عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-04-2008, 09:27 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,008
افتراضي

شكرا لمرورك يا بنت عمي جومانة فالأب الفاضل القس ميخائيل بهنان يعقوب كانت تربطني بوالده المرحوم بهنان صارة الذي عرفه كل أهالي ديريك بلقب (قوقو) و هذا اللقب جئتُ على ذكره في قسم الألقاب كما شرحته في نبذة مطولة عن حياة المرحوم والد الأب القس ميخائيل حيث كان صديقا لي و معلما أخذت عنه الكثير كما يعتبر شقيق الأب القس ميخائيل الأكبر سمعان صديقا لي منذ فترة التعليم الإبتدائي و بعد ذلك حيث كانت تربطني به و بكل الأسرة علاقة محبة و احترام و لا تزال هذه العلاقة قائمة. نعود إلى قصة لقب (قوقو) فإنني ذكرته, كما سبق و قلت في قصة حياة والده المرحوم و سأقوم بنشرها في المنتدى الآزخيني عما قريب. و نحن هلازخ نُعرف بألقابنا و لا نخجل منها فليست عارا بل أنّ الأزخيني لا يُعرف إلاّ من خلال لقبه. أي اللقب الذي التصق باسم الأسرة على مرّ الأعوام الطويلة.
كنت ألفت كراسا عن المرحوم بهنان يعقوب بتاريخ 9\10\1982 أي بعد يوم واحد من وفاته و أسميت الكراس (غروب شمس). أما عن قصة لقب (قوقو) و من أين جاءت فربما لا يعرف تماما أبونا الفاضل القس ميخائيل قصته بالتفصيل أسجلها هنا للفائدة.
ذكر لي صديقي سمعان شقيق القس ميخائيل نقلا عن المرحوم سرجان بهنان (و هو أزخيني كانت أسرته غادرت مدو إلى آزخ منذ زمن قديم و هو يعتبر من أخوال المرحوم بهنان يعقوب) قصة هذا اللقب على النحو التالي: في أيام الاحتلال الفرنسي لكل من سورية و لبنان كان المرحوم بهنان يعقوب والد أبينا الكاهن ميخائيل ذهب إلى لبنان للعمل هناك و حصل على عمل حيث كان يقوم بتكسير الحجارة التي يتم استخدامها في أغراض البناء. كان المرحوم قويّ البنية ضخم الجثة طويل القامة يتمتع بعضلات مفتولة و همّة عالية لا تكلّ و لا تملّ و بفضل هذه الميزات الجسدية القوية و النادرة كان يستطيع كسر كميات كبيرة من الحجارة في وقت قصير يتعدى حدود المتعارف عليه و المنطق العقلاني المقبول فكان هذا يؤثر على منتوج العمال الآخرين الذين مهما كانوا يحاولون مجاراته إلا أنهم كانوا يصابون بخيبة الأمل و دون جدوى فكان يسبقهم في هذا المضمار و لم يكن بينهم من يضاهيه في هذا العمل, ولكون العمل كان يتمّ بالاتفاق على إنجاز الكمية المقررة و ليس بالمياومة فإن سرعة إتمام العمل كانت تعود بالضرر على العمال لأنهم و بعد الانتهاء من تكسير الكمية المتعاقد عليها مع صاحب العمل من الحجارة, سيجدون أنفسهم بدون عمل يعانون البطالة, لهذا السبب و خوفا من العمال على فقدهم لعملهم فإنهم أرادوا التخلص منه فنشبت بينهم و بينه مشادات كلامية سرعان ما تحوّلت إلى شجار بالأيدي و الأرجل و بكل ما كان متوفراً بين أيديهم من أدوات و عصي و غيرها. كان العدد الذي هجم عليه من العمال كبيرا فاستطاع لوحده و بالبير (الرفش) أن يجرح أربعين شخصاً منهم في تلك المشاجرة, فتقدم العمال المصابون بشكوى إلى السلطات الحكومية المختصة و كان من المتوقع أن يحكم عليه بالإعدام و حين مثل أمام الحاكم سأله من له من الأقارب هنا؟ أو مَن يعرف من الأشخاص؟ فقيل أن سرجان بهنان هو خاله و من المسؤولين عنه هنا فاستدعى الحاكم المرحوم سرجان بهنان كبرو جمعة (و كان في أيامه الأخيرة وجيها من وجهاء المجلس الملي السرياني في مدينة المالكية (ديريك) فشرح للحاكم بأسلوب دفاعي معقول و ذكي و خاصة أنه كان يخدم في سلك العسكر الفرنساوي إذ اكتسب خبرة و حنكة في طريقة الحديث و الحوار على مثل هذه المستويات’ فأفرج عن المرحوم بهنان يعقوب و ظنه العمال بادئء الأمر بأنه شخص مسلم و لأجل هذا حاولوا التعدي عليه والتخلص منه. و صدف أن كانت إحدى النساء الأزخينيّات حاضرة أثناء نشوب هذه المشاجرة و هذا الاقتتال بين الطرفين فقالت قولا ذهب مثلا و منه جاء اللقب الذي لا تزال تحمله أسرة الأب القس ميخائيل يعقوب و ما قالته باللهجة الأزخينيّة و بالحرف دون زيداة أو نقصان: "يابو هدول بيت صارة نيس ميتيق علين, يژبون حنطة القوقو" و شرح النص بالعربي الفصيح يكون: "يا عزيزي إن آل صارة (أسرة صارة) لا يستطيع أحد التغلّب عليهم أو كسر شوكته أو مجاراتهم. إنهم يشبهون حنطة القوقو" و كانت القوقو نوع من أنواع الحنطة (حبوب القمح) التي عرفها هلازخ (أهل آزخ) و زرعوها في آزخ و ديريك أيضا عرفت بعطائها الكثير و حسن نوعها فكانت متميزة و كبيرة الحجم. و من كبر حجمها أرادت المرأة أن تشبه المرحوم بحنطة القوقو.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس