ الذي أملٌ
يبقى الوضوحُ الذي يُغري مسافاتي!
أهديتُ صبحي على الأنسامِ فرحته
تشدو لسعدي على أوتارِ أنّاتي
يا طيرَ حبّي و يا قنديلَ فاتنتي
هاجتْ بعشقي إلى موجٍ صباباتي
لو كنتُ أدري بأنّ الحبَّ يوهبني
نورَ الحياة الذي يهدي شراعاتي
ما كنتُ يوماً على بطءٍ أواصله
أو أخشى منه فما قفرُ المفازاتِ
أطلقتُ جنحي على مدِّ الرضّا شغفاً
فاستوطنَ القلبُ في أحضانِ لذّاتي
يسعى إليها وما منه سوى أملٌ
أنْ يلقى حضناً كأحضانِ الفراشاتِ
في قلب حبّي وقد أعلنتُ مشتعلاً
عن بحر شوقي و أهوائي وعلاّتي
لم يمضِ وقتٌ على هذا وإذ فرجٌ
من همس حبّي ينادي هذي غلاّتي!