عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-02-2015, 11:08 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,023
افتراضي الأحد، 23 فبراير، 2014 الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية تحت عنوان "الموشحات

الأحد، 23 فبراير، 2014

الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية




تحت عنوان "الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية" نشرت صحيفة الثورة الدمشقية بملحقها الثقافي الصادر بتاريخ 9/7/2013 مقالاً كتبه: معين حمد العماطوري. ولأهميته وللتعبير عن أسفي الشديد لعجز مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات البحث العلمي واتحاد الجامعات العربية التابع لجامعة الدول العربية منذ الاستقلال وحتى الآن عن وضع أسس موحدة لإجراء دراسات تتناول الجذور الثقافية والسكانية التي تربط بين أبناء هذا الوطن الكبير الذي يمتد من الخليج إلى المحيط. تاركين الأمر بدلاً عنهم للمستشرقين الأوربيين يخوضون في هذا المجال، مستفيدين من غياب الباحثين العرب عن تناول هذا المجال، للإمعان فيه تحريفاً وتزييفاً كما يشاؤون خدمة لمصالح الدول التي تمول دراساتهم وأعمالهم البحثية، والأسوأ من ذلك أن أكثر الباحثين العرب المعاصرين أخذوا ينقلون عن أولئك المستشرقين بأمانة وإخلاص وتباهي، دون إخضاع ما ينقلونه للمنطق العلمي، ودون العودة للمراجع العربية الأصلية المخطوطة حيثما وجدت، ومن الأمثلة الحميدة على ذلك ما جاء في مقالة معين حمد العماطوري التي تساءل فيها عن أصول الموشحات الأندلسية أهو أندلسي غربي أم سرياني شرقي ؟ دون تسليط أي ضوء أو إشارة إلى أن الحكم الأموي آخر أيامه في بلاد الشام انتقل من عاصمته دمشق إلى بلاد الأندلس. وحتى دون الإشارة إلى إمكانية ترك أعداد كبيرة من السريان موطنهم الأصلي وانتقالهم مع الأمويين إلى الأندلس، حاملين معهم ثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم التي تميزهم عن غيرهم. وكلي آمل أن تثير هذه الإشارة بعض الباحثين العرب لتسليط الضوء على العلاقة الإثنية والثقافية التي تربط بين مشرق الوطن العربي ومغربه في عالم اليوم. ليسموا الأشياء بأسمائها دون تحيز سوى للحقيقة العلمية.
أما العماطوري فقد كتب مقالته:
قبل الدخول في معرفة الموشح أندلسي أم سرياني شرقي، لابد أولاً من ذكر التعاريف التي جاءت على ألسنة الباحثين المهتمين في هذا المجال، حيث ذكر المؤرخون والباحثون تعاريف عديدة للموشح منهم:





ابن خلدون

1- ابن خلدون «تولد سنة 808 هـ المصادف 1388م» الذي عرف الموشح بقوله: «وأما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم، وتهذبت مناحيه وفنونه، وبلغ التنسيق الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا سموه الموشح ينظمونه أسماطا أسماطا، أغصانا أغصانا، يكثرون من أعاريضها المختلفة، ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا ويلتزمون عند قوافي تلك الأغصان.
2- ابن سناء الملك «تولد سنة 550 هـ»: الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص..
والمحدثين عرفوا الموشح ومنهم:





