عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2006, 04:40 PM
Dr Philip Hardo Dr Philip Hardo غير متواجد حالياً
Gold Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 697
Exclamation التنصير في المغرب العربي على قدم و ساق

الوطن العُمانية

حسب إحصاء نشرته منظمة الأمم المتحدة ، يبلغ عدد المسيحيين في الجزائر : 25000 منقسمون إلى 10000 كاثوليكي و 15000 بروتستنتي . و لكن التقرير الأممي لا يقول بأن أغلبية هذا الجمهور هم من قبائل الأمازيغ التي دخلت الإسلام منذ عام 50 هجري مع الفتح العربي واندمجت اندماجا طبيعيا مع كل سكان المغرب العربي إلى اليوم، بل من هذه القبائل البربرية ذاتها نشأ فاتحون بارزون أمثال القاضي المجاهد طارق بن زياد الذي فتح الأندلس رافعا راية الإسلام الحنيف.
خصصت مجلة ( لانتليجنت ) الباريسية هذا الأسبوع تحقيقها لملف التنصير في بلدان المغرب العربي و بخاصة في الجزائر و المغرب، و أرفقت التحقيق بصور للكنائس والمصلين المنهمكين في تلاوة الإنجيل و أداء الصلاة اليسوعية ، واستغربت شخصيا من التحقيق الصحفي الذي أجرته المجلة في قرية(أوزلقان) قائلة بأن أحد سكان القرية إسماعيل كان مدمنا على الخمر و إيذاء أهله بالضرب إلى أن التقاه صديقه محمد وهو عامل بناء اعتنق المسيحية فهداه إلى الكنيسة وقراءة الكتاب المقدس ، و منذ اعتناق إسماعيل للدين المسيحي تغير سلوكه وتاب!


و هل لاحظتم حضرات القراء أن الذي (هداه) إلى الخروج من دين محمد (ص) هو صديقه محمد !
تقول المجلة الفرنسية إن التنصير أصبح كأنه موضة عارمة استفحلت بالخصوص في الجزائر والمغرب وتحديدا لدى أبناء القبائل البربرية ! و تضيف بأن الكنائس تعمل بكل حرية والإنجيل يباع في المكتبات الخاصة لمن يريد كما أنه كذلك يوزع مجانا مباشرة أو بالبريد. و يكتب فريد أليلات كاتب التحقيق المصور قائلا : إن الملف أصبح يحرج السلطات في حين أن الأئمة في خطب الجمعة يصرخون منددين بهذه الموجة الغريبة التي تخرج بعض الشباب من الإسلام. وحضر الصحفي نفسه قداسا في قرية (أوزلقان) بصحبة جعفر الذي قال بأنه اهتدى إلى طريق المسيح منذ ثلاثة أعوام ، و يصف الصحفي الكنيسة بجدرانها المزدانة بصور السيد المسيح والعذراء وبراويز فقرات من الإنجيل ونصوص صلوات ودعوات، واستمع مع المسيحيين الجدد إلى خطبة القس سليمان أحد أبناء القرية! وفي كنيسة أخرى بقرية (وادياس) قرب مدينة (تيزي وزو) حضر الصحفي قداسا آخر تحت يافطة مكتوبة باللغات الثلاث الفرنسية والأمازيغية والعربية جاء فيها: قال يسوع: أنا الطريق والحق والحياة . يروي كاتب التحقيق على عهدته هذه الحادثة يقول بأن أمر هذه الكنيسة بلغ إلى السلطات واستدعت الشرطة القس سليمان لطلب معلومات عن هذه الكنيسة، فقام سليمان في رجال الشرطة خطيبا واعظا باسم المسيح ! و طلب المحققون من القس الجديد زيارة الكنيسة و حضور القداس فرحب بهم وأجلسهم مع المصلين وتلا خطبة الأحد على مسامع الحاضرين، و يقال بأن رجال الشرطة انصرفوا مطمئنين بل إنهم قالوا: لو كان كل الجزائريين مثلكم لما احتاجت الجزائر إلى الشرطة! و كان القس يلقي مواعظه بالفرنسية و باللغة القبائلية و يدعو المصلين إلى التشبه بالسيد المسيح وتقديم الخد الأيسر إلى من صفعك على خدك الأيمن والصبر على الرغبات وترك الطمع والغضب والحقد، أمام ثلاثين من أتباعه و مريديه !


تقول المجلة الفرنسية إن المسيحيين الجدد في كنيسة (وادياس) الجزائرية أصبحوا دعاة متجولين وشاركوا في الحملات التنصيرية ببلدان أخرى مثل تشاد وموريتانيا والسينغال ولدى الجالية العربية بفرنسا. وفي مدينة (تيزي وزو) ذات الأغلبية القبائلية نشأت كنيسة تحمل اسم (كنيسة الإنجيل الشامل) وهي عبارة عن فيلا بناها الداخلون في الدين المسيحي بفضل الهبات والمنح التي أغدقتها عليهم المنظمات الرسالية في العالم، و نقل الصحفي تعليق القس الذي يسمى (محند) و عمره 46 عاما ( للعلم فان اسم محمد سيد الخلق صلى الله عليه و سلم يتغير إلى محند !) يقول القس بأن إقليم القبايل بعيد عن تأثير الحركات الإسلامية ولهذا السبب ندخل في الدين المسيحي أفواجا ...!
هدفي من تعريب هذا التحقيق ليس إبداء رأي شخصي ضد حرية هذا أو ذاك في العقيدة التي يختارها بل فقط لإعلام الرأي العام العربي المسلم بظاهرة جديدة ثم ترك ضمائر القراء حرة هي الأخرى في تقييم هذه الظاهرة. لكن ضميري أيضا يفرض علي التحذير من ممارسات التبعية الحضارية بإقصاء الفكر الإسلامي عن المجتمعات المسلمة تحت شعار مقاومة التطرف، لأننا مهددون بالسقوط في تطرف أخطر والإلقاء بشبابنا في فخاخ استعمار ثقافي و حضاري مسيحي يهودي، هو بالضرورة الوجه الآخر للهيمنة التي يقدمونها لنا على أنها حتمية !

إيلاف
2005
د.أحمد القديدي:
كاتب وسياسي عربي ـ باريس
رد مع اقتباس