قرّرتُ أنْ...
قرّرتُ أنْ...
أتخلّى عن زعامة الكون
عزمتُ على...
تقديمِ استقالتي
ودّعتُ محيطَ غروري
ليصبّ في ساقية التواضع.
جلستُ متأمّلاً
صخبَ الأحقادِ
المنبعثِ من ركامِ النّتن.
جمعتُ حروفَ دهشتي
و غرستها في سطرِ الخيبةِ
المكسوّة بطلاءِ الألم.
كشفتُ حبلَ غسيلي القذر
و نشرتُ عفنّهُ المخفيّ
كإنسانٍ في هذا العصرِ
المغميّ عليه!
تجرّدتُ من كلّ أفكاري
و لو للحظةٍ
فأصبحتُ بلا مبدأ..
بلا عقيدة..
بلا هدفٍ..
و بلا إيمان.
فرأيتُ كلّ شيءٍ
ممسوخاً كالحاً
متجهّماً بائساً
حزيناً تائهاً.
قرّرتُ إذاً
أن أعودَ إلى إنسانيّتي
لأني فقدتُ كلّ سبل الخير
و تنكّرتُ لكلّ مفاهيمِ الحقّ و الجمال
و تقيأتُ خلاصةَ فكر العقلِ و الأخلاق!
لكنْ حزّ في نفسي
أنّ كثيرينَ
ممّن يعيشون هذه الأيّام
لا يفكّرونَ بالعودةِ
إلى شيءٍ منَ
الحقّ و الخير و الجمالِ
لأنّ سلطانَ الشّرّ
أعمى قلوبهم.
لأنّ قيدَ الشهوة
شلّ ركابهم.
لأنّ نار الانتقام
ألهبت حيوانيّة غرائزهم!