حنا الفاخوري

3- حنا الفاخوري الذي عرف الموشح بـ«قصيدة شعرية موضوعة للغناء».
4- الأديب المغربي محمد بن تاوبت بأن الموشح «هو فن مستحدث من فنون الشعر العربي في هيكل من القصيدة، لا يسير في موسيقاه على النهج الشعري التقليدي الملتزم لوحدة الوزن ورتوب القافية وإنما يعتمد على منهج تجديدي متحرر، فيه ثورة على الأساليب المرعية في النظم بحيث يتغير الوزن وتتعدد القافية.
5- د. رضا محسن القريشي: الذي عرف الموشح بضرب من ضروب الشعر تتعدد قوافيه وأوزانه تبعا لرغبة ناظمه، ويعد ثورة على الشعر المقفى التقليدي الذي يخضع لقيدي الوزن الواحد والقافية الواحدة،
ومن خلال دراستنا لهذه التعاريف رأينا أنهم أجمعوا على إن الموشح لا يخرج عن كونه نوعا من النظم وان فنه من فنون الشعر العربي. والموشح مشتق من كلمة وشح أي زين، وسميت بالموشحات لما فيها من تزيين وتنميق.‏
وهناك تعاريف كثيرة لكننا آثرنا على التعاريف المذكورة لأن بمجملها تدور في دائرة واحدة..وذلك بقصد الغور في المنشأ.‏
منشأه:
كثرت آراء القدامى والمحدثين حول تاريخ ومكان نشأت الموشحات فمنهم من أرجع تاريخها لأواخر القرن التاسع، وآخرون في نهاية القرن العاشر، وآخرون في أوائل القرن الحادي عشر.‏
أما منشأه فهناك عدة نظريات نوجزها بما يلي:





بطرس البستاني

أولا- أن أغلب الباحثين من المستشرقين "مينيندز بيلينو، وريبيرا، وجب، وبروكلمان، وبنكل، وغيرهم" والعرب "يوسف اسعد، وبطرس البستاني، ود. عبد العزيز الاهواني، وحنا الفاخوري، وغيرهم» عرفوا الموشح بأنه فن التوشح الذي انتقل إلى الأدب العربي من خلال الأغاني الشعبية الاسبانية «الفلامنكو» والبروفنسانية اللاتينية التي كانت تعرف بالرومانسية من خلال جماعة الرواة والمغنين المعروفين في فرنسا بالتروبادور، وجنكلر، من العصر الوسيط «القرن السابع والثامن الميلادي» واشتهروا في غالية واسبانيا إذ كانوا يطوفون البلاد متنقلين من قصر إلى قصر يقصدون الأمراء في المواسم والأعياد، يتغنون بأناشيدهم الغرامية وقصص الفروسية في مقاطع غير محكمة الوزن، ولا تلتزم فيها القوافي التزاما. أما الأساس الذي يستندون إليه في نظريتهم هو:‏
1- لأن قصائدهم «أسوة بالموشحات» كانت مغناة‏.
2- مواضيعها تدور في الغرام والفروسية.
3- غير محكمة الوزن ومختلفة القافية.
4- وجود جوانب مشتركة بين الموشحات والمنظومات التروبادورية، حيث نجد في مقطوعة من المقطوعات التروبادورية جزء يقابل الغصن في الموشحة وجزء يقابل القفل.. ومن نقاط الالتقاء أيضا أن ما يقابل الغصن مع ما يقابل القفل يسمى عند جماعة التروبادور بيتا كما هو الحال عند جماعة الموشحات.‏





مقداد رحيم

إلا أن هذا الرأي خلق عند البعض رأي معاكس، آي دفع بالبعض أمثال المستشرق "ليفي بروفنسال، وبنكل، وكراتشوفسكي، ومقداد رحيم،ومجدي شمس الدين، وغيرهم... الذين لا يستبعدوا أن يكون شعراء التروبادور هم الذين تأثروا بالموشحات، حيث كانوا قبل أن يعرفوا فن التوشيح ينشدون منظومات شعرية تتجرد تماما من الوزن والقافية، ولا تتضمن من الإيقاع إلا اتحاد الحروف الأخيرة، ويدعمون نظريتهم بما يلي:
1- أن أول شاعر تروبادوري هو جيوم التاسع أمير بانييه الذي كتب أشعاره بين سنة 1100-1127م أي بعد أقدم الموشحات بأكثر من 200 سنة.‏
2- ما ذهبنا إليه من التقارب بين الموشحات وأغاني التروبادور كتقابل الأغصان والأقفال.
3- نجد إن هذه الظاهرة غريبة على الشعر الأوربي قبل جماعة التروبادور.





