[ابو يونان]

بارخمور أبونا
شكراً لك على هذا الموضوع وعلى هذه الموعظة القيمة يقول الكتاب :
من هذا الوقت رجع كثيرون إلى الوراء ولم يعودوا يمشون معه ....يو 6 : 66 - 71 هذه الفقرة تصطبغ بصبغة الألم والمأساة لأنها تحمل في حناياها بداية النهاية .. لقد جاء وقت كان يبدو فيه وكأن الجموع قد التفّت حول يسوع رأوا معجزاته فأمنوا به وفي السامرة ظهرت أعماله وفي الجليل تجمهرت الجموع حوله والآن تغيرت الأحوال
وتظهر ظروف تكشف معدن الإنسان وتظهر جوهره فتتمثل أمامنا مواقف ثلاثة تجاه يسوع :
1 / موقف الارتداد العلني : الذين التفوا حول يسوع وعندما رأوا إلى أين يتجه , إلى مقاومة السلطات رأوا سفينته تندفع نحو الصخور وتهددها الأخطار هجروها في الوقت المناسب إنهم لا يحبون المتاعب فتخلوا عن يسوع .
2 / موقف الانحلال الخفي : في يهوذا نستطيع أن نرى صورة لهذه الفئة التي ينتظر منها الكثير ولكن الفساد يدب في الداخل .
3 / وهناك من يتخذون موقف العزم الحقيقي يا رب على من نذهب ؟ ما أشبه هذا القوم باعتراف بطرس بإلوهية المسيح / أنت هو المسيح ابن الله الحي / لقد كان موقفاً مشابهاً لهذا الذي استدعى اخلاص بطرس وإيمانه واعترافه وهو هنا يقول إلى اين نتجه ؟ وأين نجد كلام الحياة إلا لديك أنت ؟ على أننا ينبغي أن نلاحظ أن إخلاص بطرس لسيده مبني على صلته الاختبارية به ولا شيء غير هذا فهناك امور كثيرة لم يستطرد ذهنه أن يستوعبها ولكن كان هناك شيء في يسوع يدفعه إلى الالتصاق به .
إن المسيحية ليست فلسفة نقبلها ولا هي نظرية نضعها ولا أفكار منطقية وعقائد عقلية يسلم بصحتها العقل ..... إنها استجابة تلقائية للمسيح .... إنها جواب القلب لجاذبية السيد ... إنها روح الإخلاص والمحبة التي تفيض في قلب الإنسان .... لأنه لا سبيل أخر سوى هذا // إذ ليس بأحد غيره الخلاص // آمين
بارخمور ويعطيك ألف عافية أبونا