طه حسين

ثانياً: والبعض الآخر أمثال ابن بسام، وابن خلدون، واحمد حسن الزيات، طه حسين، ومارون عبود، وإبراهيم أنيس...وغيرهم يعتقدون أن فن التوشح هو مشرقي المنشأ أي عربي وينسبونه إلى مقدم بن معافر الفريري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني هو أول من كتب الموشح وكان ذلك في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي واخذ عنه أبو عبد الله احمد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد ويوسف بن هارون، وعبادة بن ماء السماء، إلا أنه لم يظهر لهم ذكر.. ومنهم من يعتقد ان الشاعر العراقي ابن المعتز المتوفى سنة «296هـ – 876م» هو أول من انشأ هذا الفن بقوله:
أيها الساقي إليك المشتكي قد دعوناك وان لم تسمع
ونديم همت في غرته
وشربت الراح من راحته
كلما استيقظ من سكرته‏




أبونواس

ثالثاً: البعض ومنهم خاصة د. عبد العزيز الأهواني يعتقد بان الموشحات أعجمية لوجود ألفاظ أعجمية أي خرجات أعجمية وهذا ما سينقلنا إلى عدة احتمالات هل هي أندلسية أم فارسية أم سريانية.. فمن يدرس الموشحات سيجد إن كثير من الوشاحين «وحتى غير الوشاحين أمثال أبو نواس» يخرجون قصائدهم بأبيات لأشهر الشعراء من العرب والأجانب أو ألفاظ دخيلة إلا أنها قد تكون مألوفة لديهم. حيث روى أبو فرج الأصفهاني «تولد 356هـ - 936م» مقطعة من أربعة أبيات لإبراهيم الموصلي يصف بها خمارا ختمها بالبيت الآتي





أبو الفرج الأصفهاني

فقال «إزل بشينا» حين ودعني وقد لعمرك زلنا عنه بالشين
نجد أن الشاعر استخدم مفردات سريانية كعبارة «ازل بشينا ـ إزل بشينا» بمعنى اذهب بسلامة وكذلك «اّزلنا. زِلنا» بمعنى ذهبنا و"بشينا ـ بالشين" بمعنى بالسلامة.‏
رابعا: وآخرون يعتقدون أمثال الأستاذ مقداد رحيم أن الموشحات التي نسمعها اليوم مغناة بشكل جماعي ليست أندلسية في طريقة الغناء والألحان، بل هي مشرقية. فهي مزيج من ألحان مشرقية وألحان أندلسية كنسية. ويعتقد الأستاذ مقداد إن الموشحات كانت في السابق يغنيها شخص واحد مع جوقة تردد بدلا من جوقتين... كما يعتقد إن الموشحات مرت بثلاث ادوار وما وصلنا منها كانت بالدور الثالث أي متكاملة.
خامساً: الأستاذ سلمان علي التكريتي الذي يقول: ولا نغالي إذا قلنا أن الموسيقى السريانية بواسطة الكنيسة الشرقية قد تمكنت من فرض فنية ترانيمها الشرقية على عموم أوربا عن طريق مدرسة الرها ونصيبين، وان الموسيقى الأندلسية والموشحات الأندلسية، هي موسيقى الكنيسة الشرقية، التي انطلقت من وادي الرافدين وبلاد الكنعانيين والفينيقيين وشبه الجزيرة العربية. ويعتقد الأستاذ سلمان علي بأن الموشحات الأندلسية في المشرق العربي «سوريا، والعراق، ولبنان، والأردن، ومصر» قد تأثرت تأثيرا واضحا بإيقاعات الغناء الشعبي من ناحية وتأثيرات الموسيقى التركية من ناحية ثانية، فافتقدت الموشحات الأندلسية في المشرق العربي ميزتها التراثية الأصلية، لكننا نجد العكس في المغرب العربي «تونس، والمغرب، والجزائر» إذ أن الموشحات الأندلسية صارت هي الأساس الذي يستلهم منه الغناء الشعبي، لان الموشحات في الأصل كانت هي الغناء الشعبي والتقليدي في أن واحد، والدليل على هذه الأصالة والنقاء هو الذي قربها ومشابهتها لأداء الغناء الكنسي المشرقي الذي ما زال يؤدي على شاكلته على مر القرون، ومنذ ظهوره وخلال تطوره بأسلوب مار افرام.‏





مار أفرام


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس